كان يدرك مسبقاً أن اللعب مع الصغار لا يأتى من ورائه غير الحزن و الندم .. و يبدو أن الحذر لا يمنع القدر .. إنهم عديمي الخبرة .. فهم لا يقدرون قيمة ما تهبهم من عطايا و لا يحافظون على ما وهبوا .. فقد تعطي أحدهم شىء نفيس و لكنه لجهله و قلة خبرته في الحياة لا يقدر هذا الشئ و قد يلهو به و يتسبب في تدميره .. و هذا شئ متوقع .. فالجواهر في أيدي البلهاء زجاج لا قيمة له .
يلقاه صدفة .. يتصرف الأخر و كأن شيئاً لم يكن .. و كأنه لم يرتكب جريمة في حقه .. يصمت هو كثيراً منتظراً أن يبرر الأخر له سر إختفائه .. أن يعتذر .. أن يعطي مبررات .. و لكن دون شئ .. يصمت هو أيضا .. ثم يطلب هو منه أن ينسي كل ما كان .. يسأله هل هذا قرارك .. يجيب هو : نعم بدون شك .
ديكتاتوريا إن أُعْطِي ديكتاتوريا إن أَبْـخَلْ
وَقَّعْتُ - أَنَا - صَكَّ الهَجْرِ فالحاكِمُ يَعْزِلُ لا يُعْزَلْ
قال الأخر : إن كان هذا قرارك فلك السمع و الطاعة .. يجيب هو : جميل .. و لكن يبقى كلمة أخيرة أود أن أخبرك بها .. إعلم أنك سوف تندم عليً و سوف تدرك قيمتى .. ليس الآن و لكن فيما بعد .. أتمنى لك السعادة .
ينهض و يتركه خلفه جالساً .
No comments:
Post a Comment
اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .