03 December 2010

في برج القاهرة


ميدان طلعت حرب
مكتبة الشروق
سلام باليد
و حضن سريع
نظرة متفحصة
و خجولة .

فرويد و باولو كويلهو
يجتمعان سويا
بحقيبة واحدة .

و بالحقيبة الثانية
ترقد فاطمة ناعوت
فوق سرير مرسوم عليه
نصف شمس صفراء
في حجرة كـُتـِبَ على بابها .

" أدعوا الله أن يكون اليوم هو البداية "


و كوبان من النسكافية
و اعتراف بمشكلة اخفاها عنه
خوفاً من رد فعله
و قرار نهائي بإنهاء هذه المهزلة .

و دموع بالعيون
و تسامح يأتي فرحاً .
و يدان لا تفترقان .


- البرج يا أسطى ؟
- برج أيه ؟
- برج القاهرة .. هو فيه غيره ؟


في المقعد الخلفي
لتاكسي يجوب شوارع المدينة
ابتسامات متبادلة
و عيون لامعة
و يدان متشابكتان
و قبلة يطبعها الأخر فوق يده .

أمام البرج ينزلان
قبل الصعود يزيد من ملابسه
خوفاً من البرد في الأعلى .

لا يتعرفان جيدا من أعلى
على معالم القاهرة
التي ترتدي زياً مختلفاً
ربما لأن الوقت ليلاً .

لا يهم .

المهم انهم معاً ..

نسمات الهواء البارد
تدفعهما للالتصاق .
يقترب منه لأقصى الحدود
يشم عطره يبدي اعجابه
يضع يده فوق كتفه
و يضغط برفق
تقف الكلمات عاجزة
عن نقل الكثير من المشاعر .

من الخلف يأتي رجل
في زي العصور الفرعونية
يعطيهم برديتان
مكتوب عليهما
تحليل شخصية كل منهما .

يقرأن السطور
ثم يضحكان .

عندها يتلاشى الناس
و يمتلئ بالرغبة
في انتزاع قبلة منه
يُقدم خوفاً و خجلاً
لا يعترض الأخر .

يُسطرالتاريخ ذكري أبدية
لأول قـُبلة لهما
في هذا المكان الرائع .