في فترة ما قبل ثورة 1952 حيث الاحتلال البريطاني لمصر و نظام الحكم الملكي كان الهدف الأسمى للشعب المصري هو القضاء على الاحتلال و التخلص من الملكية و نظام الاقطاع و قد نجح ضباط الجيش الأحرار بالتعاون مع الشعب في تحقيق هذا الهدف و فرض نظام الحكم الجمهوري لأول مرة في التاريخ المصري .
و بعد مرور فترة من الزمن و بعد اتخاذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس و السيطرة المصرية الكاملة على قناة السويس و الحصول على مواردها كاملة دون شريك ، هذا القرار الذي استفز انجلترا و التي قررت الانتقام من مصر هذا الانتقام الذي جاء مع رغبة فرنسا للانتقام من مصر لمساندتها للثورة الجزائرية ضدها و كذلك رغبة اسرائيل في الاستيلاء على سيناء .. اجتمعت تلك الرغبات مكونين العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 و الذي قـُبل بمقاومة شديدة من الجانب المصري و انسحبت القوات الثلاث منهزمين بعد قرار وقف اطلاق النار و كان هذا النصر نتيجة لتحالف الجيش مع قوي الشعب و تظهر المقاومة الشعبية بوضوح في مقاومة أبناء بورسعيد لهذا العدوان .
بعد ما يزيد عن العشر سنوات و التي كانت تتخلها بعض المناوشات بين الطرفين العربي و الاسرائيلي ، تستعد خلالها اسرائيل بأحدث أنواع الأسلحة مستعينة ببعض الدول الغربية الكبرى و الاعلام الموجه و المخطط و محاولة كسب التأيد العالمي للقضية الاسرائيلية ، في نفس الوقت يتم إنشغال الدول العربية ببعض المشاكل الداخلية و تهمل جانب التسليح ، تقوم اسرائيل بهجوم مفاجىء على جبهات متعددة على مصر و الأردن و فلسطين و سوريا كان هذا عام 1967 و هذه الحرب التي نعرفها نحن بالنكسة و يعرفها العالم باسم حرب الستة أيام حيث تحتل فيها اسرائيل شبه جزيرة سيناء بشكل كامل بالاضافة إلى بعض المناطق العربية الأخري و دولة فلسطين بأكملها .
و تمر سنوات يعاني فيها الشعب المصري مرارة الهزيمة و فقدان جزء غير هين من أراضيها .. في نفس الوقت يستعد الجيش المصري بشكل غير علني لحرب استعادة و تحرير سيناء .. و بالمثل جائت حرب أكتوبر 1973مفاجأة للجانب الاسرائيلي الذي لم يتوقع أن يقوم الجيش المصري بهذه الحرب .. و قام المصريين بحرب أكتوبر المجيد و نجح المصريين في استعادة الضفة الشرقية من قناة السويس و تم استعادة باقي سيناء عن طريق معاهدات السلام و قرار وقف إطلاق النار مع الجانب الاسرائيلي .. و راح الألاف من شباب مصر شهداء في تلك المعركة و حاول الشعب نسيان آلامهم لفقدان أبنائهم و التظاهر بالفرحة و تضميد جراح فقدان الأعزاء كما غنت شادية " سينا رجعت كاملة لينا و مصر اليوم في عيد " نعم كان عيداً رغم الحزن الذي ملاء قلوب الكثيرين و رغم استشهاد الألاف .. لا أحد يستطيع أن ينكر أن هذه الحرب و هذا الحزن الذي خيم على معظم البيوت المصرية قد أثر بشكل محوري في عادات و سلوكيات الشعب المصري .
و مرت السنوات و أصبحنا في العصر الحالي و لكل عصر هدف ، نعم لابد من وجود هدف محوري يجتمع حوله الشعب لتحقيقه .. و لكن يا ترى ما هو هدف شعبنا الحالي ؟ هل هو التقدم ؟ هل هو الازدهار و التميز ؟ هل هو الارتقاء الصناعي و منافسة الدول الأخرى في بعض الصناعات و لو كانت صغيرة ؟ هل هو الصراع حول محاولة خلق مناخ صحي و قيمي و اجتماعي أفضل للمواطن المصري ؟ لا أعتقد ذلك فليس أي من تلك الأهداف كان هدفنا .. و لكن الهدف الذي إشترك فيه كل الشعب على تحقيقه في السنوات الأخيرة كان القضاء على الشعب المصري نفسه .. نعم القضاء على الشعب المصري .. لا تصدق ذلك ؟ سأوضح لك ذلك في الفقرات التالية .
كلنا نعرف أن الماء هو سر الحياة كما تقول الحكم القديمة .. في مصر المصدر الوحيد للمياة هو نهر النيل .. بل أن لا وجود لمصر بدون النيل و قد أدرك القدماء هذا فقدسوه و أصبح أحد آلهتهم و مع ذلك فقد اتفقنا نحن الشعب المصري المعاصر على القضاء على هذا المصدر الوحيد للحياة لدينا .. فأصبح النيل سلة المهملات و القاذورات لكل مخلفات الشعب المصري ، و مخلفات المصانع السامة ، و مقبرة للحيوانات الميتة و قد اصبح النيل أحد فروع الصرف الصحي .. ناسين أن تلك المياة التي نبذل قصارى جهودنا لتلويثها يعاد ضخها مرة ثانية لنا في مواسير مياة الشرب لتصل إلينا محملة _ مهما كانت درجة تنقية هذه المياة _ بمختلف السموم التي قمنا نحن بإلقائها بها .
اتفقنا نحن الشعب المصري على أن نخترع من الطعام قنابل للقضاء على الشعب المصري .. لم يقتصر دور الشعب على تلويث المياة و التي سوف تروي النباتات و الاطعمة التي سنتناولها .. تلك النباتات التي سوف تحتفظ داخلها بكثير من السموم و الملوثات التي اوجدناها في مياة النيل و لكن قام الفلاح المصري باستخدام اختراع أخر رائع ألا و هو الهرمونات تلك المواد الكيماوية التي لها مفعول السحر حيث يضيفها الفلاح مساءاً لثمار الفاكهة و الخضراوات و التي مازالت في بداية مرحلة النمو ليجدها صباحاً قد أصبحت ضخمة و جاهزة للقطف و البيع .
هذه الخضر و الفاكهة التي استخدم الهرمونات في انضاجها تعتبر من الأسباب الرئيسية في اصابة المواطنين بالفشل الكلوي و الأورام و السرطان و أمراض الكبد .. و نشيد بالذكر دور كبار بعض المسئولين في استيراد الكثير من المبيدات الزراعية المسرطنة يعني مش عارف اقول أيه .. الشعب كله شغال بمنتهى الهمة و النشاط لتحقيق الهدف الأسمى .
و قد قام بعض نشطاء الوطن بتصنع و ابتكار نوع جديد من الألبان لا يحتاج مزارع و لا أبقار و لا أي نوع من الحيوانات و لكن كل ما يحتاجه هو شكارة بدرة سيراميك مع قليل من مكسبات الطعم و اضافتهم للماء و يكون المشروب جاهز للاستخدام .. و طبعا نشكر صاحب هذا الابتكار و نتمنى من الدولة ان تعطيه احدى جوائز الدولة التقديرة الخاصة بالاختراعات و نشيد بالسادة المسئولين عن توفير مواد البناء بتوفير المواد الخاصة المستخدمة في صناعة هذا النوع من الألبان و عدم رفع سعرها حفاظاً على المنتج الجديد .
و قد كان لرجال الأعمال و المستوردين دور فعال في تحقيق هدفنا حيث شاركوا بمجهود رائع في استيراد الاطعمة الغير صالحة للاستخدام الحيواني و طرحها بالاسواق المصرية على أنها منتجات للاستخدام الأدمي رافعين شعار " خلي الغلابة تاكل " .
و نشيد بدور شركات استيراد الأدوية في استيراد بعض الأنواع التي لا تصلح للاستخدام بالخارج للمواطن الأوربي لخطورتها و طرحها بالاسواق المصرية محتكرين الانواع الجيدة و الفعالة للمواطن الأوربي ( مواطن الدرجة الأولى ) كذلك نشكر بعض الأخوة المصرين الذين قاموا بإنشاء مصانع صغيرة لصناعة الأدوية ببدرومات المنازل و اسفل سلالم البيوت و هذا مساعدة منهم في حل مشكلة الدواء متخذين نفس أسماء الأدوية المستوردة و نفس شكل الغلاف الخارجي فهذا هو الشىء الهام أما محتوي علبة الدواء فهذا لا يهم ، سائرين على مبدأ الشافي هو الله مش علبة الدواء – و يقوم هؤلاء السادة الأفاضل بتوزيع هذه الأدوية بأسعار أرخص على الصيدليات رافعين شعار " ليه تتعالج لما ممكن تموت " طبعا بنشكر هؤلاء على مجهوداتهم الفعالة في تحقيق الهدف الأسمى .
و لم يقتصر التسمم فقط على المأكل و المشرب و لكنك ستجد أيضا التسمم في الأفكار .. نعم فالأفكار أيضا تسمم .. حيث تقوم جماعات من الشعب بطرق مختلفة على نشر أفكار التعصب الأعمى و نشر الجهل الفكري بين أوساط المتعلمين .. لا تقرأ كتب أخري غير الكتب الدينية .. فأي كتاب أخر هو علم لا ينفع .. قد يزعزع عقيدتك .. لا تصاحب مسيحي و لا تهنئة بعيده .. لا تلقي السلام على غير المسلمين .. و تبدأ الأزمات الطائفية المصحوبة بأعمال العنف و القتل .. كله كويس ما دام بيخدم هدفنا الأسمى .
و نشكر أيضا الاهمال و التسيب في كل وسائل الأمن و سلامة المواطن المصري .. قطارات تولع بالناس اللي فيها .. تمام قوي خير خير .. سفن تغرق بكام ألف مواطن .. حلو قوي .. جبل ينهار فوق منطقة عشوائية بها مئات المصريين و يتم تسوية الأرض فوق الأنقاض .. يا راجل مية بس ياريتهم كانوا ألف .. تمام يا رجالة مادام كله بيخدم القضية الكبرى .
أعتقد اننا قد حققنا أرقامنا قياسية في عدد المصابين بالفشل الكلوي و الكبد و السرطان في مصر .. رافعين شعار " المصريين أهما حيوية و عزم و همه "
و نحن في انتظار الدور الهام الذي ستلعبه فيروسات الانفلونزا سواء الطيور أو الخنازير و هذا لعدم وجود أي إحتياطيات أمنية أو أساليب وقائية أو عادات صحية لدي الشعب المبجل للحد من انتشار أي وباء أو فيروس قد يجتاح البلاد .. قد يقول البعض أن هناك حجر صحي في المطارات .. و بسؤال الكثيرين ممن عبروا بوابات المطارات المصرية قادمين من بعض الدول الأوربية اجابوا بنفي هذه الاشاعة .. و بالطبع فقد كان هذا هو العشم .. حيث كيف لنا أن نوقف أحد السائحين طالبين منه أن يتم فحصه بأي شكل من الأشكال .. دي تبقى هزولت .
و من هنا نهيب بكل مواطن مصري بان يقوم باحتضان و تقبيل كل سائح يراه في المطارات المصرية حتى لو كان شكله يدل انه يعاني من اسهال الخنازير و هذا بهدف تنشيط السياحة ببلدنا العريق .
و سؤال أخير .. يا ترى كمان كام سنة هنقدر نكون حققنا هدفنا بشكل كامل و قضينا على الشعب المصري بأكمله ؟ و هل سوف نحتاج لخطط جديدة و ابتكارات أخري تساعدنا للوصول لهدفنا الأسمى و لا كده كفايا ؟
و بعد مرور فترة من الزمن و بعد اتخاذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس و السيطرة المصرية الكاملة على قناة السويس و الحصول على مواردها كاملة دون شريك ، هذا القرار الذي استفز انجلترا و التي قررت الانتقام من مصر هذا الانتقام الذي جاء مع رغبة فرنسا للانتقام من مصر لمساندتها للثورة الجزائرية ضدها و كذلك رغبة اسرائيل في الاستيلاء على سيناء .. اجتمعت تلك الرغبات مكونين العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 و الذي قـُبل بمقاومة شديدة من الجانب المصري و انسحبت القوات الثلاث منهزمين بعد قرار وقف اطلاق النار و كان هذا النصر نتيجة لتحالف الجيش مع قوي الشعب و تظهر المقاومة الشعبية بوضوح في مقاومة أبناء بورسعيد لهذا العدوان .
بعد ما يزيد عن العشر سنوات و التي كانت تتخلها بعض المناوشات بين الطرفين العربي و الاسرائيلي ، تستعد خلالها اسرائيل بأحدث أنواع الأسلحة مستعينة ببعض الدول الغربية الكبرى و الاعلام الموجه و المخطط و محاولة كسب التأيد العالمي للقضية الاسرائيلية ، في نفس الوقت يتم إنشغال الدول العربية ببعض المشاكل الداخلية و تهمل جانب التسليح ، تقوم اسرائيل بهجوم مفاجىء على جبهات متعددة على مصر و الأردن و فلسطين و سوريا كان هذا عام 1967 و هذه الحرب التي نعرفها نحن بالنكسة و يعرفها العالم باسم حرب الستة أيام حيث تحتل فيها اسرائيل شبه جزيرة سيناء بشكل كامل بالاضافة إلى بعض المناطق العربية الأخري و دولة فلسطين بأكملها .
و تمر سنوات يعاني فيها الشعب المصري مرارة الهزيمة و فقدان جزء غير هين من أراضيها .. في نفس الوقت يستعد الجيش المصري بشكل غير علني لحرب استعادة و تحرير سيناء .. و بالمثل جائت حرب أكتوبر 1973مفاجأة للجانب الاسرائيلي الذي لم يتوقع أن يقوم الجيش المصري بهذه الحرب .. و قام المصريين بحرب أكتوبر المجيد و نجح المصريين في استعادة الضفة الشرقية من قناة السويس و تم استعادة باقي سيناء عن طريق معاهدات السلام و قرار وقف إطلاق النار مع الجانب الاسرائيلي .. و راح الألاف من شباب مصر شهداء في تلك المعركة و حاول الشعب نسيان آلامهم لفقدان أبنائهم و التظاهر بالفرحة و تضميد جراح فقدان الأعزاء كما غنت شادية " سينا رجعت كاملة لينا و مصر اليوم في عيد " نعم كان عيداً رغم الحزن الذي ملاء قلوب الكثيرين و رغم استشهاد الألاف .. لا أحد يستطيع أن ينكر أن هذه الحرب و هذا الحزن الذي خيم على معظم البيوت المصرية قد أثر بشكل محوري في عادات و سلوكيات الشعب المصري .
و مرت السنوات و أصبحنا في العصر الحالي و لكل عصر هدف ، نعم لابد من وجود هدف محوري يجتمع حوله الشعب لتحقيقه .. و لكن يا ترى ما هو هدف شعبنا الحالي ؟ هل هو التقدم ؟ هل هو الازدهار و التميز ؟ هل هو الارتقاء الصناعي و منافسة الدول الأخرى في بعض الصناعات و لو كانت صغيرة ؟ هل هو الصراع حول محاولة خلق مناخ صحي و قيمي و اجتماعي أفضل للمواطن المصري ؟ لا أعتقد ذلك فليس أي من تلك الأهداف كان هدفنا .. و لكن الهدف الذي إشترك فيه كل الشعب على تحقيقه في السنوات الأخيرة كان القضاء على الشعب المصري نفسه .. نعم القضاء على الشعب المصري .. لا تصدق ذلك ؟ سأوضح لك ذلك في الفقرات التالية .
كلنا نعرف أن الماء هو سر الحياة كما تقول الحكم القديمة .. في مصر المصدر الوحيد للمياة هو نهر النيل .. بل أن لا وجود لمصر بدون النيل و قد أدرك القدماء هذا فقدسوه و أصبح أحد آلهتهم و مع ذلك فقد اتفقنا نحن الشعب المصري المعاصر على القضاء على هذا المصدر الوحيد للحياة لدينا .. فأصبح النيل سلة المهملات و القاذورات لكل مخلفات الشعب المصري ، و مخلفات المصانع السامة ، و مقبرة للحيوانات الميتة و قد اصبح النيل أحد فروع الصرف الصحي .. ناسين أن تلك المياة التي نبذل قصارى جهودنا لتلويثها يعاد ضخها مرة ثانية لنا في مواسير مياة الشرب لتصل إلينا محملة _ مهما كانت درجة تنقية هذه المياة _ بمختلف السموم التي قمنا نحن بإلقائها بها .
اتفقنا نحن الشعب المصري على أن نخترع من الطعام قنابل للقضاء على الشعب المصري .. لم يقتصر دور الشعب على تلويث المياة و التي سوف تروي النباتات و الاطعمة التي سنتناولها .. تلك النباتات التي سوف تحتفظ داخلها بكثير من السموم و الملوثات التي اوجدناها في مياة النيل و لكن قام الفلاح المصري باستخدام اختراع أخر رائع ألا و هو الهرمونات تلك المواد الكيماوية التي لها مفعول السحر حيث يضيفها الفلاح مساءاً لثمار الفاكهة و الخضراوات و التي مازالت في بداية مرحلة النمو ليجدها صباحاً قد أصبحت ضخمة و جاهزة للقطف و البيع .
هذه الخضر و الفاكهة التي استخدم الهرمونات في انضاجها تعتبر من الأسباب الرئيسية في اصابة المواطنين بالفشل الكلوي و الأورام و السرطان و أمراض الكبد .. و نشيد بالذكر دور كبار بعض المسئولين في استيراد الكثير من المبيدات الزراعية المسرطنة يعني مش عارف اقول أيه .. الشعب كله شغال بمنتهى الهمة و النشاط لتحقيق الهدف الأسمى .
و قد قام بعض نشطاء الوطن بتصنع و ابتكار نوع جديد من الألبان لا يحتاج مزارع و لا أبقار و لا أي نوع من الحيوانات و لكن كل ما يحتاجه هو شكارة بدرة سيراميك مع قليل من مكسبات الطعم و اضافتهم للماء و يكون المشروب جاهز للاستخدام .. و طبعا نشكر صاحب هذا الابتكار و نتمنى من الدولة ان تعطيه احدى جوائز الدولة التقديرة الخاصة بالاختراعات و نشيد بالسادة المسئولين عن توفير مواد البناء بتوفير المواد الخاصة المستخدمة في صناعة هذا النوع من الألبان و عدم رفع سعرها حفاظاً على المنتج الجديد .
و قد كان لرجال الأعمال و المستوردين دور فعال في تحقيق هدفنا حيث شاركوا بمجهود رائع في استيراد الاطعمة الغير صالحة للاستخدام الحيواني و طرحها بالاسواق المصرية على أنها منتجات للاستخدام الأدمي رافعين شعار " خلي الغلابة تاكل " .
و نشيد بدور شركات استيراد الأدوية في استيراد بعض الأنواع التي لا تصلح للاستخدام بالخارج للمواطن الأوربي لخطورتها و طرحها بالاسواق المصرية محتكرين الانواع الجيدة و الفعالة للمواطن الأوربي ( مواطن الدرجة الأولى ) كذلك نشكر بعض الأخوة المصرين الذين قاموا بإنشاء مصانع صغيرة لصناعة الأدوية ببدرومات المنازل و اسفل سلالم البيوت و هذا مساعدة منهم في حل مشكلة الدواء متخذين نفس أسماء الأدوية المستوردة و نفس شكل الغلاف الخارجي فهذا هو الشىء الهام أما محتوي علبة الدواء فهذا لا يهم ، سائرين على مبدأ الشافي هو الله مش علبة الدواء – و يقوم هؤلاء السادة الأفاضل بتوزيع هذه الأدوية بأسعار أرخص على الصيدليات رافعين شعار " ليه تتعالج لما ممكن تموت " طبعا بنشكر هؤلاء على مجهوداتهم الفعالة في تحقيق الهدف الأسمى .
و لم يقتصر التسمم فقط على المأكل و المشرب و لكنك ستجد أيضا التسمم في الأفكار .. نعم فالأفكار أيضا تسمم .. حيث تقوم جماعات من الشعب بطرق مختلفة على نشر أفكار التعصب الأعمى و نشر الجهل الفكري بين أوساط المتعلمين .. لا تقرأ كتب أخري غير الكتب الدينية .. فأي كتاب أخر هو علم لا ينفع .. قد يزعزع عقيدتك .. لا تصاحب مسيحي و لا تهنئة بعيده .. لا تلقي السلام على غير المسلمين .. و تبدأ الأزمات الطائفية المصحوبة بأعمال العنف و القتل .. كله كويس ما دام بيخدم هدفنا الأسمى .
و نشكر أيضا الاهمال و التسيب في كل وسائل الأمن و سلامة المواطن المصري .. قطارات تولع بالناس اللي فيها .. تمام قوي خير خير .. سفن تغرق بكام ألف مواطن .. حلو قوي .. جبل ينهار فوق منطقة عشوائية بها مئات المصريين و يتم تسوية الأرض فوق الأنقاض .. يا راجل مية بس ياريتهم كانوا ألف .. تمام يا رجالة مادام كله بيخدم القضية الكبرى .
أعتقد اننا قد حققنا أرقامنا قياسية في عدد المصابين بالفشل الكلوي و الكبد و السرطان في مصر .. رافعين شعار " المصريين أهما حيوية و عزم و همه "
و نحن في انتظار الدور الهام الذي ستلعبه فيروسات الانفلونزا سواء الطيور أو الخنازير و هذا لعدم وجود أي إحتياطيات أمنية أو أساليب وقائية أو عادات صحية لدي الشعب المبجل للحد من انتشار أي وباء أو فيروس قد يجتاح البلاد .. قد يقول البعض أن هناك حجر صحي في المطارات .. و بسؤال الكثيرين ممن عبروا بوابات المطارات المصرية قادمين من بعض الدول الأوربية اجابوا بنفي هذه الاشاعة .. و بالطبع فقد كان هذا هو العشم .. حيث كيف لنا أن نوقف أحد السائحين طالبين منه أن يتم فحصه بأي شكل من الأشكال .. دي تبقى هزولت .
و من هنا نهيب بكل مواطن مصري بان يقوم باحتضان و تقبيل كل سائح يراه في المطارات المصرية حتى لو كان شكله يدل انه يعاني من اسهال الخنازير و هذا بهدف تنشيط السياحة ببلدنا العريق .
و سؤال أخير .. يا ترى كمان كام سنة هنقدر نكون حققنا هدفنا بشكل كامل و قضينا على الشعب المصري بأكمله ؟ و هل سوف نحتاج لخطط جديدة و ابتكارات أخري تساعدنا للوصول لهدفنا الأسمى و لا كده كفايا ؟