25 March 2008

حبك داخلي أبداً لن يموت

اشعر بموبيلي حزيناً
يعتقد انه مريض و انه السبب في فقدان رناتك
يقول لي انه يفتقد صوتك الدافىء
و تلك اللهجة الحادة في حوارك
التي تخفي بها عواطفك
خجلاً و خوفاً
لكنه كان قادر على فهم حقيقة مشاعرك
يقول لي انه يشتاق اليك
حتي الجماد يشتاق اليك
فما هو حالي أنا

******

لست قادراً على النوم
تجتاحني ذكرياتي معك
اتذكر كلماتك لي
ابتسم حينما اتذكر سعادتنا سوياً
احزن حينما اتذكر ما نحن به الأن


اشتاق اليك حبيبي
اشتاق لحضنك الدافيء
عندما كنت تعتصرني بذراعيك
اشتاق ليديك الناعمتين
عندما كانت تستكشف خلجات جسدي
اشتاق لقبلاتك الساخنة
عندما كانت تذوب شفتاك بين شفتي
اشتاق للسانك الذي
عبر عن عشقه لي بدون الكلمات
اشتاق لعيناك الساحرة
و نظرة الخجل التي لا املك امامها
إلا أن أضم رأسك لصدري


*****

لا أدري كيف حالك الآن
هل تفكر فيّ و أنت هناك
هل زاد الحزن داخلك و فقدت الأمل ؟
هل تتمني لقائي ؟

هل يحاولون الآن محوي من داخلك ؟
هل استطاعوا أن يخرجوني من قلبك ؟
أم ما زالت ذكرياتي تعيش هناك ؟
و قلبك ينبض بإسمي

هل ستنساني ؟
هل تستطيع حقاً أن تنساني ؟

هل سيحترق حبك لي هناك ؟
أم ستعود لي مثل إبراهيم ؟
و ستكون النار التي حولك برداً و سلاماً

هل سيغرق حبك لي في هذا الطوفان ؟
ام ستكون كالحوت ؟
و يعود حبنا سالماً مثلما عاد يونس

كن كإبراهيم ، كن كالحوت
فحبك داخلي أبداً لن يموت

******

لو كان الزواج مشروع هنا
لتزوجتك
لو كنت سوبرمان
لارتفعت لنافذتك
لو كنت قائد جيش
لدققت طبول الحرب
و بدأت حروب طروادة من جديد
و حررتك

******

ستظل داخلي
يا جزء مني
يا كل حياتي
يا هدية السماء لي
يا أول من أحبني
و يا أول من عشقت
لن أنساك ، حتى لو نسيتني

*******
بحبك يا تامر

17 March 2008

العصفور الأحمر .. قصة قصيرة


كان هناك عصفور صغير جميل ذو ريشات حمراء ، عاش العصفور الأحمر وسط أسرته و اخوته و مرت الأيام و السنين و كبر العصفور الصغير ، و بدأ العصفور يزقزق و لكن ما هذا الذي يصدر منه ، لماذا زقزقته مختلفة عن باقي العصافير من بني جنسه ، شعر العصفور الأحمر أنه زقزقته مختلفة عن باقي أقرانه العصافير ، فخاف أن يكتشف أهله و باقي الناس الذين يعيشون حوله تلك الزقزقات التي تصدر منه و التي تختلف عنهم ، كان حزيناً لذلك و بدأ يبتعد عن الأخرين خائفاً أن تصدر منه تلك الزقزقات المختلفة أمامهم فينكشف أمره . و لكنه حاول كثيراً أن يعدل من تلك الزقزقات عندما كان يخلو لنفسه و حاول مرات كثيرة حتي يأس و فقد الأمل في التغيير .

و في يوم من الأيام و حينما كان يحلق فوق إحدى الشجيرات البعيدة عن بيته ، سمع صوت زقزقة تشبه زقزقته ، فراح يبحث عن مصدر الصوت حتى وجد هناك على فرع شجرة مرتفع عصفور حزين ذو ريشات صفراء . اقترب منه و اخذ يتحدث معه ، اكتشف أنه أيضا يعاني مثله و يعاني من زقزقته المختلفة عن باقي العصافير .

أخد العصفورين يزقزقا تلك الزقزقات التي تختلف عن باقي العصافير ، فرح كلاهما لمقابلة الأخر ، و شعر بصداقة و حنين مشترك يجمعهم ، و بدأ الأثنين يشعران بالسعادة للمرة الأولي في حياتهم .. و اتفقا الاثنان على تكرار اللقاء ، و تقابلا مرة ثانية و ثالثة و بدأ يشعران انهما خلقا لبعض . و بدأت لقاءاتهم تصير يومية فوق تلك الشجرة .. حينما يكونا سوياً لا يشعران لا بالوقت و لا بأي شيء إلا بالسعادة التي تملائهما و يشعران بالحزن عند الفراق .

حتي جاء يوم .. ذهب العصفور الأصفر لتلك الشجرة التى اعتادوا التلاقي فوقها و الغناء و الزقزقة بصوتهما المختلف . و انتظر وصول العصفور الأحمر لكنه لم يأتي حزن العصفور الأصفر كثيراً و لكنه قال ربما هناك شىء منع صديقه اليوم من الحضور ، و لكنه سيأتي غداً بالتأكيد .. و جاء اليوم التاني و انتظر العصفور الأصفر صديقه و لكن العصفور الأحمر لم يأتي ثانياً ، حزن العصفور الأصفر و ازادة قلقه على صديقه .

و جاء اليوم الثالث و ذهب العصفور الأصفر لمكان التلاقي و اذا برسالة معلقة فوق ذلك الفرع الخاص بهم مكتوب بها ان العصفور الأصفر قد مات حيث قامت العصافير الأخرى بقتله لانه مختلف عنهم .. شعر العصفور الأصفر بأن قلبه هو أيضا ذبح و وجد دموعه تنهمر بشدة و أنه غير قادر على الطيران ، لم يبكي العصفور الأصفر هكذا من قبل .. اليوم هو أتعس أيام حياته .. ووجد كل ذكرياته مع العصفور الأحمر تمر امام عينيه ، تذكر كلماته له و صوته الجميل و زقزقته التي لم تعجب معشر العصافير .. تذكر كل المواقف و الأماكن التي جمعتهما سوياً .. كيف يمكن أن يحدث هذا ؟؟ ما الجريمة التى اقترفها العصفور الأحمر ، أليس هناك رحمة في قلوب تلك العصافير ؟ ماذا تركوا للوحوش المفترسة ؟ كيف لهم أن يقتلوه ؟

شعر العصفور الأصفر بالعجز التام ، ماذا يفعل ؟ لابد أن يفعل شىء ، لابد أن يدافع عن صديقه و عن حبه .. كيف يمكن أن يعيش من بعده ؟ كيف يمكن أن ينام في عشه و حبيبه الأن يرقد في التراب .. تنهمر دموعه أكثر و أكثر .. لا لن يستسلم .. سيذهب إليه .. سيذهب إليه مهما كان .. من حقه أن يعرف مكان قبره .. من حقه ان يودعه على الأقل .. من حقه أن يبكيه .

لذلك قرر أن يطير و يتحرك بحثاً عن صديقه و حبه .. حاول أن يتذكر كل الكلمات التي قالها له العصفور الأحمر عن حياته و كل المواقف و الذكريات التي قصها عليه و تلك الأماكن التي كان يطير إليها و يقضي بها وقته و تلك الشجرة التي يعيش بها .. طار العصفور الأصفر للتأكد من خبر موت صديقه العصفور الأحمر و بدأ يحط على كل الأماكن التي كان يذهب إليها صديقه .

طار و قلبه يبكي و لكنه دارى دموعه عن الناس حتي يستطيع ان يخرج بمعلومات عن صديقه و بعد عناء و زيارة كل الأشجار التي كان يذهب اليها العصفور الأحمر لم يقابله و لم يعرف عنه أي اخبار مفيدة ، و لكن كل ما تأكد منه ، ان العصفور الأحمر لم يمت و أنه مازال على قيد الحياة و لكنه مسجون ، فقد سجنه أهله في قفص في شجرة بعيدة حتى لا يراه العصافير الاخرين أو يسمعوا زقزقته المختلفة عنهم و حتى لا يقابل العصفور الأصفر مرة أخرى .. عاد العصفور الأصفر حزيناً و لكنه على الأقل اطمئن أن خبر الموت غير صحيح و عاش على أمل انه في يوم من الأيام سيستطيع أن يراه مرة ثانية .. و قرر أن ينتظره .. سينتظره و لو طال الأنتظار .. عاد العصفور الأصفر يزقزق فوق تلك الشجرة التي تجمع ذكرياته مع العصفور الأحمر وحيداً .


04 March 2008

فلوس كتير .. قصة قصيرة



فتحت باب الغرفة و دخلت عليهم .. كان مشغولاً مع الطفل الصغير ذو السنوات الخمس .. يقرأ له إحدى القصص ، فقالت :

- عاوزة 20 جنية منك
- يا ماما أنا اشتريت بنطلون جديد و يا دوب الفلوس اللى باقية تكفيني مصروف باقي الشهر ، ده أنا ممكن احتاج استلف منك على أخر الشهر
- تستلف مني ؟ انت المفروض تدي لى مش تاخد مني

لم يجيبها .. إنصرفت إلى المطبخ .. صمت قليلاً و داخله الاحساس بالحزن ، كم تمني ان يصبح ميسور الحال .. ليس غنياً .. لم يكن الغنى من أحلامه .. كل ما تمناه أن يصبح ميسور الحال او بمعنى أخر لم يتمنى أبداً ان يكون فقيراً .. انه يكره الفقر .. طرد هذه الأفكار و بدأ يستكمل قراءة القصة للطفل الذي بدأ في سؤاله :

- مين بيديلك فلوس في الشغل ؟
يفكر في اجابة يستطيع عقل الطفل أن يستوعبها قائلا : الحكومة يا حبيبي
- يعني الضابط اللى بيديلك فلوس ؟

يبتسم قائلا : لاء حبيبي ، الحكومة مش يعني الضابط
يحاول ان يصل لشىء يفهمه الطفل : أنا قصدى مصر .. مصر هي اللي بتديني فلوس و بتدي للضابط و لكل الناس اللى بتشتغل
- طيب هي بتديلك فلوس شوية صغنين
- أيوة حبيبي للأسف
- طيب قولها تديلك كتير
- قولتلها حبيبي بس مش رضيت
- أقولها أنا ؟

يضحك بصوت عالي .. يعجبه منطق الأطفال و عالمهم ثم يجيبه : لاء حبيبي مش هترضى.
- هي مصر دي ولد و لا بنت ؟
- مصر دي مش بني أدم
يفكر الطفل قليلاً حيث يبدو عليه عدم الاستيعاب ثم يسأل: هي كبيرة و بتلبس حديد ؟
- ( ضاحكاً ) ايوة حبيبي كبيرة قوي بس مش بتلبس حديد
- انت بتخاف منها ؟
- لاء حبيبي مش بخاف منها .. مصر دي الأرض اللى احنا عايشين عليها .. يعني بلدنا

سكت الطفل قليلاً ثم عاود السؤال :

- لما أكبر مصر هتديلي فلوس ؟
- ايوة حبيبي ، بس لازم تبقى شاطر في المدرسة و تعمل كل واجباتك و تسمع الأبلة في المدرسة كويس و تبقى مركز معاها
- أنا شاطر و بعمل كل الواجب
- برافو عليك حبيبي
- لما أكبر مصر هتديلي فلوس كتير و لا صغنين زيك ؟
- بص .. انت ابقى شاطر و ادخل كلية الطب علشان تبقى دكتور و هي تديلك فلوس كتير

على الرغم من انه يعلم ان الأطباء اصبحوا الآن من محدودي الدخل أيضاً إلا انه لا يستطيع توضيح هذا للطفل .. اراد حقاً ان يوضح له ان لعب الكرة و الغناء و الرقص هي أهم المهن التى تدر دخلاً عالياً هذه الأيام و لكن كيف له أن يصدم الطفل بهذا الواقع المرير .. يسأله الطفل من جديد :

- انت بتكلم مصر ازاي ؟
- ببعتلها جواب .. لما تبقى شاطر في المدرسة و تدخل كلية الطب و تخلص هتلاقي مصر بعتت لك جواب فيه فلوس كتير
- طيب انا هبقى شاطر ، و لما مصر تبعت لي فلوس كتير انا هديلك فلوس كتير ( يفكر الطفل في رقم كبير ) هديلك 50 جنية

يضحك قائلاً: ربنا يخليك ليا يا قلبى ، بس لحد ما تكبر انا عاوز حضن كبير قوي دلوقتى.

ثم أخذه في حضنه و قبله .

02 March 2008

التفاح الأخضر و التفاح الأحمر و المثلية الجنسية


أثبتت التجارب المعملية فشل زراعة شجر التفاح الأخضر في البلدان العربية مقارنة بزراعة شجر التفاح الأحمر الذي احرز نجاحاً باهراً هنا .

جاءت هذه النتائج بعد اجراء بحث ميداني على 156 شجيرة من التفاح الأخضر حيث تم اجراء تجربة زراعتهم في الصحراء الشرقية حيث التربة الرملية الصحراوية و حيث لا وجود لمياة النيل و ندرة الأمطار و انعدام المياة الجوفية و الرياح الشديدة .

و الغريب ان 7 شجيرات فقط من 156 شجيرة صدموا لفترة أطول من باقي الشجيرات ، اما باقي الشجيرات لم يستطيعوا الصمود امام الرياح و الجفاف ، و بعد قرابة شهرين ، هلكت ال 7 شجيرات و لم يستطيعوا البقاء .

في حين اثبتت شجيرات التفاح الأحمر نجاحاً باهراً : حيث تم اجراء التجربة على 100 شجيرة من التفاح الأحمر حيث تم زراعتهم في الدلتا حيث التربة الخصبة و مياة النيل الوفيرة و وجود الرعاية من المشرفين على التجربة مع عدم وجود رياح شديدة قد تضر بالشجيرات .

و كانت النتائح مبهرة فقد نمت حوالي 70 شجيرة و اصبحوا شجرات مثمرات ، في حين النسبة القليلة الباقية لم تنجح في النمو و تلفت لاسباب غير مهمة .

من كل هذا نستطيع أن نستخلص حقيقة هامة وهي أن شجر التفاح الأخضر غير صالح للنمو في البلدان العربية بينما نسبة نجاح التفاح الأحمر مرتفعة جداً ، كذلك فالتفاح الأخضر ليس لذيذ الطعم بينما التفاح الأحمر شهي و لذيذ ، لذلك ننصحكم بزراعة التفاح الأحمر .
....................................

ما رأيكم في هذا البحث العلمي و نتائجه ؟ و ما مدى مصداقية هذه النتيجة ؟ هل حقا ستزرعون التفاح الأحمر فقط معتمدين على هذا البحث ؟ مصدقيين أن التفاح الأخضر غير صالح للزراعة هنا ؟
....................................

اسمع ضحكاتكم ، كيف لي أن اجري بحثاً و مقارنة بين شيئين متناسياً كل الظروف المحيطة ؟ كيف لي ان اقارن بين الزراعة في الأجواء غير المناسبة للزراعة حيث التربة الصحراوية و ندرة المياة و الرياح الشديدة و بين التربة الخصبة و الماء الوفير و الرعاية المطلوبة ؟ فمثلا حينما اود المقارنة بين نمو شجيرات التفاح الأخضر و شجيرات التفاح الأحمر لابد أن اوفر نفس المناخ المحيط و نفس الظروف البيئية حتى استطيع ان أتوصل الي نتيجة بحث صادقة عن مدى صلاحية زراعة التفاح الأخضر في البدان العربية ، حتى لو لم أكن من محبي التفاح الأخضر لابد أن اكون موضوعي و صادق في تجربتي و بحثي و النتيجة التى توصلت اليها .

و لكن اعتقد انني لست الوحيد الذي يخطأ و يقع في مثل هذه الأخطاء الجوهرية عند عمل مقارنة و دراسة او بحث ، فقد قرأت عن بحث أجري على مجموعة من مثلي الجنس ، ذلك البحث يثبت ان العلاقات بين المثليين فاشلة و غير قابلة للإستمرار مقارنة بالعلاقات القائمة بين المغاييرين .

و أتساءل هل الباحث أخذ في الإعتبار الظروف المحيطة بالعلاقة ؟ أم اهملها ؟ بالضبط كما أهملت انا الفرق بين البيئة الصحراء و البيئة الزراعية و الفرق بين توافر المياة و عدم وجود المياة ؟

كيف له أن يهمل كل العوامل المحيطة التى تساعد على إنجاح العلاقة بين المغاييرن و بين العوامل التى تحض على فشل العلاقة بين المثليين : فموافقة الأهل و مباركتهم للعلاقة بين المغاييرين و تقبل المجتمع للزواج بين المغايرين و مساعدة الناس و الأهل و الجيران في تأسيس بيت الزوجية ، و حتى الفرح و ليلة الزفاف و إعلان الإرتباط في هذا الجو السعيد ، كل هذه عوامل تساعد على انجاح العلاقة ، حتى بعد مرور وقت و ظهر مشاكل بين الطرفين يظهر الأهل او هؤلاء الاشخاص الذين يدفعون الطرفين للصلح . أليست كل هذه الظروف المحيطة تساعد على استمرار العلاقة بين المغاييرين ؟ هل توجد هذه الظروف عند المثليين ؟

بالطبع لا توجد ، كل ما يوجد عوامل تساعد على انهاء العلاقات بينهم : فعدم تقبل المجتمع لهذا النوع من العلاقات و وجود رواسب داخلية عند المثليين بأن ما يفعلوه خطأ و حرام و غير شرعي و كذلك نظرة الدين و الخوف من افتضاح امرهم ، و الحرص في التعامل امام الناس ، و عدم تدخل اي طرف للصلح بين الحبيبين اذا حدثت مشكلة بينهم . أليست كل هذه عوامل تحض على عدم استمرار العلاقة بين المثليين ؟

هيئوا الظروف المناسبة لنمو العلاقة بين المثليين ، تلك الظروف التي توجد عند زواج المغاييرين و دعونا نري ماذا سيحدث ، و دعونا نجري تجاربنا حول مدى مصداقية وجود الحب و طول استمرار العلاقة بين المثليين .

أرجوا من الباحثين و العلماء اتخاذ كل الأسس و القواعد السليمة في ابحاثهم و مراعات الموضوعية في نتائجهم حتى لو لم تكن من محبي التفاح الأخضر اقصد المثليين .


01 March 2008

الطريقة المصرية لمكافحة الإيدز و الأمراض المستعصية

بعد النجاح الباهر الذي احرزته قوات مكافحة الأوبئة المصرية في القضاء على فيروس انفلونزا الطيور و ذلك عن طريق دبح كل الطيور المريضة و المشكوك في امرها ، قررت وزارة الصحة المصرية مستعينة بقوات الشرطة باستخدام نفس الاستراتيجية في القضاء على فيروس الايدز و ذلك عن طريق اعتقال مرضي الايدز او اى شخص مشكوك في انه يحمل الفيروس ... كان هذا النبأ و اليكم التفصيل :


منذ عدة أيام قرأت في مدونة الصديق الغالي محمد من الأردن موضوع باسم ( الخط الساخن للإيدز ) و عن محاولته لإجراء اختبار الاتش اي في و هو الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة او المسمى بالإيدز ، و حكي محمد تفاصيل الموضوع منذ الاتصال بخدمة الخط الساخن ثم ذهاب الى مركز اجراء الفحوصات و مقابلته مع الطبيب الرائع الذي اتمني ان يكون مثالاً للأطباء المصريين و الحوار المتفتح الذي دار بينهم و حتي اللقاء الثاني وقت استلام نتيجة الاختبار التي كانت سلبية ( الحمد لله ) . كم كان الموضوع شيق و مثير ، طبعا الموضوع مش سهل ، و إنضم محمد لفريق التوعيه لمكافحة الإيدز من خلال موقعه و حثه للمثليين و الشباب عموماً على التقدم لإجراء الإختبار ، و كان شعار حملة التوعية لمكافحة المرض .. أن تعرف خير من أن لا تعرف .

اضغط هنا لقراءة موضوع محمد

طبعا الموضوع برضه محتاج شوية شجاعة ، الموضوع مش سهل ، بس قعدت افكر بيني و بين نفسي و فعلا قررت اني اتقدم لإجراء الاختبار ، و صارحت تامر برغبتي في ذلك ، فقال لي " انت مش بتقرا جرايد ؟ " قولتله " لاء " قالي " انا قريت كام خبر انهم بيقبضوا على المصابين بالأيدز " .. اتسعت عيناي من الصدمة .


و لكني سريعاً جلست ابحث عن هذا الموضوع و وجدت الخبر على مواقع كثيرة ، و جئت لكم بهذا المقال من موقع هيومان رايتس :

القاهرة، 15 فبراير/شباط 2008 – قالت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش اليوم في بيان مشترك إن الشرطة المصرية اعتقلت أربعة رجال آخرين للاشتباه بالإصابة بالإيدز، وهي بادرة توحي بتوسيع الحملة ضد الإيدز؛ مما يُعرِّض الصحة العامة للخطر وينتهك حقوق الإنسان الأساسية.
وإثر الاعتقالات الأخيرة أصبح عدد الرجال المعتقلين في الحملة ضد الأشخاص الذين تشتبه الشرطة في إصابتهم بالإيدز هو 12 شخصاً. وتم الحكم على أربعة منهم بالفعل بالسجن، وما زال ثمانية رهن الاحتجاز. وطالبت المنظمتان السلطات المصرية باحترام حقوق الرجال الإنسانية وأن تخلي سبيلهم فوراً حتى لا تسبب ضرراً مستديماً يلحق بجهود البلاد للوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

وقالت ريبيكا شليفر، المتحدثة باسم برنامج الإيدز وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش: "في إطار محاولتها المُضللة لتطبيق قانون مصر غير العادل الخاص بالسلوك المثلي، تستمر السلطات في شن حملة ضد الأشخاص المصابين بالإيدز"، وتابعت قائلة: "وهذا لا ينتهك فقط أكثر الحقوق أساسية لدى الأشخاص المصابين بالإيدز، بل هو أيضاً يهدد الصحة العامة، بجعل سعي أي شخص للحصول على المعلومات عن الوقاية أو العلاج من الإيدز أمر ينطوي على الخطورة".

وقد وقعت الاعتقالات الأحدث إثر تحرك الشرطة بناء على معلومات تم استخلاصها بالإكراه من الرجال المُحتجزين، حسبما ذكر برنامج الصحة وحقوق الإنسان في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. واتضح إصابة اثنين من الرجال المحتجزين حديثاً بالإيدز. وتم تجديد حبس أحدهما لمدة 15 يوماً في جلسة محكمة بتاريخ 12 فبراير/شباط، وزعم فيها الادعاء والقاضي معاً أن هذا الشخص خطرٌ على الصحة العامة. وتم تحديد موعد جلسة أخرى في 23 فبراير/شباط.

وكما حدث في الحالات السابقة جميعاً، فقد أجبرت السلطات المحتجزين الجدد على الخضوع لاختبار الإيدز دون موافقتهم. وتم احتجاز كل من اتضح إصابتهم بالإيدز في مستشفيات بالقاهرة، مع تقييدهم إلى أسرّتهم بالسلاسل.

وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "إن الاعتقالات التعسفية واختبارات الإيدز الجبرية والإساءات البدنية لا تفعل أكثر من الإضافة إلى سجل نظام العدالة الجنائية المصري الشائن، حيث يلقى كل من التعذيب والمعاملة السيئة احتفاءً يتمثل في التمكين من الإفلات من العقاب جراء ارتكابهما".

وقد بدأت موجة الاعتقالات في أكتوبر/تشرين الأول 2007، حين تدخلت الشرطة في شجار بين رجلين في أحد شوارع وسط القاهرة. وحين قال أحدهما للضباط إنه مصاب بالإيدز؛ نقلتهما الشرطة فوراً إلى قسم شرطة الآداب وفتحت تحقيقاً ضدهما للاشتباه بالتورط في السلوك المثلي. وطالبت الشرطة أثناء التحقيقات بأسماء أصدقائهما ومن تربطهم علاقات جنسية بهما.

وقال الرجلان للمحامين إن الضباط قاموا بصفعهما وضربهما جرّاء رفض التوقيع على أقوال كتبتها الشرطة لهما. وأمضى الرجلان أربعة أيام في قسم شرطة الآداب وهما مقيدا الأيدي إلى مكتب حديدي، وتُركا ليناما على الأرض. وفيما بعد عرّضت الشرطة الرجلين لاختبارات طب شرعي شرجية مصممة لـ"إثبات" أنهما متورطان في سلوك مثلي.

ومثل هذه الاختبارات المصممة للتحقق من وجود "الدليل" على المثلية الجنسية، ليست فقط خاطئة طبياً، بل هي أيضاً ترقى لمستوى كونها تعذيباً.

ثم اعتقلت الشرطة رجلين آخرين جراء العثور على صور فوتوغرافية لهما أو أرقام هواتفهما مع أول شخصين محتجزين. وعرّضت السلطات الرجال الأربعة لاختبارات الإيدز دون موافقتهم. وما زال الأربعة جميعاً رهن الاحتجاز بانتظار قرارات الادعاء بتوجيه الاتهامات إليهم بانتهاج السلوك المثلي. وما زال أول شخصين معتقلين منهم، اللذان أفادت التقارير ثبوت إصابتهما بالإيدز حسب الاختبارات، رهن الاحتجاز في المستشفى، وهما مقيدان إلى سريريهما.

وتناقلت التقارير إخبار أحد رجال الادعاء لأحد الرجال الذين اتضح إصابتهم بالإيدز: "أمثالك يجب أن يحرقوا أحياءً. أنت لا تستحق الحياة".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2007، داهمت الشرطة شقة سكنية كان يقيم فيها أحد هؤلاء الرجال فيما سبق، واعتقلت أربعة رجال آخرين. وتم توجيه الاتهام إليهم جميعاً بالتورط في السلوك المثلي. وقال هؤلاء الرجال للمحامين إن الشرطة أساءت معاملتهم بضرب أحدهم على رأسه وإجبار كل الأربعة على الوقوف في وضع مؤلم لثلاث ساعات فيما كانت أذرعهم مرفوعة في الهواء. كما اختبرت السلطات الرجال الأربعة للتحقق من الإصابة بالإيدز دون موافقتهم.

وأدانت محكمة بالقاهرة هؤلاء الرجال الأربعة في 13 يناير/كانون الثاني 2008 بموجب المادة 9(ج) من قانون رقم 10 لسنة 1961، والذي يُجرّم "اعتياد ممارسة الفجور" وهو مصطلح يستخدم لتجريم السلوك المثلي الطوعي في القانون المصري. وقال محامو الدفاع لمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إن النيابة أسندت قضيتها إلى بيانات مستخلصة بالإكراه تبرأ منها أصحابها وتم أخذها من الرجال، وهذا دون استدعاء شهود أو غيرها من الأدلة لدعم الاتهامات التي أنكرها كل الرجال. وفي 2 فبراير/شباط 2008 أيدت محكمة استئناف بالقاهرة الحُكم بالسجن لمدة عام على الرجال.

وتجريم السلوك المثلي الطوعي بين البالغين ينتهك التزامات مصر بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان فيما يتعلق بوجوب حماية خصوصية الأفراد وحرية الفرد في بدنه. والاستخدام الظاهر للمادة 9 (ج) في هذه القضايا لاحتجاز الأشخاص بناء على إصابتهم بالإيدز، ولاختبارهم دون موافقتهم للتحقق من إصابتهم بالإيدز، ينتهك أيضاً تدابير الحماية الدولية، والحق في حرية الفرد في بدنه. وتعتبر منظمة العفو الدولية أن حبس الأفراد جراء إقامة علاقات جنسية مع أشخاص من نفس الجنس طوعاً، سواء حدثت هذه العلاقات فعلياً أو بموجب مزاعم بهذا، هو انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، وأن الأفراد المحبوسين بناء على هذا السبب فقط هم من سجناء الرأي ويجب أن يُخلى سبيلهم فوراً ودون شروط.

ودعت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش السلطات المصرية لأن توقف فوراً اعتقالات الأفراد بناء على إصابتهم بالإيدز أو للاشتباه بالإصابة. وبالإضافة لطلب إخلاء سبيل الاثني عشر رجلاً، طالبت المنظمتان السلطات أيضاً بإيقاف ممارسة تقييد المحتجزين إلى أسرّتهم بالمستشفى، وضمان أن جميع الرجال يلقون أعلى مستوى متوافر من الرعاية الطبية لأي مضاعفات صحية جسيمة قد تكون لديهم.

ودعت المنظمتان مصر إلى تدريب مسؤولي العدالة الجنائية جميعاً على الحقائق الطبية ومعايير حقوق الإنسان الدولية الخاصة بالإيدز، وبأن يكفوا فوراً عن إجراء الفحوصات على المحتجزين دون موافقتهم.


كم اشعر بالضيق ، هل المرضي اصبحوا مجرمون ، هل اصبح الانسان رخيص الى هذا الحد ؟ ما كل هذا التخلف الذي نحيا به ؟ أسيتساوي مرضي الايدز بالدجاج المصاب بالانفلونزا ؟ لم يصبح هناك أي انسانية او رأفه بالانسان المريض ؟
مهما كان السبب الذي جعله مريضاً ، ألا يكفيه ما به و ما يعاني منه ؟ أبهذه الطريقة سيتم القضاء على المرض ؟ بجد حاسس بالمرار داخلي ؟ لا أعرف متي سينهض هذا المجتمع و يصبح للبشر هنا قيمة و ثمن ؟