08 January 2009

حلم ليلة أمس

يقف كريم في انتظار الميكروباص ليعود إلي بيته .. يجده واقفاً بجواره حاملاً كتاباً بيده مرتدياً جاكت باللون الأصفر الغامق .. ينظر إليه بتلك النظرة الطفولية التي عشقها .. ينظر إليه ثم ينظر للأرض خجلاً .. لم يتكلما سوياً و كأن كلاهما لا يعرف الأخر .. لكن كلاهما ينظر إلى الأخر .. بعد قليل يقترب هو من كريم و يمسك يده و يسيرا سوياً بعيداً عن الناس واضعاً يد كريم فوق قلبه .

يمشيان فوق أحد الأرصفة في محطة القطار .. يتجهان نحو السلالم الهابطة إلى النفق .. في منتصف السلالم يسمع كريم صوت ينادي عليه .. لا يستطيعا النظر لأعلي لذلك يستلقيان على ظهورهم فوق السلالم ليستطيعا النظر لمصدر الصوت القادم من فوقهم .. يجد كريم أن الصوت هو صوت أخاه و زميل لكريم في العمل .. يلوحان لكريم و للأخر .. تبدو السعادة على وجوههم .. يندهش كريم لهذا و كيف اجتمعا الأثنان سوياً في هذا المكان فكلاهما لا يعرف الأخر و ما سر هذه السعادة التي تعلوا وجههما .. و لكن كريم و الأخر ينهضا و يكملا سيرهما .

ما زالت يد كريم فوق قلب الأخر .. لا يعرف إلي أين وجهتهما .. لا يدور بينهم أي كلام .. يصل الاثنان لنهاية الرصيف .. يقفزالاثنان إلى الأرض اليابسة المجاورة للرصيف حيث ينتهي الرصيف فجأة دون منحدر يؤدي لتلك الأرض .. تلك الأرض المجاورة للرصيف مساحتها صغيرة لا تزيد عن المتر المربع تحيطها المياة من كل الاتجاهات في شكل دائرة ما عدا اتجاه واحد الملتصق بالرصيف .

دائرة المياة ليست شاسعة .. حيث يعلوا الماء - على بعد مترين منهما - زراعات خضراء تشبه نبات الأرز .. ينظر كلاهما للأخر و يتعانقان و يقبل كلاهما الأخر .. عندها تبدأ المساحة الصغيرة من اليابس في الهبوط حتى يغمرهما الماء .. يتوقف الهبوط عندما تصل المياة لأسفل صدرهما .. تستمر القبلة بينهما و يستمر العناق حتى يستيقظ كريم من النوم .. يشعر كريم بمذاق لسان الأخر في فمه و كأن هذا الحلم كان حقيقة .

ينهض كريم شاعراً بشوق جارف و حنين للأخر .. لا يستطيع ان يكبح لجام ذكرياتهم سوياً .. لا يعرف ماذا يفعل و هو لم يعد لديه أي وسيلة إتصال بالأخر . .


No comments:

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .