24 November 2008

حكاية كتكوت

كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

عشة الطيور فيه كتكوت قمور
ريشة أخضر في أبيض في أصفر يا سلام عليه
بس النني في عينه البني مش بيغني ليه
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

قال ايه مامته بعدت عنه حتى باباه كمان
و الكتاكيت التانية ف دنيا مليانة بحنان
مش هيغني و لا يتنطط و حيفضل زعلان
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

حتى الحَب ما حَب يلقط منه كمان
خس كتير يا حرام اما مسكين
الكتاكيت التانية شافوه وحده زعلان
سابوا اللعب و جم حواليه قايلين

كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

يا أخونا الكتكوت مالك مش مبسوط
لا انت بتلعب و لا تتكلم و الأكل راميه
حتى النني الحلو البني مش بيغني ليه
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

قال ايه مامته بعدت عنه حتى باباه كمان
و الكتاكيت التانية ف دنيا مليانة بحنان
مش هيغني و لا يتنطط و حيفضل زعلان
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

يالله معانا غني معانا ما احنا كمان
مش بنعيط زيك و لا خايفين
افرح يالله و فرفش و املى عنيك ألحان
بابا و ماما أكيد جايين

كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

الكتكوت قوام قال فعلاً تمام
لازم افرح و اضحك و اكل
هو ده المعقول

كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

عشة الطيور فيه كتكوت قمور
ريشه أخضر في ابيض في أصفر يا سلام عليه
و ادي النني في عينه البني هيغني و يقول
كوكو واوا .. كوكوا واوا .. كوكو كوكو وا

============
لتحميل الأغنية اضغط هنا



18 November 2008

مبروك يا فندم .. قصة قصيرة


كعادتها كل يوم تخرج أم مصطفى لتجلس على باب البيت حيث تتجمع حولها باقي الجارات ، يتبادلون الحديث اليومي حول كل ما يمت بالجيران من أخبار و أسرار و إشاعات و كل ما يتعلق بما دار داخل بيوتهم و ما حدث بينهم و بين أزواجهم و أولادهم و ما شاهدوه في التلفاز و كل ما حدث لهم في تلك الفترات التي لم يكونوا سوياً .. على الرغم من معرفتهم الجيدة أن تلك الأسرار سوف تستخدهم ضدهم في أقرب خناقة تدور بينهم .. و هذا يحدث كثيراً و لأتفه الأسباب و لكنهم سريعاً ما يعودوا لما كانوا عليه قبل الخناقة لمجرد تدخل طرف ثالث للصلح بين الطرفين المتشاجرين .

كان حديث اليوم يدور حول ذلك الجار الذي يدخل أنفه في كل الأمور و يتصيد تلك الإجتماعات النسائية و اللقاءات اليومية بينهم لينضم إليهم بعد عودته من المسجد بعد الانتهاء من الصلاة .. يقف و يحيهم و يبدأ في المشاركة معهم بادئاً بسؤال عادي عن أحوال أحد أبنائهن أو السؤال عن زوج إحداهن ثم يبدأ في الاسترسال في طرح بعض القضايا و الأسرار التي قد تخفى عليهم و كثيراً يحاول الإيقاع بينهم و لكنهم لا يرحبون به ربما لإختلاف الجنس و عدم ميلهم ليكون بينهم رجل يشاركهم هواياتهم او لشهرة هذا الرجل بأنه نسوانجي قديم أيام الشقاوة و الشباب .. و فجأة يرن جرس الهاتف داخل بيت أم مصطفى و التي تتكاسل في القيام و لكن باقي النسوة يحثوها على القيام ربما يكون أبو مصطفي الذي ما زال في العمل .. تسرع أم مصطفي حاملة كل تلك الهضاب و التلال الدهنية التي يتمتع به جسدها الغير محدد المعالم و ترفع سماعة الهاتف قائلة : ألو ؟

يرد عليها صوت شاب قائلاً : مساء الخير يا فندم . معاكي شركة المحظوظين الكبرى . ممكن اتعرف بحضرتك ؟
- ليه يا أخويا تتعرف بيا ليه ؟
- علشان يا فندم حضرتك كسبتي معانا رحلة لمدة أسبوع لمدينة الغردقة ؟
- بس يا أخويا أنا لا بعت أكياس الشمعدان و لا جمعت أكياس إريال و لا اتصلت بالبنات المايصة بتوع قنوات الدش و قلتلهم ان حل الفزورة يبقى البطيخة و لا أيتها حاجة خالص يبقى كسبت إزاي بقى؟
- يا فندم حضرتك كسبتي بالإختيار العشوائي .
- لاء يا خويا عشوائي أية .. لاء أنا ساكنة ف حتة زي الفل و بيتنا دورين و جاراتي كلهم ستات زي العسل .. لاء يا خويا أنا مش ساكنة في العشوائي ده انت غلطان في العنوان و لا أية ؟
- يا فندم أنا قصدي اننا اختارنا رقمك بالحظ علشان كده كسبتي رحلة لمدينة الغردقة.

تكاد تطير أم مصطفى من الفرحة و السعادة قائلة: يعني يا خويا الكلام ده صدق ؟
- ايوة يا هانم ..

أطلقت بعدها أم مصطفي زغروتة عالية و نادت بأعلي صوتها على جارتها اللاتي دخلن يجررجن احملاهم الجسدية مسرعات متشوقات لمعرفة سر تلك الزغروتة التي أطلقتها أم مصطفي بدون إنذار .. و بين الدوشة الناتجة عن استفساراتهن حول معرفة ماذا حدث لأم مصطفى .. سارعت أم مصطفي بإسكاتهن لمواصلة الحوار الدائر بينها و بين الشاب الذي قال لها: ممكن حضرتك تجيبي ورقة و قلم علشان أديكي رقم تليفون علشان حضرتك تتصلي بيه و تديلهم بياناتك و تاخدي الجايزة .

سارعت أم مصطفي طالبة من الجارات ورقة و قلم و اقتربت منها أم على الجارة المثقفة بين الجارات و الحاصلة على الإبتدائية .. بدأت أم مصطفى في تكرار تلك الأرقام التي يمليها عليها الشاب و أم على تكتب خلفها .. و أخيراً قال الشاب لها: لازم تتصلي النهاردة يا فندم و تدلهم بياناتك علشان الجايزة مش تروح عليكي.

- لاء يا خويا هتصل و ربنا يخليكوا لينا و يخلي لنا الريس و مراته و الحكومة و يديهم الصحة يا رب و يبعد عنهم العيال بتوع ابريل دول يا قادر يا كريم .

أنهت أم مصطفي المكالمة واضعة سماعة التليفون .. تنظر لصديقاتها المتلهفات لمعرفة الموضوع .. يملأها الفخر و العنتظة و قد انتفخت كبرياءاً و بدأت تقص عليهم ما دار بينها و بين هذا الشاب و كيف كان يقول لها يا فندم و انه اختارها دون كل الجارات و حكت لهن عن الجائزة و الاسبوع الذي ستمضيه على شواطىء الغردقة .. استمرت أم مصطفي تحكي و تضيف كلمات و جمل من خيالها على هذا الحوار الذي دار بينها و بين الشاب و كان هذا الموضوع هو احتفالية لقائهم هذا اليوم .

يعود أبو مصطفي مُحملاً بهموم و قرف و معاناة يوم عمل شاق ، يقابله أحد الجيران على بداية الشارع الذي يسكن به .. يوقفه هذا الجار ليحيه و يهنئة: مبروك يا أبو مصطفى.

يجيبه أبو مصطفي مندهشاً و علامة الاستفهام تملأ وجهه: الله يبارك فيك ، على أية بقى ؟
- على أسبوع الغردقة
- غردقة أيه ؟
- يا عم الناس كلها عرفت ، متنسناش بقى و انت هناك .. و ابقى افتكرنا بحته حلاوة مشبك و انت راجع بالسلامة .

تركه الجار الذي أكمل سيره و امتلاء عقل ابو مصطفي بعلامات الاستفهام الكثيرة .. و ما أن اقترب من بيته حتى بدأت الجارات في النهوض و الانصراف بعدما هنئوا أبو مصطفي الذي لم يعرف ما معني أسبوع الغردقة .. و لكن تلك الفرحة التي كانت تملاء وجه زوجته ساعدت على تأكيد الخبر لديه .. و ما ان دخل الرجل باب بيته و اغلقه خلفه حتى بدأت أم مصطفي في سرد ما حدث اليوم و احضرت له تلك الورقة التي كُتب بها رقم الهاتف الذي طُلب منها ان تتصل به لإعطائهم بياناتهم الشخصية .. امسك أبو مصطفي الورقة قائلاً :

- إنتي متأكدة ان الكلام ده صدق يعني ؟ مش نصب ؟
- أيوة يا خويا أمال ايه.
- بس ده رقم في مصر و احنا معندناش مباشر.
- أيوة يا اخويا أنا عارفة .. علشان كده أنا اشتريت الكارت أبو عشرة جنية ده علشان تقدر تكلمهم.

بدأ أبو مصطفي في الإتصال و ادخل أرقام الكارت لتفعيل خاصية المباشر ثم الإتصال بالرقم الخاص بالجائزة المنتظرة .. بدأ الهاتف يرن في الطرف الأخر و فتح الخط و أجابت عليه صوت نسائي مسجل و التي طلبت منه الانتظار .. و انتظر أبو مصطفي دون شىء فأغلق الهاتف و عاوز الإتصال مرة أخري و حدث نفس الشىء مرة ثانية .. فقال لزوجته :

- شكلهم نصابين
- لاء يا خويا ازاي .. يمكن الشبكة واقعة ؟
- يا ولية انا بكلمهم على الأرضي شبكة اية اللي واقعة.
- طيب يا خويا هات أنا أجرب يمكن يكون وشي حلو.

و بدأت أم مصطفي تحاول و تحاول و يتكرر ما حدث مع أبو مصطفي إلي أن جائهم صوت الرسالة المسجلة يعلن عن انتهاء رصيدهم .. فانفعل أبو مصطفى قائلاً :

- يعني العشرة جنية راحت ع الأرض .. لا روحنا الغردقة و لا حتى جمصة.
- والله يا خويا انا حكيتلك اللي حصل و الواد كان عمال يقولي يا فندم و يا هانم و بيكلمني كويس قوي.
- يا فندم ؟!! طيب يلا قومي فزي حضري لي الغدا.

قامت أم مصطفى يملأها الحسرة و الإحساس بالخيبة مخلفة وراءها تلك الخطط و الأحلام التي رسمتها في مخيلتها و قررت القيام بها على شواطىء الغردقة .




13 November 2008

لا تُخفي شيئاً داخلك

يمر كريم هذه الأيام بحالة لا يستطيع الوصول إلي ماهيتها .. بدأ الموضوع بظهور المشكلات الصغيرة و إختلاف وجهات النظر بين كريم و بين الحب الجديد في بعض الأمور التي يراها كريم بأنها ليست ذات أهمية و يراها الطرف الأخر أنها أمور محورية .

يرى كريم أن الطرف الأخر يحب فرض السيطرة عليه في أدق أمور الحياة و يرى الطرف الأخر أن هذا طبيعي و أن من واجبه كحبيب أن يتدخل في أدق الأمور الحياتية البسيطة و لكنه قد لا يعترض على التراجع عن هذا و لكن هذا معناه تقليص دوره في حياة كريم أو بمعني اخر تقليل مساحة حبه لكريم .

كريم غير قادر على مواجهة الأمر بحزم فقط بالصمت .. و لكن هذا الصمت زاد من تدخل الطرف الأخر و كذلك زاد من ثورته حينما كان كريم ينفذ ما يراه الأصح ، متجاهلاً رأي الطرف الأخر و كان هذا يزيد من جنون الطرف الأخر و يزيد من ثورته .. و كان هذا يدفع كريم للصمت أكثر و للتراجع للخلف .

كريم يكره العنف بكل أشكاله و خصوصاً في الحوار .. يكره الرجال و النساء أيضا أصحاب الأصوات المرتفعة .. بدأ الموضوع يصير عناداً .. بشكل غير ارادي من كريم .. بدأت المشاعر و العلاقة في الإنهيار بسبب طريقة التعامل التي لم و لن يقبلها كريم .

كريم ما زال صامتاً .. غير قادر عن التعبير بالكتابة هنا عما في داخله لانه خائف من جرح الطرف الأخر .. و غير قادر أن يكتب كلمات غير التي يشعر بها .. بعدت المسافة بينه و بين الحب الجديد و لكن بقيت ذكرى اللقاء الأول .. تلك المرة التي سرقه الطرف الأخر من العالم و انفرد به بعيداً عن كل الناس و قص عليه مشوار حياته بمنتهي الصراحة و الوضوح .. بقى هذا اللمعان الذى يشع من عينيه .. بقى اللقاء الثاني و توهج المشاعر و كلمات الحب و لمسات العشق و الإشتياق المتبادل بينهم .. بقى الخوف على الطرف الأخر من الجرح .. بقى هذا التأثير الرائع الذي تركه الحب الجديد على حياته العملية ومساعدته لوضع أهداف يسعى كريم لتحقيقها .. بقى سعادة كريم بالانجاز و احساسه انه ناجح .

في نفس الوقت بدأت ذكريات من الماضي تجتاح كريم و علاقته السابقة مع تامر .. لا يعرف كريم كيف يتصرف في هذا الموقف .. كيف يترك انسان يحبه و يتمنى انسان لا يفكر به .. هل هي النفس البشرية التي تعشق الممنوع ؟ ربما .. ربما ما يحدث بين كريم و حبه الجديد الذي يحاول فرض السيطرة عليه ذكره بكلام تامر و رسالته الأخيرة حول فلسفة الواحد زائد واحد .. يقارن كريم بين نفسه و بين حبه الجديد .. يعتقد كريم انه ابداً لم يحاول ان يسيطر على تامر بشكل من الأشكال ، على الرغم من الاختلافات الشديدة التي كانت بين كريم و تامر .. لكن كريم كان مقتنع ان الانسان ما دام يقرأ و يبحث فوجهات نظره قد تتبدل و تتغير .

بدأ الموضوع يسوء أكثر لاحساس كريم بأنه يخون حبه الجديد لانه يفكر بالماضي و يحمل بعض المشاعر داخله لشخص أخر .. و بدأ كريم في الهروب من كل هذا في مشاهدة أفلام البورنو و ممارسة العادة السرية بشكل متكرر و كثير و هذا من نواقيس الخطر عند كريم لان هذا معناه انه يمر بأزمة نفسية .

قرر كريم التخلص من كل هذا .. و قرر المواجهة بدلأ من الهروب .. هو يخشي جرح الحب الجديد و لكن لو استمر بدون مواجهة سوف يموت هذا الحب .. لم يكن الموضوع بالهين .. حكي للطرف الأخر كل ما في داخله من مشاعر للماضي و عن رفضه لهذا الأسلوب الذي يتبعه الطرف الأخر معه و رفضه للسيطرة عليه و العنف في الحوار و النقد المستمر بشكل عنيف و انه صمته ليس قبولأ و لا خضوعاً و لا تجاهلاً للمشكلة .. حكى له عن كل شىء .

استمع الطرف الأخر لكل كلمة قالها كريم .. قال لكريم انه سعيد بصراحته تلك و باخباره بكل ما يحمله داخله و انه غير غاضب و لا حزين .. و انه لن يكون عنيفاً في حواره مره أخرى و ان تلك المرحلة التي مروا بها هي مرحلة ولادة الحب الذي بيننا و ان عملية الولادة تلك ليست بالشىء السهل و أن ما حدث هو شىء ايجابي برغم كل شىء .. و أنه لن يتخلي عن كريم لانه يعشقه و هو أول انسان يشعر بالإنتماء إليه و انهم سوف يكملوا حياتهم سوياً للأبد .

فرح كريم برد فعل حبه الجديد .. شعر بالأمان و السعادة .. بكي كريم من الفرح .. و قد خرجت تلك الدموع مُحملة بكل تلك الأفكار السلبية و الحزن الذي ملأ قلب كريم في الفترة الأخيرة .. لم يعد كريم يتذكر الماضي .. لم يعد يهتم بمشاهدة أفلام البورنو و لا ممارسة العادة السرية .. فقط يملأ قلبه الاشتياق لحبيبه .. و قد ادرك كريم ان الصراحة و الحوار و التعبير عما في داخله بوضوح هي أهم أسس بناء علاقة ناجحة .