15 March 2011

مفيش حاجة ممكن ترضيك


يتناول طعام الغداء وحيداً .. يرن هاتفه المحمول .. لم يهتم.. لم ينهض حتى ليري من المتصل به .. في السابق كان رنين الهاتف بالنسبة له أهم شئ في الوجود .. يترك كل شئ هام ليجيب .. لأنه كان يعرف أنه هو المتصل .. أما اليوم فلم يهتم .. لأنه يعرف أنه لم يعد يهتم بالإتصال به .. لذلك لم يهتم .. يحاول الاستمتاع بغدائه .. ليس من عادته الإهتمام الطعام .. لكنه يشغل عقله بكل الطرق .. يحاول إيجاد طرق جديدة للإستمتاع و شغل العقل و التفكير .. يقشر برتقالة بتركيز .. يقضم منها بتلذذ غير مسبوق .. تكرر الرنين عدة مرات .. قام يغسل يده بتكاسل غير معهود .. ينظر لإسم المتصل .. إنه هو .

- كل ده علشان ترد ؟
- أسف كنت مشغول
- آه .. ما دمت مشغول يبقى خلاص
- أنا معاك .. خير فيه حاجة ؟
- حاسس انك متغير أو زعلان .. و مستغرب إنك مش مقدر إني مشغول .
- طيب هو أنا قلت حاجة ؟ مفيش مشكلة انك مشغول
- أصلك كان ممكن تبعت لي رسالة تقولي إنك زعلان
- و أنا إتفقت معاك اني مش ألومك على شئ حتى لو كنت زعلان
- طيب و أيه اللي غاصبك على كده
- اللي غاصبني إني بحبك
- و أنا مش عجباني طريقة التعامل دي .. ده شغل أطفال
- يعنى لو اشتكيت و لومتك على تجاهلك مش عاجب .. و لو مش لومتك و لا اشتكيت برضه مش عاجب ؟
- على فكرة إنت غريب جدا .. و مفيش حاجة ممكن ترضيك

يبتسم ابتسامة تملئها الحسرة .. يصمت و لا يجيب على إتهامه له .. فيكمل هو قائلاً :

- أنا قررت متصلش بيك تاني
- و انا مش هزعل و لا هشتكي
- و كده كده الموضوع هيخلص لوحده و بهدوء .

يصمت .. و لا يجيب .. يحضر برتقالة أخري .. يقشرها بتركيز شديد .. يقضم منها بتلذذ غير مسبوق .. و دموعه تنهمر في صمت .





No comments:

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .