18 July 2008

الرسالة الأخيرة من تامر

هذة الرسالة كتبها تامر سعيد ، يشرح بها اسباب ابتعاده عني :
****************
و يسألونك عن الفراق قل هو أمر عظيم ...." صدق الله العظيم -انه أمر خطير ،و خطب جلل ،و منحدر صعب الزوايا ،و بحيرة ملأى بأسماك القرش ،و موكب من الرجال يسيرون عرايا في الشارع ،و امرأة في حالة وضع ،ان الأمر خطير بكل المقاييس ،و الموقف صعب بشكل لا يوصف ،و لكن ينبغي ان نخوض فيه إذا اردنا النجاة و الاستمرار ،لم تكن المسألة بيننا مسرحية هزلية أو حتى تراجيدية يبكي عليها الجمهور حينا ثم ينصرف ،انها حياة و زمن و روائح لم تختف ظلالها بعد. تسألني لماذا البعد؟؟ و هل محتوم لكل اقتراب ابتعاد ،و هل الدنيا دائرية مدورة تنتهي حيث تبدأ ؟و هل لا امل في الأمل؟و هل لن ننال من المشاعر سوى ناقة أو جمل ،فلن يجتمعا معا ابدا؟ ألم أقل ان الطريق وعرة ،و الدروب شاقة!! -ان الموضوع كان مسألة حسابية ،يقولون ان الفلسفة لا تجدي ان لم تترجم إلى رياضيات ،و هذا من المسائل الخطيرة التي ينبغي الحذر عند التعامل معها. كانت المشكلة الرئيسية تكمن في حل احدى المسائل الحسابية ،و هي مسألة بسيطة و صعبة في نفس الآن ،لم نجد لها إجابة شافية تريح كل إنسان ،فاصبر و احتسب يا بن آدم حتى نجد الحل !! -اخترع الهنود الأرقام العربية ،و بعدها نشأ علم الجبر من عقول العرب ،هو اختراع عربي محض و فيه تطوير لعلم الحساب الذي عرفه الإنسان البدائي ،و بعد الجبر تطورت و تفرعت علوم رياضية أخرى لا آخر لها ،و لكن بقيت المسألة الحسابية العويصة المستعصية على الحل :ما هو نتيجة جمع واحد زائد واحد؟!

-أعلم ان الظاهر يبدو سهلا ،و لكن الباطن غريب محير ،و منذ الأزل و النقاش يدور :ما هي نتيجة جمع واحد زائد واحد؟ انها ليست مسألة حسابية بقدر ما هي مسألة احتسابية ،و الفرق كبير ،و ان كان على الفهم عسير ،حاول ان تجاريني و ان بدا الأمر في البداية صعب التفسير ،فلآلام المخاض نهاية ،كذا وجع البعاد ... له نهاية..

-اعلم يا بن الأكرمين ان المسألة انتهت إلى ثمانية حلول متضاربة متعارضة ،سأبين فيما يلي مضمون كل منها مع التركيز على الحلول الثلاثة التي تخص مسألتنا الحرجة...

-فلتعلم ان أول الحلول اختصه الله بعلمه ،لا يعلمه أحد من البشر ،الا ثلة من الاولين و ثلة من الآخرين ،و هذا الحل لم احط به علما..

-الحل الثاني تعلمناه في المدارس ،و مازالوا يعلمونه في المدارس ،و تبنى عليه قواعد الحساب و الجبر و المنطق ،و هذا الحل لن أذكره لأنه سيكون من السذاجة ان أذكر ان مجموع الواحد و الواحد يساوي اثنين ،فكلنا نعلم هذا ،لذا لن أذكره حتى اوفر وقت المطلع على هذه الرسالة و لكن سيتم تفصيله و بيان أسراره بعد عرض كافة الحلول التي توصلت إليها عقول البشر للمعادلة الصعبة السهلة...

-الحل الثالث أمره عجيب و غريب ،يذهب البعض إلى ان مجموع الواحد و الواحد يساوي واحد ،و هذا له شروح و تفاصيل ،سيتم إيرادها بعد ادراج كل الحلول الممكنة لهذه المسألة المستعصية على الحل..!!

-الحل الرابع يقول بالعدم ،الصفر ،حيث ان اجتماع شخصين يعني اخفاء كل منهما لنفسه عن الآخر ،فتكون المحصلة انك لا تجد أحدا ،و هذا الحل يصح لدى اجتماع الغرباء ،و نشتق منه الحل السادس لتفسير اجتماع الأقربين...

-الحل الخامس هو ان الناتج يساوي واحد و كسر ،أي مابين الواحد و الاثنين ،و هذا حل أمره غريب ،و لكنه في مضمونه يعتبر اشتقاقا من الحل الثالث ،أو قل تعديلا له ،لذا سيأتي تفصيله مع تفصيل الحل الثالث لهذه المعادلة....

-الحل السادس -الذي اشتققناه من الحل الرابع- هو ان الاجتماع بين اثنين من المقربين يساوي عددا مجهولا هو أقل من الاثنين ،و لا يساوي صفرا ،و لكن يمكن حسابه بالسالب أيضا! و لا تتعجب فإليك التوضيح ،فلنفهم و نعتبر :

ان اجتماع اثنين من المقربين -لا سيما في بلدان لها عادات و تقاليد فاشية قاسية- سيؤدي قسرا إلى ان يكشف كل منهما بعض منه امام الآخر ،و بهذا تكون النتيجة ايجابية ،و تكون أقل من اثنين لأن التقاليد الفاشية لا تسمح بابراز كل النفس ،و إنما تقول باخفاء القسم من النفس الذي يعتبر في عرف التقاليد الفاشية أمرا سيئا يستوجب الاخفاء ،و عليه لا تكتمل النفوس في الظاهر ،و يتم النقصان ،اما انه قد يقل عن الصفر فتفصيل ذلك ان من قواعد التقاليد الفاشية ،و من مبادئ الأخلاق اللاأخلاقية ان تظهر للناس خلاف ما تبطن ،ان تظهر بعضا منك و هو غير موجود فيك ،و هذا يتم حسابه بالسالب ،فإذا كان مجموع النفوس السالبة اعلى رقميا من مجموع النفوس الحقيقية انحطت النتيجة إلى ما دون الصفر ،و هذا يعتبر -للعلم و الفائدة- أسوأ نتيجة لعلاقة ،و أسوأ حل لمعادلتنا. و نظريا يمكن ان تصل النتيجة إلى الصفر إذا تساوت النفوس السالبة مع النفوس الحقيقية ،و لكن هذا الصفر يختلف عن صفر العدم في الحل الرابع ،و هذا الصفر يجوز ان يطلق عليه (الصفر الموجب) تمييزا لن عن صفر العدم ،لأن حالة الصفر الموجب نتجت عن اجتماع نفوس سالبة و أخرى حقيقية ،اما صفر العدم فقد نتج عن العدم!!

-الحل السابع يقول ان المجموع يساوي ثلاثة ،و تفسير ذلك انه إذا اجتمع رجل و امرأة فثالثهما الشيطان ،و الحل الثامن يقول به أصحاب نظريات البركة الالهية ،فيقولون ان بركة الرب تحل على الجماعة و تصبح النتيجة عندئذ رقم صحيح مجهول أكثر من اثنين و لا يساويها ابدا ،و بالطبع لا يقل عنها ،و كل من الحلين السابع و الثامن مكروه ،فإن الحل السابع ينفي امكان نشوء علاقة سوية متكافئة بين رجل و امرأة بعيدا عن الجنس ،و هو أمر ثبت انه غير صحيح بالمرة ،و الحل الثامن يفترض ان ينشأ وجود من العدم بواسطة قوة ما ،لا لشئ سوى اننا نعتقد في وجود هذه القوة ،و كل من الحلين يعتمد على الأمور الغيبوبية و لا يعترف بالعلم.... -ها قد اوجزنا الحلول الثمانية للمعادلة الصعبة ،و أخرنا تفصيل الحلول: الثاني و الثالث و الخامس لأنهم ذوو العلاقة بالسؤال المطروح هنا :لماذا الفراق؟ فصبرا جميلا!

-الحل الثاني -الذي يتم تدريسه في المدارس- هو الحل الذي اؤمن أنا به ،و أذكر اني اخبرتك قبل ان نبدأ -لنقل اني حذرتك- و ذلك لأني كنت احس بالخطر و ان لم أدركه وقتها ،قلت اني أحب نفسي أولا ،ثم أحب من أحب بعدها ،و يتغير ترتيب الآخرين قربا و بعدا مع بغير مواضع الافلاك و مواقع النجوم ،و لكن تبقى نفسي في المرتبة الاولى ،مكتوبة بمداد لا ينمحي ،محفورة في جرانيت صلب عصي على التشكيل ،أنا أولا و من بعدي الأشياء. اؤمن ان هذا هو الحل الانسب لكل إنسان ،ان تكون نفسه أولا ،و بالتالي فعند اجتماع إنسان مع آخر في علاقة ما -أيا كانت- لا تتدهور مكانة نفس الإنسان وراء شريكه ،و بالتالي تظل نفس الإنسان في المرتبة الاولى ،و يأتي الشريك بعدها بحيث يصل في اقصى ارتقاء له إلى المرتبة الثانية وراء نفس الإنسان ،مثل تنافس فرق الدوري العام هذا الموسم على المركز الثاني لأن النادي الأهلي حجز المركز الأول ،و كذلك تنافس مرشحي انتخابات الرئاسة في 2005 على المركز الثاني وراء مرشح الحزب الوطني. ان الأمر يشبه في تنظيمه ترتيب المجموعة الشمسية :تكون نفس الإنسان هي الشمس المهيمنة ،و علاقاته بالآخرين هي الكواكب السيارة ،حتى إذا ما اقترب اثنان إلى اقصى درجة تظل هناك شمسان أي مجموعتان شمسيتان ،أي ان النتيجة تساوي اثنين في اقصى حالات الاقتراب. و هذا الحل يوصي به أهل الحل و العقد من علماء السيكلوجيا أو علم النفس ،و يقولون ان كل إنسان هو فرد ،لا ينسحق امام آخر ،و لا يرضى ان ينسحق آخر له ،و العلاقة بين فردين هي في اقصى صورها علاقة ود و احترام و التزام ينبع من الهوى و ليس من ارادة الآخر ،ليست علاقة فناء نفس في نفس أخرى ،يقولون عن علاقات الفناء تلك انها علاقات مضرة ،و هذا السر في ان مجموع الواحد زائد واحد يساوي اثنين دائما ،لأنهما اجتمعا و لم يفن أحدهما في الآخر ،و لو لاحظت المعادلة باستخدام هذا الحل لوجدت ان الطرفين متساويين :الاثنين (رقميا) تساوي واحد و واحد ،و نفسيا لا تساويها ،فواحد و واحد تعني غربة ،و اثنين معناها ألفة ،ألفة بلا انسحاق أو فناء... -الحل الثالث تتبناه أنت ،و هو الحل القائل بان المجموع يساوي واحد ،و يغذيه تراث مريض من الاشعار و الاغاني الضارة و الكتاب المضللون ،و هؤلاء يتغنون بانسحاق نفسين في نفس واحدة ،و يعلون من شأن زوال اثنين و نشوء واحد ،و هذا أمر لا أحتمله أنا ، فكما ذكرت لك فإن ايماني بالحل الثاني يمنعني من الانسحاق لآخر أو الرضا بانسحاق آخر لي ،هذا أمر عقائدي كما ترى يمتد إلى صميم أسلوب الحياة ،و أنا هنا جاد جدا ،ربما هزلت قليلا فيما سبق و لكني هنا اتكلم بجدية شديدة : انسحاقي امام آخر بقبول الحل الثالث يهدد وجودي في الصميم ،هل تفهم معنى ان تشعر انك مهدد بالانقراض؟ ان كل معنى في حياتك مهدد بالانمحاء و الزوال؟هذا هو ما أحسست به أنا ....

-الحل الخامس و الذي يعتبر الحل التوفيقي بين الحلين الثاني و الثالث يقوم على مبدأ التنازل :ان يتنازل كل واحد عن بعض منه ،الانسحاق الجزئي ،التلاشي المقنن ،ان تقضم بعضا منك و تلقيه في النار من أجل شريكك ،و هذا الحل هو ما ينصح به دائما "فحكم من اهله و حكم من أهلها" ،و هو قد يلائم أنصار الحل الثالث مثلك ،و لكن أنصار الحل الثاني -مثلي- لا يجدون فرقا كبيرا بينه و بين الحل الثالث ،فالمطلب في الحالتين ان تزحزح مكانة نفسك ،ان تنزع من نفسك صفة الشمس في المجموعة الشمسية ،لتصبح كوكبا عاديا يتغير مكانه حسب مواضع الافلاك و مواقع النجوم ،و هو أمر لو تعلمون عظيم!! -و كل من الحلين -الثاني و الثالث- له مساوئ ،فالحل الثاني لن يمنحك الراحة و الأمان ،و لكن سيورثك القلق و الاستنفار ،و في المقابل لن يقابلك الحل الثاني بالفردية التي تنشدها إذا كنت تريد الحرية و الفردية و الاستقلال ،و لكنه سيدفعك إلى الانسحاق في نفس أخرى ،و الحل الخامس يجمع بين مساوئ الحلين لأنه حل توفيقي بينهما... -ليس الأمر هو عيب عندي أو عندك ،انها مسألة عقائدية (في الصميم) كما ذكرت ،انا من أنصار الحل الثاني الذي يقول بالفردية الكاملة أو لا شئ ،و أنت من أنصار الحل الثالث الذي يقضي بالرومانسية العاطفية التي تهلك الطرفين لإنشاء خلق جديد هو واحد و اثنين في نفس الوقت ،و هو الحل الذي يهددني بالفناء كما ذكرت من قبل..

-يحلو لي ان أقول ان هذا ليس السبب الأوحد ،و لكنه الأعظم و الأخطر ،هناك أسباب أخرى و لكن بالامكان غض البصر عنها ،سيأتي ذكرها في الآخر. -أقول لك ان الأمر كان واضحا جليا منذ بدأ الارتباط ،و لا اقصد الفراق ،و إنما أعني الاختلاف في حل معادلة واحد زائد واحد ،عندما اجتمعنا في البداية كان الأمر رائعا ،لم يكن التهديد بالفناء مرعبا بالشكل الذي ينذرني بالفرار ،و مع الوقت ظهر واضحا انك تدفع بالمعادلة نحو الحل الثالث ،تدفعنا نحو مفرمة بشرية ندخل من أحد طرفيها اثنين لنخرج واحدا ،فوليت منك فرارا و ملئت منك رعبا!! -و لما ابتعدنا لفترة و ابتعد خطر المفرمة ،عاد الحنين إلى الاجتماع بك و السير بالمعادلة في طريق الحل الثاني الذي اعتنقه ،و زاد من أملي انك كتبت عن الحب الذي يشبه المطر الذي يبعث النماء ،و الحب الذي هو سيل جارف ،و قلت في نفسي انك لابد غيرت عقيدتك إلى الحل الثاني ،و عدنا ،و عادت المفرمة ،و انطبعت صورتها في ذهني بشكل مؤلم عندما عدت تطبق حلك الثالث بالقوة رغم تحذيري لك ،رغم انذاري لك بالبقاء بعيدا حتى يمر الأمر بسلام -أنت تفهم طبعا ما اقصد- و لكنك أصررت على تطبيق حلك الثالث ،و اصطحبت مفرمتك المرعبة حتى عتبة داري ،و أنا هنا لا أعاتبك على الموقف نفسه لأني اخبرتك أني سامحتك ،و قد سامحتك بالفعل ،أنا اتكلم عما وراء الموقف ،عن المفرمة التي لم يتوقف عملها لحظة ،و لا أريد ان اخبرك ان نفسي كانت ترتجف من الفزع و تصطك اسنانها ببعض مع كل رسالة منك تحمل رعبا لا يوصف عندما تقرر اننا ينبغي ان نعيش معا طول العمر أو انك تشعر بي جزء منك ،أو انه لابد من الزواج أو .. أو ..،و هذا كله سبب لعلاقتنا ضررا مستمرا و عاهة مستديمة لم يعد من الممكن شفاؤها.

-أعلم انك تستغرب و تستنكر ،و لكني ساخبرك بما ألقي في روعي بالأمس ،كنت متكئا على جانبي الايمن حين جاءني الملاك شرحبيل بأجنحته التي تسد مشرق الشمس و مغربها ،ففزعت و تفلت في ثوبي و قلت:"اعوذ بالله منك ان كنت شيطانا" فقال لي "اهدأ إنما أنا الملاك شرحبيل" فعاتبته لأنه لم يأت بصورته البشرية كما اعتاد ،و لما هدأت نفسي قال:"اعلم ان كل إنسان يعاملك بالطريقة التي يحب ان تعامله بها " تساءلت :"أوينطبق هذا على كل العلاقات؟" فأجاب و هو يبتعد:" في العلاقات ذات الأطراف المتكافئة" ثم رحل بعيدا ،و يقصد ان هذه القاعدة لا تنطبق على السادة و الخدم ،أو الآباء و الأبناء ،أولا في علاقات المحبة و الصداقة و الاخوة و الزمالة ، أعلم انك كنت تغرقني بالحب لانك تتمنى مثل هذا مني ،و في المقابل كنت أنا شحيح بشكل واضح ،لأني لا أريد ما تطرحه ،لا أريد ان أجاريك في الفرم و الانسحاق ،و مع الأيام ازددت أنت إغراقا حتى اصبت أنا باسفكسيا الغرق ،و ازددت أنا صمتا حتى اصبت أنت بالجفاف و التشقق ،و كان لامفر من الانفصال لأجل مصلحة كل منا ....

-تقول الاسطورة ان عند نهاية قوس قزح كنز لمن يستطيع السير فوقه و الوصول اليه ،و اجزم اني لمحت بريق الذهب عند نهاية قوسك ،و لكن صندوق الذهب هذا غير متاح لي ،هو متاح لشخص آخر يؤمن مثلك بالحل الثالث ،و أكاد أكون متيقنا من انك لمحت عندي شيئا مماثلا....كان بامكاننا ان نتكامل معا لنصبح آلهة ،و لكنك اردت ان ننفرم معا لنصبح هامبورجر ،و هو شئ رهيب لا أطيقه.

-لك ان تعلم ان الناس مذاهب ،و ان معتنقي الحل الثاني ليسوا بالضرورة أفضل من أصحاب الحل الثالث ،و العكس بالعكس ،المهم ان يعتنق الإنسان الحل الملائم له و يبحث عن شريكه الذي يعتنق نفس الحل ،أو يختارا الحل الخامس معا..

-أنت لست مضطرا لأن تفارق نفسك و تصبح نمرا ،لانك لو ارتديت جلد النمر ستصبح النمر الأضعف وسط النمور ،و أنا لو ارتديت جلد الغزال لأصبحت الغزال الشرس المنبوذ ،كن كما أنت فأنت لا تحتاج للتغير ،و لا العالم يحتاج ان يتغير ،كل ما في الأمر ان التقاء المؤمنين بالحل الثاني مع المؤمنين بالحل الثالث هو أمر ضد قوانين الفيزياء. أنت رائع في رقة الغزال ،و أنا جميل في فردية النمر ،فلا تغير في خلق الله "ان الله لا يحب المغيرين.." صدق الله العظيم

-يبقى ان أذكر الأسباب الفرعية الاخرى و هي لها علاقة بالسؤال موضع البحث(لماذا الفراق؟) و هي ان كانت معلومة منذ البداية فهذا دليل على اني كنت احاول التوفيق بالوصول إلى الحل الخامس و التنازل عن بعض مني ،و لكني تراجعت لما استشعرت الفناء..

-أول هذه الأسباب هو غياب القطبية -موجب و سالب- بيننا ،فكل منا موجب ،و بالتالي تصبح أي علاقة كاملة أمر شاق و مؤلم لكل منا..

-ثاني الأسباب هو بعد المسافة الذي يجعل اللقاء بيننا كل اسبوع أو أكثر من ذلك ،و هو أمر لا اتحمله ،فأنا أحب فيمن أحب ان يكون صاحبا أولا قبل أي شئ ،و هو أمر لا يحدث مع لقاء اسبوعي شحيح الساعات..

-ثالث الأسباب هو انك تفضل ان تعيش في مأساة مستمرة ،حزن أبدي ،ألم بعمر الكون ،و أنا على النقيض منك ،احتفل بكل تفصيلة في حياتي ،و أشعر بالمأساة في مكانها الطبيعي و زمانها العادي و لا أقرها أسلوب حياة لي ،و لعلك تذكر اني اخبرتك مرة ان من يحصل على فرحه بالحزن لن يفرح ابدا ،لأن فرحه سيعني انتفاء مصدر الفرح و هو الحزن!

-آخر الأسباب و اقلها تأثيرا هو فارق السن -فالفترة بين ميلادك و ميلادي حاربت فيها إيران العرب ممثلين في العراق- و ان لم أشعر الا نادرا بهذا الفرق ،و في أحيان أخرى كنت أشعر بك أصغر ،و هذا أمر عجيب و غريب ..

-لا أعلم ان كان مازال يحق لي ان اطلب مهم ان نظل أصدقاء ،أنت طلبت ان أسرد لك وقائع الفراق و أنا امتثلت، و هذه أمنية أرجو ألا تبخل بها علي ،و سأفهم ان رفضت لأني أعلم ان أصحاب الحل الثالث يؤمنون بان الحب يقتل ما كان من صداقة ،و مهما كان ردك ،أحب ان اخبرك مرة أخرى انك طبعت في روحي علامة فشل ابي في طبع واحدة مثلها..... اتمنى لك الحب و التوفيق..

**************