02 March 2008

التفاح الأخضر و التفاح الأحمر و المثلية الجنسية


أثبتت التجارب المعملية فشل زراعة شجر التفاح الأخضر في البلدان العربية مقارنة بزراعة شجر التفاح الأحمر الذي احرز نجاحاً باهراً هنا .

جاءت هذه النتائج بعد اجراء بحث ميداني على 156 شجيرة من التفاح الأخضر حيث تم اجراء تجربة زراعتهم في الصحراء الشرقية حيث التربة الرملية الصحراوية و حيث لا وجود لمياة النيل و ندرة الأمطار و انعدام المياة الجوفية و الرياح الشديدة .

و الغريب ان 7 شجيرات فقط من 156 شجيرة صدموا لفترة أطول من باقي الشجيرات ، اما باقي الشجيرات لم يستطيعوا الصمود امام الرياح و الجفاف ، و بعد قرابة شهرين ، هلكت ال 7 شجيرات و لم يستطيعوا البقاء .

في حين اثبتت شجيرات التفاح الأحمر نجاحاً باهراً : حيث تم اجراء التجربة على 100 شجيرة من التفاح الأحمر حيث تم زراعتهم في الدلتا حيث التربة الخصبة و مياة النيل الوفيرة و وجود الرعاية من المشرفين على التجربة مع عدم وجود رياح شديدة قد تضر بالشجيرات .

و كانت النتائح مبهرة فقد نمت حوالي 70 شجيرة و اصبحوا شجرات مثمرات ، في حين النسبة القليلة الباقية لم تنجح في النمو و تلفت لاسباب غير مهمة .

من كل هذا نستطيع أن نستخلص حقيقة هامة وهي أن شجر التفاح الأخضر غير صالح للنمو في البلدان العربية بينما نسبة نجاح التفاح الأحمر مرتفعة جداً ، كذلك فالتفاح الأخضر ليس لذيذ الطعم بينما التفاح الأحمر شهي و لذيذ ، لذلك ننصحكم بزراعة التفاح الأحمر .
....................................

ما رأيكم في هذا البحث العلمي و نتائجه ؟ و ما مدى مصداقية هذه النتيجة ؟ هل حقا ستزرعون التفاح الأحمر فقط معتمدين على هذا البحث ؟ مصدقيين أن التفاح الأخضر غير صالح للزراعة هنا ؟
....................................

اسمع ضحكاتكم ، كيف لي أن اجري بحثاً و مقارنة بين شيئين متناسياً كل الظروف المحيطة ؟ كيف لي ان اقارن بين الزراعة في الأجواء غير المناسبة للزراعة حيث التربة الصحراوية و ندرة المياة و الرياح الشديدة و بين التربة الخصبة و الماء الوفير و الرعاية المطلوبة ؟ فمثلا حينما اود المقارنة بين نمو شجيرات التفاح الأخضر و شجيرات التفاح الأحمر لابد أن اوفر نفس المناخ المحيط و نفس الظروف البيئية حتى استطيع ان أتوصل الي نتيجة بحث صادقة عن مدى صلاحية زراعة التفاح الأخضر في البدان العربية ، حتى لو لم أكن من محبي التفاح الأخضر لابد أن اكون موضوعي و صادق في تجربتي و بحثي و النتيجة التى توصلت اليها .

و لكن اعتقد انني لست الوحيد الذي يخطأ و يقع في مثل هذه الأخطاء الجوهرية عند عمل مقارنة و دراسة او بحث ، فقد قرأت عن بحث أجري على مجموعة من مثلي الجنس ، ذلك البحث يثبت ان العلاقات بين المثليين فاشلة و غير قابلة للإستمرار مقارنة بالعلاقات القائمة بين المغاييرين .

و أتساءل هل الباحث أخذ في الإعتبار الظروف المحيطة بالعلاقة ؟ أم اهملها ؟ بالضبط كما أهملت انا الفرق بين البيئة الصحراء و البيئة الزراعية و الفرق بين توافر المياة و عدم وجود المياة ؟

كيف له أن يهمل كل العوامل المحيطة التى تساعد على إنجاح العلاقة بين المغاييرن و بين العوامل التى تحض على فشل العلاقة بين المثليين : فموافقة الأهل و مباركتهم للعلاقة بين المغاييرين و تقبل المجتمع للزواج بين المغايرين و مساعدة الناس و الأهل و الجيران في تأسيس بيت الزوجية ، و حتى الفرح و ليلة الزفاف و إعلان الإرتباط في هذا الجو السعيد ، كل هذه عوامل تساعد على انجاح العلاقة ، حتى بعد مرور وقت و ظهر مشاكل بين الطرفين يظهر الأهل او هؤلاء الاشخاص الذين يدفعون الطرفين للصلح . أليست كل هذه الظروف المحيطة تساعد على استمرار العلاقة بين المغاييرين ؟ هل توجد هذه الظروف عند المثليين ؟

بالطبع لا توجد ، كل ما يوجد عوامل تساعد على انهاء العلاقات بينهم : فعدم تقبل المجتمع لهذا النوع من العلاقات و وجود رواسب داخلية عند المثليين بأن ما يفعلوه خطأ و حرام و غير شرعي و كذلك نظرة الدين و الخوف من افتضاح امرهم ، و الحرص في التعامل امام الناس ، و عدم تدخل اي طرف للصلح بين الحبيبين اذا حدثت مشكلة بينهم . أليست كل هذه عوامل تحض على عدم استمرار العلاقة بين المثليين ؟

هيئوا الظروف المناسبة لنمو العلاقة بين المثليين ، تلك الظروف التي توجد عند زواج المغاييرين و دعونا نري ماذا سيحدث ، و دعونا نجري تجاربنا حول مدى مصداقية وجود الحب و طول استمرار العلاقة بين المثليين .

أرجوا من الباحثين و العلماء اتخاذ كل الأسس و القواعد السليمة في ابحاثهم و مراعات الموضوعية في نتائجهم حتى لو لم تكن من محبي التفاح الأخضر اقصد المثليين .