28 July 2008

ليلتها الأخيرة .. قصة قصيرة

لم تأتي المشاهد الجنسية بهذه القصة لخلق الإثارة لدى القراء ، و إنما لتوضيح الدوافع و الأسباب الدرامية التي دفعت بعض شخصيات القصة للقيام بفعل معين او كرد فعل لما حدث ، و اذا تم التغاضي عن هذه المشاهد ستكون الدوافع هشة غير مقنعة و غير محركة لردود أفعال بعض الشخصيات .. أتمنى لكم قراءة ممتعة


قاد سيارته في شوارع القاهرة المزدحمة متجهاً إلى صالون الحلاقة الفاخر الذي اعتاد الذهاب إليه لقص و تهذيب شعره .. تلك الصالونات الحديثة التي قاربت فيما تقدمه من خدمات الكوافيرات الخاصة بالسيدات .. فلم يعد هناك فرق بين المكانين .. و لكن تلك المرة كانت غير المرات السابقة لزيارة هذا المكان .. فاليوم هو يوم زفافه .. و قد تم تحديد هذا الموعد لتجهيزه لهذه المناسبة منذ عدة أيام .

بعد عناء وجد مكان بعيد قليلاً عن صالون الحلاقة ليركن به سيارته ، حيث لا يوجد مكان شاغر في تلك المدينة المزدحمة بالناس و السيارات .. نزل من السيارة بخطى سريعة نحو الصالون .. دفع الباب الزجاجي أمامه ثم دلف إلى الداخل .. قابله شاب مبتسماً قائلا له :

- أهلا استاذ سمير
- أهلا حمدي .. معلش اتأخرت شوية .. المواصلات و الزحمة
- و لا يهم حضرتك .. اتفضل هنا .. ثواني هبعت لحضرتك أحمد .. ده واحد جديد هنا ، بس بجد فنان .. ان شاء الله يعجبك شغله
- حمدي .. النهاردة فرحي .. مش عاوز حد يجرب فيا
- ( ضاحكا ) لا لا متقلقش خالص .. على مسئوليتي

جلس سمير في المكان المخصص للحلاقة ينظر في المرآة التى أمامه منتظراً أحمد .. ذلك الشاب الجديد الذي سوف يهذب له شعره .. بعد قليل يظهر شاب يتجه نحوه .. طويل القامة يتمتع جسده ببناء عضلي وفير ذو بشرة داكنة وسيم تملاء وجهه ابتسامة تظهر اسنانه ناصعة البياض يرتدي قميص ضيق مفتوح حتى منتصف الصدر تظهر عضلات صدره الخالي من الشعر .. و بنطلون ضيق يبرز عضلات فخده .. يتفحصه سمير من خلال المرآه باعجاب شديد .. تتسمر عيناه على منطقة تلاقي الفخدين حيث يوجد هناك بروز ملحوظ .. و الذى ينم عن وجود إير ضخم هناك اسفل هذا البنطلون الذي لا يداري بقدر ما يكشف من اسرار هذا الجسد الرائع الذي اثار سمير منذ رأه .. اقترب الشاب من سمير قائلا :

- أهلا استاذ سمير .. عرفت ان النهاردة فرح حضرتك .. ألف مبروك ربنا يتمم لك بخير
- أهلا احمد .. متشكر ليك و عقبالك
- ربنا يخليك .. ياله نبتدي .. و يا رب شغلي يعجب حضرتك
- عاجبني من قبل ما تبتدي

ضحك الاثنان و شرح سمير لأحمد عن الشكل الذي يفضله لقص شعره .. و بدأ أحمد عمله بغسل شعر سمير الذي اغمض عينيه تاركا نفسه بين يدي أحمد يلمس شعره و رأسه شاعراً بلذه و كانهم في سرير يمارسان الحب و ليس في محل حلاقة .. بالفعل كان أحمد ماهر في عمله .. و كان سمير بين الحين و الأخر – كلما اتيحت له الفرصة – ينظر إلى هذا البروز الذي يتمتع به بنطلون أحمد .. و انتهز سمير وقوف احمد بجوار المسند الذي يسند سمير ذراعه عليه ، حيث رفع سمير يده متظاهراُ انه يزيل شىء ما من على وجهه فاصطدمت يده بهذا الانتفاخ الذي أثاره منذ ان رأه .. انتفض احمد عند اصطدام يد سمير بعضوه الذكري و نظر في عيني سمير الذي اعتذر له مبتسماً ، فابتسم له احمد و أكمل عمله و لم يبدي ضيق مما حدث .. و هذا شجع سمير على الخوض في تخيل شكل هذا الشيء الكامن هناك خلف هذا البنطلون و انه استطاع أن يلمسه بحرية .. أوشك أحمد على الانتهاء من تهذيب شعر سمير .. الذي قال لأحمد :

- ينفع تيجي معايا البيت علشان لسه هاخد شور و ألبس البدلة و بعدين انت تضبطلي شعري بالسشوار و اللمسات الأخيرة بقى
- أكيد طبعا ممكن .. بس حضرتك لازم تقول لإدارة المحل الأول.
- مفيش مشكلة .

لم تمر دقائق بعد الانتهاء من الحلاقة حتى خرج سمير مصطحبأً احمد معه .. بعدما جمع أحمد الأدوات اللازمة لاتمام عمله هناك في بيت سمير و قد دفع سمير تكاليف الحلاقة و رسوم اضافية مقابل اصطحاب احمد معه لبيته و اتجها سويا نحو السيارة .

كان سمير فرح لانه سوف ينفرد بهذا الشاب الذي افتنه منذ أن راه .. جلس أحمد بجوار سمير الذي قاد سيارته مسرعاً إلي الشقة التي سوف يتزوج بها و التي سيبدأ بها حياته الزوجية الليلة .. وصلا سمير و أحمد للعمارة التي تقع الشقة بالدور الخامس بها .. نزل الاثنان استقلوا المصعد .. دخلا الشقة و بدأ سمير الكلام مرحبا بصيده الثمين :

- اتفضل .. اتفضل .. مفيش حد هنا .. أيه رأيك في الشقة ؟
- جميلة يا استاذ سمير .. ربنا يتمم لك بخير
- انت خاطب او متجوز يا أحمد ؟
- لا و الله .. يعني شويا كده لما الظروف تتحسن .. لسه بدري
- طيب تشرب أيه ؟
- مفيش داعي ، متتعبش نفسك
- يا راجل لا تعب و لا حاجه ، أنا هجيب لك عصير

دخل سمير المطبخ و احضر كوب من العصير لأحمد و اعطاه اياه .. ثم ذهب لحجرة النوم احضر بعض الملابس الداخلية ثم ذهب إلي الحمام .. تجرد من كل ملابسه .. فتح صنبور الدش و تركه قليلاً ثم اغلقه ثم نادى بصوت عالي على احمد الذي قام من مكانه و اقترب من باب الحمام قائلاً :

- أيوة يا أستاذ سمير ؟
- معلش يا أحمد أنا نسيت الفوطة على السرير في أوضة النوم .. ممكن تجبهالي ؟
- حاضر

ذهب أحمد إلي حجرة النوم و أحضر المنشفة التي تركها سمير هناك عمداً و عاد إلى الحمام و طرق على الباب قائلاً :

- اتفضل الفوطة يا استاذ سمير
- ادخل يا أحمد

فتح أحمد الباب ليجد سمير يقف عارياً معطياً ظهره نحو الباب متظاهراً بإنشغاله بتنظيف ذراعيه بالصابون و تاركاً الفرصة لأحمد ليتفحص جسده بحرية .. كان سمير يتمتع بقوام رائع و بشرة بيضاء ناعمة خالي من الشعر و خصر نحيل و أرداف ممتلئة و فخذ رائع .. وقف احمد مذهولاً مرتبكاً .. لا يعرف ماذا يقول .. أدار سمير رأسه مبتسماً ناظراً لأحمد :

- أيه مالك ؟ مكسوف و لا أيه ؟
- ها ؟ لا عادي .. اتفضل الفوطة

اقترب أحمد من سمير ليعطيه المنشفة و عيناه ما تزال فوق تلك الأرداف .. نظر سمير الي بنطلون أحمد فوجد أن الانتفاخ قد زاد حجمه فقال لأاحمد :

- بقولك أيه ممكن تدعكلي ظهري ؟
- ها ؟ أه طبعا ممكن.
- طيب اقلع هدومك علشان الميه

في لمح البصر تلخص أحمد من كل ملابسه حتى الداخلي منها ... و التحق بسمير و بدأ العمل .




** 2 **


أمام إحدي محلات الزهور و بجوار السيارة التي يتم تجهيزها و تزينها بالورود لتكون عربة زفاف العروسان ، يقف كريم ممسكاً الموبيل و يبدو على وجهه الضيق ، محاولاً الاتصال بصديقه سمير . و فجأة يبدأ كريم الحديث في الهاتف :

- ايوة يا ابني انت فين ؟ بقالي ساعة عمال اتصل بيك و انت مش بترد عليا ليه ؟

يصمت قليلاً ثم يكمل كلامه :

- طيب انت فين دلوقتي ؟ في شقتك ؟ طيب 10 دقايق هكون عندك .. سلام

يركب كريم سيارة الزفاف و يتجه بها إلى شقة سمير .. ينزل كريم مسرعاً و يصعد للدور الخامس .. يدق جرس الباب فيفتح سمير مبتسماً و لكن كريم يدخل قائلاً بصوت مرتفع :

- عاوز افهم ساعة كاملة بتصل بيك و مش بترد عليا ليه ؟
- كنت عامل الموبيل صامت
- ليه بقى ان شاء الله ؟
- اسكت .. ياااااه يا كريم .. شفت ولد زي القمر عند الحلاق .. جبته هنا بحجة انه يكمل الشغل هنا .. و أية مقولكش .. ساعة كاملة نايم معايا .. كأنه أول مرة يمارس جنس .. موتني .. كنت طاير من السعادة و المتعة.
- ( غاضباً ) انت بتستهبل ؟!! أية اللي بتقوله ده ؟ تعمل سكس مع واحد أول مرة تشوفه و متعرفش عنه حاجة و هنا في البيت اللي هتتجوز فيه و يوم فرحك ؟؟ لا دا انت مجنون.

- و أية المشكلة ؟ بجد كانت تجربة حلوة قوي .. يخرب بيته .. انا كنت بصرخ من المتعة تخيل ؟
- بجد أنا اللي مش عارف انت بتفكر إزاي ؟ صحيح إحنا اصحاب بس تفكيرنا مختلف جداً .. حد غيرك كان يفكر هيعمل أيه الليلادي مع عروسته .. فكرت ف الموضوع ده ؟

- يا عم .. عادي يعني .. هيحصل أيه ؟ الموضوع بسيط انتصاب و تك تك تك و خلاص .. مش صعبة يعني

- و الله بجد مش صعبان عليا إلا داليا المسكينة .. انت مش حاسس انك هتظلمها ؟

- اظلمها ليه ؟ هتتجوز و تبقى ف عصمة راجل و تعيش معززة مكرمة .. و هجبلها كل اللي تطلبه .. البنات اليومين دول بيحلموا بلقب زوجة .. و بيهربوا من لقب عانس .

- طيب و الحب و الحياة الزوجية و الجنس بينكوا ؟ فكرت في ده كله ؟

- سيبك سيبك .. كام شهر و تحمل و بعدين تتلخم في البيبي و خلاص .. مش هتبقى عاوزة جنس .. الموضوع سهل

- مين قال كده ؟
- هو كده
- طيب و حياتك التانية .. قصدي علاقاتك المثلية .. هتستمر ؟
- طبعا هتستمر
- بنفس الشكل ؟
- أي شكل ؟
- تقابل أي حد .. و تنام معاه .. سكس و خلاص
- طبعاً .. أمال عاوزني ابقى عبيط زيك .. أدور على واحد و احبه و اموت عليه و يذلني و اتبهدل .. إلى اخر تجاربك الخايبة دي .. حب ايه و استقرار ايه ؟ .. عاوز تستقر اتجوز واحدة زيي كده .. و عيش حياتك التانية بحرية

علامات الحزن تطفو على وجه كريم و يكمل كلامه قائلاً : يمكن يكون عندك حق ان تجاربي كلها فاشلة و مش قدرت ألاقي الشخص المناسب .. بس فعلا انت لو جربت الحب بجد و جربت تنام مع حد بتحبه .. هتفهم الفرق .. و بعدين على الأقل مش بظلم حد معايا .. و جوازي من واحدة عمره ما هيبقى استقرار

- ههههههه طيب يا عم الروميو .. كفاية بقى أنا خلاص خلصت لبس .. قولي أية رايك ؟

- زي القمر .. ما تجيب بوسة بقى يا واد

- ههههههه لاء يا خويا مش ببوس رجالة

- يا سلام ؟ بأمارة الحلاق .. يا بتاع الحلاق

- بس بقى متفكرنيش.

يضحك الاثنان و ينزلان إلي سيارة الزفاف .. يذهبان إلى بيت العروس حيث يتجمع الأهل و الأقارب .. و يذهب الجميع إلى الكوافير لإصطحاب العروس ثم الذهاب إلى الأستديو لإلتقاط صور الزفاف .. ثم يتجه الجميع إلى قاعة الفرح حيث باقي الأهل و الضيوف حيث يبدأ الأحتفال بدخول العروسين و يستمر الغناء و الرقص حتى الثانية بعد منتصف الليل حيث ينتهي الاحتفال و يزف العروسان إلي شقة الزوجية و ينصرف الحضور كل إلى بيته و تبدأ الحياة بين داليا و سمير .



** 3 **


دخل العروسان سمير و داليا شقتهم بعد توديع من جاء معهم من الأهل و الأقارب .. اتجها إلى حجرة النوم .. جلست داليا على حافة السرير تنظر لاسفل يملاءها الخجل و الخوف الممزوجان بالسعادة ، بينما سمير اسرع إلى تغيير ملابسه و ارتدى بيجامة حريرية .. رمقته داليا عدة مرات أثناء استبداله ملابسه .. حدثتها نفسها أن زوجها له جسد رائع مثل المودلز و هؤلاء الشباب الذين يظهرون في الفيديو كليبات مع المطربات .. كانت تشعر انها محظوظة .

غادر سمير حجرة النوم تاركاً لها المجال لإستبدال ملابسها .. طالباً منها اللحاق به إلى لحجرة المعيشة .. اسرعت داليا باستبدال فسان الفرح بقميص نوم مثير و ارتدت فوقه روب و خرجت حيث يجلس سمير الذي كان يشاهد التلفاز ، طلب منها ان تحضر لهما كوبان من العصير حيث لم يكن لديهما الرغبة في تناول أي طعام فقد تناولوا بعض الطعام من بوفية الفرح سويا .. احضرت العصير و جلست بجواره حيث بدأ سمير في تناول العصير قائلاً :

- يااااه الفرح كان رائع
- اه فعلاً .. مبروك يا حبيبي
- بس عارفة كان يوم مرهق بشكل .. انا حاسس اني مش قادر اتحرك .. ياله بينا ننام
- اوكي

اسرع سمير إلى السرير مستلقياً فوقه ناظراً لسقف الحجرة و دخلت داليا ووقفت لا تدري ماذا تفعل .. حتى نظر سمير لها قائلاً :

- مالك واقفة كده ليه ؟
- لا مفيش
- طيب تعالي هنا

اقتربت داليا من السرير و كلها خجل و جلست بجواره فقال لها :

- بقولك أيه .. متهيالي اننا مرهقين قوي النهاردة .. الفرح و الدوشة .. أيه رأيك ننام النهاردة و بكرة يبقى فيه كلام تاني يا قمر

لم تعرف داليا ماذا تقول غير ايماءة برأسها بالموافقة و استدارت جاعلة ظهرها له و نامت مفتوحة العينين و عقلها مزدحم بالكثير من الأفكار .. تسترجع علاقتها بسمير منذ اللحظة الأولى التي رأته فيها عندهم في منزلهم في زيارة التعارف الأولى لهم .. ترتفع علامة استفهام كبيرة خلف هذا السؤال الصغير .. هل سمير يحبها ؟ صحيح ان جوازهم كان جواز تقليدي او جواز صالونات كما يسميه بعض الناس حيث لم يكن هناك سابق معرفة بينه و بينها .. فقط رأته عندما جاء هو و امه لزيارتهم للتعارف .. اعجب بها و كذلك هي .. شاب وسيم و رقيق و غني ذو وظيفة مرموقة قادر على توفير حياة كريمة لها .. شاب جاء من الباب لا يريد شىء سوى الزواج بها .. بالتأكيد يحبها .. صحيح انه أخبرها بأنه ليس من النوع الرومانسي الذي يقول كلمات الحب و ان حبه من النوع العملي و بالفعل فقد عبرعن حبه لها عن طريق الكثير و الكثير من الهدايا القيمة ربما ليعوضها عن كلمات الحب التي نادراً ما يُسمعها إحداها .

اذا فهو يحبها .. حاولت داليا اقناع نفسها بهذه النتيجة التي توصلت لها و لكن سؤال اخر يلح عليها .. هل هو سعيد بالزواج منها ؟ .. اجابت على نفسها بالتأكيد سعيد .. هل يتزوج انسان إلا اذا كان يحب و يريد أن يكون سعيد .. لامت داليا نفسها كثيراً .. لما كل هذا ربما حقاً هو متعب .. ما العيب في ذلك ؟ ظلت تصارع افكارها حتى غلبها النعاس و راحت في النوم . أما سمير فقد نام سريعاً و لم يشغل عقله أي تفكير .



** 4 **


مر اليوم الثاني سريعاً بين زيارات أهل العروسين و مشاهدة التلفاز و الحديث في موضوعات كثيرة و بعض مكالمات الأصدقاء لتهنئة العروسين حتى جاء المساء .. و بعد تناول العشاء اتجهت داليا لحجرة النوم .. ارتدت قميص نوم مختلف أكثر اثارة من ثوب الليلة السابقة و جلست أمام المرآة تعد نفسها لأول لقاء بينها و بين زوجها و أول تجربة جنسية لها في الحياة .. وضعت اطيب العطور لديها و جلست تلعب بخصلات شعرها المسرتسل الي اسفل ظهرها حتى دخل سمير عليها .. اتجه نحوها امسك يدها فنهضت واقفة .. اخذها بين ذراعيه و ضمها لصدره و طبع قبلة فوق رقبتها ثم قال لها :

- حلو قوي القميص ده

احمر وجهها و نظرت لاسفل خجلاً و لكن سمير استرسل في كلامه :

- ممكن اطلب منك حاجة .. هو طبعا مفيش كسوف بين الزوجين و كل واحد لازم يرضي الطرف التاني و يريحه
- أيوة طبعا .. عاوز اية ؟
- ممكن تلبسي بيجامة من بتوعي بدل القميص ده .. هكون مبسوط اكتر

نظرت داليا إليه بإستغراب شديد فقال معقباً :

- ده شىء عادي .. أنا ببقي مثار أكثر و مفهاش حاجة
- ( سكتت قليلاً ثم قالت ) حاضر .

احضر سمير لها البيجامة من دولابه و اعطاها لها .. اسرعت داليا إلى الحمام يملاءها الكثير من الحيرة و الاستغراب و عدم القدرة على فهم ما يحدث و لكنها انصاعت لرغبة سمير و استبدلت القميص بالبيجامة و عادت سريعاً لحجرة النوم حيث وجدت سمير مستلقي بمنتصف السرير نائما على وجهه فوقفت لا تعرف ماذا تفعل حتى رفع سمير رأسه نحوها قائلا :

- بتعرفي تعملي مساج ؟
- يعني مش عارفة .. مش قوي
- تعالي انتي بس مشي ايديكي على ظهري .. الموضوع سهل

جلست بجواره و مدت يدها تمررها فوق ظهره فأمرها ان تعتدل في جلستها و ان تجعل جسده بين رجليها و كانها تمتطي حصان .. ففعلت و بدأت في عمل المساج له .. لا تعرف ماذا تفعل و لكنها تنفذ كل ما يأمرها به .

داليا لم يكن لديها خبرة أو ثقافة جنسية تذكر بحكم التنشئة الصارمة .. لذلك انصاعت لأوامر سمير مقنعة نفسها ان ما يحدث الآن ربما يحدث بين كل الأزواج .. كيف او من أين لها ان تعرف ما يدور في غرف النوم المغلقة .

استمرت في عمل المساج لسمير الذي كلما اقتربت يداها من منطقة اسفل الظهر اطلق هو آهه صغيرة تعبيراً عن استمتاعه بما تقوم قائلاً لها :

- تعرفي انت ايديكي تتلف في حرير

لم تجيب هي بشيء و لكنه أكمل كلامه :

- عارفة أصحابي بيقولولي إن الهنش ( الأرداف ) عندي عالي قوي و بيحسدوني قوي على الموضوع ده و بيقولوا ان الستات بتحب الرجالة اللي هنشها عالي .. أيه رأيك ؟

سكتت قليلاً و لكنها قالت بصوت منخفض : آه عندهم حق.

فأجاب سريعاً بمد يده إلى الخلف و انزال بنطلونه إلى اسفل كاشفاً أردافه لها قائلا :

- طيب اعملي مساج هنا كمان

مرت لحظة من الصدمة لم تتحرك يد داليا للحظات .. ثم استكملت عملها محاولة اقناع نفسها بأن هذا شىء عادي يحدث بين كل الأزواج و ان هذا زوجها و ليس هناك عيب فيما يحدث .

و بدأت في الإمساك بتلك الأرداف الممتلئة الناعمة الملمس الخالية من الشعر و بدأت في الضغط عليهما و بدأ هو في اطلاق بعض آهات المتعة إلى ان نهض سمير من وضعه و أخذ داليا بين ذراعيه ارقدها في موضعه على السرير و هجم على رقبتها يقبلها و يداه في اسفل البنطلون لديها .. قام بانزاله قليلاً ثم نام فوقها و إخترقها فأصدرت داليا صرخة و سالت قطرات دم قليلة لم يعبأ سمير بها .. ثم ثواني معدودة بعد ذلك حيث شعرت داليا بسائل ساخن يجري داخلها مصاحبا لصرخات سمير و سريعا نهض سمير عنها مرتمياً بجوارها على السرير نائماً تاركاً داليا وحدها .

مرت 10 دقائق و داليا مكانها بدون حركة .. ساكنة على نفس الوضع .. لا تعرف ماذا حدث او ما يحدث ..أهذا هو الجنس ؟ أي متعة تلك ؟ أي لذة هناك يتحدث عنها الناس .. ها هي لم تشعر بأي لذة .. فقط الآلم .. بعد قليل بدأت تشعر بمغص أسفل بطنها .. قامت إلى الحمام .. دفعت نفسها أسفل الدش ظلت هناك لفترة طويلة .. ثم قامت بارتداء قميص نومها و عادت إلى السرير تبحث عن النوم .. و لم تجده بسهولة .



** 5 **


مرت عدة شهور على الحياة بين داليا و سمير .. تكررت اللقاءات الجنسية بينهم على فترات متباعدة .. حيث لم يكن سمير مهتم و داليا كانت تزداد نفوراً من تلك اللقاءات .. حتى جاء ما يخلصها من تلك اللقاءات .. انه الحمل .. و من بعده الولادة و الانشغال بالطفل .. بعد ذلك لم يعد هناك مجال لتلك اللقاءات الجنسية بينهم .

بالطبع لم تتخلص داليا من غريزتها الجنسية .. لكنها وجدت طريقة أخري لاشباعها بعيداً عن سمير و طلباته الغريبة و لقاءاته التي تخرج منها حزينة و مكتئبة .. انها العادة السرية .. وجدت بها لذتها المفقودة في فراش الزوجية و كانت تمارسها اثناء الاستحمام .. و بعض الأوقات عندما يكون زوجها في العمل .

و على الرغم من المتعة التي وجدتها بها إلا انها كانت متعة مؤقتة .. سريعاً ما كانت تشعر بالضيق و الغضب بعدها .. استمرت على هذه الحالة عدة سنوات .. لدرجة انها بدأت تشك بأنها انسانة غير سوية .. هلى هي مريضة ؟ كيف لا تجد لذة في السرير مع زوجها و تجدها في العادة السرية ؟

بدأت داليا تبحث و تقرأ كل الموضوعات و المقالات و الدراسات التي لها علاقة بالجنس و العلاقات الزوجية على النت و كذلك بدأت تبحث عن تلك التصرفات الغريبة لزوجها في السرير و طلباته التي يأمرها بها .. هل هو ايضا يعاني مشكلة نفسية .. هل هو ايضا غير سوي ؟

أما سمير فقد استأجر شقة صغيرة في احدى المناطق الجديدة قليلة السكان و كان يذهب هناك عندما يجد شاب مناسب يعجبه ليمارسا الجنس سويا .. تعرف سمير على الكثير من الرجال و قضى أوقاتا كثيرة في شقته غير عابئاً بحقوق زوجته الجنسية و غير عابئاً بما يفعله .. نصحه كريم كثيراً ان يحاول الإرتباط بشخص واحد و أن يراعي تلك الزوجة المسكينة و لكن سمير لم يقتنع بهذا الكلام و استمر فيما يفعله .



** 6 **


قرأت داليا الكثير من الأبحاث حول العادات الشاذة في العلاقات الزوجية .. بدأت فكرة تختمر في عقلها ..هل زوجها شاذ ؟؟ .. هل كل ما يطلبه منها اثناء لقاءه الجنسي معها هو مجرد محاكاه و كانه ينام مع رجل أخر ؟ أثارت تلك الفكرة غيظها و اشمئزازها .. ليست متأكدة و لا تملك دليل قوي على هذا .. ربما الموضوع مجرد مصادفة .. لم تهدأ الافكار داخلها .. لو كان شاذاً لما تزوجها ؟ لماذا خدعها كل تلك الفترة ؟ لماذا ظلمها معه ؟ لماذا سلبها أهم حقوقها ؟

أليس من حقها أن تشعر بأنها أنثى ؟ و ان هناك من يرغب بها و بكل منطقة في جسدها ؟

بدأت جذور الكراهية له تنمو داخلها .. لو اكتشفت انه شاذ و يخونها و يمارس الجنس و يشبع رغباته خارج البيت غير عابئا بحقوقها و لا مشاعرها سوف تقتله .

نمت داخلها فكرة الانتقام .. تريد ان تتكلم مع اي انسان لينصحها ماذا تفعل و لكن كيف ومع من .. كيف تستطيع أن تفتح الحوار في هذا الموضوع الشائك مع اى شخص .. قررت انه ان تستعيد رشدها و هدوئها أولا حتى ترتب أفكارها و خطواتها لتصل للحل السليم .

" يجب أولا ان أتأكد من انه شاذ .. ثم بعد ذلك يأتي الانتقام .. ليس لانه شاذ و لكن لانه سرقنى و خدعنى و عاش حياته و حرمنى من حياتى .. لن أرضى أن أعيش معه .. لو كان قال لى حقيقة الأمر منذ البداية ربما رضيت به و بظروفه و لكن أن يخدعنى و يخوننى غير عابئاً بحقوقى و لا بانسانيتى .. لا لن اسامحه ابداً ."

بدأت داليا في مراقبة سمير .. كان بعدما يعود للعمل و يسترح قليلاً ثم يعاود الخروج كانت تذهب خلفه في احدى التاكسيات التي اتفقت مع قائده ان يكون تحت امرها طوال الوقت .. مر اليوم الأول بشكل عادي .. ذهب سمير للجلوس باحدى الكافتريات حيث مكث هناك لوقت طويل ثم خرج و عاد للبيت .. لم تسفر المراقبة في هذا اليوم عن شىء .. و جاء اليوم الثاني .. ذهب سمير لنفس الكافتريا و لكن لم تمر نصف ساعة حتى خرج من الكافتريا و معه شاب .. كان يضحكان سويا .. اتجها الاثنان نحو سيارة سمير .. انقبض قلب داليا و امرت السائق ان يلحق بسيارة سمير .. حتى وصلا إلي الشقة الثانية التي يستخدمها سمير للقاءاته الغرامية .

نزل سمير مصطحبا الشاب و اختفيا في مدخل العمارة .. لم تنزل داليا من التاكسي و طلبت من السائق العودة إلي بيتها .. حاولت الاتصال كثيرا بسمير و لكنه لم يجيب على الموبيل .. بعد مرور ساعة تقريبا اتصل هو بها قائلا انه كان مشغول في اجتماع هام .

في اليوم التالي ذهبت داليا صباحاً إلي تلك العمارة التي دخلها سمير والشاب ليلة أمس بعدما تأكدت ان سمير في عمله .. عندما دخلت العمارة استوقفها حارس العقار قائلاً :

- أيوة يا ست هانم ؟ أيتها خدمة ؟
- أيوة هي شقة استاذ سمير في الدور الكام؟
- هو مش فوق دلوقيت
- طيب المدام مش فوق ؟

نظر لها الحارس نظرة استغراب و قال لها :

- ما خبرش

اخرجت داليا 20 جنية من حافظتها و اعطتها للبواب .. فاجابها سريعا مبتسما :

- استاذ سمير مش عايش هنا .. و مفيش حد عايش معاه .. هو كل يومين تلاته يجي هو و واحد صحبه يقعدوا ساعتين تلاته و يمشوا طوالي

انصرفت داليا و هي تشعر بالغضب .. و الرغبة في الانتقام تملأها .. اذا فهو يخونها .. و يمارس الجنس مع شباب .. لابد ان تواجهه .. لابد ن تطلب الطلاق منه .. لابد ان تحتفظ بطفلها بعيدا عنه .. و لكن كيف كل هذا ؟ .. وجود تلك الشقة ليس دليل كافي على ادانته .. لابد من وجود دليل مادي على خيانته و شذوذه .. لو استطاعت أن تدخل الشقة أثناء ممارسته الجنس مع رجل اخر و ان تصورهم .. وقتها سوف تنتقم منه شر انتقام و تأخد كل حقوقها و طفلها منه .. و لكن كيف ذلك ؟

مرت أيام و هي تحاول تجنبه .. لا تطيق النظر إليه .. قررت الابتعاد عنه قليلا لتهدأ و تستطيع الوصول لقرار في كيفية الحصول على دليل قوي .. قررت السفر الي الاسكندرية بحجة انها تريد تغير جو لانها تمر بحالة اكتئاب .. لم يعترض هو على سفرها .. هناك .. وصلت لفكرة .. رغم عدم تأكدها من نجاحها الا انها بدأت في تنفيذها .



** 7 **


عادت داليا إلي القاهرة سريعا .. ذهبت إلي احدى محلات الأجهزة الالكترونية و اشترت واحدة من تلك الكاميرات الحديثة صغيرة الحجم ذات الجودة العالية .. و اخذت تبحث على النت عن العقارات المخدرة و تأثيرها على الانسان .. كانت تبحث عن عقار يساعد على الاسترخاء و يفقد الانسان الوعي بشكل جزئي .. ليس منوم و لكن عقار يفقد القدرة على التمييز .. ظلت تبحث و تقرأ الي ان وصلت الي عقار الهلوسة حيث يصاحب تناول هذا العقار هلوسات بصرية وسمعية أي أن تأثيره الرئيسي هو إثارة تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالوقت و استطاعت داليا عن طريق احدى الصديقات التي دلتها على احدى الصيدليات المشبوهة التي تتاجر بالادوية المخدرة الممنوع تداولها الا بوصفة من الطبيب المعالج و ذهبت هناك و طلبت الدواء الذي حفظت اسمه و دفعت اكثر من ثمنه الفعلي بكثير و عادت به إلي بيتها و اخفته في دولابها الخاص .

لم ينقصها سوى سلاح واحد من تلك الأسلحة التي سوف تستخدمها لإتمام خطتها .. و التي وجدت طريقة للحصول عليه عن طريق صديقة لها كانت في رحلة لأوربا .. اتصلت بها داليا و طلبت منها ان تشتري لها عضو ذكري صناعي .. ذلك النوع الذي يربط بحزام حول الخصر و الذي تستخدمه البنات الساحقيات في الافلام الجنسية .. كانت داليا تشعر بالخجل من هذا الطلب و لكن رغبتها في الانتقام محت الخجل من داخلها .. و قد سألتها صديقتها ضاحكة :

- هو سمير خلاص فصل شحن و لا أيه ؟
- لا يا حبيبتي سمير ده سيد الرجالة .. ده مش ليا .. دا لواحدة صحبتي و ربنا أمر بالستر بقى

وعدتها صديقتها انها سوف تعود من رحلتها الاسبوع القادم و ستحضر معها ما طلبته منها .

طوال هذا الاسبوع بدأت داليا في ترتيب تفاصيل تلك الليلة و السيناريو الذي ستستخدمه ليلتها .. حتى أنها جربت الكاميرا في أوضاع و أماكن مختلفة حتى وصلت لأفضل زواية تصوير ممكنة حيث تكون الكاميرا غير مرئية و تكون الصورة واضحة لتلك المساحة التي ستدور بها أحداث الليلة الأخيرة لها في هذا البيت .

كانت داليا تستعد و كأنها ممثل جديد سوف يقف على خشبة المسرح لأول مرة في حياته و سيكون صاحب دور البطولة .. و يخشي الفشل الذي قد ينهي على مستقبله كله .. و تتمني النجاح لتنتقم للماضي و تفوز بحياتها القادمة .

و مر الأسبوع و عادت صديقتها من الرحلة و ذهبت داليا إليها و حكت لها صديقتها عن كل ما رأته هناك في تلك الرحلة الشيقة و لكن عقل داليا لم يكن معها كانت فقط تحرك رأسها كأنها تسمعها و لكنها لم تكن كذلك .. حتى قامت صديقتها و احضرت لها علبة لم تستطع داليا - التى احمر وجهها خجلا و خوفا – أن تفتح العلبة .. فقط سألت صديقتها عن ثمن هذا الإير الصناعي و اعطتها ثمنه و قامت سريعاً ينبض قلبها خوفاً و كأنها تحمل سلاح جريمة قتل سوف ترتكب على يديها .

قررت داليا تأجيل العملية إلى الغد حتى تهدأ أعصابها قليلا .. دخلت الحمام اخرجت الأير من علبته .. اصابها الذهول عند رؤيته .. لفت الحزام حول خصرها و ارتدته لتجرب استخدامه و نظرت في المرآة لترى شكله .. نظرت لنفسها بإشمئزاز ثم بصقت على صورتها في المرآة قائلة :

- أعمل أيه لازم أخد حقي .


** 8 **

ذهب سمير إلي عمله في الصباح كالعادة .. بدأت داليا في الاستعداد ليوم الانتقام و ليلتها الأخيرة .. اخذت طفلها إلى أمها و طلبت منها أن تعتني به لأن سوف تخرج هي و سمير الليلة و لا يستطيعوا اصحاب الطفل معهم .

بدأت داليا بتنفيذ كل الخطوات التي تمرنت عليها سابقاً .. دخلت حجرة النوم و جهزت الكاميرا في المكان المناسب و بدأت تجهز العشاء .. بعدما وصل سمير .. تناولا الطعام سويا و جلس يشاهد التلفاز .. قامت داليا باعداد كوب من الشاي حيث أذابت قرص من العقار الذي اشترته – عقار الهلوسة – و اعطته لسمير ثم دخلت حجرة النوم و ارتدت ترنج سوت و أدارت الكاميرا .. ثم خرجت لسمير الذي قد تناول كوب الشاي فقالت له :

- ما تيجي اعملك مساج
- ما ليش مزاج .. انا راجع مرهق
- لا مش قصدي .. مساج و بس .. علشان انت مرهق

قام سمير يتبعها لحجرة النوم .. استلقي سمير فوق السرير طلبت هي منه ان يتخلص من ملابسه الخارجية .. ففعل .. و نام مستلقياً على وجهه .. و بدأت هي بعمل المساج .. و بدأ مفعول عقارالهلوسة في العمل .. كلما قاربت يداها من منطقة اسفل الظهر بدأ هو في الارتفاع بخصره .. بعد وقت قليل أزالت ملابسه الداخلية و بدأت العمل في منطقة الأرداف و بدأت آهات الاستمتاع تخرج من سمير بدون وعي او حسبان .. و قد أحضرت داليا جيل مرطب وضعته اسفل السرير مع الإير الصناعي .. مدت يدها اسفل السرير و احضرت الجيل و بدأت اداخل أطابعها في فتحة الشرج لديه .. صاحب هذا آهاته العالية طالباً المزيد .

تأكدت داليا الآن ان سمير واقع تحت تأثير العقار و ان شهوته و رغبته لممارسة الجنس أكبر من وعيه المغيب حالياً .. قامت عنه انزلت بنطلونها قليلاً و ارتدت الإير الصناعي.

و بدأت في اختراق سمير بالإير الصناعي .. و علت صرخاته – صرخات الألم و المتعة – و علا صوته يطلب اقتحامه أكثر و بقوة .

كانت داليا تستخدم الإير الصناعي كخنجر تطعنه به بكل قوتها و كان يزيده هذا صراخاً و رغبة .. غير واعياً ان من يمارس معه الجنس هي زوجته و ليس رجلاً من هؤلاء الذين ناموا معه .. و في أثناء ذلك كانت دموعها تنهمر سيلاً على وجهها و هي تندفع داخله .. لا تعرف هل هي تبكي على سنين عمرها الماضية و التي ضاعت منها .. أم هي تبكي على من دفعها للقيام بدور غير دورها في الحياة .. أخذت تطعنة لفترة طويلة حتى صرخ معلناً وصوله للنشوة و القذف .. خلعت الإير عن جسدها و القته على الأرض .. تركت سمير الذي يبدو ان تلك الطعنات انهكته فنام و خرجت هي لحجرة المعيشة - معها الكاميرا التي سجلت ما دار هناك في ارض المعركة - منهارة غير مصدقة ما حدث .

مكثت قليلا حتى هدأت .. مسحت دموعها عن وجهها .. استرجعت ما تم تصويره على الكاميرا .. وجدت التصوير جيد حيث يظهر جسد سمير كاملاً في كادر التصوير و جزء من جسدها – الجزء الأهم منها – تلك المنطقة التى تقع اسفل الصدر و اعلى الركبتين و بالطبع هذا الأير العظيم الذي يظهر كاملا مقتحما جسد سمير و صرخات سمير المعبرة عن النشوة و الاستمتاع .. ظهرت الابتسامة على وجهها حيث شعرت بالانتصار لعمرها .

أوصلت الكاميرا بالكمبيوتر .. وضعت نسخة مما سجلته الكاميرا على الكمبيوتر .. اسمت هذا الملف الليلة الأخيرة .. اغلقت الحاسب و وضعت الكاميرا في تلك الشنطة التي جمعت بها ملابسها و اشياؤها الهامة واثقة ان سمير لن يشعر بها و خرجت من الشقة إلي بيت أهلها بعدما كتبت خطاب لسمير تركته بجوار السرير.

استيقظ سمير من النوم في اليوم التالي .. و قبل أن يتذكر أو يستوعب ما حدث ليلة أمس .. وجد الرسالة بجواره .. فتحها و بدأ يقرأ :

سمير .. أنا عند أهلي .. افتح الكمبيوتر .. هتلاقي ملف فيديوعلى سطح المكتب اسمه الليلة الأخيرة .. اتفرج عليه كويس .. بعد كده تطلقني و تبعت لي كل حقوقي و تتنازل عن حضانة الطفل .. داليا.




18 July 2008

الرسالة الأخيرة من تامر

هذة الرسالة كتبها تامر سعيد ، يشرح بها اسباب ابتعاده عني :
****************
و يسألونك عن الفراق قل هو أمر عظيم ...." صدق الله العظيم -انه أمر خطير ،و خطب جلل ،و منحدر صعب الزوايا ،و بحيرة ملأى بأسماك القرش ،و موكب من الرجال يسيرون عرايا في الشارع ،و امرأة في حالة وضع ،ان الأمر خطير بكل المقاييس ،و الموقف صعب بشكل لا يوصف ،و لكن ينبغي ان نخوض فيه إذا اردنا النجاة و الاستمرار ،لم تكن المسألة بيننا مسرحية هزلية أو حتى تراجيدية يبكي عليها الجمهور حينا ثم ينصرف ،انها حياة و زمن و روائح لم تختف ظلالها بعد. تسألني لماذا البعد؟؟ و هل محتوم لكل اقتراب ابتعاد ،و هل الدنيا دائرية مدورة تنتهي حيث تبدأ ؟و هل لا امل في الأمل؟و هل لن ننال من المشاعر سوى ناقة أو جمل ،فلن يجتمعا معا ابدا؟ ألم أقل ان الطريق وعرة ،و الدروب شاقة!! -ان الموضوع كان مسألة حسابية ،يقولون ان الفلسفة لا تجدي ان لم تترجم إلى رياضيات ،و هذا من المسائل الخطيرة التي ينبغي الحذر عند التعامل معها. كانت المشكلة الرئيسية تكمن في حل احدى المسائل الحسابية ،و هي مسألة بسيطة و صعبة في نفس الآن ،لم نجد لها إجابة شافية تريح كل إنسان ،فاصبر و احتسب يا بن آدم حتى نجد الحل !! -اخترع الهنود الأرقام العربية ،و بعدها نشأ علم الجبر من عقول العرب ،هو اختراع عربي محض و فيه تطوير لعلم الحساب الذي عرفه الإنسان البدائي ،و بعد الجبر تطورت و تفرعت علوم رياضية أخرى لا آخر لها ،و لكن بقيت المسألة الحسابية العويصة المستعصية على الحل :ما هو نتيجة جمع واحد زائد واحد؟!

-أعلم ان الظاهر يبدو سهلا ،و لكن الباطن غريب محير ،و منذ الأزل و النقاش يدور :ما هي نتيجة جمع واحد زائد واحد؟ انها ليست مسألة حسابية بقدر ما هي مسألة احتسابية ،و الفرق كبير ،و ان كان على الفهم عسير ،حاول ان تجاريني و ان بدا الأمر في البداية صعب التفسير ،فلآلام المخاض نهاية ،كذا وجع البعاد ... له نهاية..

-اعلم يا بن الأكرمين ان المسألة انتهت إلى ثمانية حلول متضاربة متعارضة ،سأبين فيما يلي مضمون كل منها مع التركيز على الحلول الثلاثة التي تخص مسألتنا الحرجة...

-فلتعلم ان أول الحلول اختصه الله بعلمه ،لا يعلمه أحد من البشر ،الا ثلة من الاولين و ثلة من الآخرين ،و هذا الحل لم احط به علما..

-الحل الثاني تعلمناه في المدارس ،و مازالوا يعلمونه في المدارس ،و تبنى عليه قواعد الحساب و الجبر و المنطق ،و هذا الحل لن أذكره لأنه سيكون من السذاجة ان أذكر ان مجموع الواحد و الواحد يساوي اثنين ،فكلنا نعلم هذا ،لذا لن أذكره حتى اوفر وقت المطلع على هذه الرسالة و لكن سيتم تفصيله و بيان أسراره بعد عرض كافة الحلول التي توصلت إليها عقول البشر للمعادلة الصعبة السهلة...

-الحل الثالث أمره عجيب و غريب ،يذهب البعض إلى ان مجموع الواحد و الواحد يساوي واحد ،و هذا له شروح و تفاصيل ،سيتم إيرادها بعد ادراج كل الحلول الممكنة لهذه المسألة المستعصية على الحل..!!

-الحل الرابع يقول بالعدم ،الصفر ،حيث ان اجتماع شخصين يعني اخفاء كل منهما لنفسه عن الآخر ،فتكون المحصلة انك لا تجد أحدا ،و هذا الحل يصح لدى اجتماع الغرباء ،و نشتق منه الحل السادس لتفسير اجتماع الأقربين...

-الحل الخامس هو ان الناتج يساوي واحد و كسر ،أي مابين الواحد و الاثنين ،و هذا حل أمره غريب ،و لكنه في مضمونه يعتبر اشتقاقا من الحل الثالث ،أو قل تعديلا له ،لذا سيأتي تفصيله مع تفصيل الحل الثالث لهذه المعادلة....

-الحل السادس -الذي اشتققناه من الحل الرابع- هو ان الاجتماع بين اثنين من المقربين يساوي عددا مجهولا هو أقل من الاثنين ،و لا يساوي صفرا ،و لكن يمكن حسابه بالسالب أيضا! و لا تتعجب فإليك التوضيح ،فلنفهم و نعتبر :

ان اجتماع اثنين من المقربين -لا سيما في بلدان لها عادات و تقاليد فاشية قاسية- سيؤدي قسرا إلى ان يكشف كل منهما بعض منه امام الآخر ،و بهذا تكون النتيجة ايجابية ،و تكون أقل من اثنين لأن التقاليد الفاشية لا تسمح بابراز كل النفس ،و إنما تقول باخفاء القسم من النفس الذي يعتبر في عرف التقاليد الفاشية أمرا سيئا يستوجب الاخفاء ،و عليه لا تكتمل النفوس في الظاهر ،و يتم النقصان ،اما انه قد يقل عن الصفر فتفصيل ذلك ان من قواعد التقاليد الفاشية ،و من مبادئ الأخلاق اللاأخلاقية ان تظهر للناس خلاف ما تبطن ،ان تظهر بعضا منك و هو غير موجود فيك ،و هذا يتم حسابه بالسالب ،فإذا كان مجموع النفوس السالبة اعلى رقميا من مجموع النفوس الحقيقية انحطت النتيجة إلى ما دون الصفر ،و هذا يعتبر -للعلم و الفائدة- أسوأ نتيجة لعلاقة ،و أسوأ حل لمعادلتنا. و نظريا يمكن ان تصل النتيجة إلى الصفر إذا تساوت النفوس السالبة مع النفوس الحقيقية ،و لكن هذا الصفر يختلف عن صفر العدم في الحل الرابع ،و هذا الصفر يجوز ان يطلق عليه (الصفر الموجب) تمييزا لن عن صفر العدم ،لأن حالة الصفر الموجب نتجت عن اجتماع نفوس سالبة و أخرى حقيقية ،اما صفر العدم فقد نتج عن العدم!!

-الحل السابع يقول ان المجموع يساوي ثلاثة ،و تفسير ذلك انه إذا اجتمع رجل و امرأة فثالثهما الشيطان ،و الحل الثامن يقول به أصحاب نظريات البركة الالهية ،فيقولون ان بركة الرب تحل على الجماعة و تصبح النتيجة عندئذ رقم صحيح مجهول أكثر من اثنين و لا يساويها ابدا ،و بالطبع لا يقل عنها ،و كل من الحلين السابع و الثامن مكروه ،فإن الحل السابع ينفي امكان نشوء علاقة سوية متكافئة بين رجل و امرأة بعيدا عن الجنس ،و هو أمر ثبت انه غير صحيح بالمرة ،و الحل الثامن يفترض ان ينشأ وجود من العدم بواسطة قوة ما ،لا لشئ سوى اننا نعتقد في وجود هذه القوة ،و كل من الحلين يعتمد على الأمور الغيبوبية و لا يعترف بالعلم.... -ها قد اوجزنا الحلول الثمانية للمعادلة الصعبة ،و أخرنا تفصيل الحلول: الثاني و الثالث و الخامس لأنهم ذوو العلاقة بالسؤال المطروح هنا :لماذا الفراق؟ فصبرا جميلا!

-الحل الثاني -الذي يتم تدريسه في المدارس- هو الحل الذي اؤمن أنا به ،و أذكر اني اخبرتك قبل ان نبدأ -لنقل اني حذرتك- و ذلك لأني كنت احس بالخطر و ان لم أدركه وقتها ،قلت اني أحب نفسي أولا ،ثم أحب من أحب بعدها ،و يتغير ترتيب الآخرين قربا و بعدا مع بغير مواضع الافلاك و مواقع النجوم ،و لكن تبقى نفسي في المرتبة الاولى ،مكتوبة بمداد لا ينمحي ،محفورة في جرانيت صلب عصي على التشكيل ،أنا أولا و من بعدي الأشياء. اؤمن ان هذا هو الحل الانسب لكل إنسان ،ان تكون نفسه أولا ،و بالتالي فعند اجتماع إنسان مع آخر في علاقة ما -أيا كانت- لا تتدهور مكانة نفس الإنسان وراء شريكه ،و بالتالي تظل نفس الإنسان في المرتبة الاولى ،و يأتي الشريك بعدها بحيث يصل في اقصى ارتقاء له إلى المرتبة الثانية وراء نفس الإنسان ،مثل تنافس فرق الدوري العام هذا الموسم على المركز الثاني لأن النادي الأهلي حجز المركز الأول ،و كذلك تنافس مرشحي انتخابات الرئاسة في 2005 على المركز الثاني وراء مرشح الحزب الوطني. ان الأمر يشبه في تنظيمه ترتيب المجموعة الشمسية :تكون نفس الإنسان هي الشمس المهيمنة ،و علاقاته بالآخرين هي الكواكب السيارة ،حتى إذا ما اقترب اثنان إلى اقصى درجة تظل هناك شمسان أي مجموعتان شمسيتان ،أي ان النتيجة تساوي اثنين في اقصى حالات الاقتراب. و هذا الحل يوصي به أهل الحل و العقد من علماء السيكلوجيا أو علم النفس ،و يقولون ان كل إنسان هو فرد ،لا ينسحق امام آخر ،و لا يرضى ان ينسحق آخر له ،و العلاقة بين فردين هي في اقصى صورها علاقة ود و احترام و التزام ينبع من الهوى و ليس من ارادة الآخر ،ليست علاقة فناء نفس في نفس أخرى ،يقولون عن علاقات الفناء تلك انها علاقات مضرة ،و هذا السر في ان مجموع الواحد زائد واحد يساوي اثنين دائما ،لأنهما اجتمعا و لم يفن أحدهما في الآخر ،و لو لاحظت المعادلة باستخدام هذا الحل لوجدت ان الطرفين متساويين :الاثنين (رقميا) تساوي واحد و واحد ،و نفسيا لا تساويها ،فواحد و واحد تعني غربة ،و اثنين معناها ألفة ،ألفة بلا انسحاق أو فناء... -الحل الثالث تتبناه أنت ،و هو الحل القائل بان المجموع يساوي واحد ،و يغذيه تراث مريض من الاشعار و الاغاني الضارة و الكتاب المضللون ،و هؤلاء يتغنون بانسحاق نفسين في نفس واحدة ،و يعلون من شأن زوال اثنين و نشوء واحد ،و هذا أمر لا أحتمله أنا ، فكما ذكرت لك فإن ايماني بالحل الثاني يمنعني من الانسحاق لآخر أو الرضا بانسحاق آخر لي ،هذا أمر عقائدي كما ترى يمتد إلى صميم أسلوب الحياة ،و أنا هنا جاد جدا ،ربما هزلت قليلا فيما سبق و لكني هنا اتكلم بجدية شديدة : انسحاقي امام آخر بقبول الحل الثالث يهدد وجودي في الصميم ،هل تفهم معنى ان تشعر انك مهدد بالانقراض؟ ان كل معنى في حياتك مهدد بالانمحاء و الزوال؟هذا هو ما أحسست به أنا ....

-الحل الخامس و الذي يعتبر الحل التوفيقي بين الحلين الثاني و الثالث يقوم على مبدأ التنازل :ان يتنازل كل واحد عن بعض منه ،الانسحاق الجزئي ،التلاشي المقنن ،ان تقضم بعضا منك و تلقيه في النار من أجل شريكك ،و هذا الحل هو ما ينصح به دائما "فحكم من اهله و حكم من أهلها" ،و هو قد يلائم أنصار الحل الثالث مثلك ،و لكن أنصار الحل الثاني -مثلي- لا يجدون فرقا كبيرا بينه و بين الحل الثالث ،فالمطلب في الحالتين ان تزحزح مكانة نفسك ،ان تنزع من نفسك صفة الشمس في المجموعة الشمسية ،لتصبح كوكبا عاديا يتغير مكانه حسب مواضع الافلاك و مواقع النجوم ،و هو أمر لو تعلمون عظيم!! -و كل من الحلين -الثاني و الثالث- له مساوئ ،فالحل الثاني لن يمنحك الراحة و الأمان ،و لكن سيورثك القلق و الاستنفار ،و في المقابل لن يقابلك الحل الثاني بالفردية التي تنشدها إذا كنت تريد الحرية و الفردية و الاستقلال ،و لكنه سيدفعك إلى الانسحاق في نفس أخرى ،و الحل الخامس يجمع بين مساوئ الحلين لأنه حل توفيقي بينهما... -ليس الأمر هو عيب عندي أو عندك ،انها مسألة عقائدية (في الصميم) كما ذكرت ،انا من أنصار الحل الثاني الذي يقول بالفردية الكاملة أو لا شئ ،و أنت من أنصار الحل الثالث الذي يقضي بالرومانسية العاطفية التي تهلك الطرفين لإنشاء خلق جديد هو واحد و اثنين في نفس الوقت ،و هو الحل الذي يهددني بالفناء كما ذكرت من قبل..

-يحلو لي ان أقول ان هذا ليس السبب الأوحد ،و لكنه الأعظم و الأخطر ،هناك أسباب أخرى و لكن بالامكان غض البصر عنها ،سيأتي ذكرها في الآخر. -أقول لك ان الأمر كان واضحا جليا منذ بدأ الارتباط ،و لا اقصد الفراق ،و إنما أعني الاختلاف في حل معادلة واحد زائد واحد ،عندما اجتمعنا في البداية كان الأمر رائعا ،لم يكن التهديد بالفناء مرعبا بالشكل الذي ينذرني بالفرار ،و مع الوقت ظهر واضحا انك تدفع بالمعادلة نحو الحل الثالث ،تدفعنا نحو مفرمة بشرية ندخل من أحد طرفيها اثنين لنخرج واحدا ،فوليت منك فرارا و ملئت منك رعبا!! -و لما ابتعدنا لفترة و ابتعد خطر المفرمة ،عاد الحنين إلى الاجتماع بك و السير بالمعادلة في طريق الحل الثاني الذي اعتنقه ،و زاد من أملي انك كتبت عن الحب الذي يشبه المطر الذي يبعث النماء ،و الحب الذي هو سيل جارف ،و قلت في نفسي انك لابد غيرت عقيدتك إلى الحل الثاني ،و عدنا ،و عادت المفرمة ،و انطبعت صورتها في ذهني بشكل مؤلم عندما عدت تطبق حلك الثالث بالقوة رغم تحذيري لك ،رغم انذاري لك بالبقاء بعيدا حتى يمر الأمر بسلام -أنت تفهم طبعا ما اقصد- و لكنك أصررت على تطبيق حلك الثالث ،و اصطحبت مفرمتك المرعبة حتى عتبة داري ،و أنا هنا لا أعاتبك على الموقف نفسه لأني اخبرتك أني سامحتك ،و قد سامحتك بالفعل ،أنا اتكلم عما وراء الموقف ،عن المفرمة التي لم يتوقف عملها لحظة ،و لا أريد ان اخبرك ان نفسي كانت ترتجف من الفزع و تصطك اسنانها ببعض مع كل رسالة منك تحمل رعبا لا يوصف عندما تقرر اننا ينبغي ان نعيش معا طول العمر أو انك تشعر بي جزء منك ،أو انه لابد من الزواج أو .. أو ..،و هذا كله سبب لعلاقتنا ضررا مستمرا و عاهة مستديمة لم يعد من الممكن شفاؤها.

-أعلم انك تستغرب و تستنكر ،و لكني ساخبرك بما ألقي في روعي بالأمس ،كنت متكئا على جانبي الايمن حين جاءني الملاك شرحبيل بأجنحته التي تسد مشرق الشمس و مغربها ،ففزعت و تفلت في ثوبي و قلت:"اعوذ بالله منك ان كنت شيطانا" فقال لي "اهدأ إنما أنا الملاك شرحبيل" فعاتبته لأنه لم يأت بصورته البشرية كما اعتاد ،و لما هدأت نفسي قال:"اعلم ان كل إنسان يعاملك بالطريقة التي يحب ان تعامله بها " تساءلت :"أوينطبق هذا على كل العلاقات؟" فأجاب و هو يبتعد:" في العلاقات ذات الأطراف المتكافئة" ثم رحل بعيدا ،و يقصد ان هذه القاعدة لا تنطبق على السادة و الخدم ،أو الآباء و الأبناء ،أولا في علاقات المحبة و الصداقة و الاخوة و الزمالة ، أعلم انك كنت تغرقني بالحب لانك تتمنى مثل هذا مني ،و في المقابل كنت أنا شحيح بشكل واضح ،لأني لا أريد ما تطرحه ،لا أريد ان أجاريك في الفرم و الانسحاق ،و مع الأيام ازددت أنت إغراقا حتى اصبت أنا باسفكسيا الغرق ،و ازددت أنا صمتا حتى اصبت أنت بالجفاف و التشقق ،و كان لامفر من الانفصال لأجل مصلحة كل منا ....

-تقول الاسطورة ان عند نهاية قوس قزح كنز لمن يستطيع السير فوقه و الوصول اليه ،و اجزم اني لمحت بريق الذهب عند نهاية قوسك ،و لكن صندوق الذهب هذا غير متاح لي ،هو متاح لشخص آخر يؤمن مثلك بالحل الثالث ،و أكاد أكون متيقنا من انك لمحت عندي شيئا مماثلا....كان بامكاننا ان نتكامل معا لنصبح آلهة ،و لكنك اردت ان ننفرم معا لنصبح هامبورجر ،و هو شئ رهيب لا أطيقه.

-لك ان تعلم ان الناس مذاهب ،و ان معتنقي الحل الثاني ليسوا بالضرورة أفضل من أصحاب الحل الثالث ،و العكس بالعكس ،المهم ان يعتنق الإنسان الحل الملائم له و يبحث عن شريكه الذي يعتنق نفس الحل ،أو يختارا الحل الخامس معا..

-أنت لست مضطرا لأن تفارق نفسك و تصبح نمرا ،لانك لو ارتديت جلد النمر ستصبح النمر الأضعف وسط النمور ،و أنا لو ارتديت جلد الغزال لأصبحت الغزال الشرس المنبوذ ،كن كما أنت فأنت لا تحتاج للتغير ،و لا العالم يحتاج ان يتغير ،كل ما في الأمر ان التقاء المؤمنين بالحل الثاني مع المؤمنين بالحل الثالث هو أمر ضد قوانين الفيزياء. أنت رائع في رقة الغزال ،و أنا جميل في فردية النمر ،فلا تغير في خلق الله "ان الله لا يحب المغيرين.." صدق الله العظيم

-يبقى ان أذكر الأسباب الفرعية الاخرى و هي لها علاقة بالسؤال موضع البحث(لماذا الفراق؟) و هي ان كانت معلومة منذ البداية فهذا دليل على اني كنت احاول التوفيق بالوصول إلى الحل الخامس و التنازل عن بعض مني ،و لكني تراجعت لما استشعرت الفناء..

-أول هذه الأسباب هو غياب القطبية -موجب و سالب- بيننا ،فكل منا موجب ،و بالتالي تصبح أي علاقة كاملة أمر شاق و مؤلم لكل منا..

-ثاني الأسباب هو بعد المسافة الذي يجعل اللقاء بيننا كل اسبوع أو أكثر من ذلك ،و هو أمر لا اتحمله ،فأنا أحب فيمن أحب ان يكون صاحبا أولا قبل أي شئ ،و هو أمر لا يحدث مع لقاء اسبوعي شحيح الساعات..

-ثالث الأسباب هو انك تفضل ان تعيش في مأساة مستمرة ،حزن أبدي ،ألم بعمر الكون ،و أنا على النقيض منك ،احتفل بكل تفصيلة في حياتي ،و أشعر بالمأساة في مكانها الطبيعي و زمانها العادي و لا أقرها أسلوب حياة لي ،و لعلك تذكر اني اخبرتك مرة ان من يحصل على فرحه بالحزن لن يفرح ابدا ،لأن فرحه سيعني انتفاء مصدر الفرح و هو الحزن!

-آخر الأسباب و اقلها تأثيرا هو فارق السن -فالفترة بين ميلادك و ميلادي حاربت فيها إيران العرب ممثلين في العراق- و ان لم أشعر الا نادرا بهذا الفرق ،و في أحيان أخرى كنت أشعر بك أصغر ،و هذا أمر عجيب و غريب ..

-لا أعلم ان كان مازال يحق لي ان اطلب مهم ان نظل أصدقاء ،أنت طلبت ان أسرد لك وقائع الفراق و أنا امتثلت، و هذه أمنية أرجو ألا تبخل بها علي ،و سأفهم ان رفضت لأني أعلم ان أصحاب الحل الثالث يؤمنون بان الحب يقتل ما كان من صداقة ،و مهما كان ردك ،أحب ان اخبرك مرة أخرى انك طبعت في روحي علامة فشل ابي في طبع واحدة مثلها..... اتمنى لك الحب و التوفيق..

**************

11 July 2008

بئر مسعود و الاسكندرية

على الرغم من انني أخشي السفر عندما اكون مصاب بالاكتئاب و لكنني سمعت نصيحة الصديق ميدو بالخروج و تغيير الجو العام . و بالفعل فقد قررت اليوم أن أذهب لزيارة ميدو بالاسكندرية .

اتصلت بميدو لترتيب اللقاء و بالفعل خرجت بعد الغداء إلي محطة القطار حجزت في القطار القادم و انتظرت على الرصيف تلفحني حرارة الجو الخانقة .. اخرجت روايتي الجديدة لأقرأ بها تجذبني تلك الشخصية الصعيدية و ما تمر بها من مواقف الحياة و لكن قطع هذا رنين الهاتف المحمول .. نظرت إلي الهاتف وجدته رقم و ليس اسماً فضغط على مفتاح الاجابة و قلت : ألو . اجاب الطرف الثاني : ألو .

عرفت الصوت انه ( تامر ) نسيت اني بالأمس بعد صراع قررت أن أمحو كل ارقامه من على هاتفي . دوماً اضعف و اتصل به . صحيح ان مكالمتي تلك تكون قصيرة جدا . كلمات قليلة منى ( ألو ) ( انت كويس ؟) ( مش عاوز حاجة ؟ ) و كذلك اجابات أقصر منه ( ألو ) ( الحمد لله ) ( لا شكرا ) و تنتهي المكالمات على هذه الشاكلة . بالطبع هناك الكثير من الكلمات التي لا تستطيع الخروج و التي تنتقم مني بعد نهاية المكالمة و تعاقبني عن عدم اخراجها في الحوار . لهذا قررت ان انهي الموضوع و حتى لا يكون هناك مجال للضعف فقد محوت كل الأرقام الخاصة به .. علما بأنني متأكد اني سأندم على فعلتي تلك و انني سأعاقب نفسي لاني قمت بذلك . و لكن في الحالتين فأنا أعاني فما المانع من تجربة نوع جديد من المعاناة و في نفس الوقت احفظ كرامتي و ماء وجهي .

نعود مرة ثانية للحوار و بعد ألو قال تامر :

- انت فتحت ليه ؟
- أنا أسف مش أخدت بالي ( لم استطع قول أنني محوت أرقامه ) فترة صمت ثم قلت له :
- انت كويس ؟
- أيوة الحمد لله

انتظرت أن تنتهي المكالمة فإذا به يكمل :

- أه انا كنت عاوز أقولك اني روحت لدكتور ..
- ( قاطعته ) أيوة عرفت
- و الحمد لله دلوقتي مشاكلي مع أهلى خلاص اتحلت
- الحمد لله

فترة صمت ثم النهايات التقليدية للحوار و انتهت المكالمة . اغلقت الهاتف و كذلك الكتاب . و جلست حائراً تارة اجد ابتسامة فوق وجهي و تارة يملئه العبوث .. دار في عقلي ما اهمية أن يخبرني بانتهاء مشاكلة مع اهله . هل تلك المشاكل كانت سبب في ابتعاده عني ؟ بالطبع لاء .. جلست شارداً أفكر و اتمني و أحلم و اتخيل ... إلخ حتى جاءت صفارة القطار نهضت ابحث عن العربة المدونة فوق تذكرتي و دخلت ابحث عن رقم المقعد و جلست .

كان بجواري شاب ذو ملامح جميلة . كان يقرأ احدي الجرائد الرياضية . اخرجت روايتي و جلست انا الأخر اقرأ بها . مرت الأحداث في الرواية و كذلك مر الوقت في الواقع . اعتقد ان الشاب الجالس بجواري انهى القراءة و بدأ الانشغال في مشاهدة ما خارج القطار و فجأة وجدت الشاب يبحث عن شىء ما بجواره و تحت المقعد . فسألته :

- انت ضايع منك حاجة ؟
- الجريدة

وجدها أسفل مقعده و لكن أمام الركاب الجالسين خلفنا . التقطها . و ابتسم لي و اجبت الابتسامة بابتسامة و عرض علي أن اقرأ الجريدة . فاجبته شاكراً حيث انني بالفعل اقرأ روايتي . اظهر الأهتمام بالرواية فاعطيته نبذة عن احداث الرواية . و انني احب قراءة الروايات و لا أحب قراءة الجرائد .

سألته ان كان من مستخدمي النت . أجاب انه قليلاً ما يستخدمه و أخر مرة كان يبحث عن تسجيل حلقة العاشرة مساءاً للقاء أحمد عز و مني الشاذلي .. عبرت له عن حبي و اعجابي الشديد بالمذيعة مني الشاذلي و انني لم أشاهد تلك الحلقة مع أحمد عز و لكني قرأت عنها في احدى المدونات و ان ما يحدث هو نتيجة حتمية للرأسمالية و الخصخصة ذلك المنهاج المتبع حالياً .. سألني ما معنى مدونة ؟ شرحت له المعني و دور المدونين العظيم و مجهوداتهم المعترف بها دوليا و خصوصا في مجالات حقوق الانسان و المجالات السياسية و انهم اصبحوا مركز صداع و قلق لكثير من السياسات و اعطيته نموذج من تلك المدونات مثل الوعي المصري لوائل عباس و تلك الفديوهات التي دائما يفجر بها قضايا حقوقية ساخنة و كثير من المدونات الأخري .. بالطبع لم أذكر له أي شيء عن مدونتي و لكنه لم يغفل هذا و سألني ان كنت أملك مدونة ؟ ترددت في الاجابة قلت له نعم و سكت ثم قلت اسمها يوميات كريم .

باقي الحديث كان تقليدي عن ماذا سافعل في الاسكندرية و متى ساعود حتى وصلنا فسلمت عليه و غادرت القطار لمقابلة الصديق العزيز ميدو الذي رحب بي بشكل رائع و اشكره على كل مافعله من أجلي .. تمشينا على الكورنيش و تناولنا العشاء في مطعم رائع و جلسنا في احدى الكافتريات القريبة من البحر و ذهبنا الي بئر مسعود .. اعرف تلك العادة التي يفعلها الكثيرون حيث يلقون بقطع النقود المعدنية بعد أن يتمنوا ما يشتهون من الأمنيات .. ذهبت كثيرا قبل هذا الى هذا البئر لكني لم القي إليه بشىء .. ليس بخلاً .. و انما عدم اعتقاد بما يحدث .. شجعني ميدو أن أفعل .. اخرجت حافظة النقود للأسف لم اجد سوي قطعة معدنية ب 10 قروش .. يا لهذا الحظ ..دوما كنت احتفظ بجنيهات معدنية - تلك العملة الجديدة التي احبها .. اقترحت ان ارمي عملة ورقية .. بالطبع لا تصلح .. عموما 10 قروش بقى و خلاص يعني هو بجد .. امسكت بالقطعة المعدنية في يدي و روحت افكر في الأمنية .. ماذا أتمنى ؟ ماذا أتمنى ؟ ذهبت كل الأمنيات و الاحلام ليس هناك غير شىء واحد .. يا لك من قلب عقيم .. حاولت ان ابعد تلك الأمنية التي يلح قلبي في ان اتمناها و انا احاول ان استبدلها بغيرها .. ما المانع ان اتمنى ان اصبح من اغنى الناس .. أي حاجة بقى غير الامنية القلبية .. حتى هنا الصراع و الضعف موجودين هنا .. قال يعني هتحقق .. خلاص خلاص زي ما انت عاوز ايها القلب اللعين .. و تمنيت تلك الامنية السخيفة و القيت العملة .

بعد الساعه الثانية صباحاً اتجهنا إلي محطة القطار للعودة لم نجد سوى قطار عادي او كما يسمي مميز - يا سيدي هي الاسامي بتلزق - دفعت ثمن التذكرة و انتظرنا قدوم القطار المميز بأي شىء لا اعرف .. كان في اعتقادي ان يكون القطار خاليا و انني سأبحث عن مكان يجلس به مجموعة من الناس و لا أجلس في عربة خالية من الركاب .. هكذا نصحني الصديق العزيز ميدو .. و جاء القطار و اذا به ظلام في ظلام و لا شمعة حتى تنور الطريق .. و مفيش و لا كرسي فاضي .. ايوة كده الونس حلو برده .. اكتشفت بقى ان القطار العادي قصدي المميز فيه حجز .. بس مش حجز اللي اعرفه اللي بيبقى مبلغ زيادة فوق التذكرة .. لا ده حجز من نوع اخر .. حجز بالدراع ووضع اليد او الشنطة او حتى كيس زبالة و اوعي وشك بقى و محدش يقدر يتكلم .. و دول صعايدة يا بوي و فتح مخك معايا .

لقيت باب طيب كده و ابن حلال وقفت جنبه في الهوا اشاهد تارة الظلام بالخارج و الظلام بالداخل و اخذت ادنن باغنية معرفش مين بيغنيها :

قوم ولعلك شمعة و امسكها ف ايديك
و ف عيوني دمعة نورها مستنيك

اعتذر اذا كان هناك اخطاء في الاغنية الرائعة المناسبة للجو و المناخ العام المصاحب لعربات الدرجة التانية مميز .. حتى وصلنا محطة مش شفت اسمها صراحة لقيت ناس بتقوم و بينزلوا .. فرحت قوي و جريت على اقرب كرسي .. قصدي 4 كراسي مرة واحدة .. اشكرك يا رب .. جلست و اخدت راحتي ع الاخر .. فرحان فرحان .. و بعدين بقى طلعت الموبيل قولت اعاكس الناس الساعه 5 الصبح .. اشمعنى انا صاحي .. و كمان اتصل بماما اقولها اني في الطريق

اه نسيت اقولكم ان ميدو اتصل بيا و انا واقف بغني قوم ولعلك شمعة .. و شرحتله الموقف اللي انا فيه و بقى قلقان عليا و كل شوية يتصل يطمن عليا و وصلت الحمد لله فرحان بالجو الجميل بتاع الصبح اللي بقالي كتير قوي مش شفته و روحت البيت سعيد و مبسوط و كتبت الكلام ده و هقوم انام بقى .. تصبحوا على خير

05 July 2008

أنا مش عارفني

انا مش عارفني
انا تهت مني
انا مش أنا

لا دي ملامحي
و لا الشكل شكلي
و لا ده أنا

ابص لروحى فجاة لقيتنى
لقيتنى كبرت فجأة كبرت
تعبت من المفاجأة و نزلت دمعتى

قوليلى أيه يا مرايتي
قوليلى أيه حكايتي
تكونش دى نهايتى و اخر قصتي

يا دنيا طفيتى شمعي
يا ناس كترتوا دمعي
و العمر راح هدر

كتبت الأه بقلمي
كسرتوا سن قلمي
و برضه بقول قدري

حزين من صغر سني
و مين على الأه يعني
مودانى الخطاوى لسكة تايهة مني

يا ليل , الجرح قالي
معايا زى ضلي
مأنس وحدتي

سرقت عمرى كله
خلاص مبقاش فاضلي
غير جرحى و دمعتي

جريح و ده مش بيدي
مخدتش بس بدي
زرعت يا ناس ورودي
جنيت الشوك لوحدي

****
غناء .. عبد الباسط حمودة
****
اضغط هنا لتحميل