21 December 2008

تمنيت أن أعيش في الهواء

احساس بالبرد يجتاحني
جفاف في الحلق
رغبة في القىء
احساس بالعري
فقدان للثقة بالنفس
الخوف من القادم
انفاس سريعة قصيرة متلاحقة
سخونة في القلب
غير قادر على الكلام
فاللسان شبه مشلول
عيون جاحظة
تنظر إلي اللاشىء

الدنيا تتخضب باللون الأحمر
سريعاً ينقلب إلى أسود
العودة لنقطة الصفر
يحدث الإنهيار

يتوقع حدوث انتكاسة صحية قريبة
حيث المناعة ترفع الرايات البيضاء
لكل و لأضعف الأعداء
لا تقاوم و لا تدافع فقط الاستسلام

رعشات في الأصابع
دموع غير قادرة على الإنفلات
اتساع في الحلق استعداداً لإستقبال
ما في الأحشاء

الكل يدفعني نحو الأمواج
لا أحد يعرف اني سأصير من الغرقاء
لا أحد يعرف اني لا أتنفس ماء
صرخات مكتومة تخرج من حلقي
لا يسمعها من في الأرض و لا السماء

هربت من كل الناس إليه
ارتجف من الخوف بين يديه
أبكي و اختفي بين ضلوعه
قال ان في الماء خلاصي
و أن علي الاستسلام

فسكت و لم أعرف ما أفعل
و تركت جسدي للماء
هل سأموت و أصبح من الشهداء ؟
أم ستأكلني الأسماك ؟
لا أعرف ما النهايات

و لكني أعرف أني لا أتنفس ماء
و أني تمنيت أن أعيش في الهواء

***********

18 December 2008

رَجُل رغم أنف الجميع

أيها المجتمع المنافق
يا من يبحث عن الضعيف
ليسقط عليه نقصه و جبنه و ضعفه
ماذا تريدون أن أفعل
كي أكون رَّجُل في أنظاركم ؟

ماذا أفعل عندما تصرخ أمي في وجهي
و تقول لي أنت لست رَجُل
لأنني أرفض الزواج من بنت

هل تم اختصار الرجولة
في الأعضاء التناسلية ؟

***
ما رأيكم أن أتزوج
من فتاة محترمة خجولة
و أتركها وحيدة تصارع غريزتها
و أنا لا أبالي
أتركها تحترق أمامي
و أنا لا أبالي
أتركها في جحيم الحلال و الحرام
والرغبة في الخيانة بحثاً عن حقوقها
و أنا لا أبالي
أتركها تنهش في جسدها وحيدة
و أنا لا أبالي

و أنتم لا تدرون و أنتم لا تعلمون
و لكنني سأكون وقتها رَجُل بحكم القانون

***
ما رأيكم أن أتزوج من شرموطة
و أتركها تنام مع كل المنافقين
و أنا لا أبالي
و أصير أنا أيضاً شرموط
و أنتم لن تبالوا
و أصير أكبر قواد
و أخذ منكم المصاري
و أنا لن أبالي

و أنتم لن تتكلمون و أنتم لن تعترضون
لأنني سأكون وقتها رَجُل بحكم القانون

***
ما رأيكم أن أصير حقيراً
ما رأيكم أن اصير منافقاً
ما رأيكم أن أكون مثلكم
و ارتدي من اقنعتكم

و أنتم لن تنددون و أنتم لن تشجبون
لأنني سأكون وقتها رَجُل بحكم القانون

***
اتركوني و شأني
فأنا بعيد عنكم
لا أريد منكم شيء
لا أتدخل في حياتكم
و لا في حجرات نومكم

فاتركوني و شأني
فأنا رَجُل رغم أنف الجميع

16 December 2008

حب و إشتياق

مشاعر جديدة لم يجربها كريم من قبل .. ينام كريم في فراشه .. باحثاً عن النوم دون جدوى .. نبضات قلبه سريعة متلاحقة و كأنه في سباق .. زفرات من الهواء الساخن تخرج من صدره محملة بسخونة هذا القلب النابض .. لديه إحساس بأن روحه تهيم فوق جسده ربما تبحث عن شىء لا تجده هنا .

تفاصيل اللقاء الأخير معه تجتاح عقل كريم .. يبدأ اللقاء بخلاف و غضب من كريم لتأخره المعتاد عن الميعاد المحدد بينهم و لكن سريعاً ينسى كريم و يسامح .. يتذكر كريم كل الكلمات التي دارت بينهم .. كل اللمسات التي نقلت مشاعر لا تستطيع الكلمات على نقلها .. يتذكر الحنان الجارف و الاهتمام و الخوف الذي يشمله به .. تتدفق الدموع الساخنة من عينيّ كريم لإشتياقه لكل هذا الآن .

يشتاق كريم لصوته و لأغنياته .. يشتاق لأشعاره و كلماته .. يشتاق لحنانه و رعايته .. يشتاق لعقله و قدرته على تفسير الأشياء التي كان يفهمها كريم بشكل مختلف .. يشتاق لشكل الحب الذي رسمه له على طريقة الأنصاف الباحثة عن النصف الأخر الذي يكملها لتصير روح واحدة مكتملة .. تلك هي احدى نظريات الحب .. يتذكر كريم تلك النصائح التي قالها لكريم لكي يستطيع أن يلتحم النصفين .. فليس التلاقي هو النهاية و لكن الإلتحام بينهم عن طريق العشرة و تبادل الخبرات الحياتية بينهم و انتقال كافة تفاصيل الحياة بينهم لتصير الحياتين حياة واحدة مشتركة بينهم .. يشتاق كريم لكل هذا الآن .

يتذكر كريم حينما كان يمشي بجواره واضعاً يده فوق كتفه لاختصار المسافة الفاصلة بينهم .. يسيران بخطوات متناغمة و كأنهم جسد واحد .. كانت الشوارع خالية من المارة لتأخر الوقت و برودة الجو .. كانا يتحدثان سوياً .. كان يحكي هو عن المستقبل .. قرر هو أن يتخلى عن حلمه الخاص ليحقق حلم مشترك يجمعهما سوياً .. لم ينطق كريم معقباً على هذا القرار .. لم يعرف ما هو الرد المناسب هل يشكره ؟ هل يقبله ؟ هل يقول له انه رائع ؟ .. مشاعر مختلطة اجتاحته وقتها لم يعرف أي منها المناسب ليرد على هذا الكلام .. فقط امتدت يده لرأس نصفه الأخر يمسحها برفق .. ربما أراد وقتها ان يضمه لصدره .. ربما اعتقد ان لغة الجسد ابرع على نقل ما في داخله من مشاعر .. أخفى كريم دموع كادت ان تهرب من عينيه وقتها ربما لأنهم كانوا يسيران في الشارع .

و لكن تلك الدموع خرجت الآن .. دموع الإشتياق .

24 November 2008

حكاية كتكوت

كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

عشة الطيور فيه كتكوت قمور
ريشة أخضر في أبيض في أصفر يا سلام عليه
بس النني في عينه البني مش بيغني ليه
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

قال ايه مامته بعدت عنه حتى باباه كمان
و الكتاكيت التانية ف دنيا مليانة بحنان
مش هيغني و لا يتنطط و حيفضل زعلان
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

حتى الحَب ما حَب يلقط منه كمان
خس كتير يا حرام اما مسكين
الكتاكيت التانية شافوه وحده زعلان
سابوا اللعب و جم حواليه قايلين

كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

يا أخونا الكتكوت مالك مش مبسوط
لا انت بتلعب و لا تتكلم و الأكل راميه
حتى النني الحلو البني مش بيغني ليه
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

قال ايه مامته بعدت عنه حتى باباه كمان
و الكتاكيت التانية ف دنيا مليانة بحنان
مش هيغني و لا يتنطط و حيفضل زعلان
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

يالله معانا غني معانا ما احنا كمان
مش بنعيط زيك و لا خايفين
افرح يالله و فرفش و املى عنيك ألحان
بابا و ماما أكيد جايين

كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

الكتكوت قوام قال فعلاً تمام
لازم افرح و اضحك و اكل
هو ده المعقول

كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

عشة الطيور فيه كتكوت قمور
ريشه أخضر في ابيض في أصفر يا سلام عليه
و ادي النني في عينه البني هيغني و يقول
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

============
لتحميل الأغنية اضغط هنا



18 November 2008

مبروك يا فندم .. قصة قصيرة


كعادتها كل يوم تخرج أم مصطفى لتجلس على باب البيت حيث تتجمع حولها باقي الجارات ، يتبادلون الحديث اليومي حول كل ما يمت بالجيران من أخبار و أسرار و إشاعات و كل ما يتعلق بما دار داخل بيوتهم و ما حدث بينهم و بين أزواجهم و أولادهم و ما شاهدوه في التلفاز و كل ما حدث لهم في تلك الفترات التي لم يكونوا سوياً .. على الرغم من معرفتهم الجيدة أن تلك الأسرار سوف تستخدهم ضدهم في أقرب خناقة تدور بينهم .. و هذا يحدث كثيراً و لأتفه الأسباب و لكنهم سريعاً ما يعودوا لما كانوا عليه قبل الخناقة لمجرد تدخل طرف ثالث للصلح بين الطرفين المتشاجرين .

كان حديث اليوم يدور حول ذلك الجار الذي يدخل أنفه في كل الأمور و يتصيد تلك الإجتماعات النسائية و اللقاءات اليومية بينهم لينضم إليهم بعد عودته من المسجد بعد الانتهاء من الصلاة .. يقف و يحيهم و يبدأ في المشاركة معهم بادئاً بسؤال عادي عن أحوال أحد أبنائهن أو السؤال عن زوج إحداهن ثم يبدأ في الاسترسال في طرح بعض القضايا و الأسرار التي قد تخفى عليهم و كثيراً يحاول الإيقاع بينهم و لكنهم لا يرحبون به ربما لإختلاف الجنس و عدم ميلهم ليكون بينهم رجل يشاركهم هواياتهم او لشهرة هذا الرجل بأنه نسوانجي قديم أيام الشقاوة و الشباب .. و فجأة يرن جرس الهاتف داخل بيت أم مصطفى و التي تتكاسل في القيام و لكن باقي النسوة يحثوها على القيام ربما يكون أبو مصطفي الذي ما زال في العمل .. تسرع أم مصطفي حاملة كل تلك الهضاب و التلال الدهنية التي يتمتع به جسدها الغير محدد المعالم و ترفع سماعة الهاتف قائلة : ألو ؟

يرد عليها صوت شاب قائلاً : مساء الخير يا فندم . معاكي شركة المحظوظين الكبرى . ممكن اتعرف بحضرتك ؟
- ليه يا أخويا تتعرف بيا ليه ؟
- علشان يا فندم حضرتك كسبتي معانا رحلة لمدة أسبوع لمدينة الغردقة ؟
- بس يا أخويا أنا لا بعت أكياس الشمعدان و لا جمعت أكياس إريال و لا اتصلت بالبنات المايصة بتوع قنوات الدش و قلتلهم ان حل الفزورة يبقى البطيخة و لا أيتها حاجة خالص يبقى كسبت إزاي بقى؟
- يا فندم حضرتك كسبتي بالإختيار العشوائي .
- لاء يا خويا عشوائي أية .. لاء أنا ساكنة ف حتة زي الفل و بيتنا دورين و جاراتي كلهم ستات زي العسل .. لاء يا خويا أنا مش ساكنة في العشوائي ده انت غلطان في العنوان و لا أية ؟
- يا فندم أنا قصدي اننا اختارنا رقمك بالحظ علشان كده كسبتي رحلة لمدينة الغردقة.

تكاد تطير أم مصطفى من الفرحة و السعادة قائلة: يعني يا خويا الكلام ده صدق ؟
- ايوة يا هانم ..

أطلقت بعدها أم مصطفي زغروتة عالية و نادت بأعلي صوتها على جارتها اللاتي دخلن يجررجن احملاهم الجسدية مسرعات متشوقات لمعرفة سر تلك الزغروتة التي أطلقتها أم مصطفي بدون إنذار .. و بين الدوشة الناتجة عن استفساراتهن حول معرفة ماذا حدث لأم مصطفى .. سارعت أم مصطفي بإسكاتهن لمواصلة الحوار الدائر بينها و بين الشاب الذي قال لها: ممكن حضرتك تجيبي ورقة و قلم علشان أديكي رقم تليفون علشان حضرتك تتصلي بيه و تديلهم بياناتك و تاخدي الجايزة .

سارعت أم مصطفي طالبة من الجارات ورقة و قلم و اقتربت منها أم على الجارة المثقفة بين الجارات و الحاصلة على الإبتدائية .. بدأت أم مصطفى في تكرار تلك الأرقام التي يمليها عليها الشاب و أم على تكتب خلفها .. و أخيراً قال الشاب لها: لازم تتصلي النهاردة يا فندم و تدلهم بياناتك علشان الجايزة مش تروح عليكي.

- لاء يا خويا هتصل و ربنا يخليكوا لينا و يخلي لنا الريس و مراته و الحكومة و يديهم الصحة يا رب و يبعد عنهم العيال بتوع ابريل دول يا قادر يا كريم .

أنهت أم مصطفي المكالمة واضعة سماعة التليفون .. تنظر لصديقاتها المتلهفات لمعرفة الموضوع .. يملأها الفخر و العنتظة و قد انتفخت كبرياءاً و بدأت تقص عليهم ما دار بينها و بين هذا الشاب و كيف كان يقول لها يا فندم و انه اختارها دون كل الجارات و حكت لهن عن الجائزة و الاسبوع الذي ستمضيه على شواطىء الغردقة .. استمرت أم مصطفي تحكي و تضيف كلمات و جمل من خيالها على هذا الحوار الذي دار بينها و بين الشاب و كان هذا الموضوع هو احتفالية لقائهم هذا اليوم .

يعود أبو مصطفي مُحملاً بهموم و قرف و معاناة يوم عمل شاق ، يقابله أحد الجيران على بداية الشارع الذي يسكن به .. يوقفه هذا الجار ليحيه و يهنئة: مبروك يا أبو مصطفى.

يجيبه أبو مصطفي مندهشاً و علامة الاستفهام تملأ وجهه: الله يبارك فيك ، على أية بقى ؟
- على أسبوع الغردقة
- غردقة أيه ؟
- يا عم الناس كلها عرفت ، متنسناش بقى و انت هناك .. و ابقى افتكرنا بحته حلاوة مشبك و انت راجع بالسلامة .

تركه الجار الذي أكمل سيره و امتلاء عقل ابو مصطفي بعلامات الاستفهام الكثيرة .. و ما أن اقترب من بيته حتى بدأت الجارات في النهوض و الانصراف بعدما هنئوا أبو مصطفي الذي لم يعرف ما معني أسبوع الغردقة .. و لكن تلك الفرحة التي كانت تملاء وجه زوجته ساعدت على تأكيد الخبر لديه .. و ما ان دخل الرجل باب بيته و اغلقه خلفه حتى بدأت أم مصطفي في سرد ما حدث اليوم و احضرت له تلك الورقة التي كُتب بها رقم الهاتف الذي طُلب منها ان تتصل به لإعطائهم بياناتهم الشخصية .. امسك أبو مصطفي الورقة قائلاً :

- إنتي متأكدة ان الكلام ده صدق يعني ؟ مش نصب ؟
- أيوة يا خويا أمال ايه.
- بس ده رقم في مصر و احنا معندناش مباشر.
- أيوة يا اخويا أنا عارفة .. علشان كده أنا اشتريت الكارت أبو عشرة جنية ده علشان تقدر تكلمهم.

بدأ أبو مصطفي في الإتصال و ادخل أرقام الكارت لتفعيل خاصية المباشر ثم الإتصال بالرقم الخاص بالجائزة المنتظرة .. بدأ الهاتف يرن في الطرف الأخر و فتح الخط و أجابت عليه صوت نسائي مسجل و التي طلبت منه الانتظار .. و انتظر أبو مصطفي دون شىء فأغلق الهاتف و عاوز الإتصال مرة أخري و حدث نفس الشىء مرة ثانية .. فقال لزوجته :

- شكلهم نصابين
- لاء يا خويا ازاي .. يمكن الشبكة واقعة ؟
- يا ولية انا بكلمهم على الأرضي شبكة اية اللي واقعة.
- طيب يا خويا هات أنا أجرب يمكن يكون وشي حلو.

و بدأت أم مصطفي تحاول و تحاول و يتكرر ما حدث مع أبو مصطفي إلي أن جائهم صوت الرسالة المسجلة يعلن عن انتهاء رصيدهم .. فانفعل أبو مصطفى قائلاً :

- يعني العشرة جنية راحت ع الأرض .. لا روحنا الغردقة و لا حتى جمصة.
- والله يا خويا انا حكيتلك اللي حصل و الواد كان عمال يقولي يا فندم و يا هانم و بيكلمني كويس قوي.
- يا فندم ؟!! طيب يلا قومي فزي حضري لي الغدا.

قامت أم مصطفى يملأها الحسرة و الإحساس بالخيبة مخلفة وراءها تلك الخطط و الأحلام التي رسمتها في مخيلتها و قررت القيام بها على شواطىء الغردقة .




13 November 2008

لا تُخفي شيئاً داخلك

يمر كريم هذه الأيام بحالة لا يستطيع الوصول إلي ماهيتها .. بدأ الموضوع بظهور المشكلات الصغيرة و إختلاف وجهات النظر بين كريم و بين الحب الجديد في بعض الأمور التي يراها كريم بأنها ليست ذات أهمية و يراها الطرف الأخر أنها أمور محورية .

يرى كريم أن الطرف الأخر يحب فرض السيطرة عليه في أدق أمور الحياة و يرى الطرف الأخر أن هذا طبيعي و أن من واجبه كحبيب أن يتدخل في أدق الأمور الحياتية البسيطة و لكنه قد لا يعترض على التراجع عن هذا و لكن هذا معناه تقليص دوره في حياة كريم أو بمعني اخر تقليل مساحة حبه لكريم .

كريم غير قادر على مواجهة الأمر بحزم فقط بالصمت .. و لكن هذا الصمت زاد من تدخل الطرف الأخر و كذلك زاد من ثورته حينما كان كريم ينفذ ما يراه الأصح ، متجاهلاً رأي الطرف الأخر و كان هذا يزيد من جنون الطرف الأخر و يزيد من ثورته .. و كان هذا يدفع كريم للصمت أكثر و للتراجع للخلف .

كريم يكره العنف بكل أشكاله و خصوصاً في الحوار .. يكره الرجال و النساء أيضا أصحاب الأصوات المرتفعة .. بدأ الموضوع يصير عناداً .. بشكل غير ارادي من كريم .. بدأت المشاعر و العلاقة في الإنهيار بسبب طريقة التعامل التي لم و لن يقبلها كريم .

كريم ما زال صامتاً .. غير قادر عن التعبير بالكتابة هنا عما في داخله لانه خائف من جرح الطرف الأخر .. و غير قادر أن يكتب كلمات غير التي يشعر بها .. بعدت المسافة بينه و بين الحب الجديد و لكن بقيت ذكرى اللقاء الأول .. تلك المرة التي سرقه الطرف الأخر من العالم و انفرد به بعيداً عن كل الناس و قص عليه مشوار حياته بمنتهي الصراحة و الوضوح .. بقى هذا اللمعان الذى يشع من عينيه .. بقى اللقاء الثاني و توهج المشاعر و كلمات الحب و لمسات العشق و الإشتياق المتبادل بينهم .. بقى الخوف على الطرف الأخر من الجرح .. بقى هذا التأثير الرائع الذي تركه الحب الجديد على حياته العملية ومساعدته لوضع أهداف يسعى كريم لتحقيقها .. بقى سعادة كريم بالانجاز و احساسه انه ناجح .

في نفس الوقت بدأت ذكريات من الماضي تجتاح كريم و علاقته السابقة مع تامر .. لا يعرف كريم كيف يتصرف في هذا الموقف .. كيف يترك انسان يحبه و يتمنى انسان لا يفكر به .. هل هي النفس البشرية التي تعشق الممنوع ؟ ربما .. ربما ما يحدث بين كريم و حبه الجديد الذي يحاول فرض السيطرة عليه ذكره بكلام تامر و رسالته الأخيرة حول فلسفة الواحد زائد واحد .. يقارن كريم بين نفسه و بين حبه الجديد .. يعتقد كريم انه ابداً لم يحاول ان يسيطر على تامر بشكل من الأشكال ، على الرغم من الاختلافات الشديدة التي كانت بين كريم و تامر .. لكن كريم كان مقتنع ان الانسان ما دام يقرأ و يبحث فوجهات نظره قد تتبدل و تتغير .

بدأ الموضوع يسوء أكثر لاحساس كريم بأنه يخون حبه الجديد لانه يفكر بالماضي و يحمل بعض المشاعر داخله لشخص أخر .. و بدأ كريم في الهروب من كل هذا في مشاهدة أفلام البورنو و ممارسة العادة السرية بشكل متكرر و كثير و هذا من نواقيس الخطر عند كريم لان هذا معناه انه يمر بأزمة نفسية .

قرر كريم التخلص من كل هذا .. و قرر المواجهة بدلأ من الهروب .. هو يخشي جرح الحب الجديد و لكن لو استمر بدون مواجهة سوف يموت هذا الحب .. لم يكن الموضوع بالهين .. حكي للطرف الأخر كل ما في داخله من مشاعر للماضي و عن رفضه لهذا الأسلوب الذي يتبعه الطرف الأخر معه و رفضه للسيطرة عليه و العنف في الحوار و النقد المستمر بشكل عنيف و انه صمته ليس قبولأ و لا خضوعاً و لا تجاهلاً للمشكلة .. حكى له عن كل شىء .

استمع الطرف الأخر لكل كلمة قالها كريم .. قال لكريم انه سعيد بصراحته تلك و باخباره بكل ما يحمله داخله و انه غير غاضب و لا حزين .. و انه لن يكون عنيفاً في حواره مره أخرى و ان تلك المرحلة التي مروا بها هي مرحلة ولادة الحب الذي بيننا و ان عملية الولادة تلك ليست بالشىء السهل و أن ما حدث هو شىء ايجابي برغم كل شىء .. و أنه لن يتخلي عن كريم لانه يعشقه و هو أول انسان يشعر بالإنتماء إليه و انهم سوف يكملوا حياتهم سوياً للأبد .

فرح كريم برد فعل حبه الجديد .. شعر بالأمان و السعادة .. بكي كريم من الفرح .. و قد خرجت تلك الدموع مُحملة بكل تلك الأفكار السلبية و الحزن الذي ملأ قلب كريم في الفترة الأخيرة .. لم يعد كريم يتذكر الماضي .. لم يعد يهتم بمشاهدة أفلام البورنو و لا ممارسة العادة السرية .. فقط يملأ قلبه الاشتياق لحبيبه .. و قد ادرك كريم ان الصراحة و الحوار و التعبير عما في داخله بوضوح هي أهم أسس بناء علاقة ناجحة .


11 October 2008

لاء يا قلبي .. كليب

غناء .. رامي صبري
مونتاج و إخراج .. كريم عزمي
بطولة .. محمد نور & جيف زلزلي

*****
تنويه : ليس هناك أي تلميح او اشارة بمثلية أي شخص من المشاركين في الكليب

واستخدام هذه الشخصيات نابع من حبي لهم فقط

*******

انا ليه بفكر فيه كده ليه
و تاعب نفسي على أيه
ده حب و راح
على أيه حياتي تعدي و تروح
و أعيش أيامي مجروح
كفاية جراح

لا يا قلبي لا طاوعني و انسى و ابعد عن هواه
انسى حبه .. تاني و ابدأ من جديد لسه الحياة
أيوة هقدر بعده أكمل مش هموت لو مش معاه

يا قلبي ازاي
يبعنا و لسه شارينه
ناسينا و برضه فاكرينه
مكنش غرام
على أية كفاية أهات و تعذيب
يا جرح يا ريته بيطيب
ده حتى حرام

لا يا قلبي لا طاوعني و انسى و ابعد عن هواه
انسى حبه .. تاني و ابدأ من جديد لسه الحياة
أيوة هقدر بعده أكمل مش هموت لو مش معاه

*********

لتحميل الكليب اضغط هنا



03 October 2008

فلتقل صدقاً أو لتصمت

أشعر بضيق شديد حينما أجد شخص ما يهاجم المثلية و المثليين بطريقة عنيفة و في نهاية الأمر يتضح أنه مثلي الجنس .. ربما مهاجمته تكون أشد بكثير من ردود أفعال المغاييرين .. أشعر بضيق حينما أكتشف أنه مثلي و أتسأل لماذا يقوم بذلك .. ربما يتخذ من مهاجمته تلك وسيلة لإبعاد الفكرة عنه و أنه مغايير و لا ينتمي لهذا النوع من البشر .

و اعتقد ان تلك الشخصيات من أهم أسباب انتكاستنا الحالية

أليس من الأفضل أن تصمت
اذ لم تستطع ان تكون صادقاً
نعم أعرف أن مجتمعنا لا يقبل الصدق
أكذب عليه تكون مقبولأ
أعلم هذا جيداً

و لكنك بهذا الفعل تضر بغيرك و بنفسك بشكل غير مباشر
ان لم تستطع أن تكون صادقاً
فلتصمت

لهذا فلنرفع شعاراً جديداً

لا تهاجم المثليين لتخفي مثليتك

فلتقل صدقاً أو لتصمت



27 September 2008

مقاعد .. قصص قصيرة


يجلس وحيداً فوق أحد مقاعد الانتظار الموجودة في احدى العيادات منتظراً دوره للدخول إلى حجرة الطبيب المعالج ممسكاً بكتاب أحضره معه ليقرأ به حتى لا يشعر بالملل من الانتظار ، في الجهة الأخرى المقابلة له يجلس شاب في العشرين من عمره وحيداً .. يبدو الشاب جذاباً شديد الاعتناء بمظهره يجلس منتصب القامة .. ينظر للشاب متأملأً لكن العيون لا تتلاقى حيث لا ينظر الشاب تجاهه مطلقاً .. يعود مرة أخرى لكتابه و يكمل القراءة .. دقائق قلية تمر و تأتي سيدة في الخمسين من عمرها و تجلس في الكرسي المجاور للشاب .. ينظر إليها الشاب ثم ينحني بجسده على ركبتيه واضعاً وجهه بين كفيه ثم ينفخ هواء الزفير بقوة دلالة على ضيقه .. يتابع كريم الموقف الذي لم يفهمه .. يرفع الشاب قامته مرة ثانية ملتفتاً نحو السيدة الجالسة بجواره قائلاً :

- ماما انتي ايه اللي جابك هنا ؟
- انت مش قلتلي انك مش عاوزني اجي معاك ؟ اديني جيت لوحدي
- ماما قومي روحي .. أنا مش صغير علشان تيجي معايا
- و لا أنا صغيرة علشان اسمع كلامك

يعود الشاب مرة ثانية للوضع السابق و تظهر علامات الضيق على وجهه أكثر .. يحاول الشاب مرات متكررة في اقناع السيدة بالانصراف دون جدوى .. ينظر الشاب نحوه للمرة الأولي .. يتظاهر هو سريعاً بأنه يقرأ في كتابه و انه لا يتابع الموقف حتى لا يزيد من ارتباك الشاب و ضيقه .

** 2 **

يجلس على أحد مقاعد الانتظار الموجودة فوق أحد الأرصفة في محطة السكة الحديد .. و بجواره يجلس شاب قابله اليوم للمرة الأولي .. الشاب مضطرب جداً و يضرب بيده فوق المقعد الجالس عليه في حركة لا ارادية تعبيراً عن ضيقه بعدما قابل صديق له هنا في تلك المدينة التي لا يعيش بها و انما جائها لمقابلته .. ينظر إلي الشاب بإستغراب و شفقة وعدم فهم للسبب الذي يدفعه لكل هذا القلق الذي يجتاحه .. يحاول الشاب ان يبث الطمئنينة في نفسه وانه ليس هناك ضرر مما حدث .. يحاول ان يربت فوق كتف الشاب لطمئنته و لكن دون جدوى .. ينتفض الشاب في قلق مما دفعه للتيقن من ان هذه هي المرة الأخيرة التي سيرى بها هذا الشاب حيث سترتبط مقابلتهم بهذا الموقف المؤلم للشاب .. دفع هذا اليقين بعض الدموع العابرة في عينه .. لاحظ الشاب هذا اللمعان الذي سببته تلك الدموع ، حاول الشاب ان يعتذر له عن انه تسبب له في حزنه .. و لكنه ابتسم له ابتسامه حزينه دون أن يوضح له السبب وراء هذه الدموع و تأكده من أن هذا اللقاء سيكون الأخير بينهم و بانه لن يراه مرة ثانية .

** 3 **

يجلس فوق الرصيف حيث لم يكن هناك مقاعد .. منتظراً قدوم السيارة التي سوف يعود بها إلي مدينته و بجواره صديقه الذي يضع زراعه فوق كتفه .. تمني لو ان يحضنه صديقه و يضمه لصدره و لكن الشارع مليىء بالناس .. نظر في عيني صديقه .. أراد أن يرسل له بكل الكلمات و المشاعر التي يحملها داخله في هذا الوقت .. رفع الصديق ذراعه من فوق كتفه و وضع الصديق وجهه في تلك الحقيبة التي كان يحملها في يده .. لم يعرف ماذا حدث لصديقه .. و لما أخفى وجهه .. هل وصلته الرسالة ؟ هل يشعر بالعجز عن تحقيقها الآن لذلك اخفي وجهه عنه و عن الناس ؟ لم يعرف ماذا يفعل .. لكنه وضع ذراعه فوق كتف صديقه و ضغط قليلاً بأنامله على جسد صديقه و ضمه إليه برفق و مسح بيده فوق رأسه محاولاٌ تهدئة صديقه الذي رفع وجهه من الحقيبة ناظراً له مرسلاً إليه رسالات أشد قوة من خلال عينيه .. تمني ان يلقى مصباح علاء الدين ليُخرج منه العفريت و يطلب منه أن ينقله هو و صديقه إلي جزيرة بعيدة عن الناس ليحيا سوياً هناك و يحققا محتوى الرسائل المتبادلة بينهم .

** 4 **

يجلس فوق احد الكراسي المصفوفة في صوان عزاء أحد الجيران .. ينظر نحو الأرض منكساً رأسه .. يستمع لصوت الشيخ و هو يتلوا آيات القرآن الكريم .. يشدو الشيخ بآيات من صورة الشمس .. الجو رائع حيث المساء و نسمات من الهواء البارد .. يفكر في الموت و العبرة منه و تلك الحياة الفانية .. يرفع رأسه عالياً ليستنشق كم أكبر من الهواء المنعش .. يجذب انتباهه ضوء مصباح بعيد في شارع جانبي حيث يسقط الضوء فوق زينة رمضان التي ترفرف بقوة بسبب نسمات الهواء .. يثبت نظره هناك فوق تلك الزينة التي ترفرف .. يتذكر أيام الطفولة و لهفته لصنع تلك الزينة بنفسه هو و أبناء الجيران احتفالأ بقدوم هذا الشهر الكريم .. يشعر بالسعادة و ترتسم ابتسامة فوق شفتيه .. يتذكر انه يجلس في صوان عزاء .. ينكس رأسه ناظراً للأرض مرة أخرى ماسحاً تلك الأبتسامة العابرة عن وجهه.

10 September 2008

أدم و الشجرة المُحرمة


كلنا نعلم تفاصيل قصة سيدنا أدم عليه السلام و شجرة التفاح . لن أعيد تفاصيلها عليكم فهي قصة بدء الخليقة و كل الأديان تناولتها في كتبها السماوية . تلك القصة التي تدون أول معصية ارتكبها البشر ، تلك المعصية التي تسببت في طرد أدم من الجنة إلى الأرض و بدء رحلة البشرية هنا فوق الأرض التي نحيى فوقها الآن .

كثيرون ألقوا اللوم على حواء و انها من دفعت أدم لتناول تلك التفاحة و ارتكاب المعصية الأولى ، و كثيرون ألقوا اللوم على الشيطان الذي وسوس لأدم و حواء حيث أغراهم بفكرة الخلود الذي سيحصلون عليه بعد تناول تلك الثمرة التي ستجعلهم خالدون للأبد .

و لكن كلنا نعرف أن الله كان يعلم - فهو العليم بكل شىء - أن هذا سيحدث و أن أدم سيتناول من تلك الشجرة المحرمة عليه ، فلماذا إذا خلق الله تلك الشجرة هناك في الجنة ؟ ووضعها أمام أدم و حرمها عليه ؟ ألم يكن من الأسهل أن لا يخلقها الله حتى لا يعصيه أدم ؟

سؤال أخر : هل تناول ثمرة تفاح تعتبر جريمة كبيرة بهذا الحجم الذي يستحق عليه أدم أن يُطرد و زوجه من الجنة ؟

سؤال أخر : خلق الله الأرض قبل خلق أدم ، و هيأها له و قد قال الله لملائكته انه قد خلق أدم ليسكن الأرض فقالوا له الملائكة انه سوف يفسد الأرض فقال لهم أنه يعلم ما لا يعلمون .. إذا فقد خلق أدم في الأساس ليسكن في الأرض و ليس في الجنة .. اذا فهل نعتبر أن نزول أدم إلى الأرض عقاباً له على تناول ثمرة التفاح ؟

سؤال أخر : في الأخرة و بعد نهاية العالم و البعث و القيام و الحساب و دخول الجنة ، هل سيكون هناك شجر تفاح في الجنة ؟ و هل سيكون محرم على أهل الجنة أم سيكون متاح لهم بدون عقاب ؟

قرأت في إحدى التفسيرات القرآنية حول قصة سيدنا أدم و شجرة التفاح و قد اعجبني تفسير هذا الشيخ حيث قال : ليست حواء و لا الشيطان كان لهم دخل في حث أدم على تناول ثمرة التفاح ، حيث قدر الله لأدم ذلك . فقد خلق له الله الأرض ليعيش فيها أدم و لكنه أراد ان يلقنه درساً .. درس في قوة الإرادة .. لذلك خلق له الشجرة و ووضعها أمامه و أمره ان لا يتناول منها فذلك يعتبر معصية .. و يظهر ضعف أدم و ضعف إرادته .. و يخطأ أدم و يعصي أمر ربه و يتناول من الشجرة المحرمة عليه .

هل هذا يعني أن الله قد أخطأ في خلق أدم و ان هناك عيب في خلق أدم ؟ بالطبع لا .. تعالي الله عن ذلك .. فقد خلق الله الانسان هكذا و هو يعلم نقاط ضعفه و قوته .. لهذا لا نستطيع ان نلوم أدم على ضعفه و لا على خطيئته و لا نستطيع ان نقول ان هناك خطا او عيب في صناعة الله .

كذلك أراد الله أن يلقن أدم درس أخر من تلك التجربة التي قدرها الله لأدم : و هو انه عندما تخطىء يا أدم لابد أن تتوب و تستغفر الله .. كل ذلك كان ضرورياً لإعدد أدم للنزول إلي الأرض حيث البشر الضعفاء الذين سوف يعصون و يقعون في الأخطاء مرة ثانية و ثالثة .. ليس ذلك عيب فيهم أو في خلقهم و لكن هو امتحان الله لهم .

و في الجنة و بعد نهاية العالم و بعد البعث و القيام و الحساب و دخول الجنة .. اعتقد انه سيكون هناك الكثير من شجر التفاح الغير محرم على سكان الجنة ، المتاح لهم في أي وقت يشتهونه فيه .. ذلك لأن القضية ليست شجرة التفاح و لكنها امتحان الله لإرادة أدم .. و القضية ليست عيب صناعة في أدم و انما خلقنا الله ضعفاء لنرتكب الأخطاء لنعود إليه مرة ثانية نستغفره و نتوب إليه .

كذلك المثلية الجنسية :

كثيرون يقولون اننا اخترنا مثليتنا بأيدنا و أننا من السهل ان نصبح مغاييرين و نعشق الإناث و نشتهيهم .

أقول لهم أن الله خلق داخلنا شجرة المثلية – كشجرة التفاح التي خلقها لأدم – و اننا لم نختار زراعتها داخلنا .. و اننا غير مسئولون عن وجودها داخلنا .. كما كان أدم غير مسئول عن وجود شجرة التفاح في الجنة .. كذلك حرم الله علينا ان نتناول من شجرة المثلية كما حرم على أدم الأكل من شجرة التفاح في الجنة .

نعم لسنا مسئولين عن وجود تلك الشجرة داخلنا .. ربما أيضا نخطىء مثل سيدنا أدم و نتناول من شجرة المثلية .. هل لآم أحد منكم أدم لتناول تفاحته ؟ هل تلوموننا لتناول ثمرة المثلية ؟

نعم خلق الله شجرة المثلية داخلنا ، ربما للإختبار قوة إرادتنا الضعيفة .. ربما يريد منا ان نخطىء و نعود إليه تائبون بعدما نخطىء .. و الله يعلم اننا سنخطىء كما علم ان أدم سوف يخطىء .

يقولون أن الله يخلق كل الناس أسوياء و أنه لا يمكن أن يخلق الإنسان مثلي الجنس .. نعم الله كامل و لا يمكن ان يكون هناك عيب في خلقه .. و لكن هناك فرق كبير بين ان نقول ان هناك عيب في صنع الله و ان نقول أن الله أراد ان يكون هناك عيب في صنعه .. فالله يخلق أطفال أصماء و اطفال عميان و توأم ملتصقه و كثير و كثير من أيات خلق الله .. لا نستطيع ان نقول على تلك الحالات انها عيب في صناعة الله و انما أراد الله ذلك .. هل نستطيع ان نقول ان هذا الطفل اختار هذا الشكل الذي خُلق به .. بالطبع لا .. القضية ان الله أراد هذا و صنعه بهذا الشكل .. ليس عيباً في صناعة الله أو انه غير قادر ان يخلق هذا الطفل بشكل سوي و انما هي مشيئة الله .

فلماذا اذا لا نتخيل أن تكون المثلية من صنع الله ؟ و انها زرعت داخلنا ؟ و حرمت علينا في دنيانا كما حرمت شجرة التفاح على أدم في الجنة .. ليست لأن التفاح شىء سيء او ضار و انما لأنها اختبار الله له .. و ربما سيوجد شجر المثلية في الجنة غير مُحرم و متاح لمن أراده ، كما سيوجد شجر التفاح غير محرم و متاح لمن يريده .


سؤال أخير .. لماذا لم يُقدم أدم على اقتلاع شجرة التفاح المحرمة عليه من الجنة ؟ هذا الإقتلاع الذي قد يحميه من الوقوع في المعصية التي وقع بها و لكي يحمي نفسه من الضعف الذي خلق به .. أليس هذا دليل كبير على إيمان و تقوى أدم ؟ ألم يكن سيرضي الله عنه وقتها ؟

لماذا تطلبون منا أن نقتلع أشجار المثلية من داخلنا هنا ؟ أسيكون هذا دليل على أيماننا و اننا بشر أسوياء و أتقياء ؟

خلاصة القول : لا تلوموننا على شىء لم نزرعه داخلنا .. لا تدفعوننا لكره أنفسنا و اقتلاع تلك الشجرة التي خلقها الله داخلنا .. قائلين اننا بهذا سنكون بشر مثلكم أسوياء و أن الله لن يرضى عنا فقط إلا اذا تخلصنا من تلك الأشجار .. معتقدين ان تلك المحاولات شىء ممكن و لكنه قد يدفع البعض لاقتلاع حياته و قتل نفسه قبل النجاح في اقتلاع شجرة المثلية من داخله .. دعونا نعيش حياتنا تحت أشجارنا بسلام ، ربما نتسلق فروعها مرة ، ربما نتناول من أوراقها مرة ، ربما نضعف و نتناول من ثمارها مرة ، لكننا سنظل دوماً بقرب الله ندعوه و نستغفره و نتمنى منه الرحمة و المغفرة .


05 September 2008

بحبك .. بحبك .. بحبك


بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك
بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك

علشان واضح صريح جدا كتاب مفتوح
و وخداني حكاياته حبيب الروح

بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك
بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك

معاك بجري بجري
و انا فرحانة من قلبي
يا نور عمري يا أحلامي
يا سيد قلبي .. حبيب قلبي
يا سيد قلبي .. حبيب قلبي
و أكتر من الكلام بكتير

بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك
بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك

و انا وياك
بسيب قلبي على راحته
و بيسلم و انا وياك
و أنا وياك
بيلمسني الأمان اصحى
عشان أحلم و أنا شيفاك
و أنا وياك
يا مالك كل شىء فيا
عيونك ضي لياليا
حياتي كلها انت
و روحي فرحها انت
و انا وياك

بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك
بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك

و انا على شوق
غريب عني مدوبني
بتوعدني و بستناك
و انا على شوق
بحس بحاجة جيالي
هتسعدني انا في هواك
ألاقي بكرة بيغني
و باقي عمري متهني
عيوني فرحها انت
مشفتش بيها إلا انت
و أنا وياك

بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك
بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك

علشان واضح صريح جدا كتاب مفتوح
و وخداني حكاياته حبيب الروح

بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك
بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك

*****
غناء .. ليلي غفران

اضغط هنا لتحميل الأغنية


03 September 2008

قاعد مستنيك .. قصة قصيرة

استقل العربة عائداً لبيته .. جلس في المقعد الأخير كالعادة بجوار الشباك .. كان ذلك بعدما خرج مع أحد الأصدقاء لشراء بعد الأشياء لهذا الصديق . يشعر بالضيق و الأختناق من ارتفاع درجة الحرارة فما زالت العربة واقفة لم تتحرك منتظرة امتلاؤها بالركاب .. لم يعبأ بالضجيج المحيط به و لكنه بدأ في اغلاق عينيه و استنشاق أكبر قدر من الهواء الذي بدأ يهب مخترقاً الشباك ومن ثم بدأ في استعادة توازنه و هدوءه نتيجة استنشاق الهواء البارد الذي خفف من درجة الحرارة .

أخذ يتامل البشر من حوله ، من بين الواقفين في ممر العربة كان هناك شاب يرتدي قميص بأكمام به خطوط طولية و بنطلون جينز و كاب ، يتمتع الشاب ببناء جسدي جيد ، لم ينجذب للشاب جسدياً ولكنه فقط كان يتأمله . لم يستمر في تأمله كثيراً حيث اتجه بنظره في اتجاه أخر بعيد عن الشاب و بدأ يتذكر منذ قليل حينما دخل و صديقه احدى محلات الملابس و التي اعجب صديقه بقميص معروض لا يوجد منه في المحل غير تلك القطعة التي يرتديها المانيكان الواقف في مدخل المحل .. قام البائع بتعريه المانيكان و خلع القميص عنه و اعطاه للصديق الذي دخل حجرة البروفة ليجرب القميص .

وقف هو هناك في مواجهة المانيكان النصف عاري .. يتأمل التمثال .. اعجبه دقة تفاصيل جسد هذا المانيكان ، تمنى ان يمد يده ليلمس تلك العظمتين البارزتين اسفل الرقبة و اعلى القفص الصدري ، تمني ان يلمس عضلات صدر هذا التمثال ليس شهوة و انما ليكتشف الفرق بينها و بين اجساد البشر الأحياء .. لكنه لم يفعل .. تذكر تلك القصيدة التي كتبها في الماضي عندما احب شخص ما و لكنه كان يخشي الإعتراف له بالحب لذلك كتب له تلك الكلمات :

" أتمنى ان اصنع لك تمثالاً
لا اخشى منه الرفض
لا أنشد منه إلا الحب .

أتمنى ان اصنع لك تمثالاً
او ان اصبح فارس احلامك
لا اخشى منك الرفض
لا انشد منك إلا الحب . "

تذكر تلك الأبيات و بدأ يفكر .. في الماضي كان يريد التمثال لانه يخشي الواقع و لكنه الآن يتمنى التمثال لانه كره الواقع .. هل حقاً يستطيع ان يعشق تمثال ؟ سؤال راود عقله . و لكن ما المانع ما دام هذا التمثال لن يكذب عليه .. لن يخدعه .. لن يهجره .. لن يرفضه .. ما هذا ؟ هل أصابه الجنون ؟ قاطع تفكيره صوت صديقه الذي خرج من البروفة مرتدياً القميص قائلا له :

- أيه رأيك يا كريم ؟

يصل الهواء محملاً برائحة دخان شيشة التفاح ، يستنشق الهواء البارد المعطر برائحة الشيشة مستمتعاً .. كم يحب تلك الرائحة .. فقط الرائحة لأنه لا يشرب الشيشة و لا أي نوع من الدخان .. تنطلق ذكرى اخرى في عقله .. من يومين حينما ذهب إلي الكافتريا لمقابلة شخص ما تعرف عليه من خلال النت ، كان هذا الشخص يتحدث معه كثيرا على التشات ، و كان يسمعه أحلى كلمات الحب و العشق مثل " انني خلقت فقط لأسعدك .. أنا مستحيل ابعد عنك .. انا اتخلقت علشان اكون جنبك " إلى اخر تلك الكلمات . طلب منه كريم التوقف عن التعبير عن مشاعره تلك حتى يتقابلا في الواقع لانه ليس هناك حب قبل اللقاء في الواقع و لكن الطرف الأخر قال انه لا يهمه شكله و كل ما يهمه تلك الروح التي عشقها .

بعد نهاية اللقاء و عودة كل منهما إلي بيته ثم اللقاء على التشات مرة اخرى قال هذا الشخص له انه لن يستطيع ان يحبه لان كريم مازال يعشق حبيبه السابق و انه هكذا سوف يظلمه معه ، ضحك كريم لهذا الكلام ، و تذكر ان هذا الشخص قال له سابقاً ان ذكريات الماضي لا تضايقه لانها جزء منه .. فهم كريم ان هذا الشخص لم يُعجب بشكله و لكنه كان في حيرة .. ما الذي يدفع انسان ان يقول كلمات حب لا يشعر بها او ان يعطي وعوداً لا يكون قادر على الوفاء بها ، أليس من الأسهل ان يصمت الانسان ان لم يكن هناك مشاعر داخله ، أو أن يكون صريحاً .. لا احد يجبر انسان أخر على اطلاق كلمات حب غير نابعة من القلب .. و لكنه تذكر ان هذا الشخص قال له اثناء حوارهم في الكافتريا انه كان من هواة الجنس الهاتفي .. لهذا لم يستمر كريم كثيراً في حيرته حيث ان كل تلك الكلمات التي قيلت له هي مجرد كلمات .. شىء عادي يقال في كل مكالمة جنسية يجريها هذا الأخر .. عادي .

يدرك كريم جيداً انه ليس من ذوي الأشكال الفاتنة و لا يتمتع بكثير من مظاهر الجمال و لكنه في النهاية انسان يستطيع ان يحب و يتمنى ان يُحب . و أن الجمال الخارجي ليس كل شيء و لا يدوم طويلاً . و يعرف انه يتمتع بالقبول من الأخرين و لديه القدرة على جذب حب الأخرين و يعتقد انها هبة من الله .. أوقات كثيرة يكره كريم شكله و يتمنى أن يكون جميلاً مثل فلان أو فلان و لكن يعود فيقتنع أن كل انسان يحمل داخله مواطن جمال تختلف من انسان لأخر .

ينتبه كريم و ينهض للنزول من العربه حيث محطة نزوله ، يغادر العربة متجهاً نحو بيته يشعر بمشاعر لا يعرف هل هي حزن ، ألم ، يأس ام كل تلك المشاعر معاً .. يصل كريم إلي الشارع الذي يقع به بيته ، من بعيد يرى طفله الصغير يجري نحوه حيث كان يجلس على درجات السلم أمام البيت .. حينما رأى كريم نهض يجري تجاهه ، تلقفه في حضنه و قبله و سأله:

- انت قاعد هنا كده ليه ؟

فقال له الطفل فرحاً :

- كلهم ناموا و أنا قاعد مستنيك .

حضنه كريم مرة ثانية ودخل البيت حاملاً طفله و هو فرحاً شاعراً بالسعادة التي محت كل الهموم و المشاعر الأخرى التي كانت داخله منذ قليل . فما زال هناك من يحبه كما هو .


25 August 2008

اليوم عيد ميلادي

أمنيتي هذا العام هى كلمات هذا الدعاء
اتمناها لي و لكم
*******

يا رب
نور بصيرتي
و إلهمني رأي العقل

إحميني
نجيني
من غفلة أي جهل

احفظني
و احفظلي
صلة الرحم و الأهل

اغفر ذنوبي
استر عيوبي

يا رب هون كل صعب
و اجعل طريقي سهل
يا رب

*******
صوت .. أمال ماهر

14 August 2008

هاكاتاه


كتب هذه الكلمات .. تامر سعيد
في يوم من الأيام تعبيراً عن حبه لي
مع تعديل بعض الكلمات القليلة .
تم نشر هذه الكلمات هنا لتسجيل ذكرى مضت .
*******

هاكاتاه .. يا من احببت
هاكاتاه .. افكر فيك طوال الوقت
هاكاتاه .. بعيداً عن سياط الجلادين
وسيوف النقد
هاكاتاه لأنك أنت
من ولدتني رجلاً
من شرنقة الموت
و أخرجت الأشعار مني
رغم أنفي
رغم الصمت

إن كنت احببتني
سأكون لك
مِلكك .. و مَلِكك
كإسمك .. و قدرك
فأنت عفريت تلبسني
لن يخرجك من جسدي الطبل
ولا الهرج و لا المرج
ولا أي صوت

فإن لم تفعل يا صديقي
فسألقي على حبك الزيت
و اشعل فيه نار المقت
عساه يحترق
و إن كنت اعلم
أن حبك كإبراهيم
كالعنقاء
لا تمسهما النار بسوء
و لا يحرقه النفط
بل حبك كحطب جهنم
لا يهدأ غليانه أبداً
بل يشتد

هاكاتاه .. هي كل كلام الحب
لا تصف حبي لك
و هل يوصف القصر بالبيت؟

غداً سأكف عن حبك
و هذا مرهون بشرط
أن يمر أسد ضاحك
خلال ثقب الإبرة
كما يمر الخيط
خلاصة القول :
اني احبك يا هذا
كما أحب بيتهوفن موسيقاه
كما يعشق المصريون الموت

*****

و أعوذ بحبي من الحقد الدفين
و استعيذ بنظافة اللسان من شتائم بعض المدونين
احنا و الله ولاد ناس و محترمين
بسم الله - الذي يكره المثليين
هاكاتاه

إن هذا إلا عشق مبين
عشقي أنا لرجل له قلب من معدن ثمين
و ما هو بسمين
و لايشبه ثمرة اليقطين
و إن كان يبدو كطائر الليل الحزين
قابلته مرتين
و ان شعرت اني أعرفه من سنين
و إليه دوما يجرفني الحنين


فلا اقسم بالحنين
و لا اقسم بشوق المحبين
ان حبيبي لمسكين
و انه يبحث عني منذ سنين
فما ارتاح باله أبداً
و ضيع وقته بدداً
و شغله البحث عن الدنيا فما أعد لها العدة
و كان بإمكانه ركوب المازدا
و لم يكن لي في معاناته يداً
فقد كنت طفلاً لم اشب بعد
و لو علمت الغيب لزوجت ابي لأمي من مدة
لينجبوني مبكراً سنينا عدة


و لكن لا بأس بالآن اني احبه بشدة
و إنا لنبني معاً جسور الحب و المودة
و حبنا هادئ دافئ و طري كالزبدة
فلا اقسم بالقشدة
إنك بنيت بيني و بين الحيرة سداً
و جعلت ساعات يومي كلها هناء و سعداً


فبئست الشياطين
و ما أدراك من زعيم الشياطين
انه إبليس اللعين
و انه يوسوس للناس أن الحب في علَيين
و إنما الحب في الارضين
و لكنه في مخبأ أمين
ولا يمنح إلا للمتقين
الذين يؤمنون بالحب و يوم الفالانتين
و إنا من ذلك لمتأكدين
و على التمسك به لعازمين
فيكون من حبنا ذكرى تنفع الأخرين
و ما نحن بمستهزئين

*****

و حبي الكبير
و الصباح الجميل
و مساءات الصيف
ما نسيتك لحظة
و ما راح من خيالي طيفك
و ما ذاكرت حرفا بالمرة

و لرؤياك خير لي من القهوة
و الشاي و الكوكاكولا
و كل مشروبات العرب
و خمور السوق الحرة

و لسوف اعطيك من حبي
حتى تطمئن و ترضى
فينكشف لي حبك
او اصبح من المرضى

ألم تجدني وحيداً فآويتني؟
ووجدتني ضالاً فهديتني

فأرجوك لا تقهرني
و كن كما أنت كريماً
بأحضانك

و اني لأسألك المزيد من الحب
فأرجوك لا تنهرني
و افتح لي أبواب رحمتك
و اغدق علي من جنانك

فإذا سألوك عني فحدث
و قل أنعم علي و عشقني
واسجد لي
و ارض غروري
و افقد كل كبريائك
ثم انهض
و امنحني مزيدا من حنانك

****

عندما سرنا بالأمس
و اخترت انت طريقاً
كان - لحظي – مظلماً

و ضممت ذراعي لك بقوة
طبعت فيها اثرا دائماً
داعبت خيالي افكار
كان تدفقها مؤلماً

و هتف بداخلي الـ " هو "
أن اسحقه سحقا ناعماً
و أمنحنا الحضن العارم
و كدت مندفعا أطيعه

فأتتني الـ " أنا الأعلى "
تختال ضاحكة
تكاد ان تتبسم
فهذا سعدها

هذه هوايتها
هي تحب العكننة
فهددتني بالناس
و بوليس الآداب
عليهم لعنة ربنا

فوخز الخوف قلبي
و تألمت له الـ "أنا "
فاكتفيت بلمس ابهامك
بسبابتي
فتبادلا قبلة ساخنة

ألا لعنة الله على خوفنا
اني سأطلقه طلاقا بائناً
ألا لعنة الله على ضعفنا
سأجعله مسخرة
سيكون راقصة
تزف عرسنا

******

28 July 2008

ليلتها الأخيرة .. قصة قصيرة

لم تأتي المشاهد الجنسية بهذه القصة لخلق الإثارة لدى القراء ، و إنما لتوضيح الدوافع و الأسباب الدرامية التي دفعت بعض شخصيات القصة للقيام بفعل معين او كرد فعل لما حدث ، و اذا تم التغاضي عن هذه المشاهد ستكون الدوافع هشة غير مقنعة و غير محركة لردود أفعال بعض الشخصيات .. أتمنى لكم قراءة ممتعة


قاد سيارته في شوارع القاهرة المزدحمة متجهاً إلى صالون الحلاقة الفاخر الذي اعتاد الذهاب إليه لقص و تهذيب شعره .. تلك الصالونات الحديثة التي قاربت فيما تقدمه من خدمات الكوافيرات الخاصة بالسيدات .. فلم يعد هناك فرق بين المكانين .. و لكن تلك المرة كانت غير المرات السابقة لزيارة هذا المكان .. فاليوم هو يوم زفافه .. و قد تم تحديد هذا الموعد لتجهيزه لهذه المناسبة منذ عدة أيام .

بعد عناء وجد مكان بعيد قليلاً عن صالون الحلاقة ليركن به سيارته ، حيث لا يوجد مكان شاغر في تلك المدينة المزدحمة بالناس و السيارات .. نزل من السيارة بخطى سريعة نحو الصالون .. دفع الباب الزجاجي أمامه ثم دلف إلى الداخل .. قابله شاب مبتسماً قائلا له :

- أهلا استاذ سمير
- أهلا حمدي .. معلش اتأخرت شوية .. المواصلات و الزحمة
- و لا يهم حضرتك .. اتفضل هنا .. ثواني هبعت لحضرتك أحمد .. ده واحد جديد هنا ، بس بجد فنان .. ان شاء الله يعجبك شغله
- حمدي .. النهاردة فرحي .. مش عاوز حد يجرب فيا
- ( ضاحكا ) لا لا متقلقش خالص .. على مسئوليتي

جلس سمير في المكان المخصص للحلاقة ينظر في المرآة التى أمامه منتظراً أحمد .. ذلك الشاب الجديد الذي سوف يهذب له شعره .. بعد قليل يظهر شاب يتجه نحوه .. طويل القامة يتمتع جسده ببناء عضلي وفير ذو بشرة داكنة وسيم تملاء وجهه ابتسامة تظهر اسنانه ناصعة البياض يرتدي قميص ضيق مفتوح حتى منتصف الصدر تظهر عضلات صدره الخالي من الشعر .. و بنطلون ضيق يبرز عضلات فخده .. يتفحصه سمير من خلال المرآه باعجاب شديد .. تتسمر عيناه على منطقة تلاقي الفخدين حيث يوجد هناك بروز ملحوظ .. و الذى ينم عن وجود إير ضخم هناك اسفل هذا البنطلون الذي لا يداري بقدر ما يكشف من اسرار هذا الجسد الرائع الذي اثار سمير منذ رأه .. اقترب الشاب من سمير قائلا :

- أهلا استاذ سمير .. عرفت ان النهاردة فرح حضرتك .. ألف مبروك ربنا يتمم لك بخير
- أهلا احمد .. متشكر ليك و عقبالك
- ربنا يخليك .. ياله نبتدي .. و يا رب شغلي يعجب حضرتك
- عاجبني من قبل ما تبتدي

ضحك الاثنان و شرح سمير لأحمد عن الشكل الذي يفضله لقص شعره .. و بدأ أحمد عمله بغسل شعر سمير الذي اغمض عينيه تاركا نفسه بين يدي أحمد يلمس شعره و رأسه شاعراً بلذه و كانهم في سرير يمارسان الحب و ليس في محل حلاقة .. بالفعل كان أحمد ماهر في عمله .. و كان سمير بين الحين و الأخر – كلما اتيحت له الفرصة – ينظر إلى هذا البروز الذي يتمتع به بنطلون أحمد .. و انتهز سمير وقوف احمد بجوار المسند الذي يسند سمير ذراعه عليه ، حيث رفع سمير يده متظاهراُ انه يزيل شىء ما من على وجهه فاصطدمت يده بهذا الانتفاخ الذي أثاره منذ ان رأه .. انتفض احمد عند اصطدام يد سمير بعضوه الذكري و نظر في عيني سمير الذي اعتذر له مبتسماً ، فابتسم له احمد و أكمل عمله و لم يبدي ضيق مما حدث .. و هذا شجع سمير على الخوض في تخيل شكل هذا الشيء الكامن هناك خلف هذا البنطلون و انه استطاع أن يلمسه بحرية .. أوشك أحمد على الانتهاء من تهذيب شعر سمير .. الذي قال لأحمد :

- ينفع تيجي معايا البيت علشان لسه هاخد شور و ألبس البدلة و بعدين انت تضبطلي شعري بالسشوار و اللمسات الأخيرة بقى
- أكيد طبعا ممكن .. بس حضرتك لازم تقول لإدارة المحل الأول.
- مفيش مشكلة .

لم تمر دقائق بعد الانتهاء من الحلاقة حتى خرج سمير مصطحبأً احمد معه .. بعدما جمع أحمد الأدوات اللازمة لاتمام عمله هناك في بيت سمير و قد دفع سمير تكاليف الحلاقة و رسوم اضافية مقابل اصطحاب احمد معه لبيته و اتجها سويا نحو السيارة .

كان سمير فرح لانه سوف ينفرد بهذا الشاب الذي افتنه منذ أن راه .. جلس أحمد بجوار سمير الذي قاد سيارته مسرعاً إلي الشقة التي سوف يتزوج بها و التي سيبدأ بها حياته الزوجية الليلة .. وصلا سمير و أحمد للعمارة التي تقع الشقة بالدور الخامس بها .. نزل الاثنان استقلوا المصعد .. دخلا الشقة و بدأ سمير الكلام مرحبا بصيده الثمين :

- اتفضل .. اتفضل .. مفيش حد هنا .. أيه رأيك في الشقة ؟
- جميلة يا استاذ سمير .. ربنا يتمم لك بخير
- انت خاطب او متجوز يا أحمد ؟
- لا و الله .. يعني شويا كده لما الظروف تتحسن .. لسه بدري
- طيب تشرب أيه ؟
- مفيش داعي ، متتعبش نفسك
- يا راجل لا تعب و لا حاجه ، أنا هجيب لك عصير

دخل سمير المطبخ و احضر كوب من العصير لأحمد و اعطاه اياه .. ثم ذهب لحجرة النوم احضر بعض الملابس الداخلية ثم ذهب إلي الحمام .. تجرد من كل ملابسه .. فتح صنبور الدش و تركه قليلاً ثم اغلقه ثم نادى بصوت عالي على احمد الذي قام من مكانه و اقترب من باب الحمام قائلاً :

- أيوة يا أستاذ سمير ؟
- معلش يا أحمد أنا نسيت الفوطة على السرير في أوضة النوم .. ممكن تجبهالي ؟
- حاضر

ذهب أحمد إلي حجرة النوم و أحضر المنشفة التي تركها سمير هناك عمداً و عاد إلى الحمام و طرق على الباب قائلاً :

- اتفضل الفوطة يا استاذ سمير
- ادخل يا أحمد

فتح أحمد الباب ليجد سمير يقف عارياً معطياً ظهره نحو الباب متظاهراً بإنشغاله بتنظيف ذراعيه بالصابون و تاركاً الفرصة لأحمد ليتفحص جسده بحرية .. كان سمير يتمتع بقوام رائع و بشرة بيضاء ناعمة خالي من الشعر و خصر نحيل و أرداف ممتلئة و فخذ رائع .. وقف احمد مذهولاً مرتبكاً .. لا يعرف ماذا يقول .. أدار سمير رأسه مبتسماً ناظراً لأحمد :

- أيه مالك ؟ مكسوف و لا أيه ؟
- ها ؟ لا عادي .. اتفضل الفوطة

اقترب أحمد من سمير ليعطيه المنشفة و عيناه ما تزال فوق تلك الأرداف .. نظر سمير الي بنطلون أحمد فوجد أن الانتفاخ قد زاد حجمه فقال لأاحمد :

- بقولك أيه ممكن تدعكلي ظهري ؟
- ها ؟ أه طبعا ممكن.
- طيب اقلع هدومك علشان الميه

في لمح البصر تلخص أحمد من كل ملابسه حتى الداخلي منها ... و التحق بسمير و بدأ العمل .




** 2 **


أمام إحدي محلات الزهور و بجوار السيارة التي يتم تجهيزها و تزينها بالورود لتكون عربة زفاف العروسان ، يقف كريم ممسكاً الموبيل و يبدو على وجهه الضيق ، محاولاً الاتصال بصديقه سمير . و فجأة يبدأ كريم الحديث في الهاتف :

- ايوة يا ابني انت فين ؟ بقالي ساعة عمال اتصل بيك و انت مش بترد عليا ليه ؟

يصمت قليلاً ثم يكمل كلامه :

- طيب انت فين دلوقتي ؟ في شقتك ؟ طيب 10 دقايق هكون عندك .. سلام

يركب كريم سيارة الزفاف و يتجه بها إلى شقة سمير .. ينزل كريم مسرعاً و يصعد للدور الخامس .. يدق جرس الباب فيفتح سمير مبتسماً و لكن كريم يدخل قائلاً بصوت مرتفع :

- عاوز افهم ساعة كاملة بتصل بيك و مش بترد عليا ليه ؟
- كنت عامل الموبيل صامت
- ليه بقى ان شاء الله ؟
- اسكت .. ياااااه يا كريم .. شفت ولد زي القمر عند الحلاق .. جبته هنا بحجة انه يكمل الشغل هنا .. و أية مقولكش .. ساعة كاملة نايم معايا .. كأنه أول مرة يمارس جنس .. موتني .. كنت طاير من السعادة و المتعة.
- ( غاضباً ) انت بتستهبل ؟!! أية اللي بتقوله ده ؟ تعمل سكس مع واحد أول مرة تشوفه و متعرفش عنه حاجة و هنا في البيت اللي هتتجوز فيه و يوم فرحك ؟؟ لا دا انت مجنون.

- و أية المشكلة ؟ بجد كانت تجربة حلوة قوي .. يخرب بيته .. انا كنت بصرخ من المتعة تخيل ؟
- بجد أنا اللي مش عارف انت بتفكر إزاي ؟ صحيح إحنا اصحاب بس تفكيرنا مختلف جداً .. حد غيرك كان يفكر هيعمل أيه الليلادي مع عروسته .. فكرت ف الموضوع ده ؟

- يا عم .. عادي يعني .. هيحصل أيه ؟ الموضوع بسيط انتصاب و تك تك تك و خلاص .. مش صعبة يعني

- و الله بجد مش صعبان عليا إلا داليا المسكينة .. انت مش حاسس انك هتظلمها ؟

- اظلمها ليه ؟ هتتجوز و تبقى ف عصمة راجل و تعيش معززة مكرمة .. و هجبلها كل اللي تطلبه .. البنات اليومين دول بيحلموا بلقب زوجة .. و بيهربوا من لقب عانس .

- طيب و الحب و الحياة الزوجية و الجنس بينكوا ؟ فكرت في ده كله ؟

- سيبك سيبك .. كام شهر و تحمل و بعدين تتلخم في البيبي و خلاص .. مش هتبقى عاوزة جنس .. الموضوع سهل

- مين قال كده ؟
- هو كده
- طيب و حياتك التانية .. قصدي علاقاتك المثلية .. هتستمر ؟
- طبعا هتستمر
- بنفس الشكل ؟
- أي شكل ؟
- تقابل أي حد .. و تنام معاه .. سكس و خلاص
- طبعاً .. أمال عاوزني ابقى عبيط زيك .. أدور على واحد و احبه و اموت عليه و يذلني و اتبهدل .. إلى اخر تجاربك الخايبة دي .. حب ايه و استقرار ايه ؟ .. عاوز تستقر اتجوز واحدة زيي كده .. و عيش حياتك التانية بحرية

علامات الحزن تطفو على وجه كريم و يكمل كلامه قائلاً : يمكن يكون عندك حق ان تجاربي كلها فاشلة و مش قدرت ألاقي الشخص المناسب .. بس فعلا انت لو جربت الحب بجد و جربت تنام مع حد بتحبه .. هتفهم الفرق .. و بعدين على الأقل مش بظلم حد معايا .. و جوازي من واحدة عمره ما هيبقى استقرار

- ههههههه طيب يا عم الروميو .. كفاية بقى أنا خلاص خلصت لبس .. قولي أية رايك ؟

- زي القمر .. ما تجيب بوسة بقى يا واد

- ههههههه لاء يا خويا مش ببوس رجالة

- يا سلام ؟ بأمارة الحلاق .. يا بتاع الحلاق

- بس بقى متفكرنيش.

يضحك الاثنان و ينزلان إلي سيارة الزفاف .. يذهبان إلى بيت العروس حيث يتجمع الأهل و الأقارب .. و يذهب الجميع إلى الكوافير لإصطحاب العروس ثم الذهاب إلى الأستديو لإلتقاط صور الزفاف .. ثم يتجه الجميع إلى قاعة الفرح حيث باقي الأهل و الضيوف حيث يبدأ الأحتفال بدخول العروسين و يستمر الغناء و الرقص حتى الثانية بعد منتصف الليل حيث ينتهي الاحتفال و يزف العروسان إلي شقة الزوجية و ينصرف الحضور كل إلى بيته و تبدأ الحياة بين داليا و سمير .



** 3 **


دخل العروسان سمير و داليا شقتهم بعد توديع من جاء معهم من الأهل و الأقارب .. اتجها إلى حجرة النوم .. جلست داليا على حافة السرير تنظر لاسفل يملاءها الخجل و الخوف الممزوجان بالسعادة ، بينما سمير اسرع إلى تغيير ملابسه و ارتدى بيجامة حريرية .. رمقته داليا عدة مرات أثناء استبداله ملابسه .. حدثتها نفسها أن زوجها له جسد رائع مثل المودلز و هؤلاء الشباب الذين يظهرون في الفيديو كليبات مع المطربات .. كانت تشعر انها محظوظة .

غادر سمير حجرة النوم تاركاً لها المجال لإستبدال ملابسها .. طالباً منها اللحاق به إلى لحجرة المعيشة .. اسرعت داليا باستبدال فسان الفرح بقميص نوم مثير و ارتدت فوقه روب و خرجت حيث يجلس سمير الذي كان يشاهد التلفاز ، طلب منها ان تحضر لهما كوبان من العصير حيث لم يكن لديهما الرغبة في تناول أي طعام فقد تناولوا بعض الطعام من بوفية الفرح سويا .. احضرت العصير و جلست بجواره حيث بدأ سمير في تناول العصير قائلاً :

- يااااه الفرح كان رائع
- اه فعلاً .. مبروك يا حبيبي
- بس عارفة كان يوم مرهق بشكل .. انا حاسس اني مش قادر اتحرك .. ياله بينا ننام
- اوكي

اسرع سمير إلى السرير مستلقياً فوقه ناظراً لسقف الحجرة و دخلت داليا ووقفت لا تدري ماذا تفعل .. حتى نظر سمير لها قائلاً :

- مالك واقفة كده ليه ؟
- لا مفيش
- طيب تعالي هنا

اقتربت داليا من السرير و كلها خجل و جلست بجواره فقال لها :

- بقولك أيه .. متهيالي اننا مرهقين قوي النهاردة .. الفرح و الدوشة .. أيه رأيك ننام النهاردة و بكرة يبقى فيه كلام تاني يا قمر

لم تعرف داليا ماذا تقول غير ايماءة برأسها بالموافقة و استدارت جاعلة ظهرها له و نامت مفتوحة العينين و عقلها مزدحم بالكثير من الأفكار .. تسترجع علاقتها بسمير منذ اللحظة الأولى التي رأته فيها عندهم في منزلهم في زيارة التعارف الأولى لهم .. ترتفع علامة استفهام كبيرة خلف هذا السؤال الصغير .. هل سمير يحبها ؟ صحيح ان جوازهم كان جواز تقليدي او جواز صالونات كما يسميه بعض الناس حيث لم يكن هناك سابق معرفة بينه و بينها .. فقط رأته عندما جاء هو و امه لزيارتهم للتعارف .. اعجب بها و كذلك هي .. شاب وسيم و رقيق و غني ذو وظيفة مرموقة قادر على توفير حياة كريمة لها .. شاب جاء من الباب لا يريد شىء سوى الزواج بها .. بالتأكيد يحبها .. صحيح انه أخبرها بأنه ليس من النوع الرومانسي الذي يقول كلمات الحب و ان حبه من النوع العملي و بالفعل فقد عبرعن حبه لها عن طريق الكثير و الكثير من الهدايا القيمة ربما ليعوضها عن كلمات الحب التي نادراً ما يُسمعها إحداها .

اذا فهو يحبها .. حاولت داليا اقناع نفسها بهذه النتيجة التي توصلت لها و لكن سؤال اخر يلح عليها .. هل هو سعيد بالزواج منها ؟ .. اجابت على نفسها بالتأكيد سعيد .. هل يتزوج انسان إلا اذا كان يحب و يريد أن يكون سعيد .. لامت داليا نفسها كثيراً .. لما كل هذا ربما حقاً هو متعب .. ما العيب في ذلك ؟ ظلت تصارع افكارها حتى غلبها النعاس و راحت في النوم . أما سمير فقد نام سريعاً و لم يشغل عقله أي تفكير .



** 4 **


مر اليوم الثاني سريعاً بين زيارات أهل العروسين و مشاهدة التلفاز و الحديث في موضوعات كثيرة و بعض مكالمات الأصدقاء لتهنئة العروسين حتى جاء المساء .. و بعد تناول العشاء اتجهت داليا لحجرة النوم .. ارتدت قميص نوم مختلف أكثر اثارة من ثوب الليلة السابقة و جلست أمام المرآة تعد نفسها لأول لقاء بينها و بين زوجها و أول تجربة جنسية لها في الحياة .. وضعت اطيب العطور لديها و جلست تلعب بخصلات شعرها المسرتسل الي اسفل ظهرها حتى دخل سمير عليها .. اتجه نحوها امسك يدها فنهضت واقفة .. اخذها بين ذراعيه و ضمها لصدره و طبع قبلة فوق رقبتها ثم قال لها :

- حلو قوي القميص ده

احمر وجهها و نظرت لاسفل خجلاً و لكن سمير استرسل في كلامه :

- ممكن اطلب منك حاجة .. هو طبعا مفيش كسوف بين الزوجين و كل واحد لازم يرضي الطرف التاني و يريحه
- أيوة طبعا .. عاوز اية ؟
- ممكن تلبسي بيجامة من بتوعي بدل القميص ده .. هكون مبسوط اكتر

نظرت داليا إليه بإستغراب شديد فقال معقباً :

- ده شىء عادي .. أنا ببقي مثار أكثر و مفهاش حاجة
- ( سكتت قليلاً ثم قالت ) حاضر .

احضر سمير لها البيجامة من دولابه و اعطاها لها .. اسرعت داليا إلى الحمام يملاءها الكثير من الحيرة و الاستغراب و عدم القدرة على فهم ما يحدث و لكنها انصاعت لرغبة سمير و استبدلت القميص بالبيجامة و عادت سريعاً لحجرة النوم حيث وجدت سمير مستلقي بمنتصف السرير نائما على وجهه فوقفت لا تعرف ماذا تفعل حتى رفع سمير رأسه نحوها قائلا :

- بتعرفي تعملي مساج ؟
- يعني مش عارفة .. مش قوي
- تعالي انتي بس مشي ايديكي على ظهري .. الموضوع سهل

جلست بجواره و مدت يدها تمررها فوق ظهره فأمرها ان تعتدل في جلستها و ان تجعل جسده بين رجليها و كانها تمتطي حصان .. ففعلت و بدأت في عمل المساج له .. لا تعرف ماذا تفعل و لكنها تنفذ كل ما يأمرها به .

داليا لم يكن لديها خبرة أو ثقافة جنسية تذكر بحكم التنشئة الصارمة .. لذلك انصاعت لأوامر سمير مقنعة نفسها ان ما يحدث الآن ربما يحدث بين كل الأزواج .. كيف او من أين لها ان تعرف ما يدور في غرف النوم المغلقة .

استمرت في عمل المساج لسمير الذي كلما اقتربت يداها من منطقة اسفل الظهر اطلق هو آهه صغيرة تعبيراً عن استمتاعه بما تقوم قائلاً لها :

- تعرفي انت ايديكي تتلف في حرير

لم تجيب هي بشيء و لكنه أكمل كلامه :

- عارفة أصحابي بيقولولي إن الهنش ( الأرداف ) عندي عالي قوي و بيحسدوني قوي على الموضوع ده و بيقولوا ان الستات بتحب الرجالة اللي هنشها عالي .. أيه رأيك ؟

سكتت قليلاً و لكنها قالت بصوت منخفض : آه عندهم حق.

فأجاب سريعاً بمد يده إلى الخلف و انزال بنطلونه إلى اسفل كاشفاً أردافه لها قائلا :

- طيب اعملي مساج هنا كمان

مرت لحظة من الصدمة لم تتحرك يد داليا للحظات .. ثم استكملت عملها محاولة اقناع نفسها بأن هذا شىء عادي يحدث بين كل الأزواج و ان هذا زوجها و ليس هناك عيب فيما يحدث .

و بدأت في الإمساك بتلك الأرداف الممتلئة الناعمة الملمس الخالية من الشعر و بدأت في الضغط عليهما و بدأ هو في اطلاق بعض آهات المتعة إلى ان نهض سمير من وضعه و أخذ داليا بين ذراعيه ارقدها في موضعه على السرير و هجم على رقبتها يقبلها و يداه في اسفل البنطلون لديها .. قام بانزاله قليلاً ثم نام فوقها و إخترقها فأصدرت داليا صرخة و سالت قطرات دم قليلة لم يعبأ سمير بها .. ثم ثواني معدودة بعد ذلك حيث شعرت داليا بسائل ساخن يجري داخلها مصاحبا لصرخات سمير و سريعا نهض سمير عنها مرتمياً بجوارها على السرير نائماً تاركاً داليا وحدها .

مرت 10 دقائق و داليا مكانها بدون حركة .. ساكنة على نفس الوضع .. لا تعرف ماذا حدث او ما يحدث ..أهذا هو الجنس ؟ أي متعة تلك ؟ أي لذة هناك يتحدث عنها الناس .. ها هي لم تشعر بأي لذة .. فقط الآلم .. بعد قليل بدأت تشعر بمغص أسفل بطنها .. قامت إلى الحمام .. دفعت نفسها أسفل الدش ظلت هناك لفترة طويلة .. ثم قامت بارتداء قميص نومها و عادت إلى السرير تبحث عن النوم .. و لم تجده بسهولة .



** 5 **


مرت عدة شهور على الحياة بين داليا و سمير .. تكررت اللقاءات الجنسية بينهم على فترات متباعدة .. حيث لم يكن سمير مهتم و داليا كانت تزداد نفوراً من تلك اللقاءات .. حتى جاء ما يخلصها من تلك اللقاءات .. انه الحمل .. و من بعده الولادة و الانشغال بالطفل .. بعد ذلك لم يعد هناك مجال لتلك اللقاءات الجنسية بينهم .

بالطبع لم تتخلص داليا من غريزتها الجنسية .. لكنها وجدت طريقة أخري لاشباعها بعيداً عن سمير و طلباته الغريبة و لقاءاته التي تخرج منها حزينة و مكتئبة .. انها العادة السرية .. وجدت بها لذتها المفقودة في فراش الزوجية و كانت تمارسها اثناء الاستحمام .. و بعض الأوقات عندما يكون زوجها في العمل .

و على الرغم من المتعة التي وجدتها بها إلا انها كانت متعة مؤقتة .. سريعاً ما كانت تشعر بالضيق و الغضب بعدها .. استمرت على هذه الحالة عدة سنوات .. لدرجة انها بدأت تشك بأنها انسانة غير سوية .. هلى هي مريضة ؟ كيف لا تجد لذة في السرير مع زوجها و تجدها في العادة السرية ؟

بدأت داليا تبحث و تقرأ كل الموضوعات و المقالات و الدراسات التي لها علاقة بالجنس و العلاقات الزوجية على النت و كذلك بدأت تبحث عن تلك التصرفات الغريبة لزوجها في السرير و طلباته التي يأمرها بها .. هل هو ايضا يعاني مشكلة نفسية .. هل هو ايضا غير سوي ؟

أما سمير فقد استأجر شقة صغيرة في احدى المناطق الجديدة قليلة السكان و كان يذهب هناك عندما يجد شاب مناسب يعجبه ليمارسا الجنس سويا .. تعرف سمير على الكثير من الرجال و قضى أوقاتا كثيرة في شقته غير عابئاً بحقوق زوجته الجنسية و غير عابئاً بما يفعله .. نصحه كريم كثيراً ان يحاول الإرتباط بشخص واحد و أن يراعي تلك الزوجة المسكينة و لكن سمير لم يقتنع بهذا الكلام و استمر فيما يفعله .



** 6 **


قرأت داليا الكثير من الأبحاث حول العادات الشاذة في العلاقات الزوجية .. بدأت فكرة تختمر في عقلها ..هل زوجها شاذ ؟؟ .. هل كل ما يطلبه منها اثناء لقاءه الجنسي معها هو مجرد محاكاه و كانه ينام مع رجل أخر ؟ أثارت تلك الفكرة غيظها و اشمئزازها .. ليست متأكدة و لا تملك دليل قوي على هذا .. ربما الموضوع مجرد مصادفة .. لم تهدأ الافكار داخلها .. لو كان شاذاً لما تزوجها ؟ لماذا خدعها كل تلك الفترة ؟ لماذا ظلمها معه ؟ لماذا سلبها أهم حقوقها ؟

أليس من حقها أن تشعر بأنها أنثى ؟ و ان هناك من يرغب بها و بكل منطقة في جسدها ؟

بدأت جذور الكراهية له تنمو داخلها .. لو اكتشفت انه شاذ و يخونها و يمارس الجنس و يشبع رغباته خارج البيت غير عابئا بحقوقها و لا مشاعرها سوف تقتله .

نمت داخلها فكرة الانتقام .. تريد ان تتكلم مع اي انسان لينصحها ماذا تفعل و لكن كيف ومع من .. كيف تستطيع أن تفتح الحوار في هذا الموضوع الشائك مع اى شخص .. قررت انه ان تستعيد رشدها و هدوئها أولا حتى ترتب أفكارها و خطواتها لتصل للحل السليم .

" يجب أولا ان أتأكد من انه شاذ .. ثم بعد ذلك يأتي الانتقام .. ليس لانه شاذ و لكن لانه سرقنى و خدعنى و عاش حياته و حرمنى من حياتى .. لن أرضى أن أعيش معه .. لو كان قال لى حقيقة الأمر منذ البداية ربما رضيت به و بظروفه و لكن أن يخدعنى و يخوننى غير عابئاً بحقوقى و لا بانسانيتى .. لا لن اسامحه ابداً ."

بدأت داليا في مراقبة سمير .. كان بعدما يعود للعمل و يسترح قليلاً ثم يعاود الخروج كانت تذهب خلفه في احدى التاكسيات التي اتفقت مع قائده ان يكون تحت امرها طوال الوقت .. مر اليوم الأول بشكل عادي .. ذهب سمير للجلوس باحدى الكافتريات حيث مكث هناك لوقت طويل ثم خرج و عاد للبيت .. لم تسفر المراقبة في هذا اليوم عن شىء .. و جاء اليوم الثاني .. ذهب سمير لنفس الكافتريا و لكن لم تمر نصف ساعة حتى خرج من الكافتريا و معه شاب .. كان يضحكان سويا .. اتجها الاثنان نحو سيارة سمير .. انقبض قلب داليا و امرت السائق ان يلحق بسيارة سمير .. حتى وصلا إلي الشقة الثانية التي يستخدمها سمير للقاءاته الغرامية .

نزل سمير مصطحبا الشاب و اختفيا في مدخل العمارة .. لم تنزل داليا من التاكسي و طلبت من السائق العودة إلي بيتها .. حاولت الاتصال كثيرا بسمير و لكنه لم يجيب على الموبيل .. بعد مرور ساعة تقريبا اتصل هو بها قائلا انه كان مشغول في اجتماع هام .

في اليوم التالي ذهبت داليا صباحاً إلي تلك العمارة التي دخلها سمير والشاب ليلة أمس بعدما تأكدت ان سمير في عمله .. عندما دخلت العمارة استوقفها حارس العقار قائلاً :

- أيوة يا ست هانم ؟ أيتها خدمة ؟
- أيوة هي شقة استاذ سمير في الدور الكام؟
- هو مش فوق دلوقيت
- طيب المدام مش فوق ؟

نظر لها الحارس نظرة استغراب و قال لها :

- ما خبرش

اخرجت داليا 20 جنية من حافظتها و اعطتها للبواب .. فاجابها سريعا مبتسما :

- استاذ سمير مش عايش هنا .. و مفيش حد عايش معاه .. هو كل يومين تلاته يجي هو و واحد صحبه يقعدوا ساعتين تلاته و يمشوا طوالي

انصرفت داليا و هي تشعر بالغضب .. و الرغبة في الانتقام تملأها .. اذا فهو يخونها .. و يمارس الجنس مع شباب .. لابد ان تواجهه .. لابد ن تطلب الطلاق منه .. لابد ان تحتفظ بطفلها بعيدا عنه .. و لكن كيف كل هذا ؟ .. وجود تلك الشقة ليس دليل كافي على ادانته .. لابد من وجود دليل مادي على خيانته و شذوذه .. لو استطاعت أن تدخل الشقة أثناء ممارسته الجنس مع رجل اخر و ان تصورهم .. وقتها سوف تنتقم منه شر انتقام و تأخد كل حقوقها و طفلها منه .. و لكن كيف ذلك ؟

مرت أيام و هي تحاول تجنبه .. لا تطيق النظر إليه .. قررت الابتعاد عنه قليلا لتهدأ و تستطيع الوصول لقرار في كيفية الحصول على دليل قوي .. قررت السفر الي الاسكندرية بحجة انها تريد تغير جو لانها تمر بحالة اكتئاب .. لم يعترض هو على سفرها .. هناك .. وصلت لفكرة .. رغم عدم تأكدها من نجاحها الا انها بدأت في تنفيذها .



** 7 **


عادت داليا إلي القاهرة سريعا .. ذهبت إلي احدى محلات الأجهزة الالكترونية و اشترت واحدة من تلك الكاميرات الحديثة صغيرة الحجم ذات الجودة العالية .. و اخذت تبحث على النت عن العقارات المخدرة و تأثيرها على الانسان .. كانت تبحث عن عقار يساعد على الاسترخاء و يفقد الانسان الوعي بشكل جزئي .. ليس منوم و لكن عقار يفقد القدرة على التمييز .. ظلت تبحث و تقرأ الي ان وصلت الي عقار الهلوسة حيث يصاحب تناول هذا العقار هلوسات بصرية وسمعية أي أن تأثيره الرئيسي هو إثارة تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالوقت و استطاعت داليا عن طريق احدى الصديقات التي دلتها على احدى الصيدليات المشبوهة التي تتاجر بالادوية المخدرة الممنوع تداولها الا بوصفة من الطبيب المعالج و ذهبت هناك و طلبت الدواء الذي حفظت اسمه و دفعت اكثر من ثمنه الفعلي بكثير و عادت به إلي بيتها و اخفته في دولابها الخاص .

لم ينقصها سوى سلاح واحد من تلك الأسلحة التي سوف تستخدمها لإتمام خطتها .. و التي وجدت طريقة للحصول عليه عن طريق صديقة لها كانت في رحلة لأوربا .. اتصلت بها داليا و طلبت منها ان تشتري لها عضو ذكري صناعي .. ذلك النوع الذي يربط بحزام حول الخصر و الذي تستخدمه البنات الساحقيات في الافلام الجنسية .. كانت داليا تشعر بالخجل من هذا الطلب و لكن رغبتها في الانتقام محت الخجل من داخلها .. و قد سألتها صديقتها ضاحكة :

- هو سمير خلاص فصل شحن و لا أيه ؟
- لا يا حبيبتي سمير ده سيد الرجالة .. ده مش ليا .. دا لواحدة صحبتي و ربنا أمر بالستر بقى

وعدتها صديقتها انها سوف تعود من رحلتها الاسبوع القادم و ستحضر معها ما طلبته منها .

طوال هذا الاسبوع بدأت داليا في ترتيب تفاصيل تلك الليلة و السيناريو الذي ستستخدمه ليلتها .. حتى أنها جربت الكاميرا في أوضاع و أماكن مختلفة حتى وصلت لأفضل زواية تصوير ممكنة حيث تكون الكاميرا غير مرئية و تكون الصورة واضحة لتلك المساحة التي ستدور بها أحداث الليلة الأخيرة لها في هذا البيت .

كانت داليا تستعد و كأنها ممثل جديد سوف يقف على خشبة المسرح لأول مرة في حياته و سيكون صاحب دور البطولة .. و يخشي الفشل الذي قد ينهي على مستقبله كله .. و تتمني النجاح لتنتقم للماضي و تفوز بحياتها القادمة .

و مر الأسبوع و عادت صديقتها من الرحلة و ذهبت داليا إليها و حكت لها صديقتها عن كل ما رأته هناك في تلك الرحلة الشيقة و لكن عقل داليا لم يكن معها كانت فقط تحرك رأسها كأنها تسمعها و لكنها لم تكن كذلك .. حتى قامت صديقتها و احضرت لها علبة لم تستطع داليا - التى احمر وجهها خجلا و خوفا – أن تفتح العلبة .. فقط سألت صديقتها عن ثمن هذا الإير الصناعي و اعطتها ثمنه و قامت سريعاً ينبض قلبها خوفاً و كأنها تحمل سلاح جريمة قتل سوف ترتكب على يديها .

قررت داليا تأجيل العملية إلى الغد حتى تهدأ أعصابها قليلا .. دخلت الحمام اخرجت الأير من علبته .. اصابها الذهول عند رؤيته .. لفت الحزام حول خصرها و ارتدته لتجرب استخدامه و نظرت في المرآة لترى شكله .. نظرت لنفسها بإشمئزاز ثم بصقت على صورتها في المرآة قائلة :

- أعمل أيه لازم أخد حقي .


** 8 **

ذهب سمير إلي عمله في الصباح كالعادة .. بدأت داليا في الاستعداد ليوم الانتقام و ليلتها الأخيرة .. اخذت طفلها إلى أمها و طلبت منها أن تعتني به لأن سوف تخرج هي و سمير الليلة و لا يستطيعوا اصحاب الطفل معهم .

بدأت داليا بتنفيذ كل الخطوات التي تمرنت عليها سابقاً .. دخلت حجرة النوم و جهزت الكاميرا في المكان المناسب و بدأت تجهز العشاء .. بعدما وصل سمير .. تناولا الطعام سويا و جلس يشاهد التلفاز .. قامت داليا باعداد كوب من الشاي حيث أذابت قرص من العقار الذي اشترته – عقار الهلوسة – و اعطته لسمير ثم دخلت حجرة النوم و ارتدت ترنج سوت و أدارت الكاميرا .. ثم خرجت لسمير الذي قد تناول كوب الشاي فقالت له :

- ما تيجي اعملك مساج
- ما ليش مزاج .. انا راجع مرهق
- لا مش قصدي .. مساج و بس .. علشان انت مرهق

قام سمير يتبعها لحجرة النوم .. استلقي سمير فوق السرير طلبت هي منه ان يتخلص من ملابسه الخارجية .. ففعل .. و نام مستلقياً على وجهه .. و بدأت هي بعمل المساج .. و بدأ مفعول عقارالهلوسة في العمل .. كلما قاربت يداها من منطقة اسفل الظهر بدأ هو في الارتفاع بخصره .. بعد وقت قليل أزالت ملابسه الداخلية و بدأت العمل في منطقة الأرداف و بدأت آهات الاستمتاع تخرج من سمير بدون وعي او حسبان .. و قد أحضرت داليا جيل مرطب وضعته اسفل السرير مع الإير الصناعي .. مدت يدها اسفل السرير و احضرت الجيل و بدأت اداخل أطابعها في فتحة الشرج لديه .. صاحب هذا آهاته العالية طالباً المزيد .

تأكدت داليا الآن ان سمير واقع تحت تأثير العقار و ان شهوته و رغبته لممارسة الجنس أكبر من وعيه المغيب حالياً .. قامت عنه انزلت بنطلونها قليلاً و ارتدت الإير الصناعي.

و بدأت في اختراق سمير بالإير الصناعي .. و علت صرخاته – صرخات الألم و المتعة – و علا صوته يطلب اقتحامه أكثر و بقوة .

كانت داليا تستخدم الإير الصناعي كخنجر تطعنه به بكل قوتها و كان يزيده هذا صراخاً و رغبة .. غير واعياً ان من يمارس معه الجنس هي زوجته و ليس رجلاً من هؤلاء الذين ناموا معه .. و في أثناء ذلك كانت دموعها تنهمر سيلاً على وجهها و هي تندفع داخله .. لا تعرف هل هي تبكي على سنين عمرها الماضية و التي ضاعت منها .. أم هي تبكي على من دفعها للقيام بدور غير دورها في الحياة .. أخذت تطعنة لفترة طويلة حتى صرخ معلناً وصوله للنشوة و القذف .. خلعت الإير عن جسدها و القته على الأرض .. تركت سمير الذي يبدو ان تلك الطعنات انهكته فنام و خرجت هي لحجرة المعيشة - معها الكاميرا التي سجلت ما دار هناك في ارض المعركة - منهارة غير مصدقة ما حدث .

مكثت قليلا حتى هدأت .. مسحت دموعها عن وجهها .. استرجعت ما تم تصويره على الكاميرا .. وجدت التصوير جيد حيث يظهر جسد سمير كاملاً في كادر التصوير و جزء من جسدها – الجزء الأهم منها – تلك المنطقة التى تقع اسفل الصدر و اعلى الركبتين و بالطبع هذا الأير العظيم الذي يظهر كاملا مقتحما جسد سمير و صرخات سمير المعبرة عن النشوة و الاستمتاع .. ظهرت الابتسامة على وجهها حيث شعرت بالانتصار لعمرها .

أوصلت الكاميرا بالكمبيوتر .. وضعت نسخة مما سجلته الكاميرا على الكمبيوتر .. اسمت هذا الملف الليلة الأخيرة .. اغلقت الحاسب و وضعت الكاميرا في تلك الشنطة التي جمعت بها ملابسها و اشياؤها الهامة واثقة ان سمير لن يشعر بها و خرجت من الشقة إلي بيت أهلها بعدما كتبت خطاب لسمير تركته بجوار السرير.

استيقظ سمير من النوم في اليوم التالي .. و قبل أن يتذكر أو يستوعب ما حدث ليلة أمس .. وجد الرسالة بجواره .. فتحها و بدأ يقرأ :

سمير .. أنا عند أهلي .. افتح الكمبيوتر .. هتلاقي ملف فيديوعلى سطح المكتب اسمه الليلة الأخيرة .. اتفرج عليه كويس .. بعد كده تطلقني و تبعت لي كل حقوقي و تتنازل عن حضانة الطفل .. داليا.




18 July 2008

الرسالة الأخيرة من تامر

هذة الرسالة كتبها تامر سعيد ، يشرح بها اسباب ابتعاده عني :
****************
و يسألونك عن الفراق قل هو أمر عظيم ...." صدق الله العظيم -انه أمر خطير ،و خطب جلل ،و منحدر صعب الزوايا ،و بحيرة ملأى بأسماك القرش ،و موكب من الرجال يسيرون عرايا في الشارع ،و امرأة في حالة وضع ،ان الأمر خطير بكل المقاييس ،و الموقف صعب بشكل لا يوصف ،و لكن ينبغي ان نخوض فيه إذا اردنا النجاة و الاستمرار ،لم تكن المسألة بيننا مسرحية هزلية أو حتى تراجيدية يبكي عليها الجمهور حينا ثم ينصرف ،انها حياة و زمن و روائح لم تختف ظلالها بعد. تسألني لماذا البعد؟؟ و هل محتوم لكل اقتراب ابتعاد ،و هل الدنيا دائرية مدورة تنتهي حيث تبدأ ؟و هل لا امل في الأمل؟و هل لن ننال من المشاعر سوى ناقة أو جمل ،فلن يجتمعا معا ابدا؟ ألم أقل ان الطريق وعرة ،و الدروب شاقة!! -ان الموضوع كان مسألة حسابية ،يقولون ان الفلسفة لا تجدي ان لم تترجم إلى رياضيات ،و هذا من المسائل الخطيرة التي ينبغي الحذر عند التعامل معها. كانت المشكلة الرئيسية تكمن في حل احدى المسائل الحسابية ،و هي مسألة بسيطة و صعبة في نفس الآن ،لم نجد لها إجابة شافية تريح كل إنسان ،فاصبر و احتسب يا بن آدم حتى نجد الحل !! -اخترع الهنود الأرقام العربية ،و بعدها نشأ علم الجبر من عقول العرب ،هو اختراع عربي محض و فيه تطوير لعلم الحساب الذي عرفه الإنسان البدائي ،و بعد الجبر تطورت و تفرعت علوم رياضية أخرى لا آخر لها ،و لكن بقيت المسألة الحسابية العويصة المستعصية على الحل :ما هو نتيجة جمع واحد زائد واحد؟!

-أعلم ان الظاهر يبدو سهلا ،و لكن الباطن غريب محير ،و منذ الأزل و النقاش يدور :ما هي نتيجة جمع واحد زائد واحد؟ انها ليست مسألة حسابية بقدر ما هي مسألة احتسابية ،و الفرق كبير ،و ان كان على الفهم عسير ،حاول ان تجاريني و ان بدا الأمر في البداية صعب التفسير ،فلآلام المخاض نهاية ،كذا وجع البعاد ... له نهاية..

-اعلم يا بن الأكرمين ان المسألة انتهت إلى ثمانية حلول متضاربة متعارضة ،سأبين فيما يلي مضمون كل منها مع التركيز على الحلول الثلاثة التي تخص مسألتنا الحرجة...

-فلتعلم ان أول الحلول اختصه الله بعلمه ،لا يعلمه أحد من البشر ،الا ثلة من الاولين و ثلة من الآخرين ،و هذا الحل لم احط به علما..

-الحل الثاني تعلمناه في المدارس ،و مازالوا يعلمونه في المدارس ،و تبنى عليه قواعد الحساب و الجبر و المنطق ،و هذا الحل لن أذكره لأنه سيكون من السذاجة ان أذكر ان مجموع الواحد و الواحد يساوي اثنين ،فكلنا نعلم هذا ،لذا لن أذكره حتى اوفر وقت المطلع على هذه الرسالة و لكن سيتم تفصيله و بيان أسراره بعد عرض كافة الحلول التي توصلت إليها عقول البشر للمعادلة الصعبة السهلة...

-الحل الثالث أمره عجيب و غريب ،يذهب البعض إلى ان مجموع الواحد و الواحد يساوي واحد ،و هذا له شروح و تفاصيل ،سيتم إيرادها بعد ادراج كل الحلول الممكنة لهذه المسألة المستعصية على الحل..!!

-الحل الرابع يقول بالعدم ،الصفر ،حيث ان اجتماع شخصين يعني اخفاء كل منهما لنفسه عن الآخر ،فتكون المحصلة انك لا تجد أحدا ،و هذا الحل يصح لدى اجتماع الغرباء ،و نشتق منه الحل السادس لتفسير اجتماع الأقربين...

-الحل الخامس هو ان الناتج يساوي واحد و كسر ،أي مابين الواحد و الاثنين ،و هذا حل أمره غريب ،و لكنه في مضمونه يعتبر اشتقاقا من الحل الثالث ،أو قل تعديلا له ،لذا سيأتي تفصيله مع تفصيل الحل الثالث لهذه المعادلة....

-الحل السادس -الذي اشتققناه من الحل الرابع- هو ان الاجتماع بين اثنين من المقربين يساوي عددا مجهولا هو أقل من الاثنين ،و لا يساوي صفرا ،و لكن يمكن حسابه بالسالب أيضا! و لا تتعجب فإليك التوضيح ،فلنفهم و نعتبر :

ان اجتماع اثنين من المقربين -لا سيما في بلدان لها عادات و تقاليد فاشية قاسية- سيؤدي قسرا إلى ان يكشف كل منهما بعض منه امام الآخر ،و بهذا تكون النتيجة ايجابية ،و تكون أقل من اثنين لأن التقاليد الفاشية لا تسمح بابراز كل النفس ،و إنما تقول باخفاء القسم من النفس الذي يعتبر في عرف التقاليد الفاشية أمرا سيئا يستوجب الاخفاء ،و عليه لا تكتمل النفوس في الظاهر ،و يتم النقصان ،اما انه قد يقل عن الصفر فتفصيل ذلك ان من قواعد التقاليد الفاشية ،و من مبادئ الأخلاق اللاأخلاقية ان تظهر للناس خلاف ما تبطن ،ان تظهر بعضا منك و هو غير موجود فيك ،و هذا يتم حسابه بالسالب ،فإذا كان مجموع النفوس السالبة اعلى رقميا من مجموع النفوس الحقيقية انحطت النتيجة إلى ما دون الصفر ،و هذا يعتبر -للعلم و الفائدة- أسوأ نتيجة لعلاقة ،و أسوأ حل لمعادلتنا. و نظريا يمكن ان تصل النتيجة إلى الصفر إذا تساوت النفوس السالبة مع النفوس الحقيقية ،و لكن هذا الصفر يختلف عن صفر العدم في الحل الرابع ،و هذا الصفر يجوز ان يطلق عليه (الصفر الموجب) تمييزا لن عن صفر العدم ،لأن حالة الصفر الموجب نتجت عن اجتماع نفوس سالبة و أخرى حقيقية ،اما صفر العدم فقد نتج عن العدم!!

-الحل السابع يقول ان المجموع يساوي ثلاثة ،و تفسير ذلك انه إذا اجتمع رجل و امرأة فثالثهما الشيطان ،و الحل الثامن يقول به أصحاب نظريات البركة الالهية ،فيقولون ان بركة الرب تحل على الجماعة و تصبح النتيجة عندئذ رقم صحيح مجهول أكثر من اثنين و لا يساويها ابدا ،و بالطبع لا يقل عنها ،و كل من الحلين السابع و الثامن مكروه ،فإن الحل السابع ينفي امكان نشوء علاقة سوية متكافئة بين رجل و امرأة بعيدا عن الجنس ،و هو أمر ثبت انه غير صحيح بالمرة ،و الحل الثامن يفترض ان ينشأ وجود من العدم بواسطة قوة ما ،لا لشئ سوى اننا نعتقد في وجود هذه القوة ،و كل من الحلين يعتمد على الأمور الغيبوبية و لا يعترف بالعلم.... -ها قد اوجزنا الحلول الثمانية للمعادلة الصعبة ،و أخرنا تفصيل الحلول: الثاني و الثالث و الخامس لأنهم ذوو العلاقة بالسؤال المطروح هنا :لماذا الفراق؟ فصبرا جميلا!

-الحل الثاني -الذي يتم تدريسه في المدارس- هو الحل الذي اؤمن أنا به ،و أذكر اني اخبرتك قبل ان نبدأ -لنقل اني حذرتك- و ذلك لأني كنت احس بالخطر و ان لم أدركه وقتها ،قلت اني أحب نفسي أولا ،ثم أحب من أحب بعدها ،و يتغير ترتيب الآخرين قربا و بعدا مع بغير مواضع الافلاك و مواقع النجوم ،و لكن تبقى نفسي في المرتبة الاولى ،مكتوبة بمداد لا ينمحي ،محفورة في جرانيت صلب عصي على التشكيل ،أنا أولا و من بعدي الأشياء. اؤمن ان هذا هو الحل الانسب لكل إنسان ،ان تكون نفسه أولا ،و بالتالي فعند اجتماع إنسان مع آخر في علاقة ما -أيا كانت- لا تتدهور مكانة نفس الإنسان وراء شريكه ،و بالتالي تظل نفس الإنسان في المرتبة الاولى ،و يأتي الشريك بعدها بحيث يصل في اقصى ارتقاء له إلى المرتبة الثانية وراء نفس الإنسان ،مثل تنافس فرق الدوري العام هذا الموسم على المركز الثاني لأن النادي الأهلي حجز المركز الأول ،و كذلك تنافس مرشحي انتخابات الرئاسة في 2005 على المركز الثاني وراء مرشح الحزب الوطني. ان الأمر يشبه في تنظيمه ترتيب المجموعة الشمسية :تكون نفس الإنسان هي الشمس المهيمنة ،و علاقاته بالآخرين هي الكواكب السيارة ،حتى إذا ما اقترب اثنان إلى اقصى درجة تظل هناك شمسان أي مجموعتان شمسيتان ،أي ان النتيجة تساوي اثنين في اقصى حالات الاقتراب. و هذا الحل يوصي به أهل الحل و العقد من علماء السيكلوجيا أو علم النفس ،و يقولون ان كل إنسان هو فرد ،لا ينسحق امام آخر ،و لا يرضى ان ينسحق آخر له ،و العلاقة بين فردين هي في اقصى صورها علاقة ود و احترام و التزام ينبع من الهوى و ليس من ارادة الآخر ،ليست علاقة فناء نفس في نفس أخرى ،يقولون عن علاقات الفناء تلك انها علاقات مضرة ،و هذا السر في ان مجموع الواحد زائد واحد يساوي اثنين دائما ،لأنهما اجتمعا و لم يفن أحدهما في الآخر ،و لو لاحظت المعادلة باستخدام هذا الحل لوجدت ان الطرفين متساويين :الاثنين (رقميا) تساوي واحد و واحد ،و نفسيا لا تساويها ،فواحد و واحد تعني غربة ،و اثنين معناها ألفة ،ألفة بلا انسحاق أو فناء... -الحل الثالث تتبناه أنت ،و هو الحل القائل بان المجموع يساوي واحد ،و يغذيه تراث مريض من الاشعار و الاغاني الضارة و الكتاب المضللون ،و هؤلاء يتغنون بانسحاق نفسين في نفس واحدة ،و يعلون من شأن زوال اثنين و نشوء واحد ،و هذا أمر لا أحتمله أنا ، فكما ذكرت لك فإن ايماني بالحل الثاني يمنعني من الانسحاق لآخر أو الرضا بانسحاق آخر لي ،هذا أمر عقائدي كما ترى يمتد إلى صميم أسلوب الحياة ،و أنا هنا جاد جدا ،ربما هزلت قليلا فيما سبق و لكني هنا اتكلم بجدية شديدة : انسحاقي امام آخر بقبول الحل الثالث يهدد وجودي في الصميم ،هل تفهم معنى ان تشعر انك مهدد بالانقراض؟ ان كل معنى في حياتك مهدد بالانمحاء و الزوال؟هذا هو ما أحسست به أنا ....

-الحل الخامس و الذي يعتبر الحل التوفيقي بين الحلين الثاني و الثالث يقوم على مبدأ التنازل :ان يتنازل كل واحد عن بعض منه ،الانسحاق الجزئي ،التلاشي المقنن ،ان تقضم بعضا منك و تلقيه في النار من أجل شريكك ،و هذا الحل هو ما ينصح به دائما "فحكم من اهله و حكم من أهلها" ،و هو قد يلائم أنصار الحل الثالث مثلك ،و لكن أنصار الحل الثاني -مثلي- لا يجدون فرقا كبيرا بينه و بين الحل الثالث ،فالمطلب في الحالتين ان تزحزح مكانة نفسك ،ان تنزع من نفسك صفة الشمس في المجموعة الشمسية ،لتصبح كوكبا عاديا يتغير مكانه حسب مواضع الافلاك و مواقع النجوم ،و هو أمر لو تعلمون عظيم!! -و كل من الحلين -الثاني و الثالث- له مساوئ ،فالحل الثاني لن يمنحك الراحة و الأمان ،و لكن سيورثك القلق و الاستنفار ،و في المقابل لن يقابلك الحل الثاني بالفردية التي تنشدها إذا كنت تريد الحرية و الفردية و الاستقلال ،و لكنه سيدفعك إلى الانسحاق في نفس أخرى ،و الحل الخامس يجمع بين مساوئ الحلين لأنه حل توفيقي بينهما... -ليس الأمر هو عيب عندي أو عندك ،انها مسألة عقائدية (في الصميم) كما ذكرت ،انا من أنصار الحل الثاني الذي يقول بالفردية الكاملة أو لا شئ ،و أنت من أنصار الحل الثالث الذي يقضي بالرومانسية العاطفية التي تهلك الطرفين لإنشاء خلق جديد هو واحد و اثنين في نفس الوقت ،و هو الحل الذي يهددني بالفناء كما ذكرت من قبل..

-يحلو لي ان أقول ان هذا ليس السبب الأوحد ،و لكنه الأعظم و الأخطر ،هناك أسباب أخرى و لكن بالامكان غض البصر عنها ،سيأتي ذكرها في الآخر. -أقول لك ان الأمر كان واضحا جليا منذ بدأ الارتباط ،و لا اقصد الفراق ،و إنما أعني الاختلاف في حل معادلة واحد زائد واحد ،عندما اجتمعنا في البداية كان الأمر رائعا ،لم يكن التهديد بالفناء مرعبا بالشكل الذي ينذرني بالفرار ،و مع الوقت ظهر واضحا انك تدفع بالمعادلة نحو الحل الثالث ،تدفعنا نحو مفرمة بشرية ندخل من أحد طرفيها اثنين لنخرج واحدا ،فوليت منك فرارا و ملئت منك رعبا!! -و لما ابتعدنا لفترة و ابتعد خطر المفرمة ،عاد الحنين إلى الاجتماع بك و السير بالمعادلة في طريق الحل الثاني الذي اعتنقه ،و زاد من أملي انك كتبت عن الحب الذي يشبه المطر الذي يبعث النماء ،و الحب الذي هو سيل جارف ،و قلت في نفسي انك لابد غيرت عقيدتك إلى الحل الثاني ،و عدنا ،و عادت المفرمة ،و انطبعت صورتها في ذهني بشكل مؤلم عندما عدت تطبق حلك الثالث بالقوة رغم تحذيري لك ،رغم انذاري لك بالبقاء بعيدا حتى يمر الأمر بسلام -أنت تفهم طبعا ما اقصد- و لكنك أصررت على تطبيق حلك الثالث ،و اصطحبت مفرمتك المرعبة حتى عتبة داري ،و أنا هنا لا أعاتبك على الموقف نفسه لأني اخبرتك أني سامحتك ،و قد سامحتك بالفعل ،أنا اتكلم عما وراء الموقف ،عن المفرمة التي لم يتوقف عملها لحظة ،و لا أريد ان اخبرك ان نفسي كانت ترتجف من الفزع و تصطك اسنانها ببعض مع كل رسالة منك تحمل رعبا لا يوصف عندما تقرر اننا ينبغي ان نعيش معا طول العمر أو انك تشعر بي جزء منك ،أو انه لابد من الزواج أو .. أو ..،و هذا كله سبب لعلاقتنا ضررا مستمرا و عاهة مستديمة لم يعد من الممكن شفاؤها.

-أعلم انك تستغرب و تستنكر ،و لكني ساخبرك بما ألقي في روعي بالأمس ،كنت متكئا على جانبي الايمن حين جاءني الملاك شرحبيل بأجنحته التي تسد مشرق الشمس و مغربها ،ففزعت و تفلت في ثوبي و قلت:"اعوذ بالله منك ان كنت شيطانا" فقال لي "اهدأ إنما أنا الملاك شرحبيل" فعاتبته لأنه لم يأت بصورته البشرية كما اعتاد ،و لما هدأت نفسي قال:"اعلم ان كل إنسان يعاملك بالطريقة التي يحب ان تعامله بها " تساءلت :"أوينطبق هذا على كل العلاقات؟" فأجاب و هو يبتعد:" في العلاقات ذات الأطراف المتكافئة" ثم رحل بعيدا ،و يقصد ان هذه القاعدة لا تنطبق على السادة و الخدم ،أو الآباء و الأبناء ،أولا في علاقات المحبة و الصداقة و الاخوة و الزمالة ، أعلم انك كنت تغرقني بالحب لانك تتمنى مثل هذا مني ،و في المقابل كنت أنا شحيح بشكل واضح ،لأني لا أريد ما تطرحه ،لا أريد ان أجاريك في الفرم و الانسحاق ،و مع الأيام ازددت أنت إغراقا حتى اصبت أنا باسفكسيا الغرق ،و ازددت أنا صمتا حتى اصبت أنت بالجفاف و التشقق ،و كان لامفر من الانفصال لأجل مصلحة كل منا ....

-تقول الاسطورة ان عند نهاية قوس قزح كنز لمن يستطيع السير فوقه و الوصول اليه ،و اجزم اني لمحت بريق الذهب عند نهاية قوسك ،و لكن صندوق الذهب هذا غير متاح لي ،هو متاح لشخص آخر يؤمن مثلك بالحل الثالث ،و أكاد أكون متيقنا من انك لمحت عندي شيئا مماثلا....كان بامكاننا ان نتكامل معا لنصبح آلهة ،و لكنك اردت ان ننفرم معا لنصبح هامبورجر ،و هو شئ رهيب لا أطيقه.

-لك ان تعلم ان الناس مذاهب ،و ان معتنقي الحل الثاني ليسوا بالضرورة أفضل من أصحاب الحل الثالث ،و العكس بالعكس ،المهم ان يعتنق الإنسان الحل الملائم له و يبحث عن شريكه الذي يعتنق نفس الحل ،أو يختارا الحل الخامس معا..

-أنت لست مضطرا لأن تفارق نفسك و تصبح نمرا ،لانك لو ارتديت جلد النمر ستصبح النمر الأضعف وسط النمور ،و أنا لو ارتديت جلد الغزال لأصبحت الغزال الشرس المنبوذ ،كن كما أنت فأنت لا تحتاج للتغير ،و لا العالم يحتاج ان يتغير ،كل ما في الأمر ان التقاء المؤمنين بالحل الثاني مع المؤمنين بالحل الثالث هو أمر ضد قوانين الفيزياء. أنت رائع في رقة الغزال ،و أنا جميل في فردية النمر ،فلا تغير في خلق الله "ان الله لا يحب المغيرين.." صدق الله العظيم

-يبقى ان أذكر الأسباب الفرعية الاخرى و هي لها علاقة بالسؤال موضع البحث(لماذا الفراق؟) و هي ان كانت معلومة منذ البداية فهذا دليل على اني كنت احاول التوفيق بالوصول إلى الحل الخامس و التنازل عن بعض مني ،و لكني تراجعت لما استشعرت الفناء..

-أول هذه الأسباب هو غياب القطبية -موجب و سالب- بيننا ،فكل منا موجب ،و بالتالي تصبح أي علاقة كاملة أمر شاق و مؤلم لكل منا..

-ثاني الأسباب هو بعد المسافة الذي يجعل اللقاء بيننا كل اسبوع أو أكثر من ذلك ،و هو أمر لا اتحمله ،فأنا أحب فيمن أحب ان يكون صاحبا أولا قبل أي شئ ،و هو أمر لا يحدث مع لقاء اسبوعي شحيح الساعات..

-ثالث الأسباب هو انك تفضل ان تعيش في مأساة مستمرة ،حزن أبدي ،ألم بعمر الكون ،و أنا على النقيض منك ،احتفل بكل تفصيلة في حياتي ،و أشعر بالمأساة في مكانها الطبيعي و زمانها العادي و لا أقرها أسلوب حياة لي ،و لعلك تذكر اني اخبرتك مرة ان من يحصل على فرحه بالحزن لن يفرح ابدا ،لأن فرحه سيعني انتفاء مصدر الفرح و هو الحزن!

-آخر الأسباب و اقلها تأثيرا هو فارق السن -فالفترة بين ميلادك و ميلادي حاربت فيها إيران العرب ممثلين في العراق- و ان لم أشعر الا نادرا بهذا الفرق ،و في أحيان أخرى كنت أشعر بك أصغر ،و هذا أمر عجيب و غريب ..

-لا أعلم ان كان مازال يحق لي ان اطلب مهم ان نظل أصدقاء ،أنت طلبت ان أسرد لك وقائع الفراق و أنا امتثلت، و هذه أمنية أرجو ألا تبخل بها علي ،و سأفهم ان رفضت لأني أعلم ان أصحاب الحل الثالث يؤمنون بان الحب يقتل ما كان من صداقة ،و مهما كان ردك ،أحب ان اخبرك مرة أخرى انك طبعت في روحي علامة فشل ابي في طبع واحدة مثلها..... اتمنى لك الحب و التوفيق..

**************

11 July 2008

بئر مسعود و الاسكندرية

على الرغم من انني أخشي السفر عندما اكون مصاب بالاكتئاب و لكنني سمعت نصيحة الصديق ميدو بالخروج و تغيير الجو العام . و بالفعل فقد قررت اليوم أن أذهب لزيارة ميدو بالاسكندرية .

اتصلت بميدو لترتيب اللقاء و بالفعل خرجت بعد الغداء إلي محطة القطار حجزت في القطار القادم و انتظرت على الرصيف تلفحني حرارة الجو الخانقة .. اخرجت روايتي الجديدة لأقرأ بها تجذبني تلك الشخصية الصعيدية و ما تمر بها من مواقف الحياة و لكن قطع هذا رنين الهاتف المحمول .. نظرت إلي الهاتف وجدته رقم و ليس اسماً فضغط على مفتاح الاجابة و قلت : ألو . اجاب الطرف الثاني : ألو .

عرفت الصوت انه ( تامر ) نسيت اني بالأمس بعد صراع قررت أن أمحو كل ارقامه من على هاتفي . دوماً اضعف و اتصل به . صحيح ان مكالمتي تلك تكون قصيرة جدا . كلمات قليلة منى ( ألو ) ( انت كويس ؟) ( مش عاوز حاجة ؟ ) و كذلك اجابات أقصر منه ( ألو ) ( الحمد لله ) ( لا شكرا ) و تنتهي المكالمات على هذه الشاكلة . بالطبع هناك الكثير من الكلمات التي لا تستطيع الخروج و التي تنتقم مني بعد نهاية المكالمة و تعاقبني عن عدم اخراجها في الحوار . لهذا قررت ان انهي الموضوع و حتى لا يكون هناك مجال للضعف فقد محوت كل الأرقام الخاصة به .. علما بأنني متأكد اني سأندم على فعلتي تلك و انني سأعاقب نفسي لاني قمت بذلك . و لكن في الحالتين فأنا أعاني فما المانع من تجربة نوع جديد من المعاناة و في نفس الوقت احفظ كرامتي و ماء وجهي .

نعود مرة ثانية للحوار و بعد ألو قال تامر :

- انت فتحت ليه ؟
- أنا أسف مش أخدت بالي ( لم استطع قول أنني محوت أرقامه ) فترة صمت ثم قلت له :
- انت كويس ؟
- أيوة الحمد لله

انتظرت أن تنتهي المكالمة فإذا به يكمل :

- أه انا كنت عاوز أقولك اني روحت لدكتور ..
- ( قاطعته ) أيوة عرفت
- و الحمد لله دلوقتي مشاكلي مع أهلى خلاص اتحلت
- الحمد لله

فترة صمت ثم النهايات التقليدية للحوار و انتهت المكالمة . اغلقت الهاتف و كذلك الكتاب . و جلست حائراً تارة اجد ابتسامة فوق وجهي و تارة يملئه العبوث .. دار في عقلي ما اهمية أن يخبرني بانتهاء مشاكلة مع اهله . هل تلك المشاكل كانت سبب في ابتعاده عني ؟ بالطبع لاء .. جلست شارداً أفكر و اتمني و أحلم و اتخيل ... إلخ حتى جاءت صفارة القطار نهضت ابحث عن العربة المدونة فوق تذكرتي و دخلت ابحث عن رقم المقعد و جلست .

كان بجواري شاب ذو ملامح جميلة . كان يقرأ احدي الجرائد الرياضية . اخرجت روايتي و جلست انا الأخر اقرأ بها . مرت الأحداث في الرواية و كذلك مر الوقت في الواقع . اعتقد ان الشاب الجالس بجواري انهى القراءة و بدأ الانشغال في مشاهدة ما خارج القطار و فجأة وجدت الشاب يبحث عن شىء ما بجواره و تحت المقعد . فسألته :

- انت ضايع منك حاجة ؟
- الجريدة

وجدها أسفل مقعده و لكن أمام الركاب الجالسين خلفنا . التقطها . و ابتسم لي و اجبت الابتسامة بابتسامة و عرض علي أن اقرأ الجريدة . فاجبته شاكراً حيث انني بالفعل اقرأ روايتي . اظهر الأهتمام بالرواية فاعطيته نبذة عن احداث الرواية . و انني احب قراءة الروايات و لا أحب قراءة الجرائد .

سألته ان كان من مستخدمي النت . أجاب انه قليلاً ما يستخدمه و أخر مرة كان يبحث عن تسجيل حلقة العاشرة مساءاً للقاء أحمد عز و مني الشاذلي .. عبرت له عن حبي و اعجابي الشديد بالمذيعة مني الشاذلي و انني لم أشاهد تلك الحلقة مع أحمد عز و لكني قرأت عنها في احدى المدونات و ان ما يحدث هو نتيجة حتمية للرأسمالية و الخصخصة ذلك المنهاج المتبع حالياً .. سألني ما معنى مدونة ؟ شرحت له المعني و دور المدونين العظيم و مجهوداتهم المعترف بها دوليا و خصوصا في مجالات حقوق الانسان و المجالات السياسية و انهم اصبحوا مركز صداع و قلق لكثير من السياسات و اعطيته نموذج من تلك المدونات مثل الوعي المصري لوائل عباس و تلك الفديوهات التي دائما يفجر بها قضايا حقوقية ساخنة و كثير من المدونات الأخري .. بالطبع لم أذكر له أي شيء عن مدونتي و لكنه لم يغفل هذا و سألني ان كنت أملك مدونة ؟ ترددت في الاجابة قلت له نعم و سكت ثم قلت اسمها يوميات كريم .

باقي الحديث كان تقليدي عن ماذا سافعل في الاسكندرية و متى ساعود حتى وصلنا فسلمت عليه و غادرت القطار لمقابلة الصديق العزيز ميدو الذي رحب بي بشكل رائع و اشكره على كل مافعله من أجلي .. تمشينا على الكورنيش و تناولنا العشاء في مطعم رائع و جلسنا في احدى الكافتريات القريبة من البحر و ذهبنا الي بئر مسعود .. اعرف تلك العادة التي يفعلها الكثيرون حيث يلقون بقطع النقود المعدنية بعد أن يتمنوا ما يشتهون من الأمنيات .. ذهبت كثيرا قبل هذا الى هذا البئر لكني لم القي إليه بشىء .. ليس بخلاً .. و انما عدم اعتقاد بما يحدث .. شجعني ميدو أن أفعل .. اخرجت حافظة النقود للأسف لم اجد سوي قطعة معدنية ب 10 قروش .. يا لهذا الحظ ..دوما كنت احتفظ بجنيهات معدنية - تلك العملة الجديدة التي احبها .. اقترحت ان ارمي عملة ورقية .. بالطبع لا تصلح .. عموما 10 قروش بقى و خلاص يعني هو بجد .. امسكت بالقطعة المعدنية في يدي و روحت افكر في الأمنية .. ماذا أتمنى ؟ ماذا أتمنى ؟ ذهبت كل الأمنيات و الاحلام ليس هناك غير شىء واحد .. يا لك من قلب عقيم .. حاولت ان ابعد تلك الأمنية التي يلح قلبي في ان اتمناها و انا احاول ان استبدلها بغيرها .. ما المانع ان اتمنى ان اصبح من اغنى الناس .. أي حاجة بقى غير الامنية القلبية .. حتى هنا الصراع و الضعف موجودين هنا .. قال يعني هتحقق .. خلاص خلاص زي ما انت عاوز ايها القلب اللعين .. و تمنيت تلك الامنية السخيفة و القيت العملة .

بعد الساعه الثانية صباحاً اتجهنا إلي محطة القطار للعودة لم نجد سوى قطار عادي او كما يسمي مميز - يا سيدي هي الاسامي بتلزق - دفعت ثمن التذكرة و انتظرنا قدوم القطار المميز بأي شىء لا اعرف .. كان في اعتقادي ان يكون القطار خاليا و انني سأبحث عن مكان يجلس به مجموعة من الناس و لا أجلس في عربة خالية من الركاب .. هكذا نصحني الصديق العزيز ميدو .. و جاء القطار و اذا به ظلام في ظلام و لا شمعة حتى تنور الطريق .. و مفيش و لا كرسي فاضي .. ايوة كده الونس حلو برده .. اكتشفت بقى ان القطار العادي قصدي المميز فيه حجز .. بس مش حجز اللي اعرفه اللي بيبقى مبلغ زيادة فوق التذكرة .. لا ده حجز من نوع اخر .. حجز بالدراع ووضع اليد او الشنطة او حتى كيس زبالة و اوعي وشك بقى و محدش يقدر يتكلم .. و دول صعايدة يا بوي و فتح مخك معايا .

لقيت باب طيب كده و ابن حلال وقفت جنبه في الهوا اشاهد تارة الظلام بالخارج و الظلام بالداخل و اخذت ادنن باغنية معرفش مين بيغنيها :

قوم ولعلك شمعة و امسكها ف ايديك
و ف عيوني دمعة نورها مستنيك

اعتذر اذا كان هناك اخطاء في الاغنية الرائعة المناسبة للجو و المناخ العام المصاحب لعربات الدرجة التانية مميز .. حتى وصلنا محطة مش شفت اسمها صراحة لقيت ناس بتقوم و بينزلوا .. فرحت قوي و جريت على اقرب كرسي .. قصدي 4 كراسي مرة واحدة .. اشكرك يا رب .. جلست و اخدت راحتي ع الاخر .. فرحان فرحان .. و بعدين بقى طلعت الموبيل قولت اعاكس الناس الساعه 5 الصبح .. اشمعنى انا صاحي .. و كمان اتصل بماما اقولها اني في الطريق

اه نسيت اقولكم ان ميدو اتصل بيا و انا واقف بغني قوم ولعلك شمعة .. و شرحتله الموقف اللي انا فيه و بقى قلقان عليا و كل شوية يتصل يطمن عليا و وصلت الحمد لله فرحان بالجو الجميل بتاع الصبح اللي بقالي كتير قوي مش شفته و روحت البيت سعيد و مبسوط و كتبت الكلام ده و هقوم انام بقى .. تصبحوا على خير

05 July 2008

أنا مش عارفني

انا مش عارفني
انا تهت مني
انا مش أنا

لا دي ملامحي
و لا الشكل شكلي
و لا ده أنا

ابص لروحى فجاة لقيتنى
لقيتنى كبرت فجأة كبرت
تعبت من المفاجأة و نزلت دمعتى

قوليلى أيه يا مرايتي
قوليلى أيه حكايتي
تكونش دى نهايتى و اخر قصتي

يا دنيا طفيتى شمعي
يا ناس كترتوا دمعي
و العمر راح هدر

كتبت الأه بقلمي
كسرتوا سن قلمي
و برضه بقول قدري

حزين من صغر سني
و مين على الأه يعني
مودانى الخطاوى لسكة تايهة مني

يا ليل , الجرح قالي
معايا زى ضلي
مأنس وحدتي

سرقت عمرى كله
خلاص مبقاش فاضلي
غير جرحى و دمعتي

جريح و ده مش بيدي
مخدتش بس بدي
زرعت يا ناس ورودي
جنيت الشوك لوحدي

****
غناء .. عبد الباسط حمودة
****
اضغط هنا لتحميل