30 March 2012

حوار معي على مجلة أصوات


في كل عدد من المجلة سنسلط الضوء على موقع إلكتروني مثلي .. واخترنا لكم اليوم في فقرة موقع تحت المجهر .. مدونة عربية متميزة جداً ومع أنها شخصية تحكي عن يوميات شاب مثلي إلا أنها تعكس عبر تدويناتها المسرودة بشكل جميل واقع المثلي العربي وتعطينا صورة واضحة عن حياته وهمومه ..
ولنتعرف أكثر على المدونة وصاحبها راسلنا صاحب المدونة «كريم عزمي» لنحضر لكم الحوار التالي :

أصوات : من هو كريم ؟
كريم : كريم شاب ومواطن مصري حاصل على مؤهل فوق جامعي .. من الطبقة الكادحة التي سُلبت حقها في الحياة في هذا البلد .. والتي كانت تسمى متوسطة سابقاً .. والتى تلاشت مع زيادة الفساد والقهر الذي عاني منه هذا الشعب طويلا ومازال .. هذا بالاضافة الى كونه مثلي بكل ما تحمله الكلمة من معاناة في المجتمع الشرقي .

أصوات : متى كانت بداية مدونة كريم عزمي ؟
كريم : البداية كانت في أكتوبر 2006 .. بطبيعتي انا انسان انطوائي ليس لي الكثير من العلاقات مع الناس .. وبالطبع لا استطيع الحديث مع اي شخص حول ميولي المختلفة عن الأخرين .. فعلتها ذات مرة منذ سنوات بعيدة وحدثت لي مشكلة بسبب هذا الاعتراف لشخص ما اعتبرته صديق لي ولكنه خزلني وعرضني لمشكلة ولكن الحمد لله تم حلها .. وبالطبع ابتعد عني .. ولهذا قررت عدم مصارحة أي شخص اخر عن ميولي المثلية .. واتجهت لكتابة همومي وما يدور في فكرى على الورق .. وللاسف كنت أمزقه خوفاً من الوقوع في يد غيري وحدوث مشكلة لي .. حتى ظهرت المدونات .. فقررت ان اكتب بها كل أفكاري .. لم يكن ابداً هدفي نشر فكر أو أن أكون مشهوراً .. فقد كنت ومازلت أكتب لي أولاً .. وأكتب عن همومي دون الدخول في صدامات مع المجتمع أو مع الأخرين .. فقط أكتب يومياتي كنموذج لانسان مثلي يعيش داخل المجتمع .. أكتب عن عيوبي و مشاكلي وهمومي .. فليس هدفي أبداً ان أحسن صورتي أمام الأخرين .. ليس هذا هدفي أبداً .

أصوات : ما الذي دفع كريم الى عالم التدوين الالكتروني ؟
كريم : اعتقد أن الدافع ذكرته ف اجابة السؤال السابق .. وهو عدم وجود أخرين أثق فيهم وأحكي لهم عن همومي .. والخوف من وقوع مذكراتي الورقية في يد الأخرين .. ومحاولة عرض حياتي كنموذج لشاب مصري مسلم يعيش هنا .. وربما لتحسين صورة المثليين او على الأقل أن تصل صورة المثلي الحقيقي الانسان الذي يحب و يفرح و يعاني ويتألم ويحزن ويمرض لكل المناهضيين للمثلية و يعانوا الهوموفوبيا .

أصوات : ماذا تعني لك اليوم مدونتك ؟
كريم : تحمل المدونة أهمية كبيرة و معزة غالية لدي .. فأنا أعتبرها صديقي المقرب وأحياناً طبيبي النفسي .. صحيح أني اتكلم إليها وأبث إليها همومي ومشاكلي وافراحي عن طريق الكتابة .. وبالطبع فهي لا تجيبني بشىء إلا أن إخراج ما بداخلي من مشاعر والبوح بما في قلبي و عقلي من أفكار ومشاعر يعتبر من أهم الطرق العلاجية النفسية .. وهذا يكفيني .

ولكنك قد ترى أن نشاطي التدويني في الفترة الأخيرة أقل بكثير من السنوات السابقة .. قد أفسر ذلك بأنني ربما قد أكون نضجت نفسياً عن سنواتي الأولي .. أو قد أكون أصبحت أقوى على مواجهة همومي أو تلك المواقف التي كانت في الماضي تصيبني بالحزن فأجري سريعاً إلى مدونتي أقص عليها ما يحزنني .. ربما ذلك هو السبب .. وبالرغم من ذلك فما زالت مدونتي تحمل الكثير من المعزة داخلي ولا يمكن أن أستغني عنها في يوم ما .

أصوات : ماذا أضاف التدوين في حياتك ؟
كريم : كما ذكرت في إجابتي السابقة فالتدوين هو طريقتي لمواجهة أحزاني وقد أعطتنى الثقة بالنفس .. وأعبر عن نفسي وعن أخرين يشاركونني نفس الهموم والمواقف الحياتية من خلال تدويناتي .


أصوات : ما رأيك في المدونين المثليين على الشبكة العنكبوتية ؟
كريم : سأكون صريحاً معك انا من محبي القراءة كثيراً .. في شتى المجالات .. ولكني لست متابع جيد لمدونات المثليين الأخرين - ليس غروراً او ما شبه - لا سامح الله - ولكن لا أدري ما سر عدم اقبالي على قراءة مدونات المثليين الأخرين .. أحياناً أفسر ذلك بأنني سريع التأثر بمشاكل الأخرين لدرجة المرض .. فأتجنب لذلك قراءة تلك المدونات .. و أحيانا لعدم تمكن البعض من التعبير عن أنفسهم بشكل يرقى لمستوى الاستمتاع بما تقرأ .. ولكن بالطبع هناك بعض التدوينات تعجبني لبعض المدونين .. واتمنى فعلا أن يزيد نشاطهم وأن يكتبوا بشكل لا ينفر القراء غير المثليين من كتابتهم .. وأن يحاولوا جاهدين تغير وجهة نظر المجتمع نحو المثلية والمثليين .

أصوات : كلمة حرة و أخيرة لمحبيك و متابعي مدونتك ؟
كريم : كلمتي موجه إلى المثليين .. أن يهتموا بتثقيف أنفسهم بالقراءة والمطالعة .. وأن يكونوا نموذجاً مشرفاً للإنسان .. وألا تنحصر همومهم وحديثهم حول المثلية الجنسية فقط ومعاناتهم منها .. وأن يكون لهم موقف تجاه ما يحدث في مجتمعاتهم من قضايا سياسية واجتماعية .. وأتمنى أن تحرر بلادنا من التخلف والجهل أولاً .. وهذا هو عدونا الأول .. بالثقافة سنقضي على الفساد والتعصب الأعمي بكل أشكاله .. ووقتها فقط تستطيعون أن تطالبوا بحققكم في الحياة .. ووقتها فقط ستحصلون عليه .. لأن المجتمع المثقف فقط هو من يعترف بحقوق الانسان و أداميته بعيداً عن دينه او معتقده او جنسه او ميوله .. فابدأوا بأنفسكم لأنكم لستم بالقليل .. وشكر لكم .


No comments:

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .