12 September 2010

مُخير أم مُسير ؟


على مر العصور - و مازالوا - الفلاسفة و المفكرين يتجادلون حول قضية " هل الإنسان مُخير أم مُسير ؟ " حيث انقسموا إلى فريقين أحدهم يقول أن الإنسان مُخير حيث أعطاه الله الحرية في الإختيار عندما عرض عليه الأمانة التى رفضتها من قبله سائر المخلوقات - حتى الجبال رفضتها - و قبلها الإنسان و أن الإنسان سوف يجازى يوم القيامة على ما اختاره في الدنيا و الفريق الأخر يقول أن الإنسان مُسير و هو مُجبل على كل شئ و ليس له حرية في اختيار أي شئ في الحياة .. انما هى حياته المرسومة و المقررة من قبل أن يولد و من قبل أن يحياها .. و بين كلا الرأيين سيبقى الجدال للأبد .. و قد تمر السنون من حياة الباحث قبل أن يصل إلى الحقيقة .. و هذا من شأن كل القضايا الجوهرية و الفلسفية في حياتنا البشرية .


و هناك فريق ثالث يدعوا إلى الوسطية في هذه المسألة .. حيث قالوا أن هناك بعض الأمور التى جُبل الإنسان عليها حيث لا خيار له فيها و بعض الأمور الأخرى التى يستطيع فيها الإنسان أن يختار و أن يقرر مصيره بحرية تامة وفق هواه و ميوله .. و بهذا يكون هذا الفريق قد أمسك العصا من منتصفها .


سؤالي اليوم هو إلى أي مدي قد يتحكم القدر في حياتنا ؟ و هل له القدرة على دحض و تحطيم مخططاتنا و ما قررنا القيام به ؟ و هل دائما القدر يتدخل في حياتنا ليُسبب لنا السعادة فقط أم أنه قد يُسبب لنا التعاسة أيضا ؟ هل يكون القدر في صالحنا دائماً أي أنه يجنبنا الأخطار و الأطراح كى نبقى على الطريق الذي به خير لنا ؟ أم أنه قد يُحيد بنا إلى طريق أخر و قد يقصينا عن الخير و الأفراح ليدفع بنا لطريق الشقاء الذي قد يكون مقدر لنا أن نسير به ؟


اليوم .. و للمرة الأولى .. أشعر بيد القدر تتحكم في حياتي بهذا الشكل المباشر الغير متوقع و الغريب .. حيث منعني من تنفيذ ما خططت له منذ عدة أيام .. منعنى من لقائه .. شعرت بالعجز الشديد أمام القدر اليوم .. اتصلت به و اعتذرت له على عدم مقدرتي للقائه .. و بكيت بعدها مبتسماً مندهشاً مما حدث .


No comments:

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .