اليوم سنفتح سويا موضوع شائك و مثير للجدل الكثير ، و هو زواج رجل مثلي من امرأة ، لن اقدم لكم نتائج او حلول او اراء نهائية ، فقط سأفتح الموضوع معكم في شكل مجموعة من النقاط ، سأعرض لكم وجهة نظري في الموضوع .
اولا ... ماهي دوافع زواج رجل مثلي من امرأة ؟؟
بالتأكيد تختلف الدوافع و تتنوع باختلاف شخصية الرجل ، و لكن دعوني اعرض لكم بعض الاسباب التى قد تدفع رجل مثلي للدخول في تجربة الزواج من أنثى :
ربما الخوف من المجتمع هو الدافع ، الخوف من اثارة الجدل حول سبب عدم زواج هذا الرجل ، لهذا يلجاء الي الزواج حفاظاً على حياته الخاصة . ربما يكون الزواج هنا كواجهة اجتماعية لهذا الرجل ، لانه انسان ناجح و لابد ان يظهر دائما بمظهر الرجل الذي لا ينقصه شىء و وجود زوجة و اسرة تقليدية يساعده على الحفاظ على عمله و على مكانته الاجتماعية أمام الأخرين .
ربما التجربة هي الدافع خلف الزواج ، لان هذا الرجل غير راضي او مقتنع بمثليته فيقرر الزواج كتجربة ربما استطاع من خلالها ان ينسي عالمه الخاص ، و ان يستمر في الحياة كباقي البشر ، و لكن في هذه الحالة لابد ان يتحلى الرجل بالشجاعة لخوض هذه التجربة ، لان النتائج غير مضمونة ربما نجحت ربما فشلت ، لابد له ان يكون شجاع بشكل كافي .
ربما الانتقام او الاستغلال هو الدافع لهذا الزواج ، و لن اتناول هذه النقطة بالشرح لان قليلون جدا من قد يكون هذا دافعه .
ثانيا ....ما هو موقف الرجل بعد الزواج ؟؟؟
لن اتحدث عن القدرة الجنسية هنا للرجل المثلي فقد يتخيل البعض ان المثلي ليس لديه القدرة لمعاشرة المرأة و لكن هذا فهم خاطىء ، بالطبع ستختلف النتائج من شخص لأخر لكن دعونا نتكلم عن الغالبية ، حيث سينجح الرجل في المعاشرة و لكن كيف و بأي طريقة ؟ بالتأكيد سيكون هناك برود في الأداء و عدم حب لما يفعله .
تخيل كيف سيكون أداء رجل مغايير ينام مع رجل مثلي ، مجرد أداء او واجب او مجرد شىء او حركات للتخلص من الشهوة ، بنفس هذا الأداء سيكون الرجل المثلي مع زوجته ، حيث الدافع خلف العملية الجنسية هو ارضائها و خوفا من انكشاف امره امامها ، و ليس الدافع رغبة داخلية ولا حبا فيها ولا اعجابا بها .
و بالتأكيد لن يكون هذا اللقاء بالمعدل الطبيعي مثل أي رجل مغايير مع زوجته ، فالرجل المثلي هنا يقوم بهذا بأقل معدل ممكن ، او نتيجة لضغط الزوجة عليه ، اذا ما كانت جريئة نوعاً ما .
حدثني شخص ما - مثلي و متزوج - ان النساء بعد الزواج و بعد الحمل و الانجاب يزهدن في العملية الجنسية ، و ان الزوجة تنشغل بالأبناء و البيت عن زوجها و عن حياتها الخاصة و متطلبات جسدها ، لا ادري ما مدى صحة هذه المعلومة و لكن هذا الكلام عن تجربته الخاصة ، و بالتأكيد هذا التطور او التغيير كان في صالحه . أو ربما يعود إلي عدم استمتاع الزوجة من العملية الجنسية .
ثالثا .. ما موقف المرأة بعد الزواج ؟؟؟
بالتاكيد ستشعر المرأة ان هناك شىء غير طبيعي ، ربما اهمال زوجها لها ، لا اقصد المشاعر ، فمعظم المثليين حنونين و متفهمين للمشاعر الانسانية ، و لكن من الناحية الجنسية ، و عدم اكتراثه بها و بتفاصيل جسدها ، و ربما عدم وصولها لنشوتها اثناء اللقاءات الجنسية و ذلك لقصر مدة اللقاء و طبعا نعود مرة اخري الى ان ذلك يعود الى ان الزوج يقوم بهذا ليس بدافع داخلي و انما ارضاء للزوجة او خوفا منها و بالتاكيد هذا يؤثر سلبا على جودة اللقاء .
لو كانت الزوجة غير مثقفة جنسيا ستهتز ثقتها بنفسها ، و انها غير قادرة على اثارة زوجها ، و خصوصا لو انها لم تكن تتمتع بقدر كافي من الجمال ، و ستبدأ بكره ذاتها و الاصابة بالاكتئاب و ربما كره العملية الجنسية كلها .
وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي لزهد المرأة في الجنس بعد الزواج و ليس الانجاب ووجود اطفال و لا الانشغال في البيت كما قال لي احد الاصدقاء .
أما اذا كانت مثقفة جنسياً فستبدأ في البحث حول سبب المشكلة و ربما واجهت زوجها بهذا و هذا نادر الحدوث هنا في مجتمعنا ، و ربما كانت المواجهة بشكل غير مباشر عن طريق اثارة المشاكل و الخناقات و تكدير الصفو العام لمناخ العلاقة التى قد تنتهي بالانفصال و الطلاق .
و هناك نوع اخر قليل نسبيا و لكنه وارد الحدوث ، و هو ان تستغل هذه المرأة ضعف الرجل هنا و تتحرر بشكل ما داخل هذه العلاقة ، و كما لم اتناول نقطة الاستغلال في موقف الرجل ، لن اتناول هنا استغلال المرأة للرجل .
رابعا ... هل يتغير الرجل المثلي بعد الزواج و يصير مغايير ؟؟
حقيقة لا ادري و لو اننى اشك في حدوث التغيير ، و نادرا ما يحدث هذا التغيير ، ربما يصير هذا الرجل المثلي بايسكشوال ، اى انه قادر على ممارسة الجنس مع الجنسين ، و لكن في واقع الامر . انا لا اعتقد ذلك . فلو افترضنا انه اصبح بايسكشوال و انه من النوع الذي يبحث عن الجنس ، ستجده دائما يبحث عنه مع الرجال و ليس النساء ، فهو يكتفي بزوجته و يحمد الله انه قادر على اداء واجباته نحوها ، و ستجده لا ينظر الي امرأة اخرى غيرها ، ارأيتم كم هو مخلص لها !!
خامسا ... اذا كان هذا شكل العلاقة بينهم ، فأيهما الجاني و من فيهما الضحية ؟؟
نعم الزوجة هنا ضحية بكل تأكيد ، و لكن هل الزوج المثلي هو الجاني ؟؟؟ كثيرون سيقولون نعم ، و لكني اختلف معهم . هل أقدم هذا الرجل المثلي على الزواج برغبته ؟ الإجابة بالنفي .. لو عدنا الى كل الدوافع في النقطة الاولي لن نجد منها اي هدف او دافع خاص به او يعود عليه بالنفع ، حتى اذا كان الدافع هو التجربة .
ما هو حكم القانون في القتل تحت الإكراه ؟ أليس الرجل المثلي مُكره هنا ان يرتكب جريمة الزواج من امرأة ؟ و من هو الذي يُكره هذا الرجل على الزواج ؟ أليس المجتمع ؟
لو كان لهذا الرجل الحرية في ألا يتزوج ، و ان يعيش مقبولاً بدون مساس بكرامته و كبرياءه او مكانته العلمية او الثقافية ، و ان يختار من يحب ان يحيى معه رجل كان او امرأة ، هل في هذه الحالة كان سيكون هناك دافع واحد لرجل مثلي ان يتزوج من امرأة ؟
نعم اعلم ان هناك نماذج سيئة جدا جدا قد يراها البعض لرجال مثليين ، و لكن هناك نماذج اسواء لمغاييرن ، في بعض الأوقات افكر في بعض هؤلاء الرجال او الشباب الذين قد يكونوا نموذج سيء للرجل المثلي و التى قد تدفع البعض لكره المثليين جميعا ، و لكن لهم عذرهم ، قد تكون هذه هي الطريقة التى لم يجد غيرها في التنفيس عما بداخلهم : عدم وعي و عدم ثقافة و كره للذات كل هذه الأساب قد تدفعهم للانتقام من انفسهم بهذا الشكل .
هناك الجيد و السيىء في كل مجال و في كل شكل و في كل التصنيفات ، ليس كل المثليين شياطين ، و ليس كلهم ملائكة . و ليس كل المغاييرين شياطين و ليس كلهم ملائكة .
دوعنا نتعرف جيدا على هذا الانسان اولا ، بعيدا عن الاحكام المسبقة التى توارثناها دون وعي و دون تفكير ، ثم نترك الحكم لعقولنا و ليس لمعتقداتنا القديمة ، و اذا اكتشفت ان هذا الانسان سواء كان مثلي او مغاير ، مسلم او مسيحي ، ابيض او اسود ، بحري ام صعيدي ، اهلاوي ام زملكاوي ، منوفي و لا دمياطى ...... الخ ، اذا اكتشفت انه سيىء فابتعد عنه و لكن لا تعمم هذا الحكم على باقي البشر . و ايضا اذا اكتشفت انه جيد فاقترب منه و اكسبه صديقا و لكن ايضا لا تعمم الحكم على باقي البشر .
اخيراً .. و اذا كان الاثنين ، الرجل المثلي و زوجته ، كلاهما ضحايا .. فأعتقد أنكم الآن تدركون من هو الجاني .