27 September 2013

عندما لم تذهب «أحلام» معه


استيقظ من نومه متأخراً .. تناول افطاره الذي أعده بيده .. ينظر إلى الساعة .. ما زال لديه وقت ، خصوصا أنه استعد منذ ليلة أمس للقاء اليوم .. قام بكي ملابسه الجديدة التي قرر أن يرتديها للمرة الأولي يوم لقاءه الأول به .. جاءه إتصال هاتفي منه يخبره أنه في الطريق إليه .

إرتدى ملابسه ووضع عطره .. ووضع أيضا إحتمال فشل هذا اللقاء وأنه لن يعجبه .. قرر أن يصطحب معه «أحلام مستغانمي» وروايتها «الأسود يليق بك» التي يعيش فيها تلك الأيام .. بدأ في وضع أشياءه بحقيبته الجديدة .. ولكنها كانت أصغر من أشياءه .. سبب ذلك له ضيق .. ونسي «أحلام» على مكتبه ولم يتذكرها إلا وهو يجلس بجوار النافذة في العربة المتجهة صوب المكان المتفق عليه .. شعر بضيق مرة ثانية .. ماذا سيفعل عندما يصل مبكرا ويجلس في أقرب كافيه إنتظاراً لصديقه .. من سيكون جليسه ؟ حاول طرد كل المشاعر السلبية حتى لا يؤثر ذلك على اللقاء المنتظر.

رفضت «أحلام» أن يصطحبها معه في هذا اللقاء ، بالرغم من أنها معه دائما طوال الوقت في البيت وفي العمل وفي كل مكان يذهب إليه هذه الأيام .. ولكن صديقه المنتظر جاءه بشخصية كاتب أخر وهو «توفيق الحكيم» ولكنه لم يستطيع أن يخون «أحلام» أثناء عودته إلى البيت .. حاول أن يقرأ كي يلهي نفسه عما حدث أثناء اللقاء ولكنه فشل .

نحن لا نحتاج لكلمات الأخرين كي ندرك مشاعرهم نحونا .. نستطيع أن نستشف ذلك من نظراتهم أو من لمساتهم لنا .. ولكنه لم ينظر له ولم يحاول حتى لمس يديه .

اتفق معه أن يحكي له عن كل شئ وأن لا يخفي شيئا داخله حتى لو كان نقد له وطلب منه أن يقر بذلك ولكن كيف يحكي له عما يعانيه من حزن الآن .

عندما يحاول إخفاء شيئا داخله ، يحكي كثيراُ .. لا يكون تركيزه فيما يحكي بقدر ما يكون تركيزه على ما يخفيه داخله ولا يريد أن ينطق به .. هكذا كان حاله معه .. حيث أخفى عنه سؤال كان يراوده طوال الوقت .. هل هو لم يعجبه؟

عاد منهك القوي ، يحمل جبالاً من الحزن .. لم يكن قادرا حتى على إلقاء السلام على أمه التي جاءت خلفه بحجرته تسأله عن ماذا أعد للغداء .. لم يكن رتب شيئا في هذا الموضوع .. كان تركيزه منذ الأمس في هذا اللقاء .. إستبدل ملابسه ودخل المطبخ ليعد طعام الغداء .. بعد قليل من الإنهماك في تحضير الطعام ، تلاشت جبال أحزانه .. أدرك سراً جديدأ من أسرار الحياة .. لماذا تعمر النساء أطول من الرجال ؟؟ إنه الطبخ وإعداد الطعام حيث تتطاير الأحزان مع الأبخرة المتصاعدة أثناء إعداد الأطعمة .. ويتخلصون من جبال أحزانهم أول بأول فيعيشون أطول من الرجال الذين تتراكم عليهم الأحزان فتقهرهم سريعاً .










04 September 2013

لكي لا يظل المثليين مهمشين


أعتقد أن غالبية المثليين هنا – بالعالم الإفتراضي - باحثون عن الجنس فقط .. وليس الهدف من وجودهم هنا هو البحث عن المشاركة أوالمساندة لبعضهم البعض تجاه ظلم المجتمع وإقصائه لنا وعدم إعترافه بوجودنا .

لو تصفحت بعض مواقع التعارف المثلية أو تلك المجموعات الموجودة على موقع التعارف الإجتماعي كالفيس بوك لوجدت ألاف من الموضوعات التى تنقل لك أبشع صور اللاهثين خلف المتعة الجنسية والباحثين عن الجنس واللقاءات الجنسية .

إن الهدف هو إشباع الرغبة ثم الابتعاد .. ثم العودة عند الإحتياج من جديد ثم الاشباع ثم الإبتعاد وهكذا .. في سلسلة لا تنتهي .. في دائرة مفرغة بدون هدف محدد .. بدون التفكير في البحث عن بديل ثابت وأمن .

سنظل مهمشين لأننا متفرقين وليس لنا كتلة معترف بها في أي شىء أو في أي مكان مهما كثر عددنا فلسنا ذو أهمية ولا ذو تأثير وسنظل مهمشين للأبد .

للأسف مشكلة المثليين تكمن في أنه ليس هناك هيئة أو منظمة أو جمعية أو أي جهة رسمية تساندهم وتوجه نشاطهم وتواجدهم لشىء فعال ومفيد .. حتى فكرة وجود هذه الجمعية أو المنظمة قد يكون مستحيل في بعض الدول العربية .

لذا فإن كل مثلي منكم مسؤول بشكل مباشر عن وضعنا المزري الذي نحياه .. فالجميع يسوق للشهوة .. لا أحد هنا يسوق لإنسانيتنا .. ليس المجتمع وحده الذي يتحمل مسؤولية تهميش وجودنا وعدم الإعتراف بنا وبحقنا في الحياة ولكننا كمثليين نتحمل هذه المسؤولية .. « الجميع يسوق للشهوة .. لا أحد يسوق لإنسانيتنا» .

ألم يكن مصاص الدماء يوماً ما هو ثيمة أفلام الرعب ؟؟ دائما ما كان مصاص الدماء مصدر للرعب .. ماذا حدث بعدما بدأ كُتاب الأفلام وصناع السينما التركيز على إنسانية هذا الكائن ومشاعره ؟؟ ما هي ردود أفعال الجماهير تجاه سلسة أفلام «twilight» ؟؟ ألم يصبح بطل هذه السلسلة مثار إعجاب الفتيات ؟؟ ألم يتمنى الكثير أن يصبح مصاص دماء ؟؟ لماذا تبدل ردرد أفعال المشاهدين تجاه من كان مصدر للرعب ليصبح مصدر للرومانسية ؟؟ ذلك لأنهم سوقوا لإنسانيته وليس لشهوته .

لذا فإن كل مثلي منكم مسؤول مسؤولية مباشرة عن ما نحياه من نفور و تهميش وإقصاء وكراهية من المجتمع نحونا .. وواجب عليكم جميعا أن تبدأوا جميعا في التسويق لإنسانيتنا أمام الجميع .. ليس عن طريق الصدام ولكن عن طريق إظهار كل الجوانب الإيجابية بنا .. إنشروا الأفكار اليوم لنحصد القبول والحب غداً .

قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [سورة النساء: آية 48] .. كان قوم لوط مشركين بالله .. ولهذا استحقوا عقاب الله .. ونحن لسنا مشركين بالله ولسنا قوم لوط ولكننا بشر مثلكم ولنا الحق في الحياة على طريقتنا .