13 January 2014

لم يعد في البوح أي لذة


مساء الخير .. جئت إليك كي احكي وأتكلم فقط .. لا لتبيع لي الأوهام .. أنا أسف ولكني أحب الصراحة حتى لو كانت جارحة .

تسألني لماذا اخترتك أنت .. ببساطة لأنني فقدت صديقي الأقرب منذ ساعات وكذلك هجرت الكتابة منذ شهور .. أعرف ما ستقوله بأن الكتابة نوع من أنواع العلاج النفسي .. كنت في الماضي أكتب كثيراً بمدونتي .. سأعطيك عنوانها في نهاية الجلسة .

لن أحكي لك تفاصيل حياتي فهي أطول مما تتخيل ولن تكفي عدة لقاءات معك كي أقصها عليك .. ولكني سأحكي عن تجربتي الأخيرة والتي دفعتني للمجئ إليك لأنني لم أجد أحداً غيرك كي يسمعني .

بالرغم من أنني حرمت الحزن على نفسي إلا أنه يطاردني أينما ذهبت .. حاولت أن أتعامل مع أحزاني على أنها لا تخصني .. وكأنني أقرأ رواية تراجيدية لست واحداً من أبطالها .. قد أحزن قليلاً تعاطفاً مع أبطال الرواية ولكن لن يدفعني ذلك للحزن من أجلهم أو للكتابة عنهم .. وهذا ما منعني من الكتابة بالرغم من مرور الكثير من الأحداث والمواقف في حياتي .

فالكتابة توثق أحزاني داخلي وتجعلني أتذكر أدق التفاصيل ألماً .. وبدلاً من محاولة نسيان آلامي، فإنها تصبح أكثر تجسيداً داخلي حيث يتضاعف الحزن إلى أحزان .

وكأنني أصبحت مسيح هذا العصر معلقاً فوق صليب المثلية لأكفر عن أخطائي وأخطأ كل مثليّ العصر .. صدقني لم يعد في البوح أي لذة .

كانت تجربته الجنسية معي فاشلة تماماً .. بررت ذلك بأنه عديم الخبرة .. حاولت التخفيف عنه قائلاً : أنا لا أريد منك شيئاً سوى أن أبقى في حضنك وأنظر لعينيك .. قال لي : هل تستطيع أ، تحضر بنتاً إلى هنا ؟

نظرت لعينيه مندهشاً : لماذا ؟
أجاب مبتسماً : كي نمرح سوياً .

سكت ناظرا إليه بدون أي تعبير على وجهي ربما لكثرة المشاعر المختلطة الحائرة داخلي فلم يستطع وجهي ترجمتها إلى شئ محدد .. بعد فترة من الصمت قطعه هو سائلاً : لماذا لا تتزوج ؟

قلت : لأنني لا أحب النساء ولن أستطيع أن أعطيها الحب ولا حقوقها الشرعية .
قال : تزوج وأنا سأتكفل بكما .
سألته بمرارة : كيف ؟
قال : سأنام معكما سوياً .

نظرت له ساخراً غاضباً صامتاً .. لم أريد أن أجرحه وأذكره بفشله منذ قليل ولكني قلت له بصوت إنسان خسر منذ قليل كل رأس ماله : اذا اعتبرنا ما أفعله الآن معك ليس خطأ .. فلماذا أتزوج وأظلم إنسان أخر معي وأجعلها ترتكب خطأ وأجعل منها زانية ؟!!

أردت أن أزيد على كلامي أيضا : إنني لم أختار أن أكون مثلي الجنس .. فلماذا أختار أن أكون ديوثــاً أيضاً ؟!!

لكني لم أقول له ذلك .. مرت فترة صمت بيننا .. نهض من الفراش قائلاً : يجب أن أذهب الآن .. وذهب .

مساءاً .. أرسل لي رسالة على الفيس بوك يقول فيها أن أمه قرأت المحادثات التي كانت بيننا على الفيس بوك لأنه قد دخل إلى حسابه من هاتفها المحمول ونسى أن يخرج من حسابه قبل أن يعيد الهاتف إليها .. فرأت هي رسائلنا .. وأنها غاضبة منه وأنه يجب أن نبتعد عن بعضنا البعض لفترة ولا داعي مطلقاً للاتصال الهاتفي بيننا .

وقام بإلغاء الصداقة بيننا وعمل «بلوك» حتى لا أري أي شئ بصفحته هناك .

لا أستطيع أن أجزم بمدى صحة هذا الرواية .. لكن إحساسي يقول أنه كاذب .. وأنها مجرد طريقة كي ينهي هذه العلاقة التي لم يجد من ورائها ما خطط له من البداية وتأكد من أنه لن يحصل عليه .. وبالرغم من عدم حزني مقارنة بما مر بي في التجارب السابقة .. إلا أنني أردت أن أحكي مع شخص ما .

شكرا لك إنك أعطيتني هذه الفرصة وشكرا لك على وقتك .. إلى اللقاء .