12 January 2008

إيســـــاف .. قصة قصيرة




** 1 **
ممددا فوق سريره بحجرته المكونة من سرير و خزانة صغيرة لملابسه و مكتب وضع بالجهة الأخرى من الحجرة أسفل النافذة .. و بجوار المكتب توجد مكتبة مكونة من عدة أرفف تملأها الكتب الكثيرة التى قرأها على مر السنوات و كتب أخرى لم تقرأ بعد حيث تنتظر دورها في القراءة.

ينظر من حين لآخر إلى الساعة المعلقة على الحائط .. السابعة مساءا كما تشير عقارب الساعة .. يريد الخروج لمقابلة صديقه كريم الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده وسط مجموعة من الأصدقاء .. لكنه لا يستطيع الخروج قبل أن تعود أخته الصغرة من الجامعة حتى لا يترك أمه المريضة بمفردها فى المنزل .

ينهض واقفا إثر سماعه صوت الباب الخارجي للشقة يـُفتح .. يستكمل ارتداء ملابسه .. يحضر هديته لكريم من الدولاب .. يتعطر .. يخرج من حجرته .. تقابله أخته التي عادت من قليل و التى ألقت بنفسها فوق الأريكة الموجودة في حجرة المعيشة معبرة عن الارهاق الذى يصيبها دائما بعد يوم طويل من المحاضرات بالجامعة .. تبتسم له .. يبادلها ذلك بعبوس مصطنع .. قائلا لها:

- اتأخرتي ليه ؟
- أنا أسفة والله يا إيساف .. المواصلات كانت زحمة جداً
- يعني ينفع كده أروح متأخر على أصدقائي

تضحك قائلة : لا ما يصحش طبعا .. إنما أيه الشياكة دي كلها ؟ هى إسمها أيه ؟

يحاول أن يخفي ابتسامته: هي مين اللي اسمها ايه ؟
- اللي انت جايب لها الهدية اللي ف ايدك
- ده واحد صحبي عيد ميلاده النهاردة
- يا أبيه !!! عليا أنا الكلام ده ؟ فاكرني صغيرة و لا أيه؟

بأداء مسرحي تكمل كلامها: انه الحب يا أخى العزيز يظهر في عيون العاشقين

- بنت .. عيب الكلام ده.

متظاهرا بالجدية مخفيا ابتسامة و سعادة داخلية : ادخلي يلا لماما شوفيها محتاجه حاجة و لا لاء .. أنا أكلتها و اديتها العلاج بتاعها .

- حاضر يا أبيه .. بس ابقى سلملي عليها
- هي مين دي ؟
- اللي بالي بالك بقى

و تجري سريعا من أمامه .. و يفتح هو الباب ويخرج مبتسما ضاحكا و سعيدا.



** 2 **

اليوم عيد ميلاد كريم ، الذى لم يحتفل بهذه المناسبة منذ فترة طويلة ، فدوما كان وحيداً حزيناً يحيى صراعاته النفسية بعيداً عن الأخرين .. و لكن هذا العام هناك شىء مختلف في حياته حيث لم يعد وحيداً كما كان .. يشعر بالإستقرار النفسي و يغمره الإحساس بالسعادة ، حقاً بدأ يشعر انه يحيى ، أنه إنسان .

قرر كريم دعوة مجموعة من الأصدقاء المقربين له و كان عددهم قليل لشاركوه الإحتفال بعيد ميلاده في تلك الكافتريا التى اعتاد الجلوس .. ربما اراد ان يجعلها شاهداً على سعادتهً بعدما اعتاد الجلوس بها حزيناً يفكر في حياته و صراعاته و اختلافه عن باقي البشر .. بالفعل حضر الأصدقاء داليا و نهى و علي و مصطفى .. و بدأت الصديقتان في تجهيز كعكة عيد الميلاد .. أخبرهم كريم أن يضعوا شمعة واحدة فقط في الكعكة ، و رغم تسأولات الأصدقاء عن سبب ذلك إلا انه تهرب من الإجابة و لم يعطهم تبرير واضح عن سر تلك الشمعة الوحيدة .

كان كريم من النوع المتحفظ في حياته ، لا يحب التدخل في حياة الأخرين الشخصية و لا يحب ان يتدخل أحد في حياته الشخصية ، و على الرغم من ان هؤلاء الأربعة يعتبروا من الأصدقاء المقربين لكريم إلا أن احداً منهم لم يكن يعرف تفاصيل حياة كريم العاطفية .. لكنهم يشعرون بتغير ملموس في حياة صديقهم مؤخراً ، حيث أصبح أكثر سعادة و إقبالاً على الحياة .

بعدما جهزت الصديقتان كعكة عيد الميلاد و إشعال تلك الشمعة الوحيدة بها ، بدأ الأصدقاء في غناء بعض أغاني عيد الميلاد ، و ساد جو من المرح بينهم ، و طلبوا من صديقتهم داليا ان تغني ، حيث تتمتع داليا بصوت عذب .. دائما ما كان يطرب له الأصدقاء ، بالفعل بدأت داليا في غناء تلك الأغنية التى يعشقها كريم حيث أهدتها له .

... وحياتي عندك .. لو كان ليا عندك خاطر
لتراجع قلبك قبل ما يجي اليوم و تسافر ...


** 3 **

داليا فتاة جميلة تتمتع بجمال مقبول و صوت عذب و أخلاق حميدة .. تعتبر داليا من أقرب الصديقات لكريم .. منذ تعارفهما التى كانت زمالة في الدراسة الجامعية و هى تنجذب له عاطفياً و قد حاولت بالفعل أن تلمح له بذلك ، و لكنه لمح لها أنه يحبها كصديقة غالية عليه أو كأخت له و ليس حب عاطفي .. و على الرغم من ذلك فهي لم تستطيع ان تتخلص من تلك المشاعر التي بداخلها نحوه ، مع علمها الأكيد أن كريم لن يحبها الا كصديقة .

و على الرغم من احساس داليا بأن هناك شخص أخر يحبها و يحاول دوماً ان يظهر حبه له بشتى الطرق ، إلا أنها لم تشعر أبدا بأي انجذاب تجاهه .. إنه علي .. كل كلمة يقولها تعبر عن حبه لها .. كل تصرفاته تقول أنه يحبها .. في البداية كان رقيق جداً معها ، دائم التفكير و الانشغال بها و بما تحب و بما تكره و لكن دائما كانت داليا تصده و تعنفه على إهتمامه بها .. لاحظ علي إهتمام داليا بكريم ، فبدأ حبه يظهر بشكل مختلف .. فبدلاً من الإعجاب الزائد بها بدأ يسخر منها و من تصرفاتها .. يحاول أن يجعلها محور قفشاته و ضحكاته .. بدأ حبه لها يخرج بشكل معكوس إنتقاماً منها .. حتى علاقته بكريم تغيرت .. يشعر دائما بالغيرة منه .. بدأ يتكون داخله الاحساس بالكراهية تجاه كريم .. على الرغم من تأكده ان كريم لا يحب داليا .. كثيراً عاتب نفسه على هذا و لكنه سريعاً كان يرجع سبب عدم حب داليا له هو وجود كريم في حياتهم .


** 4 **

يصفق الأصدقاء لداليا بعدما انتهت من الغناء .. يتسأل إبراهيم و هو ينظر الى الكعكة :

- ياله بقى يا جماعة مش هنطفي الشمع قصدي الشمعة ، انا جعت خلاص

يضحك الأصدقاء .. يطلب منه كريم الإنتظار قليلا ، حتي يصل صديقه إيساف فيقول إبراهيم :

- طبعا يا سيدي ، لازم نستنى إيساف ما هو الأنتيم بتاعك و مش بتعمل حاجه من غيره من يوم ما عرفته

إضطرب كريم لهذه الكلمات التي قالها إبراهيم .. و حتى يخفي هذا الإضطراب و تلك الأفكار التى اجتاحته و قلقه من تلك الكلمات التي ربما قيلت بدون قصد و لا تحمل أي معاني اخرى ، اخرج كريم الموبيل من جيبه كي يتصل بإيساف .

كانت المكالمة قصيرة جداً خالية من أي كلمات حميمة .. فقط عرف كريم كم من الوقت باقي على وصول إيساف إلى الكافتريا - خمس دقائق كما أخبره إيساف - و بعدما انهى تلك المكالمة نظر الي إبراهيم و قال له : خمس دقائق فقط و يصل إيساف .. و انه يجب إنتظاره لانه من العيب ألا ننتظره ، و مرة اخرى يطلب الأصدقاء من داليا الغناء و يبدأ صوتها الجميل في إنشاد أحلى أغنيات الحب


** 5 **

يصل إيساف .. يظهر عند باب الكافتريا مبتسما ، يحمل في يده لفافة صغيرة - هديته لكريم .. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي بها إيساف بأصدقاء كريم ، فقد قابلهم مرات كثيرة قبل هذا .. لم يصيروا أصدقاء مقربين و لكنهم أحبوه جداً و كانت علاقته بهم طيبة.. يسلم عليهم و يعتذر عن تأخره ثم يجلس بجوار كريم الذى ظهرت السعادة في عينيه .. يعطيه إيساف الهدية قائلا :

- كل سنة و انت طيب يا كيمو

يشكره كريم و يأخذ الهدية و يفتحها بفضول ، و تظهر علامات الفرحة على وجه كريم قائلا :

- شيكاغو ؟!!! و كمان نيران صديقة !!! الله .. بجد متشكر ليك .. أنا فعلا كان نفسي اقراهم جداُ ، متشكر يا إيساف

يسأله كريم عن سبب تأخره فيجيب بانه تأخر لانه لم يستطيع ترك أمه بمفردها حيث لم يكن هناك سواه في البيت لهذا انتظر حتى وصلت اخته .. إعتذر له كريم و تمنى الشفاء العاجل لها و كذلك فعل الأصدقاء .

و هنا تدخل علي و طلب من كريم ان يطفىء تلك الشمعة التى قد قاربت على الإنتهاء .. بدأ الاصدقاء في غناء اغنية عيد الميلاد ( هابي بيرث داي تو يو ) و سريعاً أطفاء كريم تلك الشمعة الوحيدة في كعكة عيد ميلاده .


** 6 **

إنتقل كريم و إيساف إلى مكان اخر في الكافتريا بعيداً عن الأصدقاء بعدما أخذ قطعتين من الكعكة له و لإيساف .. ينظر كل منهم الى الأخر و هما يتناولا الكعكه ثم ضحكا سوياً فبدأ ايساف بالكلام :

- بتضحك ليه ؟
- مبسوط قوي و مش عارف أعبر عن سعادتي
- يا رب ديماً ، بس أيه السبب ؟
- قاعد مع أحلى إنسان في العالم كله
- في العالم كله مرة واحدة ؟
- عندك شك في كلامي و لا ايه ؟

يضحك ايساف ثم يكمل الحديث :

- على فكرة أنا فهمت ليه التورتة فيها شمعة واحدة بس
- بجد ؟ طيب ليه ؟
- لان دي أول سنة نكون فيها مع بعض
- عندك حق ، أنا حاسس إن حياتي ابتدت من يوم ما عرفتك
- طيب يا سيدي عقبال ما يبقى عندك 100 سنة و احنا سوا
- 100 سنة بس
- كفاية قوي ، دا انت طماع بشكل

يضحك الاثنان ، و يلتفت إيساف حوله و يكمل حديثه :

- كفاية بقى ، احنا قاعدين في مكان عام
- اه نسيت .. قولي انت هتيجي تبات عندي الليلادي ؟
- يا ريت ، بس مش هقدر لإن ماما تعبانه و مش هينفع أبات بره اليلادي
- ( بحزن ) طيب اوكي و لا يهمك
- كريم متزعلش مني أنا متهيالي لازم امشي دلوقتي
- بسرعة كده ؟
- معلش حبيبي
- طيب ، خلي بالك من نفسك
- انت كمان

ثم ينظر له قائلا:
- كريم .. انا بحبك
- و أنا بعشقك



** 7 **

يغادر إيساف الكافتريا تاركاً كريم و الأصدقاء هناك .. ينتابه ذلك الشعور الذي يجتاحه بعد كل لقاء مع كريم ، احساس بسعادة و فرحه و إشتياق منتهيا بحزن عندما يتركه و يرحل حيث يشعر بانه ترك جزء منه خلفه ، كم يشعر بحب كريم داخله ، يشعر انه اصبح جزء منه .

لم تكن حياة إيساف تختلف كثيراً عن حياة كريم قبل لقائهما سويا ، كان هو أيضا وحيداً حزيناً ، يشعر بالخوف و عدم وجود أمل في الحياة . و يشعر بالظلم لانه خلق مثلي الجنس في مجتمع لا يعترف بإنسانية المثليين .. كانت تجتاحه مظاهر الغضب تجاه الدين و الناس و أوقاتاً تجاه الله الذي خلقه هكذا .. الله الذي شرع كل الأديان التي تحرم تلك المشاعر التى لم يختارها .

كان عقله مشغول بحياته و كيف تغيرت بعد حبه لكريم .. اصبح اكتر استقراراً ، بدأ يحب نفسه لأن كريم يحبه ، بدأ يحب الناس جميعاً ، بدأ يري الدنيا من منظور مختلف ، بدأ يكون له هدف في الحياة .. ها هي اخته الصغري تحدثه اليوم عن احساسها بأن الحب يظهر عليه .. كما يظهر على العاشقين .. سألته اليوم عن اسم من يحب .. يتمنى لو كان يستطيع أن يخبر العالم عن اسم حبيبه الذي جعل حياته تختلف .. كم يتمني ان يستقل بحياته في شقة صغيرة يشاركه كريم العيش بها ، إنتفض قلبه عندما تخيل انه يحيى هو و كريم في مكان واحد .

كم يتمنى ان يعترف هذا المجتمع بحبه و علاقته بكريم ، و ان يصبح الزواج بينهم مشروعاً ، و لكن سريعاً يطرد تلك الأفكار عن عقله و يصيح : لماذا أهتم بالناس ، الأهم انني وجدت كريم .. ينظر إيساف إلى السماء ليشكره الله و يتكلم بصوت مسموع قائلا : الحمد لله .

تذكر إيساف كيف كانت علاقته مع الله ، و كيف كان بعيداً عنه قبل كريم .. تقرب إيساف من الله في الماضي طالباً منه أن يغيره ، أن يصلح ذلك العيب الذي خلق به ، ان يجعله يهيم عشقاً بالنساء و ليس بالرجال ، و لكن عندما لم يستجب الله له .. عندما لم يحدث هذا التغير .. بدأ إيساف يعاتب الله و يلومه على ما يشعر به من ألم و احساس بالغربة و الخوف و الوحدة و الأحساس بالدونية حتى أمام اقذر البشر مرتكبي أقذر الجرائم ، و لكن الحال الآن تغير .. عاد إلى الله يعبده و يتقرب له و يشكره لانه هو الخالق و لأن عبادته واجب علينا دون شروط أو طلبات تحدد علاقتنا بالله .. مرة ثانية ينظر إلى السماء قائلا : الحمد لله .

يعبر إيساف الطريق و ما زال عقله مشغول بالتفكير .. و لكن سيارة مسرعة تأتي من بعيد ، لم يراها ﺇيسـاف عندما قرر عبور الشارع ، و قبل ان يلحظها ﺇيسـاف ، جاءت السيارة مثل البرق صدمت ﺇيسـاف الذي ارتفع في الهواء ، و سقط على الأرض فاقدا الوعي .


** 8 **

يسمع كريم و الأصدقاء صوت فرملة السيارة المرتفع خارج الكافتريا ، يجري معظم رواد الكافتريا إلى شرفة الكافتريا المطلة على الشارع ليروا الحادث و بينهم كريم الذي يشاهد إيساف ملقي على الأرض .. ينقبض قلب كريم و تظهر علامات الرعب عليه .. تمر عليه ثواني يشعر كريم أنه غير قادر على الحركة .. إلا انه سريعاً يجري ناحية باب الخروج و يقفز درجات السلم و يتبعه الأصدقاء للخروج الى الشارع .

ﺇيسـاف ملقى على الأرض فاقداً الوعي و ينزف من اماكن متفرقه من جسده ، لا يعرف كريم ماذا يفعل ، يجلس بجواره على الأرض في حالة ذهول ، يمسك يد إيساف ، أراد أن يرفعه من الأرض ليضمه إلى صدره لكنه خاف الناس و تذكر كلمات إيساف له بأنه يجب أن يراعي تصرفاته أمام الناس ، يشعر بالعجز التام ، لا يعرف ماذا يفعل ، فالإنسان الذي أحبه ملقى الآن امامه على الأرض ، يلتف الأصدقاء و الكثير من الناس حولهم يتصل البعض بالنجدة و الاسعاف .. تمر لحظات غير معلومة يقطعها صوت سيارة الإسعاف .


** 9 **

أمام حجرة العمليات التى يوجد إيساف بداخلها ، يقف الأصدقاء و كريم الذى لم ينطق بكلمة منذ وقوع الحادثة ، يبدو على وجه الفزع و الخوف ، و عقله لم يتوقف عن العمل منذ وقوع الحادثة ، لا يستطيع ان يتخيل أن يحيى بدون إيساف ، كيف و لماذا هو ، إن حياته لم تبدأ إلا عندما قابل إيساف .. إنه اليوم يبلغ عامأً واحداٌ كإنسان .. يحاول ان يبعد أي افكار مأثوية من عقله و يقنع نفسه أن إيساف سوف يعود مرة أخرى .. كثيرون يصدمون و يتعرضون لحوادث مشابهة ، و يعودون كما كانوا .. سيعود ، سيعيده الله من أجلي و من أجل أمه المريضة .

و يبدأ كريم في مناجأة الله و الدعاء سراً بأن ينجي إيساف من تلك الحادثة و أن يعود سليماً منها ، حتى يخرج طبيب من الحجرة المجاورة و خلفه شاب يبدوا عليه الخوف و الفزع محاولاً ايقاف الطبيب قائلاً :

- و النبي يا دكتور ، ابوس إيديك ( يحاول حقاً أن يقبل يد الدكتور الذي يسحب يده ) إعمل أي حاجة ، خد الكلية بتاعتي المهم انها تعيش
- يا ابني مينفعش ، خلاص الحالة دي هوبلس كيس ، الكلية توقفت عن العمل و الجسم خلاص اتسمم
- حرام عليك .. هعيش ازاي من غيرها ؟
- يا ابنى الأعمار دي بإيد ربنا ، إحنا مش فى إيدينا حاجة .. روح انت اقعد جنبها و شوفها عاوزة ايه اعمله لها .. اكلها و شربها اللى نفسها فيه .

ينصرف الطبيب تاركاً فارس خلفه يبكي حيث لا وجود أمل في شفاء حبيبته .. يمسح دموعه قبل أن يدخل باب الحجرة التي بها حبيبته .. ينظر الأصدقاء لبعضهم البعض بعد هذا المشهد الذى دار أمام أعينهم و يبدأ ابراهيم بالكلام :

- لا اله الا الله .. واحد حبيبته بتموت قدام عنيه .. ده أصعب موقف في الدنيا

ترد نهى على إبراهيم بتأثر قائلة :

- أه فعلاً ربنا يكون في عونه .. حاجة صعبة جداُ

ينظر كريم إليهم فقط دون كلام .. لا يستطيع لسانه بنطق أي كلمة .. فهو الآن في نفس موقف هذا الشاب .. الفارق بينهم ان ذلك الشاب قادر أن يعبر عن حزنه و خوفه و لهفته تجاه من يحبها .. أما كريم لا يستطيع أن يظهر هذا الخوف و الحزن على من يحب .. ينظر كريم إلى الأرض و يخفي حزنه داخله و يعود لمناجاة الله لينقذ إيساف .


** 10 **

يدخل فارس الى الحجرة حيث ترقد شيماء فوق السرير ، يبدو عليها اﻹعياء الشديد ، يقترب منها مجاولا أن يبدو طبيعياً راسماً على وجهة الابتسامة و يقول :

- على فكرة الدكتور طمني جدا عليكي و قالي ان التحاليل بتقول ان الكلية دلوقتي بقت تمام و انك هتبقى كويسة قريب قوي و انك لازم تاكلي اللى نفسك فيه علشان جسمك يقوي و تخفي بسرعة ، نفسك فى ايه بقى ؟

ترد عليه شيماء و هي تتألم و يظهر الضعف في صوتها :

- أنا عارفة إنك بتكدب عليه ، و ان الدكتور قالك انى خلاص بموت
- انتى ليه بتقولي كده ؟ .. ربنا يخليكي ليا .. انتى متعرفيش انا ممكن يجرالي ايه لو حصلك حاجة .. احنا ما صدقنا ان اهلنا وافقوا على ارتباطنا
- يظهر انى ماليش نصيب انى اكون ليك .. في الأول كانوا رافضين عشان انت مكنتش لاقي شغل و لما لقيت شغل ، اديني اهو بموت

بحزن شديد محاولا اخفاء دموعه يقول : متقوليش كده يا شيماء ، أنا مقدرش اعيش من غيرك ، يا ريت كنت أنا
- بعد الشر عليك حبيبي

يظهر عليها الأعياء اكثر و تسأل : هي ماما فين ؟

- وصلت لحد البيت بتجيب حاجة من هناك و راجعه على طول ، أنا موجود معاكي أهو قولي بس انتي عاوزة أيه و أنا هعملهولك

ثم يقوم فارس بإحضار طبق به بعض التفاح و يقوم يتقطيعه إلى شرائح و يحول ان يطعم شيماء و لكن شيماء ترفض أن تتناول أي شىء


** 11 **

ما زال كريم و الأصدقاء واقفون أمام باب غرفة العمليات التي بها إيساف حيث يحاول الأطباء انقاذه .. تمر الدقائق على كريم كأنها ساعات من القلق و الخوف في إنتظار أخبار عن حالة إيســاف .. يخرج أحد الأطباء .. يسرع الأصدقاء و في مقدمتهم كريم نحوه و يبادر هو بسألهم :

- انتوا اللي مع الشاب بتاع الحادثة ؟

يجب كريم سريعاً :

- ايوة يا دكتور ، هو عامل ايه ؟
- للأسف يا جماعة حالته سيئة جدا .. هننقله في أوضة تانية و تقدروا تشوفوه

ينقبض قلب كريم و يظهر الرعب على وجهه و يحاول ان يخفى هلعه فيلتفت لأصدقائه متسائلاً :

- هو فين الحمام ؟


** 12 **

ينهار كريم تماماً بمجرد أن يغلق باب الحمام خلفه ، و تسيل دموعه التى حبسها امام الناس .. يلتصق بجدار الحمام و يضرب بيديه و يعلو صوت بكائه الشديد .. و تبدأ صور إيســاف في الظهور أمام عينيه .. يتذكر إيساف في أول لقاء لهم عندما أخبره بحبه له .. يتذكر ابتسامته و ضحكته و حتى بكاءه .. يتذكر عندما كان يأخده في حضنه و ذلك الحنان الذي كان يشعر به معه .. يسمع صوت إيساف و هو يغني له بصوته الدافىء الجميل تلك الأغنية التي عشقها بصوته :

... لو تعرفوا بنحبكم و نعزكم كده أد أيه
لتقدروا حتى التراب اللي بنمشي لكم عليه
الحب له احوال كتير ... و حبنا اكبر بكتير
لأنه ده الحب الكبير اللى ما فهش ازاي و ليه ..

يزداد بكاء كريم مع استمرار صوت إيســاف و صورته ، إلى أن يسمع صوت طرقات على باب الحمام .. إنه إبراهيم يقول :

- كريم .. يلا بسرعة إيســاف عاوز يشوفك
- حاضر ثواني

يغسل كريم وجهه بالماء و يخرج من الحمام .


** 13 **

يسير كريم و إبراهيم في الطرقة متجهين إلى الحجرة التي انتقل إليها إيســاف ، و لكنهم و أثناء مرورهم بجوار حجرة شيماء ، يصدر صوت صرخة عالية لفارس ، فقد ماتت حبيبته .


يتدخل بعض الناس لتهدئة فارس و إخراجه من الحجرة .. لكنه يستمر في الصراخ و البكاء على حبيبته التي ماتت أمام عينيه .

يتوقف كريم مكانه لثواني ، فقد إنهارت كل قواه . لا يلتفت لما يحدث خلفه حيث صراخ فارس و الناس التي تسانده .. ثم يكمل مسيرته الى حجرة إيســاف .. يقف امام باب الغرفة ثواني يستجمع فيها كل ما تبقى داخله من قوة و شجاعة لمواجهة الموقف .


** 14 **

يدخل كريم إلى الحجرة .. تفتش عيناه الحجرة سريعاً بحثاً عن أغلى الناس في حياته ، حبيبه إيساف الذي يرقد فوق السرير محاطاً بمجموعة من الاجهزة و المحاليل و مناطق كثيرة من جسده ملفوفة بالشاش .. يلتف باقي الأصدقاء حول السرير صامتين يغلب عليهم الحزن و البكاء .. ينقبض قلب كريم لهذا المشهد الذي به حبيبه .. يشعر بان هناك يد خفيه تمسك بقلبه و تضغط عليه لدرجة الانفجار .. كادت أن تفر الدموع من عيناه و لكنه تماسك و حاول أن يرسم ابتسامه باهته على شفتيه قائلا :

- ايه يا عم إيســاف .. كده تخضنا عليك ؟ ما انت زي الفل اهو .. شوية جروح خفيفة و خلاص .. و هتقوم بكرة زي الحصان .. شوف البنات كلها زعلانة علشانك ازاي .. إبسط يا عم محدش قدك .

قال كريم كل تلك الكلمات بدون أن ينظر لعين إيساف .. كان يتهرب من عينيه .. يتجنب تلاقى عيناهم سوياً .. فهو يعرف انه لن يستطيع الصمود أو التمثيل أكثر من ذلك .. لكن إيســاف يشير لكريم بالاقتراب منه .. يمد يده على شفتيي كريم .. فصمت كريم عن الكلام .. يمسك كريم يده و تنهار تلك الشجاعة التى دخل بها .. ينظر كل منهما في عين الأخر دون أي كلام و كأنهما يتكلمون بعيونهم بدلأ من ألسنتهم .. لم يفهم أي من الموجودين ما الذي يدور .. فقد كان هناك حوار صامت بين كريم و إيساف ، لا يسمعه سواهما .. حيث يقول إيساف :

- انت كويس ؟؟

بحزن شديد يجيب كريم : انا كويس ، المهم انت ؟

- انا بحبك

تنهال الدموع من عين كريم الذى يكمل الحوار الصامت بصوت باكي :

- انا بحبك اكتر
- هتوحشني يا كريم .. خلي بالك من نفسك

يعلو صوت بكاء كريم .. ينزل على يد إيســاف ليقبلها .. في تلك اللحظة يموت إيســاف .. يرفع كريم رأسه عندما يربت أحد الأصدقاء على كتفه و يعلو صوت بكاء الأصدقاء .. ينظر كريم الى إيساف فيجده قد فارق الحياة .. ينهض كريم تاركاً الحجرة ، يخلو وجهه من أي تعبير فقط الدموع التي تسيل من عينيه دون انقطاع ، يسير كريم خطوتين ثم يسقط أرضاً .


27 comments:

Anonymous said...

Sorry Karim I like all of your stories but I find this story silly!! I do not know why,,,I just can not immagine that your story can happen in reality,,,,,

Anonymous said...

صديقى و اخى كريم
القصه صدمتنى جدا و انت الوحيد الى عارف ليه
ليه الحزن و ليه الموت ؟
ايساف راجع انشاء الله راجع
انت وجعت قلبى و خلتنى ابكى
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
داليا

Anonymous said...

بجد ما شاء الله انا لم استطع كتابه التعليق اول لما قراتها من البكاء قصه تحفه بجد ما شاء الله بس حرام عليك حزينه اوى انا بجد متخيل تلك المشاعر ويارب ما فيش حد تنتهى به نهايه ايساف وكريم وتكون النهايه فى الحقيقه سعاده لا نهايه لها
ونفس الشىء ربنا ما يكتبش لحد نهايه شيماء و فارس
وربنا يدينى الناس كلها حب لا نهايه له
بجد ربنا يجزيك كل خير وسعاده وحب ما لهمش نهايه

Anonymous said...

قصه اقل ما توصف برائعه

احساس مثلي said...

اتمنى ان لا يحصل هذا الموقف لاحد
بصراحة القصة مؤلمة ولم استطع اخفاء دموعي

Anonymous said...

كنت قد اشتريت الهدية منذ الامس بعد ان فكرت فيها طويلا، فهذه اول هدية اقدمها بحب حقيقي لأول انسان احببته بعنف و برقة
ا" مش خسارة في كريم 30 جنيه" هكذا مازحت نفسي و انا اشتري الهدية من بائع الكتب
انتظرت حتى اختفى احمرار الشمس الاغسطسية الرهيبة ، كان عجيبا ان يولد كريم الذي يشبه شمس ديسمبر في مثل هذا الجو الجهنمي، و لكنه برج العذراء الذي يأتي في مثل هذا التوقيت المرعب، عليك لعنة الله يا شمس اغسطس و عليك البرد و السلام يا كريم
انتهزت فرصة اختفاء قرص الشمس خلف سحابة عابرة لأتجرأ و اعبر الطريق الى موقف السيارات حيث سأستقل سيارة الى الجنة، الى كريم
عند كريم اصل ، كالعادة ابتسم و يبتسم، و كأننا نحتضن بعضنا بابتسامات متبادلة سرية، هكذا احتضن احدنا الاخر في اول لقاء، و صارت عادة لم نتفق عليها، نحتضن بعضنا بالبسمات
حوار خاطف يدور بيني و بين اصدقاء كريم ثم انفرد بكريم ، كريم الذي لم اكن اتخيل ان يغير حياتي بهذه الطريقة ، ليس هذا التغيير الذي تحدثه مكسبات الطعم في الحلوى، انما هو التغيير الحقيقي الذي تحسه في كب قضمة من حياتك
في الخفاء اختطفت منه قبلة منتهزا فرصة توارينا في ركن الكافيتيريا بعيدا عن الاصحاب و العاملين بها، اعيد على مسامعه ما اعتبره احلى كلمة حب قيلت له:"سخرب بيتك يا كريم" يضحك و يرد " و انت كمان"، و نضحك معا
كان الزمن ضدي ، كعادته عندما اكون مع كريم ، لكن ما باليد حيلة ، و ما كنت اقدر الا على الرحيل من اجل امي المريضة ، يطلب مني كريم البقاء و اعتذر له من وراء قلبي: ماما يا كريم " و ابتسم كريم في اسى ، و كذا انا ،
ا"خلي بالك من نفسك" هكذا قال كريم ، و ضحكت معه على كلمته الاثيرة، ودعت الاصحاب و رحلت
في الشارع امارس عادة السرحان ، فأنا سرحان على الدوام، فما بالكم عندما اكون خارجا من لقاء مع كريم؟؟
لي عادة سيئة و رائعة، فبعد اللقاء الكريم بكريم استعيد كل حركة و لفتة منه ،و اعيد عزف انغام صوته من ذاكرتي لتطربني دائما و تبعث في داخلي التفاؤل و الحب ، الخب الذي شعرت به بالفعل و جعلني اردد: الحب بهدلة، يخرب بيتك يا كريم"ا
سيارة حمقاء ، و قدر احمق الخطى ، و سائق احمق البصر تحالفوا ضد فرحي، فجأة اطير ، و ظننتني اطير من الفرحة، و لكني للأسف اطير كالمذبوح
اعي ما حولب و لا احس الا كريم ، لم اكن احس الالم الا ان روحي كانت تتألم لأني لم اكن اقدر على طمأنة كريم بقولي: و الله انا بخير و مش حاسس بألم"ا
اخذوا جسدي و انا ادور حوله بالأعلى، هل سأموت؟ هل سنفارق؟
اعود فجأة الى جسدي، و تستيقظ مستقبلات الالم فجأة فتشهق نفسي من فرط الألم الذي تخزن منذ بد ء الحادث ليندفع غزيرا من كل اتجاه ثم يهدأ تيار الالم فالمح كريم و ابتسم ، اقبل اصابعي بشفتاي و اضعها على شفتي كريم ... فجأة تظلم الدنيا

لا تسألوني كيف ارسلت الرسالة الان، فبالسماء ما تشتهون ،و لكن ليس بها كريم احاول ان اراسل كريم كعادتنا على الياهو و لكن الكمبيوترات هنا لم تدخل الياهو الى نظامها ، فالماسنجر هنا هو من شركة باراديس ، اطلب من كريم ان يحاول شراء هذا الماسنجر بأي شكل ليراسلني عليه،و سأحاول عقد مفاوضات مع ملاك التكنولوجيا مايكروسوفتيل ليستبدل جهاز الدي في دي بماسنجر ياهو من احدث اصدار ، و يعدني هو يالنظر في الامر ، و يبكتني على اني لم احب كريم اكثر ، اذن لفزت بمزيد نم الحسنات التي كانت كافية لنقلي الى مرتبة اعلى من الجنة يتوافر بها الياهو ، ول كني في الانتظار ، و اتمنى ان يوافقوا عليه
ملحوظة: يا كريم، تيته بتسلم عليك و كانت عايزة تقولك: زين ما اخترت يا ولد

Anonymous said...

يا بختك يا سى كريم بايساف انا مش بحسدكوا انا بقر بس
هههههههههههههههههههههههههههههههه
ربنا يخليكوا لبعض
وان شاء بعد عمرا طويل تموتوا مع بعض وتدفنوا مع بعض والجنه ان شاء الله يارب مع بعض

Anonymous said...

سجيين الوعد


الغاااااااااااااااالي جدا جدا جدا



على قلبي كريم


يامالك الاحساس المرهف


وشوق لحبيب ابدي ينزف




السلام عليكم


ومن الحزن ينجيكم

وفي دنيانا يبقيكم

لتنشر ياكيمو الحب والسلام

وتبدد بنورك كل ظلام

ويزيح ربي عنك الالام

ويبعدك ربي عن كل شر وملام


حقيقه بل في صميم الحقيقه انت راااااااااااااااااااااااااااااااائع

راااااااااااااااااااااااااااااااائع

راااااااااااااااااااااااااااااااائع

جدا جداجدا ومبهر وشاعري ورومانسي

وحساس وكاااااابت لمشاعر صادقه ومليئه

بالحب والحنان والدفء

قصتك بل بدايتك "ايساف" روعه على

روعه هي عبره لك ولغيرك ان هذه الحياه

ليست على هوانا ولسنا نحن نسيرها كيف

نشاء بل هي تقدر لنا الاقدار وتحجب عنا

الاختيار



الكلام لاينتهي والمشاعر تنزف من قلمي

نزفا ولكن ياكريم عذرا كل كل البلاغه

لاتنجدني حتى اعبر لك عن كل الاسى والحزن

في قصتك مع "ايساف"

وفي النهايه اقول لك ياكيمو


لااااااااااااااااااااياس مع الحياه

ولاااااااااااااااااحياة مع الياس


لولا الاماني والامل


لما ارتقت النفوس القمم




طابت بالخير والسعاده ايامك

Anonymous said...

كريم القصة جميلة ومرهفة ورقيقة ان كانت نهايتها نهاية تقليدية مصرية وان كانت تحتمل الرمزية فى سيناريو النهاية ولكن التعليق الذى قام به ايساف بعد القصة فى الحقبقة اصابنى بصدمة لان فى سياق القصة كانت شخصيته رقيقة حساسة شفافة اما فى التعليق فكانت ساخرة قاسية
ارجو الا تتعتبر هذا نقد ولكن اعتبره حوار بيننا
سعدت جدا للقصة وكنت متلهفا لقراءاتها مبروك علينا الكاتب القصصى كريم مع خالص تحياتى
ابو عمر بيدو

kareem azmy said...

توضيح بسيط
هذه القصة ليست قصة حقيقية بل هي من وحي خيالي
******
اما صديقي الغالي احمد الذي كتب تعليق باسم ايساف ... بجد بجد انا ضحكت قوي .. تعليق رائع
و محاولة جيدة لتخفيف حدة الحزن في القصة بأكمال احداثها بهذا الشكل الكوميدي
شكرا ليك

****

شكرا لك اصدقائي الذين قرأوا القصة و تركوا تعليقاتهم

Anonymous said...

ابكيتنا ياكريم
كم انت رقيق
اتمنى ليكوا طول العمر

Heart Beat said...

صديقي العزيز كريم

القصة جميلة جدا و بها معاني الحب الجميل

في جملة بتقول

انا مش خايفه من الموت

انا خايفه لاني مش هاشوفك تاني


يارب اي اتنين بيحبوا بعض زي الابطال في قصتك يا كريم يكونوا دايما مع بعض و حتى الموت مايفرقهمش

Anonymous said...

Dear Karim,

i had to scream at my friend who forwarded the link to me and ask him "WHY" why did you send me such a sad story? i tried to invite him to look at the bright things in life, and his answer was that such things also do happen, and i guess he is right and we can't just pass by them and ingnore them.

and after a second though i am guessing that your intention wasn't the drama and the tragedy of the death but the fact that emotions unexpressed can be a killer. not just in this situaiton but anyone who has a feeling that can not express suffers almost the same way with different intensity.

makes one think, and ask oneself am i allowing people around me to express their feelings? do i give them room to do so? or am i a wall and heavy stone on their heart that one day they will have to faint outside Isaf's room.

Thanks Karim
Hamada

kareem azmy said...

نعم يا صديقي
emotions unexpressed can be a killer
عبر فارس عن حزنه بكل ما لديه
اما كريم لم يستطيع ذلك


اشكرك على تعليقك

Anonymous said...

لو فيه جايزة نوبل للقصه القصيره يبق تستحقها عن جداره يا كريم والله يسامحك

أحمــــــــدبــــــــــلال said...

welcom back
حمدالله على السلامة يا كيمو

للأسف القصة لم تعجبنى تقليدية جداً من ناحية الاحداث
و ركيكة جداً من ناحية الاسلوب و المشاعر سطحية جداً
للأسف لم أستطع معرفة الابطال اكثر أو مقدار حبهم أكثر لأتأثر بموت احدهم

بس على العموم مرحبا برجوعك

Anonymous said...

عزيزي كريم
لي كل الحزن والالم والوجع دا
وسبحان الله
هو انا برضو حالتي النفسية تعبانة
والقصة زادت حالتي سوء
اخخخخخخخخخخخ
ذكرتني بالمسلسل الكوري الرائع
(قصة حب حزينة)
نهاية القصة كانت بموت الحبيب وهو ينظر الى حبيبتة
اتمنى ما تكون هيك نهاية قصتك
لانة انا المسلسل دا بكاني ووجعلي قلبي وتعبت نفسيتي
كيف بقصتك
هتزيد حالتي سوء
وبرضو الشخص الي اعتقدت بحبني تخلى عني وفضل الانفصال بحجة يريد الزواج من فتاة.
نفسي افهم هي المصائب والاوجاع بتنزل كلها مرة وحدة كدا ومش بتكون بالتقسيط لي
ربنا يهدينا

wafaa said...

قصة جامدة
بس جرعة الحزن مضاعفة يا كريم, فى نظرية فى علم النفس بتقول : اننا مش بنبكى عشان احنا زعلانين ولا بنضحك اما نكون فرحانين , احنا بنزعل اما بنبكى وبنفرح اما بنضحك المخ بيفهم المشاعر معكوسة
وده الى حد ما صح , لأنى فى بداية قرأتى لقصتك كنت فرحانة ومتفألة خير ببداية اليوم وصلت للنهاية وانا بتفكر وفاة انتيمتى ادام عنيا , بس فعلا قصة جميلة فى الكلمة والمعنى

Anonymous said...

كريم انا مش هقدر اجد الكلمات التى اشكرك بها على ما غيرته داخلى من مشاعر كلماتك جعلتنى اشعر اننى ليس وحيدا بهذا العالم وان هذا الحب سجين قلبى ليس عيب فهو حب بكل ما تحمله الكلمة من معانى , تشكرك احسيسى ومشاعرى قبل كل شى يشكرك قلبى فى كل نبضة له ولكنى اطلب منك طلب وحيدا ان تصلى الى الله ان يجعلنى اجد شخص احبه ويحبنى شحص اودعه حبى ومشاعرى ويكون امين عليها فانا محتاجه كثيرا احتياج الصحراء للماء واشكر ناس كلها االلى هنا فى المدونة واتمنى ان تقبلونى بينكم فانا الان لا ادخل النت الا من اجلكم وانهل من عطر مدوناتكم فهى المتنفس الوحيد لى فيها اجد نفسى فانا احب الحب واطلب من الله ان يعطينى الحبيب ,
ايهاب

romeo said...

عزيزى كريم
لية الحزن الكتير اللى مغلف كتاباتك وخواطرك
انا متخيل انك عانيت كتير
بس حاول تطلع من دايرة الحزن دى
القصة جميلة اوووى
وفى منتهى الروعة
ربنا يارب
مايسيئنا فى احبابنا واعز الناس لينا
تحياتى لك ياكريم
روميو

Anonymous said...

كيمو بجد القصه روعه هي حزينه اوي و خالتني دمعت بس تشد الواحد و هو بيقراها و تسلسل الأحداث كل حاجه فيها
بجد اسلوبك جميل و سلس ياكيمو

ربنا دايما يسعد كل اوقاتك و يهنيك
:)

مصطفى محمود said...

عود احمد يا كريم



قصتك جميلة بس نهايتها مأساوية كدة لية ؟ وعلى فكرة الاسلوب اللى كاتب بية القصة ينفع لكليب او فيلم قصير اكتر منها رواية .

تحياتى

Anonymous said...

انا ال مره ادخل مدونتك لفت نظرى عنوانها اوى ولما دخلت وابتدىت اقرا اسلوبك مش شد عقلى وبس لا ده شد كل كل حواسى استمريت فى القراه فى صمت حتى اوشكت على الانتهاء لم يجد من حولى سوى دموع تسيل في صمت وبعدين فوجءت انها قصه قصيره ولكنى استمريت في الزهول بس المره دى من نجاحك فى قدرتك على الاقناع بجد ربنا يوفقك بس ارجوك حاول تخلينا فى سعاده شويه وانا واثقه انك هتقدر اسفه انى طولت عليك

Anonymous said...

يااااااااااخبر ابيض يا كريم
انت خضتنى بجد عليك وزعلتنى جدا من القصه
وفرحت جدا لما عرفت انها مش حصلت معاك
ربنا يسعدك ويهديك للخير دايما يارب

مريم عبد الله

Anonymous said...

علي فكرة انا بجد اتخضيت وافتكرت ان بجد وزعلت جدا ودمعت وفرحت موووت لمى عرفت انها خيال

Unknown said...

انا كنت فاكرها بجد وزعلت جدا ودمعت والله
بس فرحت جدا جدا
لم شفت في التعليقات انها قصه مش حقيقه

ابن النهر والجبل said...

ما شاء الله عليك يا كريم بجد مجنناني كتاباتك وقاعد اقر فيها من اسبوع كل يوم من اولما اصحي الصبح وحتي الليل بجد طريقتك رائعه في سرد الاحداث وان كنت اشك ان في حد ممكن يحب كده مثل ايساف او حد يخاف علي حبيبه مثلك بس بصراحه لو حبيبي مثل الولد اللي في الصوره كنت عملت كده واكتر
انا الفتره دي بعيش اكتر مراحل حياتي استقرار وهدوء ويمكن السبب في كده اني مش بحب حد اليومين دول
بس علي فكره الموسيقي كئيبه زياده عن اللزوم

Post a Comment

اشكرك على إهتمامك وتعليقك .. والإختلاف في وجهات النظر شئ مقبولة ما دام بشكل محترم ومتحضر .. واعلم أن تعليقك يعبر عنك وعن شخصيتك .. فكل إناء بما فيه ينضح .