16 June 2009

أولاد الشوارع

كلنا صادفنا أولاد الشوارع في طريقنا للعمل أو البيت و رأيناهم هنا و هناك .. بعض الناس يشمئز منهم .. و بعضهم يخاف منهم .. و البعض يعطف عليهم .. و هذا العطف يتمثل في اعطائهم بعض القروش القليلة .. و لكن هل فكر أحد بهم ؟ أين ينامون ؟ كيف يقضون الليل ؟ ماذا يأكلون ؟ كيف هى حياتهم ؟ ماهى مشاكلهم ؟ و كيف ان اعظم مشاكلهم هى البحث عن لقمة العيش و مواجهة الجوع و البرد و البحث عن اى مكان أمن للهروب من الذل و الخوف و الليل و وحوشة الأدمية .

اعتقد أن الاجابة ستكون لا .. طبعا لم يفكر أحد منا في كل هذه الاسئلة
لقد تناسينا أنهم بشر مثلنا و من حقهم الحياة .. أننا مسئولين عنهم و مشاركين فما وصلوا إليه حتى المجرمون منهم فهم في البداية ضحايا .. ضحايا ظروف اقتصادية و فقر طاحن و مشكلات نفسية أسرية جعلتهم يهربون إلى الشارع الذي أراه غابة بمعنى الكلمة .. غابة بشرية تملائها الوحوش الأدمية .. ماذا ينتظر المجتمع من هؤلاء الأطفال ؟

أطفال الشوارع من أهم المشكلات الإجتماعية التي يجب البحث عن حلول فعالة و ايجابية و جذرية .. يجب التعامل معهم على أنهم ضحايا و ليسوا مجرمين .

و أشيد بالمجهود الرائع الذي بذل في مسلسل ( أولاد الشوارع ) بطولة حنان ترك و عمرو واكد .. هذا المسلسل الذي كشف النقاب عن حياة أولاد الشوارع و عن مشكلاتهم و معاناتهم و كذلك الجرائم و الانتهاكات التي ترتكب في حقهم من جهات كثيرة أولها أسرهم ثم اقسام الشرطة و حتى الملاجىء التي من المفترض أنها خصصت لحمايتهم و تقديم الرعاية لهم و لكن الواقع شىء أخر .

المسلسل كان واقعي جدا حتى فى نهايته .. فلم يكن مثل المسلسلات الأخرى التى نشاهدها و التى تفصلنا عن الواقع الذي نحياه .. و لم يتزوج البطل من البطلة كالمعتاد في السيناريوهات العربية ناسين كل الظروف المحيطة بهم .. فالواقع يفرض قيود على الناس لا يستطيعوا تجاوزها .. حتى الحب لم يستطيع تحطيم هذه القيود .. فعلى الرغم من ان البطل ( عمرو واكد ) الشاب الثري طالب الجامعة الأمريكية الذي أحب زينب ( حنان ترك ) و هي بنت من أولاد الشوارع إلا انه لم يستطيع الزواج منها .

و من المشاهد الكثيرة التي فاضت معها مشاعري .. هذا المشهد الذي يعلن فيه البطل لزينب عن حبه لها و يعلن أيضا أنه لن يستطيع الزواج بها .. و أنهم لو كانوا في عالم أخر أو زمن أخر ربما استطاع فعل هذا .. و قد سحرتني حنان ترك في هذا المشهد حيث المشاعر المتناقضة في آن واحد .. الفرحة و الحزن مع الابتسامة و الدموع .. و أتسأل متى سيتم عرض هذا المسلسل على القنوات المصرية .


و قد شاركت أمال ماهر بغناء تترات المسلسل ألحان ياسر عبد الرحمن و موسيقاه التي أثرت المشاهد و هذه كلمات أغنية مقدمة المسلسل :

قلب الشوارع بوابات و حديد
و عيال كتيرة تايه ماده الإيد
ارحم يا سيد أو بيه
و قول هل مزيد
دول مهما كانوا عبيد ولاد شوارع

و ابكي يا عيني
ع اللي ماله أم
ترحم و تفهم
شكوته و تضم
و ابكي و سبيني يا عيني
ع اللي ماله أب
ازاي هيعرف
حتى معنى الحب

قلب الحجر بيلين
إلا انت يا انسان
اللي احنا عطشانين
عطف و حب و حنان

يا خالق الاحساس
ف الوحش و الاشخاص
حنن قلوب الناس
على اللي لسه صغار

قلبي البرىء محروم
م اللقمة و الضمة
امتى هيجي اليوم
و احضنك ياما
جسيني حسيني
سمي على جبيني
نار الفراق تهدى
بين غربتي و بيني

قلب الشوارع بوابات و حديد
و عيال كتيرة تايه ماده الإيد
ارحم يا سيد أو بيه
و قول هل مزيد
دول مهما كانوا عبيد ولاد شوارع .


اضغط هنا لتحميل الأغنية

3 comments:

Oth said...

الموضوع جامد اثرت فيا

غريب said...

موضوع حلو
تابعت المسلسل كله وسجلت بعض الحلقات لكني لم استطيع ان اكمل تسجيلها

لكن بالجد كان مسلسل رائع ولو تمت اعادته سوف اشاهده مرة ثانية

البلياتشو said...

فيه جمعيات كتيرة بتكرس جهود كبيرة لهذا الموضوع بس من أكبر المشاكل اللي بتواجه الجمعيات "التمويل" دي نمرة واحد ، والحاجة التانية هي كيفية جذب الأطفال دول للمركز وهل سيتم بالجبر وده مستحيل طبعاً أم سيأتوا من أنفسهم ، حاجة كمان إن الأطفال دي نفسها هي اللي بتحس إن تواجدها في الملجأ ده أو المؤسسة دي بيقيد حريتهم وبيمنعهم من إنهم يعملوا أشياء كانوا بيعملوها في الخارج _في الشارع_ زي شرب السجاير والشتايم والسهر والنط على الأسوار .. المشكلة إن جانب كبير من حياة الشارع بيمثل ليهم نوع من أنواع المغامرة بالرغم من قسوته ، ونقطة تانية أو مشكلة تانية بتواجه المؤسسات والأطفال في نفس الوقت إن بيجي وقت بيكون لازم يخرجوا فيه من المؤسسات عند سن معين وموش بيكون فيه جهة معينة تنتقل إليها الوصاية عليهم وده بيكون له أثر كبير على نفسيتهم وفي أوقات بيخليهم أسوأ مما قبل كنوع من أنواع التمرد أو رفض الواقع فبيتجهوا لعالم الجريمة كرفض لعالم رفضهم .. الموضوع مهم جداً زي مانت أشرت إليه بس معقد جداً في نفس الوقت ومحتاج ذكاء في دراسته وتقييمه ووضع أنسب الخطط له

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .