24 April 2009

نقص الرجولة .. مرض العصر

إستفزني خبر قرأته بجريدة الشروق و الخبر يقول :

" مع انتشار جرائم الاغتصاب بشكل مخيف في مجتمعنا المصري ، يثور جدل حول ضرورة تنفيذ عقوبة الإعدام في المغتصبين علنا لزيادة درجة الردع لمرتكبي هذه الجرائم ، بينما يرى البعض أن العلانية في تطبيق العقوبة تنتهك حقوق الإنسان!

هل أنت مع إعدام المغتصب علنا ، سواءً استنادا إلى أسباب وأسانيد دينية أم مجتمعية ، أم أنك تعتبر العلانية بالفعل تجاوزا على عقوبة الإعدام لا يقره القانون ولا المباديء الإنسانية؟! "

طبعاً مع احترامي للكاتب إلا انها طريقة سطحية لتناول قضية هامة و شائكة مثل هذه القضية .. أنا طبعاً ضد هذه الاقتراح .. لسبب بسيط ان هذا الإعدام العلني ليس علاجاً للمشكلة بأي شكل من الأشكال و عودة للبدائية و عصور التخلف و التخلي عن كل التقدم الذي من المفترض أن يقود الانسان إلي مكانة أعلى في التفكير و في التعامل مع القضايا الإجتماعية .. و ان هذا الإقتراح هو نتاج لعقول متبلده لا ترغب في التفكير في أسباب المشكلة الحقيقية .. و بدوري سأطرح سؤال مضاد .. هل لو طبقنا الإعدام علناً هل ستنعدم حالات الإغتصاب ؟ هل لا يعرف المغتصب انه يرتكب جريمة قد تؤدى به لحبل المشنقة ؟ هل سيهتم سواء هذا الحبل كان في حجرة مظلمة أو في ميدان عام ؟ بالطبع يعرف و لكن بالتأكيد هناك خلل لابد من البحث عن أسبابه و البحث أيضا عن طرق علاج هذا الخلل .

و من وجهة نظري أن من أهم أسباب مشكلة الإغتصاب و سبب أيضاً في مشكلات أخرى كثيرة هو نقص الرجولة .. نعم نقص الرجولة أصبح من أخطر أمراض العصر في مجتمعنا المصري .

و أحب أن أوضح هنا أن مرض نقص الرجولة هنا لا اقصد به مرض نقص الذكورة .. فهناك فارق كبير بينهم .. نقص الذكورة تستطيع أن تذهب لطبيب أمراض الذكورة ليعالج هذا النفص .. أما نقص الرجولة فهذا مرض إجتماعي يعاني منه مجتمعنا المصري منذ فترة و المرض يتفشي و يزيد مع الوقت .. تستطيع ان ترصده عيناك بسهولة في كل شوارع مصر الآن .. دقق النظر حولك و ستجد المصابين به كثيرون لا حصر لهم . و سأعطيك أمثلة فقط على ذلك و تستطيع ان تكتشف أنت نماذج أكثر ..

- الهمجية و قله الذوق في التعامل مع الأخرين و محو كلمات مثل ( شكرا – بعد اذنك – لو سمحت ) من القاموس اللغوي للشارع المصري .. و كذلك انعدام وجود الابتسامة على وجوه الناس في الشارع و استبدالها بالتكشيرة و استقطاب الحاجبين و الوجوه الخشبية ممحوة التعبيرات و الملامح .


- الانانية و تفضيل الذات على الأخر .. تراه في وسائل المواصلات و طابور العيش و الشارع و في العمل حيث روح النميمة و نقل اخبار الزملاء لرئيس العمل كوسيلة للتقرب منه


- عدم احترام الأخرين و خصوصاً الصغير للكبير .. منذ يومان كنت اسير في الشارع حيث مجموعة من الشباب كانوا يضحكون على رجل كبير في ال 60 يمشي بجوارهم لانه كان يمشي ببطء بسبب مرض ما و يلقون عليه كلمات استهزاء ناسين انهم سيكونوا مثله في يوم ما .

- عدم احترام الانثي و النظر لها كأنها أداة جنسية و التحرش بها سواء كانت محجبة او غير محجبة - لم تعد تفرق هذه الأيام - و اتهام المرأة بأنها هي السبب في ذلك و خصوصاً لو لم تكن محجبة و انها هي المسئولة عن التحرش بها . و الغريب اننا لو عدنا للسبعينيات سنجد ان النساء كانوا يرتدون ملابس قصيرة جدا و كان هذا شىء عادي جدا و مقبول اجتماعياً و لم يكن هناك حالات اغتصاب مثل هذه الأيام بالرغم من انتشار الحجاب و النقاب بين النساء و لكن كانت هناك الرجولة .

- انتشار الفساد و الرشوة و أخذ حقوق الغير بالباطل مثل فرص العمل التي قد يستحقها شخص أفضل و لكن الوسطة و الرشوة لها الذراع الأطول .


- البحث عن من هو أضعف للانتقام منه و اشباع الرغبة الداخلية المريضة بأنك الأفضل و الأقوي .. ترى ذلك في الانتقام من الأقليات الدينية و التوجهات الجنسية المختلفة مثل المثليين او التعامل مع الفراء و المحتاجين او تعامل صاحب المنصب مع الأخرين.

- عدم تدخل أحد لإنقاذ أو مساعدة مستغيث في الشارع مثل تلك الحالة التي حدثت عند اغتصاب فتاة في الشارع أمام المارة و لم يتدخل أحد لانقاذها .. و هذا أيضا شاهد على نقص الرجولة بالشارع المصري .


- المغلاة في تكاليف الزواج و المهور و متطالبات بيت الزوجية و عدم مراعاة الظروف الحالية للشباب في ظل ارتفاع السعار و اعتقد ان هذا يرجع لنقص الرجولة لدى أولياء الأمور حيث نسوا كيف بدأوا هم حياتهم قبل أن يصلوا لما هم عليه الآن .. و طبعاً ازادات معدلات العنوسة عند الاناث و الذكور أيضا .

- انتهاك الكثير من حقوق المصريين في الداخل و الخارج و الفقر الذي اصبح الرفيق اللدود للشعب المصري و الرضا به و انتشار العشوائيات حيث الاف الأسر الباحثين عن مأوى أدمي و لكنهم لا يجدوه و التعامل مع المصريين في الداخل و الخارج على انهم حيوانات و ليسوا بشر .. كل هذا دليل على نقص الرجولة في المجتمع المصري .


لذا ادعوا علماء الإجتماع و علماء الدين أيضا الذين قد يساندوا اقتراح الإعدام العلني أن يأخذوا موقف ايجابي لحل المشكلة و البحث عن الأسباب الحقيقية لمشكلة نقص الرجولة و تدهور أخلاق الشارع المصري و البحث عن حلول واقعية و صحية لبث الصفات و الأخلاق الحميدة بالشارع المصري .. و أعتقد انهم المسئول الأول عن هذا .. و الإبتعاد عن الطرق التقليدية و الخطب الصماء القائمة على التذكير بالموت و عذاب القبر .. و البحث عن طرق تناسب العصر الحالي و تتعامل مع مشكلات الناس الحقيقة بشكل واقعي بعيداً عن الأوهام و ان ينزلوا من ابراجهم العاجية و يختلطوا بالناس و مشكلاتهم الحقيقية .

كلمة أخيرة .. ليس بالعقاب و التهديد و الوعيد تـُبنى الأخلاق و يربي المجتمع .







11 April 2009

ليس هناك من يستحق


فترة طويلة لم أدون هنا يومياتي .. فترة غريبة أمر بها .. مشاعر غريبة أحس بها هذه الأيام .. فشل علاقة .. تزلزل الأفكار و المبادىء داخلي .. يبدو أنه قد كُتب عليّ أن أخوض كل أنواع التجارب و المشاعر الإنسانية .

فشل علاقة .. تجربة غريبة بكل المقاييس مررت به الفترة السابقة .. كلانا كان يهرب من الماضي .. في فترات الضعف يظهر الحنين للماضي .. فالماضي لم يمت بعد .. و لكن رغبة داخلية لدي للإستمرار رغم كل شيء .. ربما كان حب يغلب عليه العقلانية .. وعود من الطرف الأخر تتلاشي عند المحن و ظهور المشكلات .. كلام يبدو عليه من الخارج الحكمة .. عند المحك يتبخر و تظهر الأنانية و الإندفاع و عدم التسامح .

ضغط في العمل يشغل كل وقتي حتى في البيت .. لم يعد لدي وقت للتفكير في شيء .. احمد الله على ذلك .. فقد منعني هذا الضغط من المرور بفترة ما بعد الفشل و البكاء على أطلال التجربة الفاشلة .. قد أفسر عدم كتابتي هنا هروباً من التفكير في أسباب فشل العلاقة .. لا أريد أن أسلك نفس المشاعر التي عشتها بعد تامر .. فقد تعلمت انه ليس هناك من يستحق ذلك .. لا أجد كلمة فصحى تعبر عن معنى كلمة ( طظ ) و لكن يكفي أن يصل المعنى إليكم .

زلزال المبادىء و الأفكار .. أشعر به منذ بداية انهيار العلاقة الأخيرة .. ليس هذا الزلزال خاص بموضوع المثلية .. فموقفي ثابت نحو هذا الموضوع .. و لكن الموضوع يتعلق بالحب .. لم أعد أعتقد في الحب .. ليس هناك شيء بهذا الاسم في هذه الحياة .. ربما رغبة .. ربما شهوة .. و لكن نتيجة لرغبة داخلية لدى بعض الأشخاص في الاحساس بالأمان الناتج عن ضمان وجود مصدر اشباع الرغبة لديهم هو ما يدفعهم لإطلاق مسمى الحب على شكل هذه العلاقة .. هناك اشخاص كثيرون يعيشون بدون حب و لكنهم يضمنون مصدر الإشباع لحاجاتهم و ناجحون جدا في علاقتهم بذاويهم .

و بحثاً عن علاقة ناجحة غير قائمة على الحب و انما فقط على اشباع رغبات داخلية و ضمان وجود مصدر اشباع هذه الرغبات فقد قررت ألا أقابل أي من قراء مدونتي .. حيث كانت يومياتي تلك من أهم أسباب فشل علاقاتي السابقة .. و حقاً لم أعد واثقاً هل كانوا هؤلاء يحبونني لشخصي ( كريم الإنسان البسيط ) أم أنهم أحبوا تلك الصورة التي رسمتها عقولهم قبل مقابلتي .. و الرغبة داخلهم في الوصول إلى أشهر مدون مثلي في مصر ( على ما أعتقد و ليس هذا غرور مني فلست أتباهى بذلك ) .. و أعتقد أن لقائي بشخص لا يعرف يومياتي سيكون أكثر هدوءاً و أقل توتراً بالنسبة لي .