14 May 2011

نكوص


لا يري الحروف التي أمامه
على لوحة المفاتيح
الدموع تملاء عينيه
تشبه حائل زجاجي مشوه
يمنعه من الرؤية بوضوح .

إرتعاشه تسري بجسده النحيل
بالرغم من ارتدائه بلوفر شتوي
منكس الرأس لا يقوى على
النظر لشاشة حاسبه .


يفشل في ترجمة ما بداخله
إلى حروف و كلمات
و لما يكتب و قد اقترح غلق هذه
المدونة و محو ما بها .
لا يريد شئ سوى الاحتفاظ به .

ينهض من أمام الحاسب
و في أقصى زاوية بالسرير
يدفن وجه بالوسادة
يواري جسده بالأغطية الشتوية .

ما زال يبكي
لا يشعر بأى شئ
سوى رأسه .

ينكمش جسده كالجنين
يشعر وكأنه مسخ بين البشر
لم يعد يقبل أي شئ بذاته .

قال له ان طريقة كلامه
و كل تصرفاته ملفتة للآخرين
و لا تصلح في هذا المجتمع
قال له كن كصديقي فقط
إنسي فكرة أننا مرتبطون
إنسي فكرة الزواج
أنا أخجل منك أمام الناس .

بالرغم من أنه لا يتعدى حدوده
و لا يفعل أي شئ ملفت
و لا يمكن أن يوصف كالليدي بوي
فهو لا يحب هذا الصنف من البشر
و لا يمكن أن يتشبه بهم .
إلا أن هذا كان رأى أقرب الناس له ،
و هو لا يستطيع أن يكذبه .


سؤال يراوده : هل هو حقاً مذنب ؟

أم أن خنجر ماكبث ما زال يقطر دماً
يراه الآخر فقط في خيالاته و يعتقد أن
كل من حولهم يروا تلك الدماء التي تسيل منه ؟

سؤال أخر : أيهما يخاف أكثر؟
هل الهجر أم الوحدة ؟
أم خوفه انه لن يجد مثله
أم الذكريات التى لن ترحمه
و التى ستنهش بقلبه و عقله ؟


يطلب منه مهلة تصل إلى شهرين
سيحاول فيها أن يتغير أو يتبدل
أو يمـــــــــــــــوت .

يزداد إنكماش جسده
و تزداد البرودة النابعة من الداخل
و تزداد الرغبة في الانعزال عن العالم
و يزداد كرهه لذاته و الخجل منها
و تزاد الرغبة في الفناء و الانتحار
و الخلاص من كل العذابات التي لن تنتهي
في حياته كمثلي مختلف عن هذا المجتمع .