05 July 2015

ألقيت كل أقنعتي أرضا


عندما أتعامل مع كل الناس حتى أقرب الناس لي ، أقف خلف أقنعتي وخطوط دفاعي .. أصد ضرباتهم وهجومهم اللاذع نحوي .. دائما ما أدافع ، أبدا لا أقوم بالهجوم نحو أحد .. لا أجرح أحد .

معه ، إعتقدت أنه يشبهني .. تمنيته أخا وصديقا وإبنا وحبيبا .. قررت أن أقف بجواره حتى لا يمر بتلك التعاسات التي عشتها .. ظللت ليالي أفكر وأرتب مشاريع نحياها سويا .. سأشاركه كل اللحظات .. لن أتركه يعاني من الوحدة مثلما عانيت .. تمنيت أن أقضي سنوات عمري معه .. تمنيت أن نعيش سويا .. ألقيت كل أقنعتي أرضا .. وتخليت عن كل خطوط دفاعي .. فتحت صدري وأخرجت قلبي ووضعته فوق راحتي يدي .. وقلت له : أنظر ، ها هو قلبي .

بحركة عشوائية خطف قلبي من راحتي وأخذ يلهو به ويضغط عليه وينظر له من كل إتجاه قائلا : ما لهذا القلب يبدو غريبا !!

راحت روحي مع تلك الحركة المفاجئة .. أخذت منه قلبي سريعا .. أعدته لصدري مهزوما .. أغلقت صدري عليه .. لم أجد خطوط دفاعي .. لم أستطع أن أجيب على سؤاله .. لم أستطيع أن أعلق على ما فعل .. سقطت في أرض غرفتي أحاول البحث عن أقنعتي لم أجد سوى قناع الإبتسامة البلهاء .. حاولت أن أخفي جزعي وخوفي وحزني خلف هذا القناع .. لا أتذكر كيف غادر .. ظللت أبكي لساعات بعد رحيله .. ألم يسري في ذراعي الأيسر .. أبحث عن أدراجي عن علاج لهذا الألم .. لسنوات كان قد توقف قلبي عن النبض .. وعندما عاد إليه النبض تبخر سريعا .. وعاد إحساسي بالوحدة مرة ثانية .