عقلي ليس لديه الكثير من ذكريات الماضية، لكني بالصدفة أثناء مشاهدتي التلفاز وبحث عن إحدي القنوات، عثرت على قناة تسمى (ماسبيرو زمان) فتوقفت عندها ، اجتاحتني الكثير من ذكريات الطفولة.. القناة تعرض مسلسلات وبرامج من الماضي وعقلي بدأ في عرض ذكريات من الطفولة ، فقد كنت ذلك الطفل العاشق للتلفاز حيث كان ملاذي وعالمي السحري الذي أهرب فيه من الحياة التي أحياها.
ذكرياتي كلها بالطبع متعلقة بشهر رمضان ، أتذكر أنني كنت كل يوم قبل أذان المغرب أذهب لشراء قرطاس كبير من اللب (لب عباد الشمس) من إحدى المحلات القريبة من بيتي حيث كانت صاحبة المحل تحبني وكانت تعطيني أكثر مما أستحق وكنت أفرح لذلك كثيراً .. وكنت أعود , انتظر أذان المغرب .. أتذكر كثيراً مذاق العرقسوس ورائحة الطعام ومذاق بعض الأكلات .. لا أدري لماذا تغير مذاق الطعام عن الماضي .. وبالطبع بوجي وطمطم أثناء الإفطار .. وقدرتي الرهيبة على حفظ كل تترات المسلسلات والبرامج وأغاني الفوازير وحتى الإعلانات التي كانت تتمتع بالجمال والفن أكثر من الوقت الحالي .. ولكن متعتي القصوة كانت تأتي بعد الإنتهاء من الإفطار وعلى القناة الثانية حيث مسلسل (النينجا تيرتز) .. نسيت أن أخبركم أنه في ذلك الوقت لم يكن في التلفاز سوى قناتين فقط هذا ما قبل القنوات الفضائية وقبل القنوات المحلية أيضاً .. كنت أحضر قرطاس اللب وأجلس مسحوراً أمام التلفاز .. لا أدري بما يحدث من حولي .
صوت السيد مكاوي يسحرني وينقلني للماضي كألة الزمن وهو يؤدي دور المسحراتي بصوته العذب شيء محفور في عقلي ومرتبط بأجمل ليلة عيد عشتها كطفل حيث كنت عائد ليلاً مع أبي أو أخي لا أتذكرتحديداً وأنا حاملاً أكياس أجمل ملابس عيد حصلت عليها في حياتي .. كان عبارة عن بدلة بيضاء انتهى التارزي من حياكتها وكيها وقميص لونه (بينك) عشقته من أول لحظة رأيته فيها حتى قبل أن أجربه وحذاء أبيض ذو رباط أسود .. الذكريات متقطعة وليست مكتملة ولكنها مبهجة .. شكراً قناة ماسبيرو زمان على هذه الحالة التي عشتها وأنا أشاهد شاشتك .
No comments:
Post a Comment
اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .