27 August 2007

حوار معي في القوس


اهلا بك يا كريم في بانوراما القوس و جمعية القوس :

1.عرفنا عن كريم؟

كريم شاب مصري مسلم عادي جدا , انسان بسيط بينتمي لاسرة بسيطة , مش مميز في شىء , انسان عادي جدا يعنى ممكن تقابلني في اى مكان مش هلفت انتباهك , يمكن اهم ما يميزني مدونتي و بيتي و عالمي الخاص اللى قضيت فيه احلى اوقات حياتي و طبعا هي مدونة يوميات كريم .

2. لماذا يحرص كريم على تدوين يومياته وكيف خطرت بباله فكرة انشاء مدونة باسمه ؟

ليه انا حريص .. فده لاني ببقا حاسس انى عاوز اعبر عن كل الحاجات اللى جوايه و اللى غالبا ما بتكون آلام و احزان و كمان يمكن لاني كنت ف الاول عاوز اسجل اهم المواقف ف حياتي او التجارب اللى بمر بيها لاني بنسى او بتناسي كل الحاجات اللى بتضايقني .. بعدين لقيت ناس مهتمة انها تقراء لي و لقيت ناس كتير مش فاهمة يعنى ايه مثلية و طبعا عندهم تصورات مسبقة عن الموضوع فقررت انى فعلا انقل لهم تفاصيل حياة انسان بدون تجميل و لا تزييف ... انسان عايش بينهم

اما موضوع ان المدونة باسمي فانا مش حبيت ان المدونة تبقى فيها كلمة مثلي .. يعني لانى انسان عادي و مش المثلية اهم ما يميزني او يعنى الحياة الجنسية مش السمة الاولي في شخصيتي

3. كريم ما هو عمر مدونتك الان وهل يمكن ان تتصور نفسك دون مدونتك؟

انا بدأت تدوين في اكتوبر 2006 .. و لا يمكن اتخيل حياتي بدون مدونتي .. تقدر تقول انها بقت بيتي .. انا فعلا مريت بفترة كده كان عندي مشكلة في الاتصال بالنت .. و مكنتش قادر اكتب في المدونة ساعتها كان عندي احساس انى homeless بجد انا كنت مضايق و مش عارف اقضي وقتي ازاي .

4. قد يتعبر البعض ان الغرض من مدونتك هو الدفاع عن النفس هل تتفق مع هذا الراي؟

ممممممممممم مش عارف يمكن ... ده لو افترضنا انى بدافع عن نفسي ضد المجتمع .. بس انا مش بحب الدخول في صراعات كل اللي بعمله اني بعرض للمجتمع نموذج لفرد منهم هما بيحكموا عليه باحكام مسبقة دون تفاهم او معرفة طبيعة الفرد ده ايه .. و ناس كتير فاهمه الموضوع بشكل غلط .

5. ربما وفرت لك المدونة فضاءا آمنا تحلق فيه لكنها احيانا كانت غير ذلك هل هذا صحيح ؟

طبعا كون انى بحكي و اعبر عن اللى جوايا بدون ما حد يكون شايفني ده طبعا كسر حواجز كتير جدا بيني و بين الناس اللى كنت بخاف منهم جدا انهم يعرفوا اى شىء عن حياتي الخاصة .. اما كون انه مش امن فربنا يستر بقا علينا .



6. الرقابة والكتابة امران متلازمان صحيح ان تمارس التدوين على الشبكة لكن هل مارست الرقابة الذاتية على نفسك توخيا لجفاء معجب و دفعا لكيد متربص؟

بالطبع انا امارس الرقابة الذاتية على كتاباتي منذ بدأت الكتابة و لكن ليس لتلك الاسباب التى ذكرتها و لكن امارسها منعا لذكر تفاصيل ممكن تضر بي او بمن اتناول شخصياتهم في كتاباتي تقدر تقول دواعي امنية , و ايضا امارسها على كتاباتي مثل عدم استخدام الفاظ جارحة او مسيئة او خارجة لان مدونتي يتابعها ولاد و بنات فبراعي هذا في كتاباتي .

7. من يحظي بالتجوال في في مدونتك يملس انسجام تكامليا في عناصر البوست النص والصورة والصورة والموسيقي وهذا يقودنا الى سؤالك عن علاقتك بالموسيقي والصور والوقت والجهد الذي تبذلة في تكوين البوست في صورته النهائية؟

اشكرك .. بالطبع الاهتمام بالشكل العام شىء هام , و الموضوع كله انى انسان احب النظام في كل شىء في حياتي و ايضا داخلي ميول فنية تمتد الى مجالات كثيرة و لكني لست متخصص في شىء بعينه احب الموسيقي جدا و اشعر بها و احب التصوير و التعامل مع الصور و التنسيق و احب فن الديكور جدا و ايضا اهوي المسرح و التمثيل و كل هذا له تأثير واضح على مدونتي

اما عن الوقت و المجهود فالموضوع لا يستغرق الكثير .. الشىء المهم عندي هو كتابته البوست نفسه وهذا اعطيه الوقت الاكبر .. اما الموسيقي و التنسيق العام لا يستغرق كثيرا .

8. تقدم من خلال مدونتك تصور للهوموفوبيا وتوكد انها لاتقتصر على المغايرين وتقدم نفسك نموذج للمعاناة المثلي مع الهوموفوبيا لو تشرح لنا الموضوع؟

نعم الهوموفوبيا ليست قاصرة على المغاييرين . فكثيرون منا اقصد المثليين يعانون من مثيليتهم و يكرهون انفسهم و يكرهون المثليين الاخرين و بالطبع كل هذا ناتج عن الخوف من المجتمع و من الدين و جميع هذه الابعاد تعطي احكام تدفع الاخرين و المثليين انفسهم على كراهية المثلية .. و انا عانيت من هذا و كرهت نفسي كثيرا و عشت صراعات نفسية لفترة طويلة من حياتي

9. بدا واضحا من خلال كتاباتك انك عشت صراعات داخلية عنيفة جدا منذ الطفولة من اللحظة التى ادركت فيها انك مثلي الى وصلت الى وصلت اليه مرورا بتجربتك مع الطبيب النفسي لو تحدثنا عن هذه المراحل في حياتك؟

نعم عشت صراعات نفسية كثيرة كما ذكرت سابقا كنت خائف من ان يكتشف الناس من حولي ميولي الجنسية و كنت خائف من الله و من كرهه لي و من عذابه في الاخرة و كنت اعاني ايضا من صراع اخر و هو اننى لا اتفق مع الاخرين المثليين هنا او على الاقل من ألقاهم القدر في طريقي في تلك الفترة , فالكل يبحث عن الجنس فقط و البحث عن الخلاص من الشهوة و انا كنت ابحث عن علاقة محترمة مثل الزواج التقليدي و ايضا كان هناك صراع بين ماذا اريد ان يكون دوري في العلاقة .... صراعات كثيرة ادت بي في فترة الى اللجوء الى هذا الطبيب و بجانب الطبيب و العلاج النفسي بدات مشوار الالتزام الديني على امل ان يكون هذا الخلاص و استمر الكبت حتى وصلت لمرحلة الانفجار ..... بعدها بدات اهداء و افكر في كل تلك الصراعات و استخدم عقلي ... لن استطيع ان اقول انى وصلت الان لمرحلة استقرار نفسي و لكن على الاقل بدأت اتقبل نفسي و احبها .

10. هل تعتبر المدونة هروبا الى الداخل ام هروبا الى الخارج ام محاولة للتوفيق بين الداخل والخارج؟

لا ادري و لكن في حالتي اعتبرها هروب الى الخارج فقبل المدونة كنت انسان انطوائي جدا و اخشى التعامل مع الناس و لم يكن لدي اى ثقة في نفسي .

11. انت تكتب عن ذاتك تصور مشاعرك كما هي وهذا يستجلب متضامنين و احيانا نقدا ونصائح وغضبا هل ما يرد من ردود على ما تكتب يحظي باهتمامك وهل دفعك احيانا الى اعادة النظر في بعض الامور؟

لم تكن ابدا التعليقات او ارضاء قراء مدونتي او استحسانهم لكتاباتي هدف من اهدافي .. بالطبع اشعر بالسعادة لاني اكتسبت الكثير من الاصدقاء من خلال المدونة .. و لكني كنت اعرف و اتوقع انه لن يرضي عن كتاباتي ووجهات نظري معظم الناس فأنا مثيلي , يعنى مختلف عن المجتمع من وجهة نظرهم , و بالطبع كل مختلف او غريب لا يقابل بالاستحسان , كان الاغرب بالنسبة لي ان كتاباتي و يومياتي نالت اعجاب الكثير و الاغرب انهم مغاييرين و الاغرب من ذلك ان منهم اناث .. كل هذا اثار دهشتي في البداية و لكن بالطبع اسعدني كثيرا

12. من يجول في مدونتك يلفت انتباهه حيوية رواد مدونتك وهذا يدفعنا الى التساؤل هل يبقى هذا التواصل الانساني حبيس في مجاهيل النت ام انه قد يتطور الى علاقات صداقة حقيقة؟

ليس دائما اننى اتواصل مع كل قراء مدونتي .. ربما تكون مدونتي معروفة لكثير من الناس و لكني لا اريد ان اصبح معروفا للاخرين شخصيا , فأنا ما زلت هنا في مصر و في بلد شرقي .. و كوني مثلي يعتبر وصمة عار .. لذلك فانا حريص الا اتواصل في الواقع مع قراء مدونتي .. ربما يكون التواصل من خلال النت او الشات و لكن ليس اكثر من ذلك .. و لكن بالطبع هناك حالات نادرة و يحدث هذا بعد الاطمئنان و الثقة في الطرف الاخر .

13. كريم هل انت سعيد بمثليتك؟

هكون كذاب لو قلتلك ايوة .. بص اى حد مختلف عن باقي الناس اللى بيعيش بينهم اكيد مش هيكون سعيد .. يعنى مثلا لو واحد طويل جدا عايش في وسط مجتمع كله قصير جدا .. تفتكر هيكون سعيد او هيعتبر طوله ده ميزة ؟ بالعكس هيكون حزين لان باقي المجتممع هينظرله انه مختلف و ممكن كمان يعدموه علشان اصبح مختلف عنهم و ان الاختلاف ده ممكن يضرهم و يؤثر على اهم ما يمزيهم و هو صفة القصر .. القضية هي تقبل الاخر المختلف .

14. حتى الدواء النافع والضروري لحياة المريض له جوانب سلبية هل هذا ينطبق على مدونتك؟

اه طبعا .. يعنى حاجات كتير قدمتهالي المدونة و غيرت حياتي نوعا ما الى الاحسن لكن طبعا اكيد لها اضرار , يعنى مثلا كل كلمه في المدونة لو لا قدر الله و حصلت لي مشكلة امنية هي ادانة ليه و فضيحة .

ايضا المدونة بتفرض عليه قيود كتيرة و حرص زيادة لما بتواصل مع احد الاشخاص .. على الرغم من ده فأنا مقدرش استغني عنها .

15. هل يفكر كريم في يوم من الايام بالخروج الى العلن و البوح بميوله الجنسية لاحد؟

طبعا لاء مينفعش , انا اتعرض عليه انى ابقى ضيف في احد البرامج التليفزيونية و رفضت على الرغم انهم وعدوا بعدم اظهار صورتي و تغير طبقة الصوت بس برضة رفضت .

16. ما هو دور هويتك الجنسية في حياتك؟ و ما المساحة التي تحتلها من شخصيتك؟

ممممممممممممممم عموما مقدرش اقسم شخصيتي الى مساحات لان كل شىء بيؤثر في كل الامور الاخري .. بس عموما انا انسان عادي جدا و الجنس جزء من حياتي انما مش كل حياتي .

17. هل تفكر في الهجرة الى الغرب لتتمكن من العيش بحرية اكبر؟

و الله زمان كان التفكير في الهجرة او السفر لاي مكان الهدف الاكبر هو انى اقدر اعيش بحريتي بدون خوف طبعا معنى حريتي من وجهة نظري مش التحرر و عمل كل ممنوع و خلاص و لكن هو اني مش اعيش ممثل طول الوقت زي ما انا عايش دلوقتي هنا

بس دلوقتي لو فكرت اهاجر هيكون الهدف اكبر و هو ان الواحد يتحررمن القهر و الظلم و الفقر اللى بيعاني منه المجتمع المصري .. و على فكرة حاولت و سالت عن الموضوع ده بس لقيت موضوع السفر او الهجرة مكلف و مش اى حد يعرف يسيب البلد دي .

18. هل وجد الحب يوما طريقه الى قلب كريم؟

ههههههههههههههه كتير طبعا .. و هو فيه حاجه مبهدلاني الا القلب ده .. بس عاوز اقولك انه مع الوقت و مع التجارب الانسان بيكتسب خبرات و بيتعلم .

19.المثلية في الأديان .. أمرٌ اختلف في كينونته الجميع لكنهم اتفقوا على تحريمه .. ما تعليقك !

كتبت بوست عن وجهة نظري ف الموضوع ده .. هي مش وجهة نظر قوي انما هي تسأولات في عقلي و محتاجة اجابة .. الموضوع اسمه (( هل يصدق التاريخ دائما ؟؟ )) و بتسأل فيه هل كل شىء ورثناه من الماضى لازم يكون صادق ؟؟؟

20.هل تعتقد أن المثلية صفة فطرية أم مكتسبة !! و إن كانت فطرية فلمَا نلقى اضطهاداً !! و إن كانت مكتسبة فـما هي العوامل التي أدّت إلى تكوين المثلية داخل كريم !

طبعا ده موضوع كبير و فيه ابحاث كتير و مقدرش افتي فيه .. بس انا هتكلم بالنسبة لي انا و بس .. مقدرش مثلا اقول فطرية و مقدرش اقول مكتسبة .. هو ممكن يكون كان جوايا البذور او المؤهلات اللى ممكن تخلق انسان مثلي و لما عشت الظروف اللى عشتها و مريت بيها ساعدت على نمو المثلية جوايه .. يمكن لو حد تاني عاش نفس ظروفي كان يطلع انسان عادي لانه مش جواه المؤهلات لكده ..او مثلا لو انا عشت بظروف تانيه و مش مريت بالتجارب دي يمكن مكنتش ابقا مثلي .. مش عارف .. كل اللي متاكد منه إني مش اخترت ابقى مثلي .

21.الكتابة .. ساحة تنفيس عن احتباسات مزمنة و رواسب نفسية .. لو لم تكن كاتباً فكيف ستخرج ما يدور بخلدك في مجتمع يفرض قانوناً صارماً علينا .. و لو لم تكن مثلياً .. فما هي المحاور التي ستأخذها في كتاباتك ؟

هههههههههههه واو السؤال ده سؤال رائع .. لو لم اكن كاتبا اكيد كنت هخرج الاحتباسات و الرواسب دي بشكل تاني .. كل انسان ينفس عما بداخله و لكن الطرق تختلف .. الشىء الهام ان تكون طرق حميدة و ليست طرق خبيثة .. بالنسبة لي لا اتخيل كيف ستكون البدائل لدي .

اما لو لم اكن مثلياً اعتقد انى كنت سأكتب عن حقوق الانسان و الاقليات و المعذبون في الارض .. كثير من الموضوعات اود الكتابة فيها و لكني اخشى من الخوض في الامور الاخري خوفا من ان تسبب لي تلك الامور مشاكل .

22. هل تحب ان توجه كلمة او نصيحة الى المثليين العرب من عبر صفحات القوس؟

اوكي اصدقائي اتمنى لكم السعادة و ان تجدوا الحب الصادق مع من تعشقه قلوبكم , و ان تستقر امور الحياة لديكم و ان تتقبلنا مجتمعاتنا و اهلنا و لكن يجب علينا ان نكون نموذج مشرف يفتخر به اهلنا .. لذلك اتمنى لكم النجاح في حياتكم .. و يجب علينا ان نوصل لهم وجهة نظرنا الصحيحة .. فليس هدفنا ان ننشر الفاحشة في المجتمع و لا ان يصير المجتمع متحرر يملاءة الدعارة باى شكل من الاشكال .. كل ما اتمناه ان استطيع ان استقبل حبيبي في بيت اهلي و اقدمه لهم على انه هذا من اخترته ليشاركني حياتي و يفرحوا لي و يتمنوا لي السعادة معه .. و ان يعرف الناس انى ساعيش مع هذا الانسان باقي حياتي في بيت نؤسسه سويا .

*****
كان معكم نور المشرف بجمعية القوس


16 August 2007

اللقاء الثاني .. قصة قصيرة


كانا متشابهان في كل شيء جمع بينهم المكان و الزمان و الحب فربط بينهم رباط مقدس . إنهم هذان الكوبان ( الماجين ) الموجودين فوق أحد الأرفف . بعدما تم استيرادها مع العديد من نفس نوعهم من بلاد بعيدة و بعد إخراجهم من ذلك الورق المخصص لحمايتهم من الكسر تم وضعهم سويا فوق احدي الأرفف في محل لبيع الهدايا التذكارية في وسط المدينة .

كان كل منهم يجد نفسه في الأخر .. كانا يتحدثا سويا عن كل شيء : عن حبهم و عن حياتهم الحالية و عن أحلامهم و حياتهم المستقبلية . و قد كان الماج الأول أكثر واقعية حيث انه يدرك أبعاد حياته و انه لم يوضع هنا فوق هذا الرف لنهاية العمر و إنما وضع حتى يختاره أحد زوار هذا المكان و من ثم سوف ينتقل إلى عالم أخر و حياة أخري . و كان كل ما يخشاه هو الفراق . كم أحب صديقه الذي جمعت بينهم أحلى لحظات حياته .

و لكن الماج الثاني كان أكثر رومانسية و أكثر خيالاً و حاول كثيرا أن يتخيل حياة مستقبلية رائعة مع حبيبيه و أنهم سوف ينتقلون سويا إلى مكان أخر و يحيى سويا و تستمر قصة حبهم إلى الأبد و لكن على الرغم من أن المج الأول كان يتمنى هذا إلا انه كان يدرك أن نسبة حدوث هذا ضئيلة جداً .

كان الماجيين يحيا في توتر دائم و خصوصا عندما يمتلىء المكان بالأشخاص و كان ينتابهم القلق عندما ينظر أحد الرواد إليهم و مع هذا فقد كان الليل هو أسعد أوقاتهم حيث تغلق أبواب المكان و لا يكون هناك أي داعي للقلق و ينعما سويا بأوقات جميلة يتكلموا و يضحكوا و يتسامروا حتى يأتي اليوم التالي و تبدأ دورة القلق من جديد . و يبدوا ان دوام الحال من المحال .

ففي يوم من الأيام و كان رواد المكان كثيرون و إذا بشاب جميل يتجه نحوهم و يمد الشاب يده إلى الماج الأول و يأخذه من فوق الرف و انتفض قلب المج الأول و كذلك قلب الماج الثاني الذي ما زال فوق الرف و اخذ الاثنان ينظران لبعضهم و قلوبهم تنتفض خوفا و رعبا , أهذه لحظة الفراق ؟

" لا لا اتركني أرجوك اتركني بجوار حبيبي " اخذ يصيح الماج الأول محدثا الشاب .

" أرجوك أرجوك خذني معك خذني مع حبيبي " هكذا صاح الماج الثاني موجها كلامه للشاب , و لكن هيهات كيف له أن يسمعهم الشاب أو يفهم لغتهم , و بدأت دموعهما تنهار .

و بعدما أبدى الشاب إستحسانه و إعجابه بهذا الماج , إذا به يمد يده مرة أخري و يأخذ الماج الثاني , شيء لم يتوقعه الحبيبين , و ذهب الشاب إلي البائع و دفع ثمنهم ووضعهم البائع في حقيبة و أعطاها للشاب و مضى الشاب مغادراً محل الهدايا .

لا يمكن لأحد أن يصف كم السعادة التي كان يشعر بها الحبيبين و هما يرقدان سويا في حقيبة واحدة , فما أشد الفرحة حينما تأتي في وقت الحزن , حيث انقلب حزنهما إلى فرح , سوف ينتقل الحبيبين إلى مكان واحد سوف يعيشان سويا إلى الأبد .

و عندما عاد الشاب إلى بيته اخرج الماجيين من الحقيبة ووضعهما فوق المكتب , تبادل الحبيبين بعض الحوار عن مدى سعادتهم و أن المج الثاني كان عنده كل الحق و أنهم سوف يعيشون سويا للأبد و لن يفرق بينهم شيء .

و لكن ف اليوم الثاني استعد الشاب للخروج و إذا به يمد يده و يأخذ المج الثاني و يضعه في حقيبة مستقلة , و مضى .

" ما هذا ؟؟ خدني معك ماذا يحدث ؟؟ " هكذا اخذ يصرخ الماج الأول و غادر الشاب البيت تاركا الماج الأول يبكي و كذالك المج الثاني يبكي في الحقيبة التي في يديه .

قابل الشاب صديق له و اخذ الحوار يدور بينهم في مجالات كثيرة حتى اخرج الشاب المج الثاني من الحقيبة و أعطاه لصديقه , ما زال المج يبكي , قال الصديق " انه حقا رائع و شكله جميل . قال له الشاب " انه لك , هدية مني حتى تتذكرني دائما و قد أحضرت لي مج نفس الشكل و لم استخدمه حتى الآن "

فرح الصديق جدا بهذه الفكرة و قال له " إذا فلنستخدمهم سويا في نفس التوقيت , فلنجعل هذا بعدما يعود كل منا إلى بيته و نتقابل على النت " قال الشاب " نعم هذا ما فكرت به و لهذا أحضرت لك أيضا كيس كوفي ميكس كي نتناول سويا نفس المشروب في نفس الوقت و في أكواب متشابهه " .

قال الصديق " واااو إنها فكرة رائعة , انك رائع جدا , صديقي أنا حقا احبك " و لولا أنهما يسيران في الشارع لطبع الصديق قبلة فوق خد الشاب تعبيراً عن سعادته و حبه لصديقه .

كان الماج الثاني يستمع الى الصديقين بلهفة و سعادة , فالآن قد أدرك أن الشاب و صديقه حبيبان كما هو يحب المج الأول , إذا فهناك أمل للقاء مع حبيبه مرة ثانية , تمنى لو كان يستطيع أن يخبر حبيبه عن حقيقة الموقف حتى يهدأ قليلا و يقل حزنه الذي أكيد ملاء قلبه بعد فراقه عنه .

عاد الشاب إلي بيته و دخل حجرته و نظر الماج الأول إلى الشاب و إلى يده ربما حبيبه ما زال معه و لكنه وجد يديه فارغتين . إذا فقد رحل الماج الثاني و لن يراه مرة ثانية إلى الأبد ، أراد الماج أن يسأل الشاب عن مصير حبيبه و لكنه يعرف انه لن يحصل على إيجابة .

و جلس الشاب على جهاز الحاسب و بعد قليل قام من مكانه و اخذ الماج إلى المطبخ و غسله جيدا و وضع به أشياء لا يعرفها الماج و بعد قليل صب داخله ماء ساخن , كان الماج يشعر بمشاعر غريبة فهذه المرة الأولى التي يتم استخدامه بها و لكن هذا الشيء طعمه لذيذ , بعد ذلك اخذه الشاب و عاد به إلى حجرته ووضعه أمام الحاسب و بعد قليل رفعه الشاب و اخذ يتكلم " ها هو الكوفي ميكس الذي أعددته في الماج " و نظر المج إلى شاشة الحاسب ووجد حبيبه هناك هو أيضا يلوح له و سمع صوت أخر " و ها هو فنجاني أنا أيضا . "

كان المج الأول سعيد جداً أن رأى حبيبه مرة أخرى, صحيح هو ليس معه و لكنه فهم من حوار الشاب و صديقه أنهم يعيشون الآن كل منهما في مكان و لكنهم يحيون على أمل أن يعيشا سوياً في مكان واحد و يدعون الله أن يجمع بينهم , و تمنى الماجيين نفس أمنية الشابين أن يجمعهما مكان واحد ليعيشوا سويا للآبد و ان يتحقق الأمل في اللقاء الثاني لهم .