كتبت – علياء أبوشهبة:
كريم عزمي، شاب مثلي أطلق مدونة تحت اسم "مدونة كريم" عبر فيها عما بداخله من أفكار ومشاعر ومشاكل، ودشن صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بنفس اسم المدونة.
من أبرز التدوينات المنشورة تجربة كريم للذهاب إل طبيب نفسي وعرض مشكلته عليه، وما قابله من جهل وانتهاك، وكتب أيضا عن الحوار المتكرر مع والدته الذي تلح فيه عليه بالزواج حتى لو كان زواج صوري يعقبه طلاق سريع، مرددة عبارة "يبقى اسمك إتجوزت".
"مصراوي" حاور المدون كريم عزمي، وقال إنه إختار "اسم شهرة" عرف من خلاله وحققت تدويناته نسب قراءة مرتفعة خلال وقت قصير، وبدأ التدوين في نهاية عام 2006، وقام بنشر كتابين إلكترونيا، الأول بعنوان "قهوة وشاي" وهو تجميع لمقالات وكتابات مختلفة من المدونة، والكتاب الثاني "لن يعود" وهو مجموعة قصصية. ويقول كريم:" لم يكن لي أصدقاء وكنت أخاف أن أبوح بسري لأي إنسان؛ فكنت ألجأ للورقة والقلم لأكتب كل ما أشعر به لكني كنت سريعا أمزق ما أكتبه خوفا من وقوعه في يد أحد من أهلي، حتى اكتشفت عالم المدونات بالصدفة، لم يكن في تفكيري وقتها أن يقرأ لي أحد ولكن المدونة كانت بالنسبة لي مكان أمن أحفظ فيه ذكرياتي لأنني كنت أنسى بشكل مرضي كل ما أمر به في حياتي ربما لأني كنت أكره نفسي وقتها".
حول ردود الأفعال التي تلقاها منذ بداية توجهه للتدوين وكيفية تعامله معها قال كريم :" في البداية تلقيت ردود فعل هجومية تصل إلى حد السب والقذف؛ بالطبع كنت أحزن كثيرا خصوصا أن كتاباتي لم تكن من النوع الهجومي، كنت فقط أنقل تفاصيل حياتي كمثلي يعيش في مجتمع عربي وبالطبع كانت معظم تلك التفاصيل حزينة مؤلمة لأن هذا هو واقع حياتي؛ وكنت أندهش تماما كيف يتهموني بأنني أروج للمثلية الجنسية وأنا أحكي عن واقع مرير يشجع القراء على الابتعاد عن المثلية ولست أجذبهم نحوها، لكن للأسف مجتمعنا لا يقبل أي شخص مختلف معه ليس في موضوع المثلية فقط ولكن في كل شىء؛ المشكلة مشكلة ثقافة مجتمع".
وأوضح كريم عزمي أنه عادة لا يميل إلى الدخول في مناقشات يعرف مسبقا أنها غير مجدية، وذكر واحدا من أطرف التعليقات التي وصلته عبر مدونته من شخص قال إنه يدرك تماما أنه ليس شخص واحد، وأن ما يقوم به على مدونتي هو مجهود مجموعة كبيرة ممولة من دولة أجنبية لنشر الفسق والفجور في مجتمعنا الاسلامي المتدين.
بالرغم من غرابة التعليق السابق بالنسبة إلى كريم عزمي، إلا أنه أسعده لأنه وصف مجهوده الفردي بأنه عمل مجموعة كبيرة، وقال إنه لا يتقبل وجود تعليقات أخرى مسيئة وقام بإغلاق التعليقات مكتفيا بمن يقرأ له ويهتم بما يكتب.
عن تجربة كريم عزمي التي وصفها في إحدى تدويناته بأنها مؤلمة عند ذهابه إلى طبيب نفسي، قال:" المشكلة لدينا أن معظم الأطباء النفسيين لم يقتنعوا بعد بأن المثلية الجنسية ليست مرض نفسي مثل كل أطباء العالم، وما زالوا يتعاملون مع المثلية على أنها عادة مكتسبة مثل الإدمان، وبأنهم قادرون على علاج المثلية الجنسية، والغريب أن منهم من يصر على هذا الفكر، والذي استمر مع بعض الحالات لسنوات طويلة دون جدوى، والغريب أن لا يوجد واحد منهم استطاع النجاح في علاج حالة واحدة؛ ولو حدث ذلك كان أحدهم خرج للعالم كله متحديا نظريات علم النفس العالمية ليثبت لهم فشلهم".
يكمل قائلا:" لكن الواقع يقول إن هؤلاء الأطباء يجدون في حلم خلاص المثليين من مثليتهم منبع رزق دائم لهم، أو كما نقول بالعامية "سبوبة" فلماذا يخسرون هذا المنبع وينضموا إلى أطباء العالم والقول بأن المثلية الجنسية توجه طبيعي واختلاف طبيعي مثل كل شيىء في الحياة.
ويعتبر الحديث عن العلاج أكذوبة، مشيرا إلى تجربة شاب مثلي مع معالج نفسي مشهور تدهورت حالته بعد العلاج وترك أسرته.
يرى كريم عزمي أن الصورة النمطية للمثلي في الدراما "مثيرة للاشمئزاز"؛ لأن الكل يعتقد أن المثلي هو ذلك الشاب "المايع" الذي يضع مساحيق التجميل ويتلوى مثل النساء العاهرات، وهي صورة لا تمثل الغالبية العظمي للمثليين الذين يفخرون بجنسهم سواء ذكور او إناث بعيدا عن الجنس الذي يميلون له عاطفيا وجنسيا.
مضيفا أن بعض المحاولات الفنية مؤخرا، نقلت صورة المثلي بشكل محترم مثل فيلم "عمارة يعقوبيان" وفيلم "واحد صحيح" و فيلم "ديل السمكة"، أما فيلم "أسرار عائلية" يعتبره كريم عزمي، نقلة نوعية في التعبير عن المثلية ، لأن شخصية المثلي عادة ما تكون شخصية ثانوية يمكن حذفها كما حدث في "عمارة يعقوبيان" عندما تم إعادة تقديمها كمسلسل، لكن فيلم "أسرار عائلية" كانت الشخصية المثلية هي الشخصية الرئيسية للعمل، وقدم الفيلم الكثير من المعاناة الحقيقية سواء من ناحية الأسرة أو المجتمع أو حتى عند محاولة البحث عن حبيب، والفشل في تلك العلاقات، وعدم تقبل الذات، ولكنه يتحفظ على نهاية الفيلم. رغم ذلك يعتبره مجهود رائع.
فيما يتعلق بفشل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية، قال المدون كريم عزمي إن المجتمع مريض ولا يقبل الاختلاف حتى في تشجيع فريق كرة القدم فما بالنا بالمثلية الجنسية. نحن نعيش في مجتمع لا يجيد الحوار ولا التفاهم، ويعتمد على الثقافة السمعية دون أي محاولة ولو بسيطة للبحث خلف موضوع معين للوصول لقناعة ذاتية بعيدا عن الفكر السائد.
وبالنسبة للتعامل الإعلامي مع قضايا المثليين يرى المدون كريم عزمي، أنه لا يوجد أي محاولة جادة للتعامل مع أي قضية مجتمعية لمحاولة تغيير الفكر السائد في المجتمع .. كل ما يفعله الإعلام هو البحث عن قضايا ساخنة وعمل فرقعة إعلامية هدفها الربح المادي فقط وزيادة عدد المشاهدين أو المستمعين.
وأكد عزمي على أهمية وجود مكان معلن لتقديم الدعم النفسي للمثليين، لأن النسبة العظمى منهم لا يقبلون ميولهم الجنسية وهو ما يمنعهم من اقامة علاقات سوية بين بعضهم البعض، لأن الكثيرون منهم يعيشون بطريقة رفضه لميوله، ويكبت تلك الميول حتى يصل لمرحلة الانفجار، ويفعل أي شيىء للحصول على ما يحتاجه، لذلك لابد من العمل على مساندة المثليين أولا و تقبلهم لذاتهم، ثم يأتي العمل على المجتمع بعد ذلك.
هل يفكر المثليين في الهجرة من أجل حل مشاكلهم النفسية؟، سؤال رد عليه المدون كريم عزمي قائلا:" من منا لا ينشد الهجرة سواء مثليين أو مغايرين المهم من ينجح للوصل لها".
عقب السماح بزواج المثليين في أمريكا أثار الأمر الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض، يقول كريم عزمي :"هذا شئ طبيعي، لكن المعارضة كانت أكبر بالطبع، ولم يجد تأييد فعال، لأن الجميع يخشى إتهامه بالمثلية لدفاعه عنها، في الوقت الذي لم يخش رئيس أمريكا أن يكون المساند والمدافع الأول عن قضية المثليين، وذكر أنه يتمنى السماح بزواج المثليين في مصر.
رابط الموضوع على موقع مصراوي
كريم عزمي، شاب مثلي أطلق مدونة تحت اسم "مدونة كريم" عبر فيها عما بداخله من أفكار ومشاعر ومشاكل، ودشن صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بنفس اسم المدونة.
من أبرز التدوينات المنشورة تجربة كريم للذهاب إل طبيب نفسي وعرض مشكلته عليه، وما قابله من جهل وانتهاك، وكتب أيضا عن الحوار المتكرر مع والدته الذي تلح فيه عليه بالزواج حتى لو كان زواج صوري يعقبه طلاق سريع، مرددة عبارة "يبقى اسمك إتجوزت".
"مصراوي" حاور المدون كريم عزمي، وقال إنه إختار "اسم شهرة" عرف من خلاله وحققت تدويناته نسب قراءة مرتفعة خلال وقت قصير، وبدأ التدوين في نهاية عام 2006، وقام بنشر كتابين إلكترونيا، الأول بعنوان "قهوة وشاي" وهو تجميع لمقالات وكتابات مختلفة من المدونة، والكتاب الثاني "لن يعود" وهو مجموعة قصصية. ويقول كريم:" لم يكن لي أصدقاء وكنت أخاف أن أبوح بسري لأي إنسان؛ فكنت ألجأ للورقة والقلم لأكتب كل ما أشعر به لكني كنت سريعا أمزق ما أكتبه خوفا من وقوعه في يد أحد من أهلي، حتى اكتشفت عالم المدونات بالصدفة، لم يكن في تفكيري وقتها أن يقرأ لي أحد ولكن المدونة كانت بالنسبة لي مكان أمن أحفظ فيه ذكرياتي لأنني كنت أنسى بشكل مرضي كل ما أمر به في حياتي ربما لأني كنت أكره نفسي وقتها".
حول ردود الأفعال التي تلقاها منذ بداية توجهه للتدوين وكيفية تعامله معها قال كريم :" في البداية تلقيت ردود فعل هجومية تصل إلى حد السب والقذف؛ بالطبع كنت أحزن كثيرا خصوصا أن كتاباتي لم تكن من النوع الهجومي، كنت فقط أنقل تفاصيل حياتي كمثلي يعيش في مجتمع عربي وبالطبع كانت معظم تلك التفاصيل حزينة مؤلمة لأن هذا هو واقع حياتي؛ وكنت أندهش تماما كيف يتهموني بأنني أروج للمثلية الجنسية وأنا أحكي عن واقع مرير يشجع القراء على الابتعاد عن المثلية ولست أجذبهم نحوها، لكن للأسف مجتمعنا لا يقبل أي شخص مختلف معه ليس في موضوع المثلية فقط ولكن في كل شىء؛ المشكلة مشكلة ثقافة مجتمع".
وأوضح كريم عزمي أنه عادة لا يميل إلى الدخول في مناقشات يعرف مسبقا أنها غير مجدية، وذكر واحدا من أطرف التعليقات التي وصلته عبر مدونته من شخص قال إنه يدرك تماما أنه ليس شخص واحد، وأن ما يقوم به على مدونتي هو مجهود مجموعة كبيرة ممولة من دولة أجنبية لنشر الفسق والفجور في مجتمعنا الاسلامي المتدين.
بالرغم من غرابة التعليق السابق بالنسبة إلى كريم عزمي، إلا أنه أسعده لأنه وصف مجهوده الفردي بأنه عمل مجموعة كبيرة، وقال إنه لا يتقبل وجود تعليقات أخرى مسيئة وقام بإغلاق التعليقات مكتفيا بمن يقرأ له ويهتم بما يكتب.
عن تجربة كريم عزمي التي وصفها في إحدى تدويناته بأنها مؤلمة عند ذهابه إلى طبيب نفسي، قال:" المشكلة لدينا أن معظم الأطباء النفسيين لم يقتنعوا بعد بأن المثلية الجنسية ليست مرض نفسي مثل كل أطباء العالم، وما زالوا يتعاملون مع المثلية على أنها عادة مكتسبة مثل الإدمان، وبأنهم قادرون على علاج المثلية الجنسية، والغريب أن منهم من يصر على هذا الفكر، والذي استمر مع بعض الحالات لسنوات طويلة دون جدوى، والغريب أن لا يوجد واحد منهم استطاع النجاح في علاج حالة واحدة؛ ولو حدث ذلك كان أحدهم خرج للعالم كله متحديا نظريات علم النفس العالمية ليثبت لهم فشلهم".
يكمل قائلا:" لكن الواقع يقول إن هؤلاء الأطباء يجدون في حلم خلاص المثليين من مثليتهم منبع رزق دائم لهم، أو كما نقول بالعامية "سبوبة" فلماذا يخسرون هذا المنبع وينضموا إلى أطباء العالم والقول بأن المثلية الجنسية توجه طبيعي واختلاف طبيعي مثل كل شيىء في الحياة.
ويعتبر الحديث عن العلاج أكذوبة، مشيرا إلى تجربة شاب مثلي مع معالج نفسي مشهور تدهورت حالته بعد العلاج وترك أسرته.
يرى كريم عزمي أن الصورة النمطية للمثلي في الدراما "مثيرة للاشمئزاز"؛ لأن الكل يعتقد أن المثلي هو ذلك الشاب "المايع" الذي يضع مساحيق التجميل ويتلوى مثل النساء العاهرات، وهي صورة لا تمثل الغالبية العظمي للمثليين الذين يفخرون بجنسهم سواء ذكور او إناث بعيدا عن الجنس الذي يميلون له عاطفيا وجنسيا.
مضيفا أن بعض المحاولات الفنية مؤخرا، نقلت صورة المثلي بشكل محترم مثل فيلم "عمارة يعقوبيان" وفيلم "واحد صحيح" و فيلم "ديل السمكة"، أما فيلم "أسرار عائلية" يعتبره كريم عزمي، نقلة نوعية في التعبير عن المثلية ، لأن شخصية المثلي عادة ما تكون شخصية ثانوية يمكن حذفها كما حدث في "عمارة يعقوبيان" عندما تم إعادة تقديمها كمسلسل، لكن فيلم "أسرار عائلية" كانت الشخصية المثلية هي الشخصية الرئيسية للعمل، وقدم الفيلم الكثير من المعاناة الحقيقية سواء من ناحية الأسرة أو المجتمع أو حتى عند محاولة البحث عن حبيب، والفشل في تلك العلاقات، وعدم تقبل الذات، ولكنه يتحفظ على نهاية الفيلم. رغم ذلك يعتبره مجهود رائع.
فيما يتعلق بفشل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية، قال المدون كريم عزمي إن المجتمع مريض ولا يقبل الاختلاف حتى في تشجيع فريق كرة القدم فما بالنا بالمثلية الجنسية. نحن نعيش في مجتمع لا يجيد الحوار ولا التفاهم، ويعتمد على الثقافة السمعية دون أي محاولة ولو بسيطة للبحث خلف موضوع معين للوصول لقناعة ذاتية بعيدا عن الفكر السائد.
وبالنسبة للتعامل الإعلامي مع قضايا المثليين يرى المدون كريم عزمي، أنه لا يوجد أي محاولة جادة للتعامل مع أي قضية مجتمعية لمحاولة تغيير الفكر السائد في المجتمع .. كل ما يفعله الإعلام هو البحث عن قضايا ساخنة وعمل فرقعة إعلامية هدفها الربح المادي فقط وزيادة عدد المشاهدين أو المستمعين.
وأكد عزمي على أهمية وجود مكان معلن لتقديم الدعم النفسي للمثليين، لأن النسبة العظمى منهم لا يقبلون ميولهم الجنسية وهو ما يمنعهم من اقامة علاقات سوية بين بعضهم البعض، لأن الكثيرون منهم يعيشون بطريقة رفضه لميوله، ويكبت تلك الميول حتى يصل لمرحلة الانفجار، ويفعل أي شيىء للحصول على ما يحتاجه، لذلك لابد من العمل على مساندة المثليين أولا و تقبلهم لذاتهم، ثم يأتي العمل على المجتمع بعد ذلك.
هل يفكر المثليين في الهجرة من أجل حل مشاكلهم النفسية؟، سؤال رد عليه المدون كريم عزمي قائلا:" من منا لا ينشد الهجرة سواء مثليين أو مغايرين المهم من ينجح للوصل لها".
عقب السماح بزواج المثليين في أمريكا أثار الأمر الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض، يقول كريم عزمي :"هذا شئ طبيعي، لكن المعارضة كانت أكبر بالطبع، ولم يجد تأييد فعال، لأن الجميع يخشى إتهامه بالمثلية لدفاعه عنها، في الوقت الذي لم يخش رئيس أمريكا أن يكون المساند والمدافع الأول عن قضية المثليين، وذكر أنه يتمنى السماح بزواج المثليين في مصر.
رابط الموضوع على موقع مصراوي