زحام شديد .. أناس كثيرون من حوله .. لكن كل ذلك أصبح بالنسبة له أشباح أو ربما صور متحركة على شاشة عرض كبيرة .. و هو هناك مجرد مشاهد .. غير مشارك فيما يراه .. لا شئ يستطيع جذبه من وحدته تلك ليصير جزءاً من هذا العالم الأخر الذي يشاهده دون اكتراث .
فوق مقعد بجوار النافذة بقطار الجنوب يجلس وحيداً محاولاً القراءة لكن دون فائدة .. عيناه تلتهم السطور و الكلمات لتلقي بهما خارج العقل .. يبدو أن العقل أغلق موانيه و أعلن عدم ترحيبه بقدوم أي شئ إليه .. لا يستطيع النوم أيضاً .. ينظر خارج النافذة يراقف الأنوار البعيدة سريعة الحركة و الزوال و التى تبدو كنجوم في هذا الليل الحالك .
يصل للمكان المنشود الذي يطأه للمرة الأولى .. يشعر بالدفء .. درجة حرارة القطار أقل من الخارج بكثير .. محطة القطار شبه خاوية من البشر .. ربما لأن الوقت ليلاً .. ينتظر قدوم صديقه .. يهاتفه .. يخبره أنه في الطريق إليه .. يحاول مسح تفاصيل المكان من حوله بعينيه .. ليس هناك إختلافات كثيرة عن مدينته .. كل الأماكن تتشابه .. يفكر في لقاء صديقه المنتظر .. كيف سيقابله صديقه و كيف سيحكى له تفاصيل المشكلة .. لا يقوى على السرد .. يتمنى ألا يسبب له هذا اللقاء آلماً فوق ما يحمله الآن .
يأخذه صديقه في حضن طويل .. تمتلأ عيناه دموعاً .. و يمتلأ وجه صديقه إبتساماً .. يستوقف صديقه عربة و يصلا لبيته .. لا يقوى هو على الكلام .. لكن صديقه يخفف عنه و يبث داخله الثقة .. و أن ما يمر به ليس بشئ .
في تلك المدينة البعيدة عن مدينته .. التى جاء إليها هرباً من مشكلاته و أحزانه و خوفه الذي أفقده الاحساس بالغربة .. الغربة التي شعر بها و هو في حجرته ببيته .. بيته الذى تربى و كبر و عاش فيه كل سنوات عمره .. لم تعد الغربة في المكان تشكل أي مشكلة بالنسبة له .. جاء إليه بحثاُ عن الأمان الذي يشعر به دائماً عندما يكون بجواره .
بعد منتصف الليل بقليل .. يسير هو و صديقه سوياً في شوارع تلك المدينة الهادئة .. نسمات من الهواء العليل تهب محاولة مسح الحزن و الألم عنهما .. يستنشق أكبر قدر من الهواء البارد .. يتجه الاثنان نحو شاطىء النيل .. تنتشر رائحة الذرة المشوي في الهواء .. يشترى له صديقه واحداً لانه لا يحب الذرة .. يختارا مكاناً بعيداً عن الأضواء .. يجلسا سوياً منصتين لأصالة و هى تشدو .. انتهينا م العتاب .
يستلقى على ظهره .. ناظراً للسماء حيث النجوم المتلألئه .. يطلب منه صديقه أن يتوسد فخذه .. ينظر للسماء و لوجه صديقه ثم يبتسم .. يغمض عينيه عندما يتذكر مشكلته .. تتلاشى الابتسامه .. يحاول طرد أشباح الخوف من تفكيره .. لكنه لا ينجح .. تتملكه الأفكار المرعبة و الخوف الذي جعل قلبه كعصفور يحاول الفرار من صدره و كأن هناك من يحاول الامساك به و قتله .
تفر دمعتان ساخنتين من عينيه .. يعترف أمام نفسه و أمام صديقه أنه مذنب و أنه يتحمل جزء كبير من مسئولية الجرم الذي أُرتكب في حقه .. و أن برائته في التعامل مع الأخرين هي المتهم الأول في وقوع تلك الجريمة .. حيث انعدمت الأخلاق و انحطت خصال الناس لأقصى الحدود .. و يجب على الانسان ان يفكر مليون مرة قبل ان ينظر او يتفوه بكلمه لأي انسان .. حيث لم تعد المظاهر الخارجية تدل على الباطن الحقيقي للناس .. فقد تحطمت التابوهات القديمة للشر و الشررين .. و أصبحوا يرتدون ثياب الملائكة المطرزة بالأخلاق الحميدة .. و يخلعونها عند الهجوم حيث تظهر حقيقتهم البشعة الحقيرة .
يقبل يد صديقه لأنه سامحه و غفر له و أنه ما زال هنا بجواره و لم يتخلى عنه .. يطلب منه صديقه أن يهدأ و لا يفكر كثيراً .. فيجيبه بالايجاب طالباً منه أن يضع يده فوق قلبه ليهدىء من روعه .. يمد صديقه يده واضعاً إياها فوق قلبه المرتجف .. يشعر بدفء رهيب يسري من يد صديقه إلى قلبه المرتجف .. فيشعر بخدر لم يشعر به قبل الآن .. لا يعتقد أن مسكنات العالم قد يكون لها هذا التأثير القوي و الفوري .. تصدر منه أهه رغماً عنه ممزوجة بدموع دافئة تسيل على خده .. ينظر لصديقه دون كلام .. يتمنى أن تبقى يده تلك فوق قلبه للأبد .. يهدأ القلب لدرجة أنه يعتقد أنه توقف تماماً عن الحركة .. يتمنى أن يتوقف الزمن عند هذه اللحظة .
أنا و انت ظلمنا الحب
هوا يا هوا
فوق مقعد بجوار النافذة بقطار الجنوب يجلس وحيداً محاولاً القراءة لكن دون فائدة .. عيناه تلتهم السطور و الكلمات لتلقي بهما خارج العقل .. يبدو أن العقل أغلق موانيه و أعلن عدم ترحيبه بقدوم أي شئ إليه .. لا يستطيع النوم أيضاً .. ينظر خارج النافذة يراقف الأنوار البعيدة سريعة الحركة و الزوال و التى تبدو كنجوم في هذا الليل الحالك .
يصل للمكان المنشود الذي يطأه للمرة الأولى .. يشعر بالدفء .. درجة حرارة القطار أقل من الخارج بكثير .. محطة القطار شبه خاوية من البشر .. ربما لأن الوقت ليلاً .. ينتظر قدوم صديقه .. يهاتفه .. يخبره أنه في الطريق إليه .. يحاول مسح تفاصيل المكان من حوله بعينيه .. ليس هناك إختلافات كثيرة عن مدينته .. كل الأماكن تتشابه .. يفكر في لقاء صديقه المنتظر .. كيف سيقابله صديقه و كيف سيحكى له تفاصيل المشكلة .. لا يقوى على السرد .. يتمنى ألا يسبب له هذا اللقاء آلماً فوق ما يحمله الآن .
يأخذه صديقه في حضن طويل .. تمتلأ عيناه دموعاً .. و يمتلأ وجه صديقه إبتساماً .. يستوقف صديقه عربة و يصلا لبيته .. لا يقوى هو على الكلام .. لكن صديقه يخفف عنه و يبث داخله الثقة .. و أن ما يمر به ليس بشئ .
في تلك المدينة البعيدة عن مدينته .. التى جاء إليها هرباً من مشكلاته و أحزانه و خوفه الذي أفقده الاحساس بالغربة .. الغربة التي شعر بها و هو في حجرته ببيته .. بيته الذى تربى و كبر و عاش فيه كل سنوات عمره .. لم تعد الغربة في المكان تشكل أي مشكلة بالنسبة له .. جاء إليه بحثاُ عن الأمان الذي يشعر به دائماً عندما يكون بجواره .
بعد منتصف الليل بقليل .. يسير هو و صديقه سوياً في شوارع تلك المدينة الهادئة .. نسمات من الهواء العليل تهب محاولة مسح الحزن و الألم عنهما .. يستنشق أكبر قدر من الهواء البارد .. يتجه الاثنان نحو شاطىء النيل .. تنتشر رائحة الذرة المشوي في الهواء .. يشترى له صديقه واحداً لانه لا يحب الذرة .. يختارا مكاناً بعيداً عن الأضواء .. يجلسا سوياً منصتين لأصالة و هى تشدو .. انتهينا م العتاب .
يستلقى على ظهره .. ناظراً للسماء حيث النجوم المتلألئه .. يطلب منه صديقه أن يتوسد فخذه .. ينظر للسماء و لوجه صديقه ثم يبتسم .. يغمض عينيه عندما يتذكر مشكلته .. تتلاشى الابتسامه .. يحاول طرد أشباح الخوف من تفكيره .. لكنه لا ينجح .. تتملكه الأفكار المرعبة و الخوف الذي جعل قلبه كعصفور يحاول الفرار من صدره و كأن هناك من يحاول الامساك به و قتله .
تفر دمعتان ساخنتين من عينيه .. يعترف أمام نفسه و أمام صديقه أنه مذنب و أنه يتحمل جزء كبير من مسئولية الجرم الذي أُرتكب في حقه .. و أن برائته في التعامل مع الأخرين هي المتهم الأول في وقوع تلك الجريمة .. حيث انعدمت الأخلاق و انحطت خصال الناس لأقصى الحدود .. و يجب على الانسان ان يفكر مليون مرة قبل ان ينظر او يتفوه بكلمه لأي انسان .. حيث لم تعد المظاهر الخارجية تدل على الباطن الحقيقي للناس .. فقد تحطمت التابوهات القديمة للشر و الشررين .. و أصبحوا يرتدون ثياب الملائكة المطرزة بالأخلاق الحميدة .. و يخلعونها عند الهجوم حيث تظهر حقيقتهم البشعة الحقيرة .
يقبل يد صديقه لأنه سامحه و غفر له و أنه ما زال هنا بجواره و لم يتخلى عنه .. يطلب منه صديقه أن يهدأ و لا يفكر كثيراً .. فيجيبه بالايجاب طالباً منه أن يضع يده فوق قلبه ليهدىء من روعه .. يمد صديقه يده واضعاً إياها فوق قلبه المرتجف .. يشعر بدفء رهيب يسري من يد صديقه إلى قلبه المرتجف .. فيشعر بخدر لم يشعر به قبل الآن .. لا يعتقد أن مسكنات العالم قد يكون لها هذا التأثير القوي و الفوري .. تصدر منه أهه رغماً عنه ممزوجة بدموع دافئة تسيل على خده .. ينظر لصديقه دون كلام .. يتمنى أن تبقى يده تلك فوق قلبه للأبد .. يهدأ القلب لدرجة أنه يعتقد أنه توقف تماماً عن الحركة .. يتمنى أن يتوقف الزمن عند هذه اللحظة .
أنا و انت ظلمنا الحب
هوا يا هوا
No comments:
Post a Comment
اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .