13 November 2008

لا تُخفي شيئاً داخلك

يمر كريم هذه الأيام بحالة لا يستطيع الوصول إلي ماهيتها .. بدأ الموضوع بظهور المشكلات الصغيرة و إختلاف وجهات النظر بين كريم و بين الحب الجديد في بعض الأمور التي يراها كريم بأنها ليست ذات أهمية و يراها الطرف الأخر أنها أمور محورية .

يرى كريم أن الطرف الأخر يحب فرض السيطرة عليه في أدق أمور الحياة و يرى الطرف الأخر أن هذا طبيعي و أن من واجبه كحبيب أن يتدخل في أدق الأمور الحياتية البسيطة و لكنه قد لا يعترض على التراجع عن هذا و لكن هذا معناه تقليص دوره في حياة كريم أو بمعني اخر تقليل مساحة حبه لكريم .

كريم غير قادر على مواجهة الأمر بحزم فقط بالصمت .. و لكن هذا الصمت زاد من تدخل الطرف الأخر و كذلك زاد من ثورته حينما كان كريم ينفذ ما يراه الأصح ، متجاهلاً رأي الطرف الأخر و كان هذا يزيد من جنون الطرف الأخر و يزيد من ثورته .. و كان هذا يدفع كريم للصمت أكثر و للتراجع للخلف .

كريم يكره العنف بكل أشكاله و خصوصاً في الحوار .. يكره الرجال و النساء أيضا أصحاب الأصوات المرتفعة .. بدأ الموضوع يصير عناداً .. بشكل غير ارادي من كريم .. بدأت المشاعر و العلاقة في الإنهيار بسبب طريقة التعامل التي لم و لن يقبلها كريم .

كريم ما زال صامتاً .. غير قادر عن التعبير بالكتابة هنا عما في داخله لانه خائف من جرح الطرف الأخر .. و غير قادر أن يكتب كلمات غير التي يشعر بها .. بعدت المسافة بينه و بين الحب الجديد و لكن بقيت ذكرى اللقاء الأول .. تلك المرة التي سرقه الطرف الأخر من العالم و انفرد به بعيداً عن كل الناس و قص عليه مشوار حياته بمنتهي الصراحة و الوضوح .. بقى هذا اللمعان الذى يشع من عينيه .. بقى اللقاء الثاني و توهج المشاعر و كلمات الحب و لمسات العشق و الإشتياق المتبادل بينهم .. بقى الخوف على الطرف الأخر من الجرح .. بقى هذا التأثير الرائع الذي تركه الحب الجديد على حياته العملية ومساعدته لوضع أهداف يسعى كريم لتحقيقها .. بقى سعادة كريم بالانجاز و احساسه انه ناجح .

في نفس الوقت بدأت ذكريات من الماضي تجتاح كريم و علاقته السابقة مع تامر .. لا يعرف كريم كيف يتصرف في هذا الموقف .. كيف يترك انسان يحبه و يتمنى انسان لا يفكر به .. هل هي النفس البشرية التي تعشق الممنوع ؟ ربما .. ربما ما يحدث بين كريم و حبه الجديد الذي يحاول فرض السيطرة عليه ذكره بكلام تامر و رسالته الأخيرة حول فلسفة الواحد زائد واحد .. يقارن كريم بين نفسه و بين حبه الجديد .. يعتقد كريم انه ابداً لم يحاول ان يسيطر على تامر بشكل من الأشكال ، على الرغم من الاختلافات الشديدة التي كانت بين كريم و تامر .. لكن كريم كان مقتنع ان الانسان ما دام يقرأ و يبحث فوجهات نظره قد تتبدل و تتغير .

بدأ الموضوع يسوء أكثر لاحساس كريم بأنه يخون حبه الجديد لانه يفكر بالماضي و يحمل بعض المشاعر داخله لشخص أخر .. و بدأ كريم في الهروب من كل هذا في مشاهدة أفلام البورنو و ممارسة العادة السرية بشكل متكرر و كثير و هذا من نواقيس الخطر عند كريم لان هذا معناه انه يمر بأزمة نفسية .

قرر كريم التخلص من كل هذا .. و قرر المواجهة بدلأ من الهروب .. هو يخشي جرح الحب الجديد و لكن لو استمر بدون مواجهة سوف يموت هذا الحب .. لم يكن الموضوع بالهين .. حكي للطرف الأخر كل ما في داخله من مشاعر للماضي و عن رفضه لهذا الأسلوب الذي يتبعه الطرف الأخر معه و رفضه للسيطرة عليه و العنف في الحوار و النقد المستمر بشكل عنيف و انه صمته ليس قبولأ و لا خضوعاً و لا تجاهلاً للمشكلة .. حكى له عن كل شىء .

استمع الطرف الأخر لكل كلمة قالها كريم .. قال لكريم انه سعيد بصراحته تلك و باخباره بكل ما يحمله داخله و انه غير غاضب و لا حزين .. و انه لن يكون عنيفاً في حواره مره أخرى و ان تلك المرحلة التي مروا بها هي مرحلة ولادة الحب الذي بيننا و ان عملية الولادة تلك ليست بالشىء السهل و أن ما حدث هو شىء ايجابي برغم كل شىء .. و أنه لن يتخلي عن كريم لانه يعشقه و هو أول انسان يشعر بالإنتماء إليه و انهم سوف يكملوا حياتهم سوياً للأبد .

فرح كريم برد فعل حبه الجديد .. شعر بالأمان و السعادة .. بكي كريم من الفرح .. و قد خرجت تلك الدموع مُحملة بكل تلك الأفكار السلبية و الحزن الذي ملأ قلب كريم في الفترة الأخيرة .. لم يعد كريم يتذكر الماضي .. لم يعد يهتم بمشاهدة أفلام البورنو و لا ممارسة العادة السرية .. فقط يملأ قلبه الاشتياق لحبيبه .. و قد ادرك كريم ان الصراحة و الحوار و التعبير عما في داخله بوضوح هي أهم أسس بناء علاقة ناجحة .


No comments:

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .