25 September 2010

حينما أتحدث


قال لي : عندما تكون ساهماً ..
شارداً ..
مفكراً ..
مهموماً ..
تبدو و كأنك في سن أكبر من سنك بكثير ..
قد تصل وقتها إلى الستين ..

و لكنك حينما تتحدث ..
تتبسم ..
تضحك ..
تفرح ..
تبدو أصغر من سنك بكثير ..
تبدو و كأنك أصغر منى ..
تبدو و كأنك تحتاج إلى من يرعاك ..
حتى أنني أشعر بالغضب الشديد
حينما أرى شخص ما يتعامل معك بطريقة غير لائقة .

ظللت أفكر طويلاً ..
لا أعلم هل هو يمدحنى أم يهجوني ..
لم أستطع الوصول إلى كلمات أقولها للرد عليه ..
فقط ابتسمت له شاكراً.


12 September 2010

مُخير أم مُسير ؟


على مر العصور - و مازالوا - الفلاسفة و المفكرين يتجادلون حول قضية " هل الإنسان مُخير أم مُسير ؟ " حيث انقسموا إلى فريقين أحدهم يقول أن الإنسان مُخير حيث أعطاه الله الحرية في الإختيار عندما عرض عليه الأمانة التى رفضتها من قبله سائر المخلوقات - حتى الجبال رفضتها - و قبلها الإنسان و أن الإنسان سوف يجازى يوم القيامة على ما اختاره في الدنيا و الفريق الأخر يقول أن الإنسان مُسير و هو مُجبل على كل شئ و ليس له حرية في اختيار أي شئ في الحياة .. انما هى حياته المرسومة و المقررة من قبل أن يولد و من قبل أن يحياها .. و بين كلا الرأيين سيبقى الجدال للأبد .. و قد تمر السنون من حياة الباحث قبل أن يصل إلى الحقيقة .. و هذا من شأن كل القضايا الجوهرية و الفلسفية في حياتنا البشرية .


و هناك فريق ثالث يدعوا إلى الوسطية في هذه المسألة .. حيث قالوا أن هناك بعض الأمور التى جُبل الإنسان عليها حيث لا خيار له فيها و بعض الأمور الأخرى التى يستطيع فيها الإنسان أن يختار و أن يقرر مصيره بحرية تامة وفق هواه و ميوله .. و بهذا يكون هذا الفريق قد أمسك العصا من منتصفها .


سؤالي اليوم هو إلى أي مدي قد يتحكم القدر في حياتنا ؟ و هل له القدرة على دحض و تحطيم مخططاتنا و ما قررنا القيام به ؟ و هل دائما القدر يتدخل في حياتنا ليُسبب لنا السعادة فقط أم أنه قد يُسبب لنا التعاسة أيضا ؟ هل يكون القدر في صالحنا دائماً أي أنه يجنبنا الأخطار و الأطراح كى نبقى على الطريق الذي به خير لنا ؟ أم أنه قد يُحيد بنا إلى طريق أخر و قد يقصينا عن الخير و الأفراح ليدفع بنا لطريق الشقاء الذي قد يكون مقدر لنا أن نسير به ؟


اليوم .. و للمرة الأولى .. أشعر بيد القدر تتحكم في حياتي بهذا الشكل المباشر الغير متوقع و الغريب .. حيث منعني من تنفيذ ما خططت له منذ عدة أيام .. منعنى من لقائه .. شعرت بالعجز الشديد أمام القدر اليوم .. اتصلت به و اعتذرت له على عدم مقدرتي للقائه .. و بكيت بعدها مبتسماً مندهشاً مما حدث .


05 September 2010

اللبن المسكوب


من منا لم يسمع هذه الحكمة من قبل - لا تبكى على اللبن المسكوب - و التى توجد في كل الثقافات و بكل اللغات .. لكن ربما الإعتياد الذي يفقد الأشياء بريقها و يجعلنا لا نهتم بالشئ الذى اعتدنا على رؤيته او سماعه مرات عديدة حتى يفقد معناه .

لا أدرى ما الذى دفعنى اليوم للتفكر في عظمة هذه الحكمة .. و التى لم أعمل بها يوماً قبل هذا .. فدائماً كنت أبكى و أنتحب على كل ما يُـسكب منى .. غير مدرك عواقب هذا البكاء و النحيب .


لا تبكى على اللبن المسكوب ليس تقليلاً من قيمة اللبن الذى سُكب منك .. و اللبن هنا رمز لكل شئ قد تفقده في حياتك .. ربما نقود ربما أشياء قيمة ربما فرصة قد تغير حياتك ربما حبيب أوأي شئ أخر .. الحكمة هنا لا تدفعنا للتقليل من شأن تلك الأشياء التى نفقدها .. و لا تدفعنا بالتحلى بصفة عدم الإكتراث بالأشياء .. و لكنها تحثنا على الإهتمام بما بقى لنا و لا نتمادى في الولوله على ما فقدنا .. لأن هذا التمادي في البكاء و الحزن قد يفقدنا أشياء أهم و أقيم من هذا الذى فقدناه .. فكن ذكياء و لا تضيع ما في يديك و ما بقى معك في مقابل ما فقدت .. و اعلم جيداً أن ما سُكب أو ضاع لن يعود مرة ثانية مهما فعلت و لن يفيدك البكاء أو الحزن عليه .


و هذه نصيحة أقدمها لكم و لي قبلكم .. لا تبكوا على اللبن المسكوب .. لا تحزن اذا فقدت حبيب .. لا تبكى عليه .. لا تحزن و لا تتمادى في حزنك .. فلن يعود لك .. و لن يكترث هو بحزنك الذي قد يفقدك ما هو أهم من هذا الحبيب .. فقد تفقد نفسك .. قد تفقد فرص أخرى أفضل منه .. فلا تحزنوا .. و لا تتوقفوا عند شخص .. و سيروا في الحياة و لا تتوقفوا .. حتى لو كانت تجاربكم غير ناجحة .. فهذا أفضل من أن تقفوا هناك تعانون صراعات مع ذكرياتكم و تكونوا أنتم وحدكم ضحايا هذه الصراعات .. اتمنى لي و لكم السعادة و راحة البال و النجاح .