24 April 2008

القيود و تطاير الأفكار

لا ادري ماذا يحدث لي .. فترة كبيرة مرت حتى الان و انا غير قادر عن الكتابة .. اصبحت غير قادر على الامساك بتلك الافكار التي تراودني بين الحين و الأخر ، تظهر و تداعب عقلي و لكن عقلي يتباطء عن الامساك بها - لا اعرف هل يفعل هذا قاصداً ام بدون وعي - فتطير سريعاً و تحلق بعيداً عنه ، فتصيبني حالة من الضيق .. اشعر بأن عقلي اصبح مثل الاسد العجوز الذي فقد كل اسنانه

احاول جاهداً في التوصل لاسباب تلك الحالة و لكني اجد اسباب كثيرة ، تداخلت و تشابكت كي تحجب عقلي و تبعده بعيداً في تلك الحجرة المظلمة حيث لا يستطيع تميز أي شىء مما حوله ، لا يوجد هناك شىء سوى الأحساس باللزوجة و العفن ، لا استطيع ان احيى في تلك الحالة من عدم الوضوح

احاول التوصل لماهية الأسباب فوجدتها تتنوع و تختلف و لكنها في النهاية تتشكل في هيئة قيود و أثقال !!

تتنوع اشكال تلك القيود ما بين القيود النفسية و الاجتماعية و الأمنية اجتمعت كلها في انسجام و توافق ضد عقلي لتمنعه من اللحاق بأي افكار كي يقتنصها ، اجتمعت كي تجره الى تلك الحجرة اللزجة التي اكرهها

بدأت تلك الحالة منذ كتابة قصة العصفور الأحمر تلك القصة التي عبرت عن مشكلة احياها في الواقع و اخترت ذلك الشكل غير المباشر كنتيجة لبعض القيود و الأثقال التي زادت مع مضي الوقت ، من بعدها لم استطيع الكتابة او التعبير عن ما يدور بداخلي من افكار او هموم او اي فكرة اخرى .

ربما احساسي بالذنب تجاه من احب بعدما تعرض لمشكلة ما و حاولت أن اساعده و ادافع عنه فخرجت محاولاتي في شكل نيران صديقة اصابته هو ، فالخوف الذي اصابني و الزعر الذي تملك كل ذرة مني خوفاً عليه افقدني كل قواعد المنطق ، فكانت محاولاتي لانقاذه ذات نتائج عكسية اضرت به و الحقت به الأذى بدلأ من انقاذه .

اعرف انه سامحني و تفهم موقفي و لكن هل أنا سامحت نفسي ؟

اشعر كأنني كالجندي في المعركة الذي اصاب صديقه بطلقة من بندقيته فأصبح غير قادر اطلاق أي طلقات اخرى حتى في اتجاه العدو . فجلس يشاهد صديقه المجروح غير عابىء بما يدور حوله في المعركة

ربما من القيود و الأثقال الأخرى هي المشكلات العامة التي يعاني منها المجتمع المصري الأن من فقر و ارتفاع في الاسعار و قمع و مهانة و ذل و احساسي بأنني غير قادر على الخوض في تلك الأمر خوفاً و حرصاً . فالكل يعرف الأن ان النت و العالم الأفتراضي الجميل الذي كنا نحلق فيه بعيداً عن هموم الواقع اصبح غير أمن . بل أن هناك قوي تدعو الي تقيد هذه المساحة الضيقة من الحرية و فرض الرقابة عليها حيث لن يصبح هناك مكان او متنفس نحيى به بعيداً عن واقعنا المرير

لا أعرف كيف أو متي سيتخلص عقلي من تلك القيود و الأثقال التي تعوقه عن الكتابة ، و أن يخرج من تلك الحجرة المظلمة ، و لكني اتمنى ان يكون هذا قريباً