20 May 2010

سأرحل عن مدينتكم


سأرحل عن مدينتكم التى عشت بها سنوات كثيرة من حياتى .. مدينتكم التي لم أجد بها الإستقرار و لا الأمان .. فقط وجدت سراباً .. لهثت خلفه لسنوات معتقدا باننى سأصل إليه يوما و سأجد السعادة معه .. و لكن لم يحدث ذلك .

للحظات اعتقدت أن الله يقف ضدى .. لا يرضى لي أن أجد السعادة فى مدينتكم .. تحديته كثيراً .. طلبت منه أن يتركنى .. ابتعدت عنه .. دعوته أن أكون سعيدا حتى و ان كان هذا لا يرضيه .. و لكنه أبى ذلك .

تجارب عديدة – مريرة – عشتها بين ضواحى مدينتكم .. تركت بي جروحاً غائرة .. لم يستطع الزمان مداوتها و لا محو أثرها .. كانت التجربة الأخيرة هي الأقسى من كل النواحى .. فقد كانت التجربة الأكمل من وجهة نظرى على الأقل .. و لكن دائما كانت هناك حلقة مفقودة فى تلك التجربة .. بكيت كثيرا كثيرا بين يديه .. ليس ندماً على حماقات كثيرة ارتكبها كل منا .. ولكن حزناً على عدم اكتمال هذا الحب - رغم المحاولات الكثيرة - و على الفشل في العثور على تلك الحلقة المفقودة التي كانت ستجعل من العلاقة سلسلة مكتملة الحلقات .

فقد كانت الرغبة في الاستقرار و حلم الجمع بين حياتنا سويا لتصير حياة واحدة مشتركة من أهم سمات هذه العلاقة غير المكتملة .. و عندما فشلنا .. ذهب كل فى طريقه الذى ارتضاه .

بعد تلك التجربة .. عانيت كثيرا .. فترات طويلة من التفكير .. إلى أن قررت مغادرة مدينتكم .. ليس يأسا من أن أجد حب أخر ربما يفوق هذا الحب اكتمالا .. و لكن يقيناً من أنى حتى لو وجدت حب أخر فسوف يكون هناك حلقة مفقودة أخرى في موضع مختلف من سلسلة العلاقة .

لهذا قررت أن أرحل عن مدينتكم إلى مدينة آخرى .. مدينة سأنتقل إليها و أنا غريب .. لا أحمل زاد .. فقير .. ضعيف .. غير واثق من نجاحى بتلك المدينة الجديدة .. فقط معى الأمل و الرغبة فى ملاقات الدفء و الحنان و الإستقرار .. تمنوا لى الخير .



No comments:

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .