23 May 2020

ذكريات رمضان والعيد وماسبيرو زمان


عقلي ليس لديه الكثير من ذكريات الماضية، لكني بالصدفة أثناء مشاهدتي التلفاز وبحث عن إحدي القنوات، عثرت على قناة تسمى (ماسبيرو زمان) فتوقفت عندها ، اجتاحتني الكثير من ذكريات الطفولة.. القناة تعرض مسلسلات وبرامج من الماضي وعقلي بدأ في عرض ذكريات من الطفولة ، فقد كنت ذلك الطفل العاشق للتلفاز حيث كان ملاذي وعالمي السحري الذي أهرب فيه من الحياة التي أحياها.

ذكرياتي كلها بالطبع متعلقة بشهر رمضان ، أتذكر أنني كنت كل يوم قبل أذان المغرب أذهب لشراء قرطاس كبير من اللب (لب عباد الشمس) من إحدى المحلات القريبة من بيتي حيث كانت صاحبة المحل تحبني وكانت تعطيني أكثر مما أستحق وكنت أفرح لذلك كثيراً .. وكنت أعود , انتظر أذان المغرب .. أتذكر كثيراً مذاق العرقسوس ورائحة الطعام ومذاق بعض الأكلات .. لا أدري لماذا تغير مذاق الطعام عن الماضي .. وبالطبع بوجي وطمطم أثناء الإفطار .. وقدرتي الرهيبة على حفظ كل تترات المسلسلات والبرامج وأغاني الفوازير وحتى الإعلانات التي كانت تتمتع بالجمال والفن أكثر من الوقت الحالي .. ولكن متعتي القصوة كانت تأتي بعد الإنتهاء من الإفطار وعلى القناة الثانية حيث مسلسل (النينجا تيرتز) .. نسيت أن أخبركم أنه في ذلك الوقت لم يكن في التلفاز سوى قناتين فقط هذا ما قبل القنوات الفضائية وقبل القنوات المحلية أيضاً .. كنت أحضر قرطاس اللب وأجلس مسحوراً أمام التلفاز .. لا أدري بما يحدث من حولي .

صوت السيد مكاوي يسحرني وينقلني للماضي كألة الزمن وهو يؤدي دور المسحراتي بصوته العذب شيء محفور في عقلي ومرتبط بأجمل ليلة عيد عشتها كطفل حيث كنت عائد ليلاً مع أبي أو أخي لا أتذكرتحديداً وأنا حاملاً أكياس أجمل ملابس عيد حصلت عليها في حياتي .. كان عبارة عن بدلة بيضاء انتهى التارزي من حياكتها وكيها وقميص لونه (بينك) عشقته من أول لحظة رأيته فيها حتى قبل أن أجربه وحذاء أبيض ذو رباط أسود .. الذكريات متقطعة وليست مكتملة ولكنها مبهجة .. شكراً قناة ماسبيرو زمان على هذه الحالة التي عشتها وأنا أشاهد شاشتك .

10 May 2020

العشق الدنيوي والعشق الإلهي

لطالما عشت تجارب حب فاشلة على مر السنوات الماضية حتى يئست من تلك التجارب وتوقفت عن محاولة إيجاد حبيب وسند لي في هذه الدنيا. وقد حاولت مراراً أن أفهم السبب وراء ذلك الفشل في إيجاد حبيب أو حتى صديق:

في البداية كان التفسير الذي جاء في مخيلتي هو الحسد والذي ربما جاء نتيجة نشر تفاصيل حياتي هنا وتفاصيل علاقاتي وارتباطي بعلاقات حب.. فقررت عدم البوح عن تلك التفاصيل وربما الكتابة عنها فيما بعد ولذلك فكثير من اليوميات وتفاصيل حياتي هنا كانت متأخرة كثيراً عن الوقت الفعلي لحدوثها.

سبب أخر من أسباب فشل علاقاتي هو الحب من طرف واحد فكثيرا ما أحببت من طرف واحد وهذا ليس عيباً فكثير من العلاقات تبدأ من طرف واحد وتكتمل بعد ذلك ولذا فقد اعترفت للطرف الأخر بحبي ولكنه لم يبادلني الحب. فسرت ذلك وقتها أن الانسان لا يحب الأشياء السهلة التي تأتي إليه دون تعب وعذاب ومشقة. لهذا فلم يهتموا بي ولا بمشاعري وتركوني أعاني ويلات الحب والصراع النفسي: لماذا لم يحبونني؟ ما هي عيوبي من وجهة نظرهم؟ ولم أجلد سوى ذاتي على هذا الفشل.

لكني سريعاً قررت ألا أدخل مرة أخرى في هذا النوع من الحب ويجب ألا أكون سهلاً للأخرين ويجب أن يعانوا حتى يقنعونني بحبهم وأن أجد الاهتمام منهم أولاً.. وبالفعل لم أعطي ثقتي لأحد بسهولة ولكن بالطبع أعطيتهم الفرصة للتقرب لي وأحياناً كنت أبتعد عنهم عمداً كي أتأكد من صدق اهتمامهم وبعد ذلك أعطي لهم الأمان وأعترف لهم بحبي وبأنني كنت فقط أتأكد من صدق مشاعرهم وعند لحظة الاعتراف هذه يختفون وينسحبون من حياتي بالعديد من الحجج، تاركيني أغرق في بحار الفكر: فيما أخطأت؟ ولماذا انسحبوا؟!!

بعد ذلك كفرت بالحب.. لم أعد أثق في أحد وقررت ألا أبحث عن هذا السراب ولم أعد أشغل بالي في التفكير والبحث عن الأسباب. وانغمست في البحث عن اللذة الجسدية فقط دون تحميل الأخر سيناريوهات أو متطلبات مصطنعة من المشاعر المزيفة.. بالطبع اكتشفت الكثير عن نفسي وعما يسعدني جسدياً وهذا ليس عيباً. لابد لكل منا أن يدرك طبيعته الجسدية وكيف يشبعها وأفضل الطرق لذلك ولكن ذلك النوع من العلاقات لا يستمر ولا يبقى ولا يتعدى الدقائق من الحياة ولذلك شعرت بالخواء والوحدة.

اكتشفت أنني بحاجة لشريك حياة وصديق حتى أقضي على هذا الإحساس بالوحدة والوحشة. أريد سند أجده وقت الحاجة ووقت الأزمات فالحياة ليست أوقات لذة وسعادة دائماً. فقررت البحث عن صديق قد أحمل له مشاعر حب ولكنه يبقى صديقاً فقط.. ولكنني للأسف فشلت فشل ذريع.. أعطي اهتمام ولا أجد أي شيء في المقابل.. لماذا لا يدرك الناس أن أي نوع من العلاقات يجب أن يكون متبادل؟!! فأنا أهتم بك كي تهتم بي.. فأنا أسمعك كي تسمعني.. لا أدري هل العيب كان فيّ أم فيهم؟!!
يئست من كثرة المحاولات الفاشلة سواء في البحث عن حبيب أو حتى صديق فقط لدرجة أني شعرت أن هناك شيء غير طبيعي في هذا الموضوع.. لو كنت إنسان غير محبوب أو أن الله لم يهبني القبول من الأخرين لقلت أن هذا طبيعي ولكنني والحمد لله أتمتع بقبول وحب من حولي ما دام العلاقات سطحية.. وتستطيع أن تكتشف اذا كنت مقبول أم لا من خلال الأطفال.. فالأطفال هم مقياس طهارة النفوس.. يستطيعون أن يروا ما خلف الوجه الخارجي للإنسان.. والحمد لله الأطفال يتعلقون بي سريعاً.. إذا ما مشكلتي؟؟

فكرة غريبة بدأت تراوضني منذ فترة.. ربما تكون خطأ وربما تكون إحدى ميكانيزمات الدفاع النفسي لدي كي لا أنهار وكي أتقبل نفسي وحالي ألا وهي (أن الله لا يريدني أن أرتبط بأحد) سواء حبيب أو صديق.. لا يريدني أن أتعلق بحب أحد غيره.

الفكرة صادمة بالطبع.. أعرف ذلك.. وبالطبع سيقول الكثيرون بأنني لست من أولياء الله الصالحين كي أقبل هذه الفكرة؟
نعم لست منهم وخصوصاً كوني موصوم بالجرم الذي ليس بعده جرم في نظر هذا المجتمع أقصد كوني مثلي الجنس.. ولكن كيف كانت (رابعة العدوية) قبل أن تتحول من عشق البشر إلى عشق الله.

تأتي كذلك قصة (زليخة) زوجة عزيز مصر وقصة عشقها لنبي الله (يوسف الصديق) حيث تعيش زليخة سنوات عمرها تعاني من عشقها ليوسف وتنفق ثروتها وشبابها وسنوات عمرها تتمنى أن ترى يوسف ولو مرة واحدة ولكنها لا تستطيع وعندما يتعلق قلبها بالله وتهيم في عشق الله يأتي إليها يوسف زوجاً ولكنها تكون قد زهدت به لأن عشق الله قد احتل كل قلبها.

لا أدري هل هذا ما يريده الله مني؟ ألا أبحث عن أحد ولا أتعلق بأحد غيره؟

إن كنت قد اخترتني لهذا يا إلاهي فأنا سعيد وراضي بقضائك.. اللهم لا إله إلا أنت.. لا شريك لك.. أنت السند وأنت الولي وأنت النصير وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً.