27 April 2008

ثقب في الأذن .. قصة قصيرة


دخلت حاملاً في يدي ورقة .. الحجرة مليئة بكثير من الناس يرتدون بلاطي بيضاء .. انهم أطباء .. يوجد في باقي الحجرة مجموعة من السرائر الغير مرتبة و الملقي عليها اغطية قذرة بطريقة عشوائية .. يملئتني الرعب و الخوف .. انتظرت قليلاً .. لم يلتفت أحد لي .. وجدتني ابكي .. يلتفت لي احدهم و يقوم إلى .. لم يحدثني .. أخذني الي أحد السرائر القذرة .. و بدأ يفحص قدمي .. لا أعرف لماذا قدمى بالذات .. استمر هذا وقتاً .. لا أدري ماذا يفعل .

دخل الحجرة طبيب أخر كان شاب ضخم قليلاً و ذو بدن ممتلىء و ولكنه وسيماً و قال لطبيب الأول " ماذا تفعل ؟ انه حالتي أنا ".. لم يلتفت إليه و لم يعلق على كلماته و استمر في فحص قدمي .. قال لي الطبيب الأخر "لماذا طلبت منه ان يفحصك ؟" .. أجبته " لم أطلب منه شىء , وجدني ابكي فتدخل لمساعدتي " بعد قليل قام الطبيب الأول - فاحص القدم - عني و انصرف بدون أي كلمات.

اخذني الطبيب الأخر الى سرير ثاني في نفس الحجرة و لكن هذا الجزء منفصل عن باقي الحجرة بستائر تساعد على توفير نوع من الخصوصية .. أنامني فوق السرير و وجدته يمسك بأذني .. لم أري ماذا يفعل هناك و لكن يداه كانت سريعة نوعاً ما , لم أكن اشعر بشىء .. فسألته " ماذا تفعل ؟ " أجاب " اني اقوم بعمل ثقب صغير في أذنك .." سألت مندهشا " لماذا ؟ " قال " كي أضع لك به صاعق , كلما فكرت في المثلية سيصعقك فتتذكر ان توقف التفكير في هذا الأمر ." قلت له " اذا كل من سيرى اذني سيدرك ماهية الأمر " قال " لا لا .. تستطيع ان تشتري صاعق ذهبياً و هكذا سيكون شكل الحلي و لن يلحظ الأخرون ماهية هذا الصاعق " لم يكن مكان ثقب الأذن في المكان المعتاد – أسفل الأذن – بل كان في قمة الأذن . قلت له " لكن بهذا الشىء لن اتخلص من المثلية " لم يعلق الطبيب على كلامي و تركته ينهي ما يفعله .

بعدما انتهي وجدته يقص بعض الشعيرات من شعر رأسي من الأمام – لا أعرف لماذا – لم اسأله لماذا قام بهذا .. بعد ذلك وجدته يجلس بجواري على السرير و يرفع جزئي الأعلى من جسدي و يأخذني بحضنه .. لا اعرف ماذا يفعل .. استمر هذا الحال لمده طويلة .. لم أكن أقابله الإحتضان فقد كانت يداي مرخيتان بجواري .. لم يكن هناك أي حوار بيننا .. فقط الصمت .. حتى قلت له " يكفي هذا لابد أن اعود إلي البيت الأن ".

في الطريق إلي البيت كان يشغل تفكيري ماذا سأقول لهم عن هذا الجرح الذي في اذني .. قررت ان اقول انني كنت عند الحلاق الذي اصابني في اذني بمقصه .. وصلت البيت ، صعدت درجات السلم سريعاً حتى لا يقابلني احد و اتجنب الأسئلة .. أقف أمام باب غرفتي مندهشاً .. حيث وجدت أبي ينام أرضاً على جانبه امام باب حجرتي ممسكاً بين يديه عصى غليظة .. لم أعرف هل أوقظه كى أعبر أم أعبر دون أن يلحظني .. عبرت من فوقه ، نظرت لوجهه ، وجدته مفتح العينين و ينظر إلي الأمام . لم ينظر لي .. لا أدري ماذا هناك و لكني شعرت ببعض الريبة .. دخلت غرفتي و قلت له و انا أغلق الباب " بعد أذنك سأبدل ملابسي " لم يجيب و اغلقت الباب بالمفتاح و لكني وجدت يدا تحاول دفع الباب بقوة .

تملكني الخوف ، ماذا هناك ؟ ايكون قد انكشف أمري ؟ لم يطول التفكير طويلاً .. اذ بعصا تهشم زجاج الباب .. ادركت ان أبي يحاول اقتحام الغرفة .. جريت إلي شباك الغرفة لأفتحه و أهرب منه .. وجدت محاولة الاقتحام توقفت .. لم يكن أبي يصيح او يصدر أي صوت .. قلبي قارب على الافلات من صدري .. لا أعرف ماذا افعل .. هدأت الأصوات خارج الغرفة ولكني شممت رائحة غاز .. لا أعرف هل يريد أبي ان يميتني مخنوقاً ام سوف يحرق الغرفة و انا داخلها ؟

انتفضت من سريري مفزوعاً و جسدي مبتل بالماء حيث يغطى العرق كل جسدى .. انه كابوس ليلة أمس .


9 comments:

momen ahmed said...

صديقي كريم
كابوسك ازعجني

وكاني رئياته في منامي

ولكن لو كنت مكانك

لتركت الدار لاهل الدار وذهبت بعيد

لانام بجوار شخص اهواه لكي يحميني

من غدر الليل وكبوس موحش

نام يا كيمو في حضن تامر وهتكون كل

احلامك سعيده
مؤمن

kareem azmy said...

ما اصعب ما نصحتني به يا مؤمن
ان اترك الدار
و اذهب بعيدا
و انام ف حضن تامر

كلمات بسيطة
يحتاج تنفيذها الي معجزات

z!zOoOo said...

تفتكر يا كريم .. مش ممكن تكون رساله مقصوده توصلك

مش يمكن والدك مش مرتاح وبيتعذب بسببك.. يعنى انت سبب ألمه

كريم متسيبش البيت

متنامش فى حضن حد

روح أتوضى وأترمى فى مغفره الله صلى وادعى ومتزهقش من مده أنتظارك


انا يا كريم كان عندى مشكله صعبه وعنيفة قوى عليا الحمد لله من فتره بدأت أصلى ومتغيرتش من يوم وليله

لكن الحمد لله المواضيع هديت شوية والحمد لله وربنا واقف معايا

أتمنى تصلى وإدعى وانت ساجد

ان شاء الله ربنا هيهديك للطريق الصح الى هو شايفه اصلح ليك

عاشق ياسمين الشام said...

حاسس بيك يا كريم ، و أنا احدى المرات شفت كابوس شبيه بكابوسك ، لكان عايشين بخوف من لحظة نتمنى أن لا تأتي ، خوف من أن يفضح أمرنا و نعاقب على أمر لم نختره.

تحياتي

masternino said...

ابنى الحبيب كريم
من الواضح ان المرحلة التى تمر بها وحالتك النفسية اثرت فى عقلك الباطن وانتجت هذا الحلم وهو دلالة عن الضياع المؤقت والحيرة وعدم الثقة وفقدان الامان
وبالنسبة الى نصيحة صديقى الصغير مؤمن فهو مندفع ومشتاق وكله لوعة وينصحك بما يتمنى ان يفعله هو وده مش ذم فى مؤمن لاء ده صديق عزيز وانا بحبه ولكن دى من واقع خبرتى وعمرى
اما الاخ زيزو والذى لم استطيع ان ادخل الى مدونته فانه راىء ممتاز وارى ان تجربه فلن تخسر شىء
عموما لك منى كل دعم وحب وتقدير
عمك ابو عمر

z!zOoOo said...

والله يا مستر نينو افتكر انا قولت اسمك صح

لو سمح كريم أنى أكتبلك لينك مدونتى هكون سعيد لو شرفتنى

وكمان حاجه عايز اسئل كريم عنها بس لما يرد عليا

فى رعايه الله

kareem azmy said...

زيزو
تعليقا على تعليقك الأول
" و لا تزر وازرة وزر اخرى "

محدش بيتحاسب بذنب حد

ثانيا الحلم قابل للتفسير بتفسيرات مختلفة
كل على حسب وجهة نظرة

kareem azmy said...

محمد من سوريا
شكرا ليك

عم بيدو ابو عمر
شكرا ليك

Hassan Mostafa said...

عزيزي كريم

واضح ان في حاجة مزعلاك لان الاحلام دي بتكون رد فعل عن ان في موضوع انت خايف تفكر فيه وعقلك الباطب بيحاول يناقشه في احلامك كنوع من الاجبار او الدافع انك تحله
فحاول بليز تشوف اية الي مزعلك و تحله و اتمني ان الحالة دي تخلص با بليززززززززززززززز

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .