يجلس وحيداً فوق أحد مقاعد الانتظار الموجودة في احدى العيادات منتظراً دوره للدخول إلى حجرة الطبيب المعالج ممسكاً بكتاب أحضره معه ليقرأ به حتى لا يشعر بالملل من الانتظار ، في الجهة الأخرى المقابلة له يجلس شاب في العشرين من عمره وحيداً .. يبدو الشاب جذاباً شديد الاعتناء بمظهره يجلس منتصب القامة .. ينظر للشاب متأملأً لكن العيون لا تتلاقى حيث لا ينظر الشاب تجاهه مطلقاً .. يعود مرة أخرى لكتابه و يكمل القراءة .. دقائق قلية تمر و تأتي سيدة في الخمسين من عمرها و تجلس في الكرسي المجاور للشاب .. ينظر إليها الشاب ثم ينحني بجسده على ركبتيه واضعاً وجهه بين كفيه ثم ينفخ هواء الزفير بقوة دلالة على ضيقه .. يتابع كريم الموقف الذي لم يفهمه .. يرفع الشاب قامته مرة ثانية ملتفتاً نحو السيدة الجالسة بجواره قائلاً :
- ماما انتي ايه اللي جابك هنا ؟
- انت مش قلتلي انك مش عاوزني اجي معاك ؟ اديني جيت لوحدي
- ماما قومي روحي .. أنا مش صغير علشان تيجي معايا
- و لا أنا صغيرة علشان اسمع كلامك
يعود الشاب مرة ثانية للوضع السابق و تظهر علامات الضيق على وجهه أكثر .. يحاول الشاب مرات متكررة في اقناع السيدة بالانصراف دون جدوى .. ينظر الشاب نحوه للمرة الأولي .. يتظاهر هو سريعاً بأنه يقرأ في كتابه و انه لا يتابع الموقف حتى لا يزيد من ارتباك الشاب و ضيقه .
** 2 **
يجلس على أحد مقاعد الانتظار الموجودة فوق أحد الأرصفة في محطة السكة الحديد .. و بجواره يجلس شاب قابله اليوم للمرة الأولي .. الشاب مضطرب جداً و يضرب بيده فوق المقعد الجالس عليه في حركة لا ارادية تعبيراً عن ضيقه بعدما قابل صديق له هنا في تلك المدينة التي لا يعيش بها و انما جائها لمقابلته .. ينظر إلي الشاب بإستغراب و شفقة وعدم فهم للسبب الذي يدفعه لكل هذا القلق الذي يجتاحه .. يحاول الشاب ان يبث الطمئنينة في نفسه وانه ليس هناك ضرر مما حدث .. يحاول ان يربت فوق كتف الشاب لطمئنته و لكن دون جدوى .. ينتفض الشاب في قلق مما دفعه للتيقن من ان هذه هي المرة الأخيرة التي سيرى بها هذا الشاب حيث سترتبط مقابلتهم بهذا الموقف المؤلم للشاب .. دفع هذا اليقين بعض الدموع العابرة في عينه .. لاحظ الشاب هذا اللمعان الذي سببته تلك الدموع ، حاول الشاب ان يعتذر له عن انه تسبب له في حزنه .. و لكنه ابتسم له ابتسامه حزينه دون أن يوضح له السبب وراء هذه الدموع و تأكده من أن هذا اللقاء سيكون الأخير بينهم و بانه لن يراه مرة ثانية .
** 3 **
يجلس فوق الرصيف حيث لم يكن هناك مقاعد .. منتظراً قدوم السيارة التي سوف يعود بها إلي مدينته و بجواره صديقه الذي يضع زراعه فوق كتفه .. تمني لو ان يحضنه صديقه و يضمه لصدره و لكن الشارع مليىء بالناس .. نظر في عيني صديقه .. أراد أن يرسل له بكل الكلمات و المشاعر التي يحملها داخله في هذا الوقت .. رفع الصديق ذراعه من فوق كتفه و وضع الصديق وجهه في تلك الحقيبة التي كان يحملها في يده .. لم يعرف ماذا حدث لصديقه .. و لما أخفى وجهه .. هل وصلته الرسالة ؟ هل يشعر بالعجز عن تحقيقها الآن لذلك اخفي وجهه عنه و عن الناس ؟ لم يعرف ماذا يفعل .. لكنه وضع ذراعه فوق كتف صديقه و ضغط قليلاً بأنامله على جسد صديقه و ضمه إليه برفق و مسح بيده فوق رأسه محاولاٌ تهدئة صديقه الذي رفع وجهه من الحقيبة ناظراً له مرسلاً إليه رسالات أشد قوة من خلال عينيه .. تمني ان يلقى مصباح علاء الدين ليُخرج منه العفريت و يطلب منه أن ينقله هو و صديقه إلي جزيرة بعيدة عن الناس ليحيا سوياً هناك و يحققا محتوى الرسائل المتبادلة بينهم .
** 4 **
يجلس فوق احد الكراسي المصفوفة في صوان عزاء أحد الجيران .. ينظر نحو الأرض منكساً رأسه .. يستمع لصوت الشيخ و هو يتلوا آيات القرآن الكريم .. يشدو الشيخ بآيات من صورة الشمس .. الجو رائع حيث المساء و نسمات من الهواء البارد .. يفكر في الموت و العبرة منه و تلك الحياة الفانية .. يرفع رأسه عالياً ليستنشق كم أكبر من الهواء المنعش .. يجذب انتباهه ضوء مصباح بعيد في شارع جانبي حيث يسقط الضوء فوق زينة رمضان التي ترفرف بقوة بسبب نسمات الهواء .. يثبت نظره هناك فوق تلك الزينة التي ترفرف .. يتذكر أيام الطفولة و لهفته لصنع تلك الزينة بنفسه هو و أبناء الجيران احتفالأ بقدوم هذا الشهر الكريم .. يشعر بالسعادة و ترتسم ابتسامة فوق شفتيه .. يتذكر انه يجلس في صوان عزاء .. ينكس رأسه ناظراً للأرض مرة أخرى ماسحاً تلك الأبتسامة العابرة عن وجهه.
- ماما انتي ايه اللي جابك هنا ؟
- انت مش قلتلي انك مش عاوزني اجي معاك ؟ اديني جيت لوحدي
- ماما قومي روحي .. أنا مش صغير علشان تيجي معايا
- و لا أنا صغيرة علشان اسمع كلامك
يعود الشاب مرة ثانية للوضع السابق و تظهر علامات الضيق على وجهه أكثر .. يحاول الشاب مرات متكررة في اقناع السيدة بالانصراف دون جدوى .. ينظر الشاب نحوه للمرة الأولي .. يتظاهر هو سريعاً بأنه يقرأ في كتابه و انه لا يتابع الموقف حتى لا يزيد من ارتباك الشاب و ضيقه .
** 2 **
يجلس على أحد مقاعد الانتظار الموجودة فوق أحد الأرصفة في محطة السكة الحديد .. و بجواره يجلس شاب قابله اليوم للمرة الأولي .. الشاب مضطرب جداً و يضرب بيده فوق المقعد الجالس عليه في حركة لا ارادية تعبيراً عن ضيقه بعدما قابل صديق له هنا في تلك المدينة التي لا يعيش بها و انما جائها لمقابلته .. ينظر إلي الشاب بإستغراب و شفقة وعدم فهم للسبب الذي يدفعه لكل هذا القلق الذي يجتاحه .. يحاول الشاب ان يبث الطمئنينة في نفسه وانه ليس هناك ضرر مما حدث .. يحاول ان يربت فوق كتف الشاب لطمئنته و لكن دون جدوى .. ينتفض الشاب في قلق مما دفعه للتيقن من ان هذه هي المرة الأخيرة التي سيرى بها هذا الشاب حيث سترتبط مقابلتهم بهذا الموقف المؤلم للشاب .. دفع هذا اليقين بعض الدموع العابرة في عينه .. لاحظ الشاب هذا اللمعان الذي سببته تلك الدموع ، حاول الشاب ان يعتذر له عن انه تسبب له في حزنه .. و لكنه ابتسم له ابتسامه حزينه دون أن يوضح له السبب وراء هذه الدموع و تأكده من أن هذا اللقاء سيكون الأخير بينهم و بانه لن يراه مرة ثانية .
** 3 **
يجلس فوق الرصيف حيث لم يكن هناك مقاعد .. منتظراً قدوم السيارة التي سوف يعود بها إلي مدينته و بجواره صديقه الذي يضع زراعه فوق كتفه .. تمني لو ان يحضنه صديقه و يضمه لصدره و لكن الشارع مليىء بالناس .. نظر في عيني صديقه .. أراد أن يرسل له بكل الكلمات و المشاعر التي يحملها داخله في هذا الوقت .. رفع الصديق ذراعه من فوق كتفه و وضع الصديق وجهه في تلك الحقيبة التي كان يحملها في يده .. لم يعرف ماذا حدث لصديقه .. و لما أخفى وجهه .. هل وصلته الرسالة ؟ هل يشعر بالعجز عن تحقيقها الآن لذلك اخفي وجهه عنه و عن الناس ؟ لم يعرف ماذا يفعل .. لكنه وضع ذراعه فوق كتف صديقه و ضغط قليلاً بأنامله على جسد صديقه و ضمه إليه برفق و مسح بيده فوق رأسه محاولاٌ تهدئة صديقه الذي رفع وجهه من الحقيبة ناظراً له مرسلاً إليه رسالات أشد قوة من خلال عينيه .. تمني ان يلقى مصباح علاء الدين ليُخرج منه العفريت و يطلب منه أن ينقله هو و صديقه إلي جزيرة بعيدة عن الناس ليحيا سوياً هناك و يحققا محتوى الرسائل المتبادلة بينهم .
** 4 **
يجلس فوق احد الكراسي المصفوفة في صوان عزاء أحد الجيران .. ينظر نحو الأرض منكساً رأسه .. يستمع لصوت الشيخ و هو يتلوا آيات القرآن الكريم .. يشدو الشيخ بآيات من صورة الشمس .. الجو رائع حيث المساء و نسمات من الهواء البارد .. يفكر في الموت و العبرة منه و تلك الحياة الفانية .. يرفع رأسه عالياً ليستنشق كم أكبر من الهواء المنعش .. يجذب انتباهه ضوء مصباح بعيد في شارع جانبي حيث يسقط الضوء فوق زينة رمضان التي ترفرف بقوة بسبب نسمات الهواء .. يثبت نظره هناك فوق تلك الزينة التي ترفرف .. يتذكر أيام الطفولة و لهفته لصنع تلك الزينة بنفسه هو و أبناء الجيران احتفالأ بقدوم هذا الشهر الكريم .. يشعر بالسعادة و ترتسم ابتسامة فوق شفتيه .. يتذكر انه يجلس في صوان عزاء .. ينكس رأسه ناظراً للأرض مرة أخرى ماسحاً تلك الأبتسامة العابرة عن وجهه.