27 January 2025

عينيك مليئة بالدموع



كنت في العمل ، أجلس على احدى الطاولات ومن حولي الكثر من الزملاء .. وأنا مرهق ومتعب ويسلبني النوم من بينهم .. فاستسلمت له ونمت على الطاولة .. وما بين النوم واليقظة بدأ الزملاء في الإختفاء واحدا تلوا الآخر .. إلى ان أصبحت وحيدا شبه نائم .. وفجأة وجدتك واقف خلفي تضع يدك على ظهري .. وانحنيت وقبلتني .. بالرغم من نومي إلا إني أدركت أنه أنت .. لم استيقظ ولكنني تظاهرت بالنوم أكثر .. طمعا في قبلات أكثر .. وبالفعل قمت أنت بتقبيلي مجددا ولكن لسوء الحظ دخلت إحدى الزميلات ورأتك تقبلني وقالت : أسفة وانصرفت مضطربة مزعورة .. وأنا نهضت على صوتها مفزوعا .

لم أجدك خلفي .. لا أدري أين ذهبت لكني أدرك الرعب الذي تشعر به .. وتذكرت كل محاولتك طوال فترة علاقتنا في إخفاء ما بيننا عن الجميع .. طار النوم من عيني واحتل الخوف مكانه .. قمت من مكاني ودخلت الشرفة لا أدري أين أنت وماذا تفعل الآن .. سريعا وجدتك خلفي .. لم تتكلم ولكنى رأيت عينيك مليئة بالدموع .

كان هذا ما رأيته في حلم الليلة .. بعد انفصالنا منذ ٤ شهور .. لا أدري ما تفسير هذا الحلم .

01 August 2024

كي يهدأ قلبي ويرتضي بالهجر


أكتب تلك الكلمات التي تقرأها الآن ليس بهدف العتاب ولا لإصلاح ما كان .. لكن لكي أقنع نفسي وقلبي بقراري الأخير .. ذلك القلب الذي دوما يحن إليك بالرغم من كل الإساءت التي كنت دوما توجهها لي وله .. ذلك الحنين الذي أسميته أنت بالهبل والعبط .. لكن قلبي كان دائما ينسي ، بل ويغفر لك ويعود إليك حتى بدون إعتذار من جانبك او تغيير في وجهة نظرك.

ليست الإساءة الأخيرة منك هي سبب قرار الإنسحاب ولكن كما يقولون كانت القشة التي كسرت ظهر البعير .. ذلك الصوت الصادر من أنفك لي في أخر حوار بيننا .. والذي لم اقبله .. لكن ما كان قبله كان أصعب.

● عندما كنت اطلب منك كلمات الحب وتوضيحي لك بأنك اوصلتني لدرجة التسول ولكنك لم تعبأ بذلك وظللت شحيح وبخيل في مشاعرك .. فالحب كالإدمان .. يعتمد على الاحتياج والتعلق .. لذا عليك ان تعطي من تحب جرعات الحب بشكل مستمر بدون توقف .. ولكن لو كنت بخيلا في حبك ومشاعرك وجعلته يتسول منك الحب ويطلب جرعات الحب منك فاعلم أنه لن يبقى بجوارك طويلاً .. وكلما زادت فترات الخصام والهجران بينكما كي ترى مدى تعلقه بك وانك الأقوي والذي لا يستطيع العيش بدونه فأعلم أنك تدفع من يحبك نحو طريق الشفاء من حبك .. وستجده ذات ليلة قد برء منك ومن حبك ومن تعلقه بك .. وستسمع رسالة : لقد نفذ رصيدكم .

● عندما كنت أتحدث معك عن الارتباط ورغبتي في أن أعيش الوهم معك وأني من سيشتري الدبلة وكان رد فعلك هو السفسطة حول الكلمة "يعني ايه ارتباط ؟يعني ايه جواز ؟" وكأنني كنت اطلب منك أن تكتب الشقة بإسمي وليست مجرد دبلة لا تسوى أي شئ سوى في نظري أنا .. ولكنك بخلت عليّ حتى بالوهم .

● عندما تحدثت معك حول شكل العلاقة بيننا وعن ماذا تريد مني ؟ فأعدت لي السؤال دون إجابة منك كعادتك .. ولكني أجبت على سؤالك بمنتهى الوضوح وأنت أيضا لم تجيبني .. فعرضت عليك خياران .. إذا لم تكن تحبني ولا تريد ارتباط وأنك فقط تريد الجنس .. فهناك شكل أخر للعلاقة وهو الجنس فقط لكنك في تلك الحالة ستخسر الكثير .. ستخسر الحب والإهتمام والمشاركة .. فقط وقت الحاجة للجنس سوف تكون موجود .. وإذا ظهر شخص أخر سوف تنتهي تلك العلاقة الجنسية فورا .. فما كان منك أن تقول " ده تهديد ؟" واصدرت ذلك الصوت بأنفك والذي لم أتقبله منك .. وللأسف ما قلته لك لم يكن تهديد .. بل كان محاولة ضعيفة أخيرة للتمسك بك وبحبي لك .. لكني قررت إنهاء تلك المهزلة التي لا أجد منها غير الإهانة والقليل من المشاعر في حضنك .

● حتي بعد ذلك بيومين عندما طلبت مني أن اتصل بك .. لو كنت بدأت كلامك بالاعتذار وأنك لم تقصد ما قمت به لكنت سامحتك كالعادة ولنسيت تلك الإساءة .. لكنت بدأت كلامك بسؤالي عن كلامي عن شكل العلاقة بيننا .. فما كان مني أن قلت لك لقد إنتهى الموضوع ولم يعد هناك علاقة .. فما كان منك أن أنهيت المكالمة دون أي محاولة منك لإصلاح ما كان .

● يبدو ، بل أصبحت متأكدا ، أن ذلك الحب الذي كنت أراه في عينيك وفي حضنك ما كان سوى إنعكاس لحبي لك .. ولم يكن هناك بداخلك أي مشاعر نحوي .. بدليل في كل مرة كنت تضايقني وتسئ إليّ وكنت أبتعد عنك ، كنت أنت أيضا تبتعد .. وأنا من كنت أعود وأحن إليك .

● وأيضا تلك المرة التي صدمتني بها وكشفت لي عن سر عدم قبولك لتناول أي طعام معي .. وإعتقادي أنك ترفض تناول أي طعام خارج بيتك بسبب أنك تشمئز ولكنك صارحتني بأنك لا تريد أن يكون بيننا "عيش وملح" لأنك ترى أنه لو حدث بيننا أي علاقة جنسية فسوف تصبح أنت خائن للعيش والملح .. وأنا الذي كنت أعتقد أن حبنا أقوي من العيش والملح ولكنك حطمت ذلك الوهم عندي .. ولم تعتذر عن هذا الكلام ولا ذلك الاعتقاد الغريب ولكن قلبي غفر لك وأكمل في حبك .

● تقول لي انك كنت تعلم اني سأهجرك وكنت تشكك في حبي لك .. بعيدا عن صحة كلامك من عدمة ..فهذا معناه أنك لم تصدم او تتعرض للجرح او للخذلان مثلما حدث لي .. فأنا الذي بكي كثيرا من كلامك وتشكيك في حبي وباقي ما حدث .. أنا الخسران ولست أنت .

بعد سرد كل تلك الوقائع والاسباب قد هدأ قلبي وارتضي بالهجر ولكن لا أدري لمتى سيتقبل قلبي هذا القرار وينسي كل ما سبق ويغفر لك .

23 April 2022

احترموا إبتلاءات الأخرين

 


عندما تقابل شخص ما مبتلى بعيب أو ذنب ، لست أنت أيضا مبتلى به ، أرجوك .. لا تتعالى عليه وتتعامل معه بدونية .. فأنت لست بأفضل منه .. فعدم دخولك إمتحان ما ، ليس معناه أنك بأفضل ممن دخل هذا الإمتحان ورسب فيه .. فلا تحكم عليه حتى تدخل نفس الإمتحان بنفس الظروف وأنظر ما هي نتيجتك في نفس الإمتحان ونفس الإبتلاء.

 

وعليك أن تدرك بأنك أنت شخصياً لست ببعيد عن هذا الإبتلاء .. فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله ) فالاستهزاء بالناس محرم ، ويُخشى على صاحبه أن يسلب النعمة ، وأن يعاقب فيصاب بمثل ما استهزأ به من ذنب أو عيب .

 

حتى وإن كنت لا تؤمن بتغير الحال وأنك أبدا لن تقع في مثل هذا الذنب أو هذا الإبتلاء .. فقد تمتحن بشكل أخر وهو أن يبتلى به فرد من أهلك .. أخوك أو إبنك أو حتى أبيك .. فربما يبتلى أحد هؤلاء وسترى وقتها وقع تعاليك وإحتقارك لهذا الإبتلاء.

 

أنت لا تدرك وقع كلماتك التي تلقيها في وجه المبتلي .. تلقيها وكأنك فوضت من الله بفعل ذلك .. لا تدرك مدى تأثيرها عليه .. تلقيها وأنت لا تدرك مدى علاقة هذا المبتلى بربه .. ربما يكون أقرب لله منك .

 

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات/11 .
وقال تعالى : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) الهمزة/1.

والهمز : يكون بالإشارة ، واللمز : يكون بالقول ، واللماز هو العيّاب الطعان ، والويل : واد في جهنم .

لذلك فكل دورك عندما تلقى شخص ما مبتلى بعيب أو ذنب، أن تتعامل معه بالحسنى أو تبتعد عنه بالحسنى دون إساءة له أو التسبب في ألم نفسي له وعليك أن تشكر ربك أنه لم يبتليك أنت بمثل هذا الإبتلاء وأنك لم توضع في مثل هذا الإمتحان .

 

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ ) رواه الترمذي.

 

 

29 July 2021

ماذا بعد إنتشار جرائم قتل الأزواج والزوجات؟

 


قال تعالى في كتابه العزيز : )وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)  أي أن من شروط استمرار الزواج الأساسية هي توافرهذا الركنين الأساسيين (المودة والرحمة) وليس الجنس والأولاد كما يشيع الموروث المجتمعي وأنه يجب الاستمرار في العلاقة الزوجية من أجل الأولاد .

 

والأية القرأنية من بدايتها تشتمل على ثلاثة أمور تعد الأساس للعلاقة الزوجية، وهم : (السكن النفسي، والمودة، والرحمة) الأول هو السكن النفسي يعني الاطمئنان والراحة النفسية، وكم هي السعادة والاطمئنان حين يجد كل من الرجل والمرأة على السواء شريكاً له في مسيرة الحياة يفضي إليه بمكنون أسراره، ويطمئن إليه، ويجد راحته النفسية بجواره.

والأمر الثاني هو المودة.. تعني الحب الذي يربط ويؤلف بين القلوب، فهو من أسمى العواطف في العلاقة الزوجية الحميمة التي لها قدسيتها وحرمتها، والأمر الثالث هو الرحمة، والرحمة تأتي على رأس منظومة القيم الأخلاقية.

 

ولكن ما نشهده هذه الأيام من انتشار جرائم القتل بين الزوجين يعد جرس إنذار للجميع ليعيد المجتمع ترتيب أوراقه وأفكاره التي قد تكون السبب غير المباشر خلف هذه الجرائم مهما تعددت الأسباب المباشرة خلف كل قضية من تلك الجرائم .

 

ولذا على المجتمع أن يستوعب حقيقتين هامتين:

-         الحقيقة الأولى أن الزواج ليس الشكل الأوحد الناجح في الحياة، والزواج ليس هدف في حد ذاته ، الهدف هو الوصول للسعادة والراحة النفسية والسكن النفسي ، والسعادة والسكن النفسي يختلف من شخص لأخر. فهناك الكثيرون من البشر يجدون سعادتهم في الوحدة بعيدا عن ضغوط وأعباء الحياة الزوجية. فلا تضغطو على جميع الأشخاص للزواج على أساس ان الزواج واجب أو فرض او حتى الشكل الاجتماعي المقبول . فكل انسان يعرف الطريق والاسلوب الأنسب لحياته.

 

فلا تجعلو الزواج هدف في ذاته ولا تجعلوه النمط الأوحد المقبول مجتمعيا ولا تضغطو على الكثيرين لخوض هذه التجربة بدون استعداد نفسي ولا تقبل للموضوع. بالطبع لا أقصد المثليين فقط في هذه النقطة فهناك الكثيرون من الأشخاص المغايرين لا يرغبون في الزواج، لأسباب كثيرة مختلفة ، من كل الفئات ومن كل المستويات وحتى من علماء الدين .

– تستطيع قراءة كتاب (العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج الكاتب /عبد الفتاح أبو غدة)

 

أعتقد إذا تخلص المجتمع من هذه الثقافة الإجبارية الضاغطة على الأفراد للزواج وخوض تلك التجربة الغير مرغوبة فيها من جانب بعض الأفراد سيتم التخلص من 75% من التجارب الزوجية الفاشلة المنتهية عل الأقل بالانفصال والطلاق .

 

-         الحقيقة الثانية التي يجب أن ينتبه لها المجتمع هي كيفية إختيار شريك الحياة .. وهذا ليس بالأمر الهين ، فالموضوع ليس إختيار قميص أو فستان يعجبني شكله وأستطيع شراءه فقط ، وإن لم يعجبني بعد ذلك استطيع الإستغناء عنه وعدم لبسه أو حتى إلقاه في القمامة .. لو أدرك كل مشتري أن هذا القميص أو الفستان سوف يلتصق به للأبد ولن يستطيع التخلص منه أو أنه سيكون سبباً في موته لفكر ألف مرة قبل اختيار هذا القميص أو الفستان وذلك لإختيار الأنسب و الأصلح له .

 

لذا يجب على المجتمع بكل قنواته وامكانياته أن يبث تدريبات وارشادات وتوعية بطرق مباشرة وغير مباشرة عن كيفية انتقاء شريك الحياة الأنسب والأصلح لكل فرد ، وليس إختيار الأجمل ولا الأشيك ولا الأغنى .. الشريك الذي سوف تتوافر معه الشروط الثلاثة السابق ذكرها (السكن النفسي، والمودة، والرحمة) .

 

أما من لا يستطيع الزواج ولا يريده فهو حر في اختياراته .. واذا وجد السكن والمودة والرحمة مع نفسه أو مع صديق أو أي كائن أخر فهو حر في اختياراته .. المهم أن يعيش في سلام نفسي مع نفسه ومع باقي المجتمع دون ارتكاب جرائم تنهي حياته وحياة الأخرين . حفظنا الله وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.