12 December 2018

ويلات الفراق



- ممكن اطلب منك طلب بس من غير ما تزعل مني ومن غير ما تسأل ليه ؟ ولو انت شايف ان دي حاجة مش تخصني قولي كده بدون ما تزعل مني .. ممكن ؟
- عايز أيه ؟!
- ممكن تطلب من زميلك انه يبطل يهزر معاك بايده .
- نعم ؟!!
- ايه زعلت ؟ انا قلت لك تقدر تقولي مالكش دعوة شئ مش يخصك .. المهم مش تزعل مني .
- انت غريب فعلاً .. انت ليه كده ؟
- مش غريب ولا حاجة .. خلاص انا اسف .. هبقى اوضح لك  لو انت حبيت .. واسف اني ضايقتك .


بعد مرور يومين :

- طيب انت مش راضي تسمع تفسيري للطلب اللي طلبته منك وزعلان مني ومش طايق تبص في وشي ..  بس فعلا انا مش فاهم انت فسرت طلبي ده بأي طريقة تخليك تزعل مني كده .. طيب متفترض اني طلبت ده علشان خايف عليك .. يا سيدي ده لو حتى كان تفسيرك اني غيران عليك ف دي حاجة متزعلكش كده .. يا ريت توضح لي سبب زعلك .
- لو سمحت مش تتكلم معايا تاني .. بس السلام هو اللي يكون بينا .
- حاضر .


حوار داخلي :

للمرة الثانية تغضب وتبتعد عني ولا تسمح لي بالدفاع عن نفسي أو توضيح الأمر لك .. بالرغم من أنك وعدتني انك لن تفعل هذا مرة ثانية وأنه لن يكون بيننا خصام أو زعل بدون سماع وجهات النظر لكنك ها أنت تفعل نفس الشئ مرة أخري .

للمرة الثانية أكتب ما أردت أن أقوله لك هنا .. و لن أبعث لك بتلك الكلمات .. سأرسلها للعالم كله إلا أنت .

لن أنكر أنني شعرت بالغيرة عليك عندما كان زميلك يضع يده على ظهرك ويتمسح بك عدة مرات وعندما مد يده ليمسك ثديك بدافع الهزار معك .. لكنني لاحظت انه يفعل ذلك عن قصد وعيناه تكشفه .. فهو يفعل تلك الحركات وعيناه تراقب عيون الناس حوله وهل هم يلاحظون ما يفعله معك ام لاء .. انني اشعر ان دوافعه ليست للهزار فقط .

أنت حرمت عليا حتى أن اقبلك أثناء سلامي عليك .. عنفتني لأنني ذات مرة ملست على شعرك وقبلت جبينك .. كان هذا لأنني مثلي الجنس .

هل تعتقد انني مثلي الجنس الوحيد في هذا العالم ؟!!

إن نسبة المثليين في المجتمعات قد تصل إلى 10% من عدد سكان أي مجتمع .. ونحن هنا في هذا المكان نموذج مصغر من المجتمع .. لو افترضنا أن عددنا هنا 100 رجل فإن عدد المثليين المحتمل وجودهم هنا هو 10 رجال .. من ملاحظتي للاخرين هنا أصبحت متأكد من اثنين اخرين هنا بأنهم مثليين الجنس وهناك ثلاثة أخرون أشك في كونهم كذلك  .. فلماذا لا تفترض  أن هذا الزميل يفعل ذلك عن قصد .. أنا اشعر بذلك .. نحن المثليون قادرون على الشعور ببعضنا البعض .. لا تعتقد أن كونهم متزوجون من نساء بأن هذا دليل على أنهم مغايرون .. الكثير من المثليين يختفون داخل هذه العلاقات هروباً من ضغوط المجتمع .

لا تعتقد انني راضي بطريقة تعاملك معي وتجاهلك لي وعدم اهتمامك بي كصديق .. لكنني واقع بين خيارين كلاهما مر .. الأول أن أنتصر لكرامتي وابتعد عنك ولا أعباء بك ولا بوجودك .. وأعيش أتعس أيام حياتي مرة أخرى وانا أراك كل يوم ولا أستطيع أن أتحدث معك ولا أن أقترب منك وأعيش ويلات الفراق مرة ثانية .. والخيار الثاني أن أدوس كرامتي وأرضي بوجودي بقربك مع تلك الطريقة المؤلمة لي والتجاهل المتعمد وعدم الاهتمام منك .

كنت قد حسمت قراري منذ يومين بأنني سأختار وجودي بقربك مع الاهمال المتعمد منك .. لأنني لن استطيع أن أعيش بعيدا عنك .. لكنك حسمت الأمر وألقيت بي بعيداً عنك مرة ثانية .. أدعوا الله أن يهدأ قلبي و ينسيني حبي لك .



07 December 2018

تغيرت كثيراً



تغيرت شخصيتي كثيراً خلال السنوات الأخيرة .. أعتقد أن ذلك التغيير بدأ منذ ثورة يناير والتي كانت شاهدة على فشل أخر تجربة حب لي .. بعدها فقدت الإيمان بكل شئ خصوصاً الحب .. تنازلت عن الكثير من مبادئ وأفكاري .. فقدت متعتي في القراءة والكتابة .. ارتكبت كثير من الأخطاء .. أعتقد أن كل ما أحتاجه هو حب صادق ينتشلني من جحيم التيه والتخبط الذي أحيا به من سنوات .. اليوم وجدتني أقف أمام مكتبتي التي كساها التراب لانني هجرتها وهجرت كتبي التي اشتريتها منذ سنوات .. للأسف توقفت منذ سنوات عن شراء واقتناء الكتب .. اخترت الجزء الثامن من أعمال دوستويفسكي حيثما توقفت عن القراءة .. وجدتها رواية الجريمة والعقاب .. وها انا اعيش مع بطل الرواية راسكولينكوف أحداث قصته .

23 October 2018

أنا أكذب




اسرع للحاق به .. أقترب منه .. أحاول أن اتماسك واتغلب على ضعفي وحنيني إليه وعلى كرامتي .. عندما اصبحت بجواره قلت له :

- كنت عاوز أقولك حاجة .. انت زعلان مني ومش بتكلمني علشان أنا كنت بحبك .. عاوز أعرفك إني خلاص مبقتش بحبك .. يعني تقدر تكلمني عادي .

كنت أقول هذه الكلامات وأنا اتجنب النظر لوجهه او أن تتلاقي عيني بعينه .. فقال بهدوءه المعتاد :

- انت عامل ايه ؟ كويس ؟

عندما سمعت هذا السؤال إنهارت كل دفاعاتي وقواي التمثلية ولكني حاولت ان اجيب على سؤاله : أنا كويس جدا.

 فخرجت كلماتي تلك مقطعة ، منغمة ، ملونة بكل ألوان المشاعر التي بداخلي ، مفضوحة بأن ما اقوله كذب .. فأنا لست بخير .

فأسرعت بالخطى حتى تجاوزته وهربت منه حتى لا يرى تلك الدموع التي انسالت لمجرد سؤال عادي عابر عن حالي .. أنا أكذب ، فما زلت أحبك .

07 September 2018

ربنا يهديك وتبطل



واحد باعت لي على الخاص يسألني :
- انت بتحس بأيه لما تتناك ؟

رديت عليه قلت له :
- الحاجات دي بتتحس مش بتتوصف ، لازم تجرب بنفسك .. وعموما الموضوع ممتع للغاية.
- لاء أنا ماليش في الموضوع ، أنا متجوز ومخلف الحمد لله ورينا يهديك وتبطل تتناك . أنا دعيت لك  النهاردة وأنا بصلي ان ربنا يهديك.
- هو انت تقدر تبطل تعمل جنس ؟
- لاء مقدرش
- أنا كمان مقدرش
- بس الجنس مش بس متعة ، الجنس هدفه إعمار الأرض.
- وربنا قال (ويجعل من يشاء عقيما) يا سيدي اعتبرني من الفئة دي اللي مش هتشارك في اعمار الأرض.
- بس انت لازم تروح مصحة تتعالج.
- انت تعرف حد اتعالج قبل كده ؟

سكت شوية فأنا كملت كلامي وقلت له :
- طيب أنا عندي فكرة أحسن .. تعال نعمل إتفاق .. أنت خلاص شاركت في إعمار الأرض .. تعال أنا وأنت نعيش سوا وأنا هبطل جنس وأنت كمان تبطل سكس ونكمل كده ونشوف مين فينا هيقدر يعيش من غير جنس .. وطبعا انت هتاخد ثواب عظيم لأنك خليتني ابطل اتناك .. أكيد ثواب عظيم جدا .. قلت أيه ؟!!
ها ؟ ألووو !!! روحت فين ؟!!!!!!



16 March 2018

خسارتي كبيرة


ها أنا عدت أكتب من جديد لأن في قلبي ما لا أستطيع البوح به لأحد .. لسنوات طويلة وأنا أبعد عن قلبي أشباح الحب . لم يعد قلبي يستطيع الصمود أمام أي فشل جديد أو جراح جديدة ، حتى ظهرت أنت بحياتي . في البداية عندما رأيتك جذبني جسدك ، لكنني كنت أدرك تماماً أن هذا الشئ مستحيل .

مع مرور الوقت وجدت إهتمام منك . كنت أدرك جيداً أنه إهتمام للصداقة فقط . فبادلتك الإهتمام . لكنني سريعاً أدركت أن هناك شرك قد أقع به . أدركت أن مشاعري قد بدأت تزداد نحوك بشكل مخلف . فأصابني الهلع . فلا شئ مما قد ترنوا إليه روحي نحوك قد يحدث .

فوجدت نفسي في صراع داخلي بين أن تصبح صديقي المقرب والذي لم أحصل عليه ذات يوم طوال حياتي وبين أن أقع في حبك وأعيش ويلات الحب من طرف واحد . بدأت - بدون وعي مني - أن أبحث فيك عن عيوب حتى لا أحبك . كنت أنتظر منك كلمة قد تغضبني منك حتى أبعد عنك . مرات كثيرة قررت أن أبتعد عنك . مرات كثيرة أغلقت كل وسائل التواصل بيننا . مرات كثيرة كنت أتجاهل وجودك . ولكنني في كل تلك المحاولات كنت أنا الذي أتعذب وأعاني .

لكنك كنت دوما تأتي لي . تعاتبني . تطيب خاطري . وأنا كنت أنهار وقتها داخلياً وأحاول أن أعطيك أسباباً واهية لتلك الأفعال الصبيانية وإبتعادي عنك .

لم تكن تدرك أنت وقتها أنك بكل ما تفعله معي ، أنك تزرع حبك وعشقك داخلي حتى بدون أن تقصد أنت . لم يكن هناك شخص في حياتي تحمل كل هذه المرات من الغضب والخصام الغير مبرر مثلك .. لم أجد تلك الطيبة من أحد . ما زال عقلي يحفظ تلك الجمل التي كنت تقولها لي . كنت أحبس دموعي أمامك . هل تذكر تلك المرة التي قبلت فيها يديك دون وعي مني عندما كنت أودعك ؟ ووقعت في عشقك .. وقعت فيما كنت أخشاه من البداية .. وقعت في العذاب من جديد .

حتى جاء يوم النهاية . يومها أنا كنت مريض طريح الفراش مصاب بإرتفاع الحرارة وكنت لم أراك منذ خمسة أيام وكنت أشتاق إليك كإشتياق الهائم في الصحراء لرشفة ماء . حاولت أن أشغل تفكيري عنك حتى لا أصاب بالجنون . حتى صادفني مسلسل (واحة الغروب) وبدأت في مشاهدة حلقاته بشكل متتالي . زادني المسلسل حنين إليك . ربما لأن بطل المسلسل كان يشبهني في أشياء كثيرة وإخفقاته في الحياة وضياع حبه الذي كان بين يديه ولكنه لم يدركه أثناء وجوده . لم يدركه إلا بعد ضياعه منه . وكذلك بطلة المسلسل كانت تشبهني فهي تركت بلدها باحثه عن حياة أخرى في الغربة . أنا أيضا أشعر بالغربة هنا ولكن في بلدي . أشعر بأنني غريب . لا أنتمي لهنا . ولا أعرف لأين أنتمي .

كل تلك المشاعر والحنين والحزن والإكتئاب والمرض إجتمعوا علي قلبي . كنت أحتاج أن تضمني إليك . ليس في داخلي أي شهوة جنسية تجاهك . فقط أحتاج حبك . كل هذه الأشياء أفقدتني صوابي وتفكيري . وجدتني أعترف إليك بما في داخلي نحوك . وكانت ردة فعلك أصعب ما يكون عليا .

لا أدري لماذا اعترفت لك بحبي . فأنا أدرك تماماً أنك لن تحبني يوماً مثلما أحبك . وأنه لن يكون بيننا يوماً أي شئ . ندمت على أنني بحت لك بسري هذا . كنت أحسبك أطيب من ذلك وأنك مثل كل مرة كنت تأتي تعاتبني وتسامحني . لكنك قررت الإبتعاد عني للأبد . ها أنا فقدتك كصديق وفقدت معك قلبي الذي ما زال يئن بمشاعر حبك . على كل حال ، الحمد لله .