23 April 2022

احترموا إبتلاءات الأخرين

 


عندما تقابل شخص ما مبتلى بعيب أو ذنب ، لست أنت أيضا مبتلى به ، أرجوك .. لا تتعالى عليه وتتعامل معه بدونية .. فأنت لست بأفضل منه .. فعدم دخولك إمتحان ما ، ليس معناه أنك بأفضل ممن دخل هذا الإمتحان ورسب فيه .. فلا تحكم عليه حتى تدخل نفس الإمتحان بنفس الظروف وأنظر ما هي نتيجتك في نفس الإمتحان ونفس الإبتلاء.

 

وعليك أن تدرك بأنك أنت شخصياً لست ببعيد عن هذا الإبتلاء .. فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله ) فالاستهزاء بالناس محرم ، ويُخشى على صاحبه أن يسلب النعمة ، وأن يعاقب فيصاب بمثل ما استهزأ به من ذنب أو عيب .

 

حتى وإن كنت لا تؤمن بتغير الحال وأنك أبدا لن تقع في مثل هذا الذنب أو هذا الإبتلاء .. فقد تمتحن بشكل أخر وهو أن يبتلى به فرد من أهلك .. أخوك أو إبنك أو حتى أبيك .. فربما يبتلى أحد هؤلاء وسترى وقتها وقع تعاليك وإحتقارك لهذا الإبتلاء.

 

أنت لا تدرك وقع كلماتك التي تلقيها في وجه المبتلي .. تلقيها وكأنك فوضت من الله بفعل ذلك .. لا تدرك مدى تأثيرها عليه .. تلقيها وأنت لا تدرك مدى علاقة هذا المبتلى بربه .. ربما يكون أقرب لله منك .

 

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات/11 .
وقال تعالى : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) الهمزة/1.

والهمز : يكون بالإشارة ، واللمز : يكون بالقول ، واللماز هو العيّاب الطعان ، والويل : واد في جهنم .

لذلك فكل دورك عندما تلقى شخص ما مبتلى بعيب أو ذنب، أن تتعامل معه بالحسنى أو تبتعد عنه بالحسنى دون إساءة له أو التسبب في ألم نفسي له وعليك أن تشكر ربك أنه لم يبتليك أنت بمثل هذا الإبتلاء وأنك لم توضع في مثل هذا الإمتحان .

 

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ ) رواه الترمذي.